1- قـَالَ أبُو إسْحَــاقَ فيْ البـِدايـةِ
بِحَمْــدِ رَبِّـيْ أبْتَـدِيْ مَنْظــومَتـي

2- مُصَلِّيــًا عَلَى النَّبـيِّ الهَاشِمِي
وَالآلِ والصَّـحْبِ ذَوِيْ الْمَكَارِمِ

3- وَهَــذهِ مَنْـظُــــوْمَ ةٌ مُيَسَّـــرَةْ
أَلـْفَـاظُهَـا جَـامِـعَــةٌ مُخْتَصَرَةْ

4- ضَمَّنْتُها أَسْمَــاءَ ذِيْ الجَـلَالِ
تُقَــرِّبُ الْـمَعْــنَى بِـلَا إِخْــــلَالِ

5- فـَـأسْـــألُ اللّهَ تَكُـوْنُ نَـافِـعَـةْ
وَفِيْ المَعَـادِ مِنْ عَذَابٍ شَـافِعَةْ

6- لِـيْ وَلــِـكـُلِّ قَــارِىءٍ وَسَـامِـعِ
وَكَــاتِبٍ وَنـَـــاشِرٍ وَطَــابِـعِ

7- وبَعْـــــدُ : فَــــاعْـلـَمْ أنَّ لِــلْإلَــهِ
حَـقــًّــا فـَـعَـنْــهُ لَا تَكُــــنْ بِـلاهِ

8- أَوْ غَــافِــلٍ فَــإِنـَّهُ التَّـوْحِــيـْ ـدُ
عَلَـى الْعِبَــادِ وَاجـِـــبٌ أَكِيـْـــدُ

9- أَنْ يَعْلَمُــــوْا أنْ لَا إلَـــهَ يُعْـبَـدُ
بِـالْحِـقِّ إلَّا مَنْ لَهُ التَّـفَرُّدُ

10- فِيْ الخَلْقِ وَالمُلْكِ وَفِيْ التَّدْبِيْرِ
جَــلَّ عَنِ الشَّــــرِيْكِ وَالـْــوَزِيْر ِ

11- كَـذَا اعْرِفِ الرَّحْمَنَ جَلَّ وَعَلَا
أَسْمَــاءَهُ الحُسْنَى صِفَـاتِهِ الْعُلَى

12- أسْمَــــاؤهُ سُبْحَــانَهُ مُفضّلَــةْ
تَضَمَّنَتْ مِنْ كُــلِّ وَصْـــفٍ أَكْمَلَهْ

13- لَهَا الْكمَـالُ دُوْنَ نَقْصٍ يُحْتَمَلْ
بِهَا جَمَــالُ اللَّفْظِ وَالْمَعَــانِي ْ حَلْ

14- وَكُلـُّهَـا جَـاءَتْ عَلَى الحَقِيْقَـةْ
لَكـِـنَّهــَـا لا تُشْـــبِهُ الخْــَــلِيـْق َةْ

15- فـَـــلا تَـكُــنْ لِكُنْهِهـَـا مُكيِّــفَـا
كَـلَّا وَلَا لِلَفْظِهـَـــا مُحَرِّفَــــا

16- أَوْ لِـلْـمَـعـَـان ِـي ثُـمَّ لَا تُـمَـثِّـلِ
وَجـَـــانبِ التَّــأْوِيْلَ لَا تُعَطِّــلِ

17- وَمُرَّهـَـا كَمَـــا أَتـَـتْ صَرِيْحَـةْ
بِكُـلِّ مَــا تَعْنِيْ مِنَ الفَصِيْحَــةْ

18- وَلَا تُـسَــــمِّ اللهَ بـِالْـعُــقُــ وْلِ
بِقَــوْلِ مُــفْتَرٍ وَلَا جَــهُــوْلِ

19- فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُســمَّى مُطْـلَـقَـا
إِلّا بمَــا كَــانَ الدَّليـــْـلُ نَطَقَـــا

20- كَذَاكَ مَا أُطْلِـقَ مِـنْ بَـابِ الخَبَرْ
مِثْلُ القَــدِيْمِ لَيــْسَ بـِاسْمٍ يُعْتَبَرْ

21- فَلا تَكُنْ لِمَــا أقـُوْلُ جـَاحِــدَا
وَلا بـِـأسمَـــاءِ الإلَـــــهِ لاحِــدَا

22- فَهَــذِهِ الْعَقِيـْـدَةُ الصَّـحِـيْحَـة ْ
فـافْهَـمْـهَـا فَهْـمَ سَـالِمِ الْـقَرِيْحَةْ

23- وَاعْلَمْ: بِمَـا قَدْ صَحَّ لَا مَحَـالَـةْ
مِنْ وصْفِ قَوْلِ صَاحِبِ الرِّسَالَةْ

24- بِــــأنَّ لِلّهِ مِــنَ الْأَسْــمَــاء ِ
تِسْــعًا وَتِِسْـــعِيْن َ عَلَى السَّـوَاءِ

25- ويَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ أَحْصَـاهَا
وَبَعْضُهُم بِالحِفْظِ قـَدْ رَوَاهَـا

26- ولَـــيْسَ هَـــذَا بِدَلِيـْـلٍ أَنـَّهَـا
مَحْصُـورَةٌ فِيْ الـْعَددِ لَـكِنَّهَـا

27- كَثِيْرةٌ وَالفَضْـلُ فِيْ هَذَا الْـعَـدَدْ
عَلَـى الصَّـحِـيْحِ فَبِهِ النَّصُّ وَرَدْ

28- لِذَا جَمَعْتُ مِـنْ صَحِـيْحِ السُّنَّةْ
وَمُحْـكَمِ الآيـــَــاتِ أرْجُــوْ الْجَنَّةْ

29- مِئَةْ (بفَضْــلِ اللّهِ)غَـيْرَ وَاحِـــدِ
فـلَا تَكُـنْ عَنْ حِفْظِهَـا بزَاهِـدِ

30- أوَّلُهـــَا (اللهُ) وَهَــذَا الْأعْـظَــمُ
فِيْ مَذْهَبِ الجُمْهُورِ قَوْلٌ يُفْهَمُ

31- وَأَصْـلُهُ (الْإِلَهُ) فِـيْ التَّحْـقِيْـقِ
سُبْحَانَـهُ المَعْـبـُوْدُ بالتَّصْـدِيْقِ

32- هـوَ (الرَّحِيْـمُ) ربُّنَا (الرَّحْمَنُ)
ذُوْ الرَّحْـمَـةِ كَمَـا أتَـى القُرْآنُ

33- وَرَحْـمَةُ الرَّحْـمَنِ مِنْ صِفَـاتِهِ
لَـكِــنَّهــَا قَــائِــمَـــة ٌ بِـذَاتِــهِ

34- أَمَّـا الَّتيْ مِنَ اسْـمِهِ الرَّحِـيْـمِ
تَعَلَّـقَتْ بِالْفِـعْلِ وَالمَرْحُـــوْ مِ

35- (المُـؤْمِــنُ) مُصَــدِّقٌ لِرُسْــلِهِ
مُـؤَمِّــنٌ لخَـلْـقِـــهِ بِـعَـدْلِــهِ

36- سُبْحَــانَهُ عَمَّ العِبَــادَ أمْنُــهُ
وَوَعْـدُهُ صِـدْقٌ عَـظِــيْـمٌ مَنُّهُ

37- (مُهَيْمِنٌ) عَلَى الْعِبَـادِ يَرْقُـبُ
أَعْمَالَـهُـم يَشْـهَدُهَا لا يَعْزُبُ

38- عَنْهُ تَعـَـالَى دِقُّـهَــا أَوْ جُلُّهَـــا
وَتُحْفَظُ إِلـَى الْكِتَابِ كُلُّـهَـــا

39- كَذَاكَ قِيْــلَ : أَصْلُـــهُ مُؤَيـْمِـنُ
فـَهُـوَ الْأَمِينُ رَبُّنَـا وَالمُـؤْمِـنُ

40- وَقــَائِمٌ يَرْعَى شُؤوْنَ خَـلْقِـهِ
كِتَابُـهُ مُهَيـْمِـنٌ بِصِــدْقِـهِ

41- (مُتْكَبِّرٌ) جَــلَّ عَـنِ الـْخَلائِقِ
وَكُلِّ وَصْــفٍ لَمْ يَكُنْ بـلَائِـقِ

42- (الأوّلُ) فَلَيْـسَ شَـيْءٌ قبْـلَهُ
(الآخِـرُ) فَلَيْـسَ شَـيْءٌ بَعْدَهُ

43- (الظَّاهِرُ) وَ (الـبَاطِنُ) فَـإِنَّهُ
لَا شَــيْءَ فَوْقَهُ كـَذَاكَ دُوْنَـهُ

44- (القَابِضُ) وَ(البَاسِطُ) ذَانِ مَعَا
فِيْ الذِّكْرِ حَتْمٌ وَاجِبٌ أنْ يُجْمَعَا

45- فيبْسُــطُ وَيقْبِــضُ إِحْــسَـانَـهُ
كَمَـا يَشَــاءُ رَبُّنَــا سُبْحَــانَـهُ

46- مِثْلُهُمَـــا (المُقَــدِّمُ) (المُؤَخِّرُ)
بحِـكْمَةٍ فِـيْ كـلِّ شَـيْءٍ تَظْهَرُ

47- فمَــنْ يشَــــأْ قَــدَّمَــهُ بفضْــلِهِ
وَمـَنْ يَـشَــأ أَخَّـرَهُ بِـعَــدْلِــهِ

48- (الْخَــالِقُ) الْمُنْشِـئُ للْخَــلَائِقِ
جَمِيعـِهِم بِـلَا مِثَـالٍ سَابِقِ

49- وَهـَــذهِ الأكْـــــوَانُ وَالآفَــــاقُ
شَــاهِـدَةٌ بِــأَنــَّهُ (الخَــلَّاقُ)

50- (الْبَــارِئُ) المْـُـــوجِـــ دُ لِلْبريّةِ
(مُصَـوِّرُ) الْأَشْكَـالِ وَالْكِيـْفيَّـ ةِ

51- سُبْحَـــانَهُ المُنَزَّهُ (السَّــــلَامُ)
عـَنْ كُـلِّ عَيْـبٍ ظَنَّـهُ الْأنـَامُ

52- كذَلِكَ (الْقُدُّوسُ) وَهوَ الطَّـاهِـرْ
عَـنْ كُـلِّ نقْـصٍ مُخْتَفٍ وَظَـاهِرْ

53- وقِيْلَ: أيْ : مُبَـارَكٌ سُبْحَـــانَهُ
تَبَـارَكَ اسْــمُـهُ وَجَـلَّ شَــانُهُ

54- وَمِثلُهُ (السّــبُّوحُ) فِيْ التَّنْزيْهِ
عَـنْ كُـلِّ شَـيْءٍ لَا كَمَـالَ فِيـْهِ

55- وَ(الطَّيِّبُ) المُنزَّهُ المُقَــــــدَّ سُ
لَا يَقْبـَـلُ الشَّـيْءَ الَّذِيْ يُدَنَّسُ

56- بِالخُبْثِ مِنْ قَوْلٍ وَمِنْ فِعَــالِ
ويَقْبَــلُ الْـطيَّـبَ كَـالْـحَــلَال ِ

57- (الْقَــادِرُ) (الْمُقْتَدِرُ) (الْقَدِيْرُ)
لَا يَـعْـتَرِيْ تَقْـدِيْرَهُ التَّقْصِـيْرُ

58- ذُوْ الْقُدْرَةِ، (الْقَــوِيُّ) ذا مَعْنَاهُ
لَيـسَ لَهُ فــيْ الْقُــوَّةِ أشْبَــاهُ

59- سُــبْحَــانَهُ لَا غَــــالِـبَ لِأَمْرِهِ
وَهَكَـذَا لَا مَـهْرَبَ مـنْ قـَهْرِهِ

60- ذُوْ الْقُوَّةِ (الْمَتِيْنُ) لَيْسَ يَتْعَبُ
وَهـوَ الشَّـدِيْدُ بَأْسُـهُ لَا يُغْـلَبُ

61- لَا يَغْلِـــِبُ اللهَ (الْعَزِيْزَ) غَــالِبُ
وَلَا لَــهُ رَبــِّيْ يُـرَامُ جَـانِبُ

62- كَذَا الشَّرِيْـفُ رَبُّنَـــا الْجَلِيْـلُ
ذُوْ الْـعِــزّةِ لَيـسَ لَـهُ مثِيْـلُ

63- سُبْحَانَهُ (الْجَبَّـــارُ) مَنْ بِقَهْرِهِ
عِبَــادُهُ قَـدْ أُجْــــبِرُوا لأمْرِهِ

64- وَمَنْ غَدَا مِنْ خَلــقِهِ ذا حَسْرةِ
سُبْحَــانَهُ يَجْبُرُهُ مِـــنْ كَسْــرَةِ

65- وَقَدْ أتَــى تفْسِيرُهُ بِالْــعَــــال يْ
منْ قَــوْلِــهِمْ جَبَّـارَةٌ لِلْعَـــالِيْ

66- مِنَ النَّخِيْـــلِ عَنْ يَدِ التَّنَـــاوُلِ
وَرَبُّنـا (الْمُعْـطِيْ) لِكُلِّ سَــائِلِ

67- يُعْطِيْ العَطـَـاءَ ربُّنا مِنْ سَعَتِهْ
وَ(الرَّازقُ) اللَّهُ الَّذِيْ بحِـكْـمَـتِهْ

68- يُقسِّمُ الرِّزْقَ عَلَى الْخَـــــلَائِ قْ
وَكُـلِّ عَـبْدٍ مُـؤْمِـنٍ وَفَـاسِـقْ

69- وَذَا يُسَــــمَّى الرِِّزْقُ للْأَبــْـدَانِ
وَالرِّزْقُ لِلْـقُــلُـوْب ِ رِزْقٌ ثَـانِ

70- لِكَــثْرَةِ الرِّزْقِ أَتـَــى (الرَّزَّاقُ)
عَـمَّـتْ جَـمِـيـْعَ خَلْـقِـهِ الأرْزَاقُ

71- نِــعْمَ (الـْوَلِِــيُّ) رَبُّنــَــا الإِلَــهُ
فَخَـلْـقُــهُ لَيْـسَ لَـهُــمْ سِـــوَاهُ

72- بفَضْــــلِهِ تُيَسَّـــرُ المَنَــافِــــ عُ
وَقَـاهِــرٌ كُـلٌّ إِلَيْــــهِ رَاجِـــــعُ

73- ونــَــاصِرٌ لِـكُـــــلِّ مَـــنْ وَالَاهُ
فَـمَـنْ يَـكُـنْ وَلـِـيَّــهُ كَــفَـــاهُ

74- كُـــلَّ الأُمُـورِ وَكَـذَاكَ (المَوْلَى)
لِلْـمُــؤْمِــ نِـيــْـنَ رَبُّنَــا تَــوَلَّــى

75- وِلَايَةً قَدْ خَــصَّـهُمْ سُبْحَـــانَهْ
بِحِـفْـظِـهِ وَالنَّـصْـرِ وَالْإِعَـانَهْ

76- أَمَّــــا (النَّصِيْرُ) رَبُّنــَـا المُؤيِّدُ
بِنَـصْـــرِهِ عِبَــــادَهُ يُسَــــــدِّدُ

77- (الْعَـالِمُ) (الْعَلِيْمُ) لَيْسَ يَخْرُجُ
عَـنْ عِلْـمِـهِ مَا يَلِـجُ أَوْ يَعْرُجُ

78- فيَعْــلَمُ سُـبْحَــانَهُ مَــا كَـانَــا
وَكُــلَّ أمْرٍ لَمْ يَكُــنْ لَوْ كَــانَـا

79- كَيْفَ يَكُـونُ ، هَكَـذا بِكُــلِّ مَــا
سَـوْفَ يَكُــونُ يَعْلَـمُ اللّهُ كمَــا

80- أحَـاطَ عِلْمًــا جَــلَّ بِــالْأكْوَانِ
وَعَـالِـمٌ لِلــسِّــرِّ وَالْإِعْــــلَ انِ

81- كَذَا (الْخَبِيْرُ) عِنْدَهُ قَدِ اسْتَوَتْ
ظَـوَاهِرُ الْأُمُـوْرِ وَالَّتـِـيْ خفَـتْ

82- أَمَّا (اللَّطيْفُ) مُدْرِكُ الْخَفَـــايَا
بِلُـطْـفِـهِ يُعْــطِـيْـكَـ هَـا الْعَـطَـايَا

83- هُوَ (الْحَفِيْظُ) ربُّنـَا (الرَّءُوْفُ)
فـِيْ حِــفْـظِـهِ جمَِيعُـنَـا نَطُوْفُ

84- يَحْفَظُنـَا سُــبْحَـانَهُ مِنْ ضَيْعَةِ
برَأفَةٍ هِــــيَ أَشَـــــدُّ الرَّحْــــمَةِ

85- وَيحْــفَــظُ الْـكَـوْنَ مِــنْ الزَّوَالِ
كَـذَاكَ مَــا لِلْعَبْــدِ مِــنْ أَعْمَــالِ

86- سُبْحَـانَهُ يـَحْفَـظُهَــا خَـيْرًا بِشَرْ
وَكُلُّ شَيْءٍ فِـيْ كِتـَابٍ مُسْتَطَرْ

87- أَمَّــا (الْمُقِيْتُ) ربُّنــا فَالْمُقْـتَدِر ْ
كَذَا الْمُجَـازِيْ وَالْحَسِـيْبُ قَدْ أُثِرْ

88- عَنْ بَعْضِهمْ وَهَكَذَا بِالـشَّـاهِــد ِ
وَبِالحَـفِــيْ ـظِ قَــالَ غَيْرُ وَاحِـــدِ

89- كَــذَا يُقِـيْتُ خَلْــقَهُ عَزَّ وجَـــلْ
جَمِيْعَهُمْ بِـحِـكْـمَـةٍ مِـنْهُ فَسَـلْ

90- رَبًّــا مُقِيْتًــا طَــــالِـبًــا لِرِزْقِـــهِ
وَكُنْ رَفِيـْـــقًـا بَيْنَ كُــلِّ خَلْــقِهِ

91- فربُّكَ (الرَّفِيـْـقُ) يُعْطِيْكَ عَلَــى
ذَاكَ الثَّـوَابَ وَالْجَزَاءَ الأكْـمَـلَا

92- وَرِفْقُهُ فـِيْ شَرْعِهِ قَــــدِ انْدَرَجْ
حَتــَّى غَـدَتْ أَحْكَـامُهُ بِلَا حَرَجْ

93- كَـذَاكَ لَوْلَا رِفْقُـهُ حَــلَّ بِنَــــا
سُبْحَـانَهُ أَهْلَـكَــنَــ ا بِذنبِّنـَـا

94- كَمْ يَمْحُوَ (العَـفُــوُّ) مِــنْ زلَّاتِ
وَيُنْــعـِمُ (الْغَنِـيُّ) مِـنْ خَيْرَاتِ

95- لَهُ الغِنَـــى سُــبْحَـــانَه ُ بِذاتِـهِ
وَلَا غِنَـى لِلْخَـلْـقِ عَـنْ خَيْرَاتِهِ

96- كَذَا (الْحَمِيْدُ) ربُّنَـــا الْمَحْـمُـودُ
مِـنْ خَلْقِهِ عَلَــى الَّــذِيْ يَجُــوْدُ

97- فَــالْحَمْـدُ لِلّهِ عَلَـــى الْأحْــــوَالِ
جَمِيْعِهَـا ، كـَذَا عَلـَـى الْكَــمَــالِ

98- هُوَ(الْحَيِيُّ) يَسْتَحِيْ مِـنْ عَبْدِهِ
إِذَا دَعَــاهُ يَسْــتَحِـيْ مِــنْ رَدِّهِ

99- فيَسْـتُرُ (السِّـتِّيرُ) كُـــلَّ عَيـْـبِهِ
وَيغْـفِرُ (الْغَــفُـــوْ ُ) كُـــلَّ ذنْبِّهِ

100- وَإِنْ أتَـــى مِــنْ مُـذْنِبٍ تَكْرَارُ
وَاسْـتَـغْــفَ رَ فَرَبُّنـــَا (الْـغَـفَّــار )

101- سُبحَـانَهُ (الْحَلِيْمُ) لا يُعجِّـــلُ
عُـقُـوْبَةً لِـعَـبْـدِهِ بَلْ يُـمْـهِـلُ

102- (الْأَكْرَمُ) اللّهُ (الْـكَرِيْمُ) يَمْنَـحُ
بِجُـوْدِهِ الْـخَيْرَ وَذَنـْبــًا يَصْفَـحُ

103- وَفَسَّرُوهُ بـالْعَـزيْزِ فَــاعْــلَــمِ
فَـمَـنْ يُهنْهُ مَالَـهُ مِـنْ مُـكْـرِمِ

104- (الْقَاهِرُ) (الْقَهَّارُ) كُلٌّ خَاضِعُ
لِـحُكْـمِهِ لَيـسَ لَهُ مُــمَــانِـعُ

105- سُبْحـَانَهُ فَوقَ الجَمِيْعِ قـَـاهِرُ
لِأنــَّهُ حَــيٌّ عـَــزِيـْـزٌ قـَـــادِرُ

106- مِنْ قولِهِمْ: دَانَ أتَـَى (الدَّيّـَّانُ)
لِحُكْمِـهِ كُـــلُّ الْعِــبَـــادِ دَانُوا

107- وَبـِالمُجَازيْ مِنهُمُ مَـنْ فَسّرَهْ
بِمَـا سَعـَى الْعَبْدُ وَرَبّيْ سَطَّرَهْ

108- فـِـيْ كُتُبٍ ، فـَـلا يُضِــيْعُ عَمَلا
لِعَــامِـلٍ دُوْنَ جَزَاءٍ هَمَلا

109- (الْوَاحِدُ) سُبْحَانَهُ اللَّهُ(أَحَدْ)
لَيْـسَ لَهُ صَــاحِبةٌ وَلَا وَلَــدْ

110- مُنْفَرِدٌ بِلا شَــبِيْهٍ أَوْ سَـمِـــيْ
وَمَالَهُ كُفؤٌ بِشَـيْءٍ فَـاعْـلَــمِ

111- كَذَلِكَ (الْوِتْرُ) الَّذِيْ لَيْسَ مَعَهْ
مِنْ أحَدٍ سُــبْحَانَهُ فيشْـفَـعَهْ

112- وَ(الصَّمَدُ) هُوَ الَّذِي صِفَــاتُهُ
كَــامِـلَـةٌ ، كَـــثِــيــْرَ ةٌ خَيْرَاتُهُ

113- فِـيْ حَـاجَـةٍ كـُـلٌّ إليْـهِ يَصْـمُـدُ
وَهـوَ الشَّـرِيْــفُ رَبُّنَـا وَالسَّـــيِّدُ

114- وَجَـــاءَتِ الْأقْـــــوَال ُ فِيْهِ جَمَّة
اخْــتَرْتُ مِنْـهَـا هَـذِهِ الْمُـهِـمَّـةْ

115- (السَّـيِّدُ) ذُوْ شَرَفٍ وَسُـــؤْدُدِ
وَكُلُّنَــا عَــبِيـْــدُ ذَاكَ السَّــــيِّدِ

116- وَفِـيْ اسْمِهِ (الرَّبِّ) أَتَتْ أُمُـورُ
خـَـلْـقٌ وَمُلْــكٌ هَـكَــذَا التَّدْبِيْرُ

117- سُبْحَـــانَهُ هُــوَ المُرَبـِّيْ خَلْــقَهُ
يُعْطِــيْ الجَـمِيْعَ فَضْـلَهُ وَرِزْقَهُ

118- (الْمَلِكُ)(الْم لِيْكُ) لَا شَرِيْكَ لَهْ
فِـيْ مُلْـكِهِ سُبْحَانَهُ وَالمُـلْكُ لَهْ

119- وَبِالحَيَاةِ (الْحَيُّ) دَوْمًا لَمْ يَزَلْ
مُتَّصِـفـًـا سُـبْحَـانَهُ عَزَّ وَجَـلْ

120- حَيـَاتُهُ مِـنْ غَيْرِ عُدْمٍ سَـابِقِ
لـَهـَا وَلَا بِعَـارِضٍ أَوْ لَاحِـقِ

121- وَهَـكَـذَا (القَيُّــوْمُ) مَـنْ بِذَاتِهِ
قَــامَ كَـذَا لِــكُـــلِّ مَخْـلُـوقَــات ِهِ

122- مُــقِــيـْـمٌ اللّهُ بِـلَا تـَقْـــصِــيْـ رِ
بِالرِّزْقِ وَالحِــفْــظِ وَبِالتَّـدْبِي ـْـرِ

123- حَيٌّ وَقيُّــــومٌ فَـــلَا يَنَــ ــامُ
وَوَحْـــــدَهُ جَـــــلَّ لَـهُ الــدَّوَامُ

124- نِعْـمَ (الْوَكِـيْـلُ) مَـنْ إِليْهِ تُوْكَــلُ
كُـــلُّ الأُمُـــورِ ربُّنـَــا فَــيَكْــفُــل ُ

125- سُبْحَــانَهُ (الحَقُّ) هوَ المَعْـبُـودُ
بِالْـحَــقِّ ، وَهـوَ رَبُّنـَـا الْمَـوْجُـوْدُ

126- أَمـَّا (الْمُبِـيْنُ) مـنْ أَبَـانَ أَمْرَهُ
وَبـَيــِّــنٌ فَــلَا تُــوحِّــدْ غَــيـْـرَهُ

127- هُوَ (الْعَظِيْمُ) رَبُّنــَـا الجَـلِيْـلُ
سُبْحَــــانَهُ جَــــلَّ لَهُ التّبْجِــيلُ

128- كَذَا (الْكَبِيْرُ) كَـالْعَظِـيْمِ افْهَمْنَهُ
وَصْفًا وَذَاتًا ، كُلُّ شَيْءٍ دُوْنَهُ

129- وَبِالشَّــرِيْ فِ قَــدْ أَتـَـى مَعْنَــاهُ
وَالـسَّـــــيِ ّدِ عَـــزَّ وَجَــــلَّ اللهُ

130- وَمِثْلُهُ (الْأَعْلَى) كَذَا (الْمُتْعَالِيْ)
بقَهْرِهِ عَلـَـى الجَـمِـــيْعِ عَــالِـيْ

131- لَـهُ الْــعُـــلُـــ ـوُّ ربُّنــَا بِذَاتِـهِ
وهَكَذَا العُــلُـــوُّ فِيْ صِفَـــاتِهِ

132- سُبْحَانَهُ (الْعَلِــيُّ) مِنْ أسْمَـــائِهِ
وهـوَ (الْقَرِيْبُ) جَـلَّ فِيْ عَلْيَــائِهِ

133- وَقُرْبُهُ نَوْعــَـــانِ أَمـــَّــا الْأَوَّلُ
بِعِـلْــمِهِ مِــنْ خَلْــقِــهِ ويَشْــمَلُ

134- جَمِيعَهُم وَالثـَّـانِيْ مِمَّنْ سَأَلـَهْ
مِنَ الْـعِبَـــادِ لَا يَرُدُّ مَسْـألَهْ

135- لِمَنْ دَعَــــاهُ رَبُّنــَــا (المُجِيْبُ)
سُبْحَـــانَهُ (الْرَّقِــيْــ ُ) لَا يَغِيْبُ

136- عَنْ خَلْقِهِ (الشَّهِيْدُ) لَيْسَ يَغْفُلُ
عَمَّــا نَقُــــوْلُ رَبُّنَــا أَوْ نَعْمَــــلُ

137- أمَّا (المُحِيْطُ) مَنْ أحَــاطَ عِلْـمُهُ
بِكُــلِّ شَــيْءٍ فتَبَــارَكَ اسْــمُـهُ

138- وَهـَـكَـذا أَحَــاطَــنـَـ ا بِرَحْمَتِهْ
وَقَهْـرِهِ سُبْحَــــانَهُ وَقُـــدْرَتِهْ

139- هَذَا وَمِــنْ أسْمَائِهِ (الْحَسِـيْبُ)
يُحَاسِــبُ يَكْفِــيْ كَـذَا يُثِيـْــبُ

140- (الشَّـاكِرُ) الله (الشَّكُوْرُ) يَشْكُرُ
يُضَـــاعِــفُ الْأَجْرَ وَذَنـْبًــا يَغْــفِرُ

141- (الْوَاسِــعُ) اللهُ الَّذِيْ لَهُ السَّـعَـــةْ
وَهَـكَــذَا لَهُ الصِّفـَــاتُ الْوَاسِـعَـةْ

142- وَ(مُحْسِنٌ) بأكمَـــلِ الْإِحْسَــــان ِ
إِلَى الجَــمِيـْـعِ دُونَمَــا نُقْصَـــانِ

143- فَلَا بَقَـــاءَ لِلْجــَـمِيْعِ حَـــاصِـــلُ
إلَّا إِذَا الْإِحْسَـــانُ مِنْهُ شَـــامِـلُ

144- وَ(الْـبَرُّ) جَــلَّ وَاسِــعُ الإِفْضَـالِ
مِــنْ قَــوْلِهِـمْ بَرِّيــَّةٌ لِلْخَــالِـيْ

145- مِنَ الْبِنـَــاءِ وَالمَكــَـانِ المُتَّسِــعْ
وفَضْلُـهُ رَبـِّيْ الجَمِيْعَ قَــدْ وَسِـعْ

146- سُبْحَانَهُ (الْمَجِيْدُ) وَاسِـعُ الْكَرَمْ
وذُوْ الْعَطَــاءِ وَالسَّـخـَاءِ بِالنِّعَمْ

147- وَقِِيْلَ: ذُوْ المَجْدِ الْعَظِيْمِ جَلَّ فيْ
كُلِّ الصِّــفـَــاتِ وَبِهَـذَا فـَـاكْتـَفِ

148- وَربُّنـَــا (الْمَنــَّـانُ) ذُوْ النــَّـــوَالِ
ذُوْ مِــنَّةٍ يـُعْــطـِـيْ بِلَا سُـــؤَالِ

149- مِنْهُ الهِْبَـــاتُ ربُّنَـَــا (الْوَهــَّـابُ)
وَلِِلـْعـُـصَـ ــــاةِ غَـــافِرٌ (تــَـوَّابُ)

150- فَاضَتْ عَـطَايَاهُ وَدَامَتْ مِنَّتُهْ
عَـمَّـتْ عَوَائـِدُهُ الْوَرَى وتَوْبَتُهْ

151- فمَــنْ أَتـَـاهُ تائِبـًا عَلـَـى وَجَــلْ
يَقْـــبَلُهُ سُــبْحـَـانَهُ عَزَّ وَجَـــلْ

152- ويَفْــرَحُ اللّهُ بِتَـــــــوْبِ عَـــبـْــدِهِ
كَـــذَا عَــلَـــيْهِ يُقْــــبِلُ بِوِدِّهِ

153- هُـوَ (الْوَدُوْدُ) ربُّنــَـا يُحِـــبُّنــَـ ـا
وَقِــيْلَ: مَــنْ تُحِــبُّهُ قُلُــوبُنــَـا

154- سُبْحَـانَهُ (الْجَمِيْلُ) ذُوْ الْجـَمَـالِ
فِيْ الذَّاتِ والْأَسْـمَــاء ِ وَالْفِعـَـالِ

155- وَفِيْ الصِّفَـــاتِ، جَلَّ لَا شَبِيْهَ لَهْ
هُوَ (السَّمِيْعُ) رَبُّـنَا وَالسَّمْعُ لَهْ

156- وسَمْــعُـهُ سُبْحَــــانَهُ نَوْعَـانِ
السَّمْـعُ لِلْأصْـوَاتِ أَمَّـا الثَّـانِي

157- سَمْعُ إِجَــابَةٍ لِــكُـلِّ مَنْ سَـأَلْ
يقْــبَلُــهُ يُكْــرِمُــهُ عَـزَّ وَجَلْ

158- أَمَّـا (الْبَصِـــيْرُ) ربُّنــَـا فَالْمُبْصِرُ
كَمَـا يُقَـــالُ : لِلنَّــذيرِ الْمُــنْذِرُ

159- سُبْحَـانَهُ لا تخْفَى عنْهُ خَـافيَةْ
وَعِــنْدَهُ كُـلُّ الْأُمُـوْرِ بَــاديَةْ

160- مـَـا كَــانَ مِنْهَا فِيْ النَّهَـارِ ظَاهِرَا
أَوْ مَـالَهُ كَـانَ الظَّـلامُ سَـاتِرَا

161- كَــذَا بَصِيْرٌ بالْعِــبَــادِ يَعْـلَــمُ
مَنْ يَسْتَحِقُّ الْخَيْرَ مِمَّنْ يُحْرَمُ

162- ذُوْ الْحِـكْـمَـةِ اللّهُ هوَ (الْحَكِيْمُ)
و(الْحَـكَمُ) مَـنْ حُـكْمُـهُ قَـوِيْمُ

163- فِيْ شَرْعِهِ والْـكَـوْنِ والـْجَزَاءِ
حُكْمًـا وَإحْـكَامًا عَلَـى السَّـوَاءِ

164- كَذَلِك (الْفَتـَّاحُ) وَهوَ الْقَاضِيْ
والْـحَـاكِـمُ اللّهُ بِلَا اعْــتِــرَاضِ

165- لِحُــكْمِهِ والفَتْحِ بَيـْنَ الخَلْـقِ
كَـوْنًــا وَشَرْعًـا يَفْتَحُ بِالْـحَــقِّ

166- كَــفـتْــحِـهِ بالرِّزقِ لِـلْــعَــبِيْ ــدِ
وَفَـتْـحِـهِ الـْقُــلُــوْب َ بِالتـَّوْحِـيـ ْدِ

167- ورَبُّنا (الشَّــافِيْ) مِنَ الْأسْقَــــامِ
مِنْ عِلَلِ الـْقُلُــــوْب ِ وَالْأَجْسَـــا مِ

168- (الْـــوَارِثُ) اللهُ لِـــذِيْ الْأَكْــوَانِ
سُبْحَانَهُ الْبَــــاقِيْ وَكُـــلٌّ فَـــانٍ

169- وَكُـلُّنـَــا آتٍ إِلَـــى الرَّحـْـمَــنِ
عَبـْـدًا بِلَا مَــالٍ وَلَا سُـلْـطـَــانِ

170- كَذَا بَلـَــغْتُ مُنْتَهَى الْأَسَـــامِـي ْ
تِسْــعًا وَتِِسْـــعـِيْ نَ عَلَى التَّمَـامِ

171- وَقَبْلُ هَذَا كُنْتُ قَـــدْ نَظَمْـــتُهـَـ ـا
سَرْدًا ولَكـِـنْ عنْدَمَــا عَرضْتُهـَـا

172- بَيْنَ يدَيَّ شَيــْخِنَا ابْنِ الْحِمْيَرِيْ
أشَــــارَ لِـيْ بنَظـْـمِهـَا الْمُـفَــسَّــ رِ

173- وَقَدْ أتْتْ فِيْ النَّظْمِ كَالْإِشَــــار َهْ
لخَّــصْــتُهــ َـا بأَيـْسـَــرِ الْعِبـَــارَةْ

174- وَزِدْتُهَــا قَـــوَاعِدَ مُفِيْــدَةْ
حَتَّــى غَـدَتْ بِحُـلَّــةٍ جَــدِيْـــدةْ

175- أَقَرَّهَا شَيْخِيْ الجَـلِيْـلُ الْأثَرِيْ
بَقِيَّـةُ السَّـلَــفْ عَقِيْـلُ الْمَقْـطَرِيْ

176- فَاللهَ أرْجُــــوْ عَـفْــوَهُ وَغَــفْرَهُ
لِــيْ وَلَهُمْ وأنْ يُدِيـْــمَ سِـــتْرَهُ

177- عَلَـى الجَمِيْـعِ ، ثمَّ إنِّيْ أحْمَـدُ
إِلهَنَـــا حـَـمْــدًا كَثِيرًْا يُسْـــرَدُ

178- عَلَـــى الدَّوَامِ دُوْنَ مُنْتَهـَـى لَهُ
كَمـَــا علَيْنـــَا قَــدْ أَدَامَ فَضْلَهُ

179- ثُمَّ صَـلَاتِيْ وَسَـلَامِيْ كَالْمَطَرْ
عَلَى النَّـبـِيِّ أَحْمـَـدَ خَيْرِ مُضَرْ

180- وآلِهِ ذَوِيْ التُّـقَــى الْأَطْهَــــار ِ
وَصَـحْــبِــهِ الـْكِــرَامِ وَالْأَبْرَارِ


نظمها : أبو إسحاق الحيقي