تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    .............................. ....

    أهل النار الذين هم أهلها على الحقيقة ، هم الذين يخلدون فيها، ولهم أعدت،كما قال تعالى:{أعدت للكافرين}
    و في حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « أما أهل النار الذين هم أهلها، فلا يموتون فيها، ولا يحيون» وهؤلاء أهلها الخالدون فيها .

    التخويف من النار لابن رجب

    و في كتاب تحرير المقال للقضاعي

    فرق النبي - عليه السلام - بينهم وبين أصحاب النار المستوطنين فيها بقوله:«أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتهم الله فيها إماتة» .

    ألا ترى قوله الذين هم أهلها (كيف ساقه - عليه السلام -) على
    وجه التعريف بأن أهل النار الذين بدأ بذكرهم هم المستوجبون لها المخلدون فيها، ليفرق بذلك بينهم وبين الناس الذين أصابتهم النار بذنوبهم (ثم يخرجون منها ويستقرون في الجنة) . انتهى المقصود من كلامه

    ففي هذا التفريق و التعريف منه صلوات ربي وسلامه عليه سنة و منهج لطالب العلم انه ينبغي له التفصيل و الايضاح في مواطن الاشتباه و الاجمال .

    و الله اعلم


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. ....

    ليفرق بذلك بينهم وبين الناس الذين أصابتهم النار بذنوبهم (ثم يخرجون منها ويستقرون في الجنة) . ..................
    ففي هذا التفريق و التعريف منه صلوات ربي وسلامه عليه سنة و منهج لطالب العلم انه ينبغي له التفصيل و الايضاح في مواطن الاشتباه و الاجمال .

    نعم بارك الله فيك أخى الطيبونى
    "عقيدة أهل السنة والجماعة : أن من مات من المسلمين مصرا على كبيرة من كبائر الذنوب كالزنى والقذف والسرقة يكون تحت مشيئة الله سبحانه إن شاء الله غفر له ، وإن شاء الله عذبه على الكبيرة التي مات مصرا عليها، ومآله إلى الجنة؛ لقوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء/48 ، وللأحاديث الصحيحة المتواترة الدالة على إخراج عصاة الموحدين من النار، ولحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا.... فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب في ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) .
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى .
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/728) .
    ****************************** ***********

    واتفق أهل السنة والجماعة على أن صاحب الكبيرة إن لقي الله تعالى تائبا منها توبة نصوحا لم يعذبه الله عليها ، ولم يؤاخذه بها ؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وقد قال الله تعالى :
    ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان / 70
    ثانيا :
    من لقي الله ولم يتب من كبيرته : فهو في مشيئة الله : إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ، خلافا لمن أوجب نفوذ الوعيد في أهل الكبائر ، بل حكم بخلودهم في النار لأجل ذلك ، كالخوارج والمعتزلة . أو نفى أن يلحق الوعيد أحدا من أهل القبلة ، من غلاة المرجئة .
    قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء / 48
    قال ابن جرير الطبري رحمه الله :
    " وقد أبانت هذه الآية أنّ كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه عليه ، ما لم تكن كبيرته شركًا بالله " انتهى .
    "تفسير الطبري" (8 / 450) .
    ثالثا :
    من لقي الله تعالى من أهل التوحيد من أصحاب الذنوب ، من الكبائر وغيرها : فمن رجحت حسناته على سيئاته ، دخل الجنة ولم يعذب ، ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار على قدر سيئاته ، ثم مآله إلى الجنة .
    قال الله تعالى :
    ( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ) الأعراف / 8 - 9
    وقال سبحانه : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) القارعة / 6 - 9
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
    " وأما الصحابة وأهل السنة والجماعة فعلى أن أهل الكبائر يخرجون من النار ، ويشفع فيهم ، وأن الكبيرة الواحدة لا تحبط جميع الحسنات ؛ ولكن قد يحبط ما يقابلها عند أكثر أهل السنة ، ولا يحبط جميع الحسنات إلا الكفر ، كما لا يحبط جميع السيئات إلا التوبة ، فصاحب الكبيرة إذا أتى بحسنات يبتغي بها رضا الله أثابه الله على ذلك وإن كان مستحقا للعقوبة على كبيرته "
    انتهى . "مجموع الفتاوى" (10/321-322) .
    وقال ابن القيم رحمه الله :
    " أقوام خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فعملوا حسنات وكبائر ولقوا الله مصرين عليها غير تائبين ، منها لكن حسناتهم أغلب من سيئاتهم ، فإذا وزنت بها ورجحت كفة الحسنات فهؤلاء أيضا ناجون فائزون . قال تعالى : ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون )
    قال حذيفة وعبد الله بن مسعود وغيرهما من الصحابة : " يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف : فمن رجحت حسناته على سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته على حسناته بواحدة دخل النار ، ومن استوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف " .
    وهذه الموازنة تكون بعد قصاص واستيفاء المظلومين حقوقهم من حسناته ، فإذا بقي شيء منها وزن هو وسيئاته " انتهى .
    "طريق الهجرتين" (1 / 562) .
    رابعا :
    لا يعني ذلك أن من رجحت سيئاته بواحدة دخل النار ؛ بل هو مستحق للعذاب بفعله ، ثم هو ـ مع ذلك ـ داخل في مشيئة الله تعالى ، كما هي قاعدة أهل السنة في أهل الكبائر ؛ إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه .
    قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
    " س : ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه [ متفق عليه ] ، وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار ؟
    جـ : لا منافاة بينهما ، فإن من يشأ الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض ، وقال في صفته : يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول : عملت كذا وكذا ، فيقول : نعم ، ويقول : عملت كذا وكذا ، فيقول : نعم . فيقرره ثم يقول : إني سترت عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم [ متفق عليه ] .
    وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : من نوقش الحساب عذب [ متفق عليه ] " . انتهى .المصدر الاسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    من ارتكب الصغائر والكبائر فيمكنه أن يدخل الجنة بغير حساب إذا تاب وأناب، فإن الله تعالى يبدل سيئات التائب إلى حسنات ولو كان قد اقترف الشرك والقتل والزنى، كما قال: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً الفرقان/68 - 70.
    فما على مقترف الذنوب إلا التوبة وسؤال الله تعالى القبول ودخول الجنة بغير حساب.
    وأما من لقي الله بالكبائر دون توبة: فهو في مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له؛ لقول الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ النساء / 48 .
    قال ابن جرير الطبري رحمه الله : وقد أبانت هذه الآية أنّ كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه عليه ، ما لم تكن كبيرته شركًا بالله " انتهى من "تفسير الطبري" (8 / 450) .
    وقد سبق في جواب السؤال رقم : (174528) أن ظواهر الأدلة الشرعية تقرر أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم السابقون بالخيرات، وليسوا المقتصدين، فضلا عن الظالمين لأنفسهم.
    ومن ذلك: ما روى أحمد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
    قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ) فاطر/32، فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَر ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ فاطر/34، إِلَى قَوْلِهِ : ( لُغُوبٌ ) فاطر/35 .
    وعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال في تفسير الآية :"هم أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ورثهم الله كل كتاب أنزله ؛ فظالمهم يغفر له ، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا ، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب" رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (20/465).
    وعن أَبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :"هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة ؛ ثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا ، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول : ما هؤلاء ؟ وهو أعلم تبارك وتعالى ، فتقول الملائكة : هؤلاء جاءوا بذنوب عظام ، إلا أنهم لم يشركوا بك ، فيقول الرب : أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ، وتلا عبد الله هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا )" رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (20/465).
    وصاحب الكبيرة إذا لقي الله بها من غير توبة، فهو ظالم لنفسه، وهذا يحاسب، ويوازن بين حسناته وسيئاته، فإن رجحت سيئاته ، كان من أهل النار ، إلا أن يعفو الله عنه.
    وقد يحاسب حسابا يسيرا، فيقرره الله بذنوبه، ثم يعفو عنه.
    قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
    " س : ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه [ متفق عليه ] ، وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار ؟
    جـ : لا منافاة بينهما ، فإن من يشأ الله أن يعفو عنه ، يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعرض ، وقال في صفته : يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول : عملت كذا وكذا ، فيقول : نعم ، ويقول : عملت كذا وكذا ، فيقول : نعم . فيقرره ثم يقول : إني سترت عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم [ متفق عليه ] .
    وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : من نوقش الحساب عذب [ متفق عليه ] " انتهى من "أعلام السنة المنشورة" (171).
    وقال الشيخ ابن باز رحمه في بيان صفة من يدخل الجنة بغير حساب: " بينهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم المستقيمون على دين الله، السبعون ألفا، ومع كل ألف سبعون ألفا.
    مقدم هذه الأمة المؤمنة، مقدموهم يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. وهم الذين جاهدوا أنفسهم لله، واستقاموا على دين الله، أينما كانوا في أداء الفرائض، وترك المحارم، والمسابقة إلى الخيرات.
    ومن صفاتهم: لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون" انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (28/ 60).
    والحديث قد بين أنهم على ربهم يتوكلون، حتى إنهم يستغنون عن بعض حاجاتهم توكلا على الله، وهذا من تمام توكلهم، ولا شك أن من حقق كمال التوكل على الله لا يكون مصرا على كبيرة من كبائر الذنوب .
    والحاصل :
    أن من أراد دخول الجنة بغير حساب فليحذر الكبائر، وليبادر إلى التوبة النصوح إن زل في شيء منها.
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
    " وكذلك تفاوت عذاب عصاة الموحدين في النار، بحسب أعمالهم، فليس عقوبة أهل الكبائر، كعقوبة أصحاب الصغائر ، وقد يخفف عن بعضهم العذاب ، بحسنات أخر له ، أو بما شاء الله من الأسباب ، ولهذا يموت بعضهم في النار " .
    انتهى من "التخويف من النار" (ص 182) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " عصاة المسلمين ثلاثة أقسام : قسم يغفر الله له ولا يدخل النار أصلاً ، وقسم آخر يدخل النار ويعذب بقدر ذنوبه ثم يخرج ، وقسم ثالث يدخل النار ويعذب ، ولكن يكون له الشفاعة ، فيخرج من النار قبل أن يستكمل ما يستحقه من العذاب " .
    "فتاوى نور على الدرب" (4/ 2) بترقيم الشاملة .
    ثانيا :
    هذا القدر من العذاب لا يعلم قدر شدته ولا قدر مدته إلا الله ، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب معاصيهم .
    فلا يعلم أحد أقل مدة يمكث فيها هؤلاء العصاة في النار ، كما لا يعلم أحد أكثر مدة يمكثون فيها ، ولكن الذي اتفق عليه أهل السنة أنهم يعذبون فيها ما شاء الله أن يعذبوا ، كل بحسب معاصيه ومخازيه ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمته .
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :
    " تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل النار جملة من أهل الكبائر من المؤمنين الموحدين ، دخلوها بالكبائر ماتوا عليها بغير توبة ، فهذا دخل النار لأنه مات على الزنا من غير توبة ، وهذا مات على الربا من غير توبة ، وهذا مات على عقوق الوالدين ، وهذا مات على قطع الرحم ، وهذا مات على الغيبة ، وهذا مات على نصرة الباطل ، وهذا مات على شهادة الزور، منهم من يعفى عنه ، ومنهم من يدخل النار ويعذب ، ولكنهم يتفاوت خروجهم ، منهم من يمكث مدة طويلة ، ومنهم من يمكث مدة قليلة ، حسب جرائمهم وأعمالهم ، ثم يخرجهم بالشفاعة .
    فإذا تكامل خروج العصاة والموحدين ولم يبق منهم أحد أطبقت النار على الكفرة بجميع أصنافهم .
    والمؤمنون الذين خرجوا يلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة " انتهى ببعض تصرف واختصار . من شرح الاقتصاد في الاعتقاد -الاسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    أجمع أهل السنة على أن من مات كافرا فهو مخلد في النار أبدا ،
    وأن من دخل النار من عصاة الموحدين فإنه سيخرج منها بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين ، ثم يدخل الجنة .
    قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله:
    إذا عرفت هذا، فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية، والسنن النبوية، ودرج عليه السلف الصالح، والصدر الأول من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان من أئمة التفسير، والحديث، والسنة
    أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات:

    الأولى: قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم، فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا.

    الثانية: قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يقفوا، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة، كما قال الله تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وتناديهم فيها، قال: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} [الأعراف: 46]. إلى قوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف: 49].

    الطبقة الثالثة: قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش، ومعهم أصل التوحيد والإيمان، فرجحت سيئاتهم بحسناتهم، فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم، ومنهم من تأخذه إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار إلا أثر السجود، وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولغيره من بعده من الأنبياء، والأولياء، والملائكة، ومن شاء الله أن يكرمه، فيحد لهم حدا فيخرجونهم، ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم وهكذا، فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير، ثم من كان في قلبه وزن برة من خير، إلى أن يخرجوا منها من في قلبه وزن ذرة من خير، إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء: ربنا لم نذر فيها خيرا. ولن يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ولو عمل أي عمل، ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا، وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار، وأقل مكثا فيها، وأسرع خروجا منها، وكل من كان أعظم ذنبا، وأضعف إيمانا كان بضد ذلك. انتهى.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    الخلود في النار نوعان: خلودٌ أمدي إلى أجل، وخلودٌ أبدي.
    - والخلود الأمدي: هو الذي تَوَعَّدَ الله - عز وجل - به أهل الكبائر.
    - والخلود الأبدي؛ المُؤَبد: هو الذي تَوَعَّدَ الله - عز وجل - به أهل الكفر والشرك.
    & فمن الأول: قول الله - عز وجل - {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}[النساء:93]، فهذا خلود لكنه خلود أمدي؛ لأنَّ حقيقة الخلود في لغة العرب هو المُكث الطويل، وقد يكون مُكْثَاً طويلاً ثُمَّ ينقضي، وقد يكون مُكْثَاً طويلاً مؤبداً.
    & ومن الثاني: وهو الخلود الأبدي في النار للكفار قول الله - عز وجل - {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الجن:23]، وكذلك قوله - عز وجل - في آخر سورة الأحزاب {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِ دِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الأحزاب:64-65]، هذا خلود أبدي.
    ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة (أبداً).
    وهذا الذي بسببه ضَلَّتْ الخوارج والمعتزلة فإنهم رأوا (خالدين فيها) في حق المُرَابي وفي حق القاتل فظنوا أنَّ الخلود نوع واحد، والخلود نوعان.
    ومما يتصل بهذا أيضاً لفظ التحريم في القرآن، ولفظ عدم الدخول للجنة في القرآن، وكذلك عدم الدخول إلى النار.
    يعني لفظ التحريم (إنَّ الله حَرَّمَ الجنة)، أو (حَرَّمَ الله عليه النار)، أو (لا يدخل الجنةَ قاطع رحم)، أو (لا يدخلون الجنةَ)، ونحو ذلك.
    فهذه مما ينبغي تأمُلُهَا وهو أنَّ التحريم في القرآن والسنة ونفي الدخول نوعان:
    - تحريمٌ مؤبد .
    - وتحريمٌ إلى أمد.
    كما أنّ نفي الدخول:
    - نفْيُ دخولٍ مؤبد .
    - ونفي دخولٍ إلى أمد.
    فتَحَصَّلَ من هذا أنَّ الخلود في النار نوعان: خلود إلى أمد، وخلود أبدي.
    وأنَّ تحريم الجنة -كما جاء في بعض النصوص- أو تحريم النار وقد يكون تحريماً إلى أمد وقد يكون تحريماً إلى الأبد.
    وكذلك نفي الدخول (لا يدخل الجنة) (لا يدخل النار) هذا أيضا نفي دخولٍ مؤبد أو نفي دخولٍ مؤقت
    وهذا التفصيل هو الذي به يفترق أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مع الخوارج والمعتزلة وأهل الضلال بجميع أصنافهم فإنهم جعلوا الخلود واحداً وجعلوا التحريم واحداً وجعلوا نفي الدخول واحداً، والنصوص فيها هذا وهذا.
    شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    قال الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله :

    ( وأصول أهل السنة ثلاثة :


    الأصل الأول : الإيمان بأن أهل الكبائر لايخلدون في النار بل مآلهم إلى الجنة .

    الأصل الثاني : أنهم تحت مشيئة الله إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم .

    الأصل الثالث : أن قوماً منهم يغفر لهم كما أخبرت بذلك النصوص -بمن وافى ربه بكبيرة فغفر له -


    وأن قوماً يتعرضون لمقام من العذاب كما في الجهنميين الذين يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ووصفتهم النصوص وصفاً مفصلاً .

    وهذا الأصل الثالث الذي يميز قول أهل السنة عن قول المرجئة الواقفة .

    وينتهي هذا الأصل الثالث عند التحقيق إلى هذه الدرجة .

    عند القول بأن قوماً من أهل الكبائر يغفر لهم برحمة الله وبشفاعة الشافعين وجميع ذلك مآله إلى رحمة الله

    وبعضهم يعذب - يمسه قدر من العذاب - ويخرج من النار برحمة الله وبشفاعة الشافعين ورحمة الله سبحانه وتعالى .

    ولكن يوقف عند هذا متضمناً هذا الأصل أن حال هؤلاء وحال هؤلاء مبنية على عدل الله وحكمته ورحمته .)

    -مذهب المرجئة الواقفة :

    متكلمة الأشعرية كثير منهم على طريقة المرجئة الواقفة وهذا آخر القولين عند أبي الحسن الأشعري

    أنهم يجعلون ذلك على سبيل المشيئة المطلقة من غير جزم بمعنى يتصل بأهل الوعيد


    وهذه الطريقة ليست موافقة لتمام طريقة أئمة السنة والحديث المتقدمين وإن كانت تشترك معها خلافاً لطريقة المعتزلة .

    فإن فيها إثباتاً لجملة جاءت بها النصوص وهي المشيئة التي ذكرها الله ( ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )

    ولكن الوقف - ومن هنا سمو المرجئة الواقفة - إنما كان باعتبار عدم الجزم بوقوع وعيد على أهل الكبائر في الآخرة )

    شرح الضروري في أصول الفقه لابن رشد للشيخ الغفيص الشريط الرابع )

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    وقال الشيخ ابن باز رحمه في بيان صفة من يدخل الجنة بغير حساب: " بينهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم المستقيمون على دين الله، السبعون ألفا، ومع كل ألف سبعون ألفا.
    في الحديث الشريف: الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    في الحديث الشريف: الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . .
    المقصود بهم أهل تحقيق التوحيد
    فأهل تحقيق التوحيد قليل، وليسوا بكثير؛ ولهذا جاء عديدهم في هذا الحديث بأنهم سبعون ألفا،
    قد جاء في بعض الروايات عند الإمام أحمد وعند غيره بأن الله -جل وعلا- أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- مع كل ألف من السبعين ألفا أعطاه سبعين ألفا، فيكون العدد قرابة خمسة ملايين من هذه الأمة، فإن كان ذلك الحديث صحيحا، فقد صحَّح إسناده بعض أهل العلم، فإنه لا يكون للعدد في هذا الحديث مفهوم، أو كان قبل سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يزاد في عدد أولئك الذين حققوا التوحيد.
    ما معنى أن يزاد في عددهم؟ يعني:
    أن الله -جل وعلا- يمن على أناس من هذه الأمة أكثر من السبعين ألفا ممن سيأتون، فيوفقهم لعمل تحقيق التوحيد، والله -جل وعلا- هو الذي يوفق، وهو الذي يهدي، ثم هو الذي يجازي، فما أعظمه من محسن بر كريم رحيم. كفاية المستزيد

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال الشيخ ابن باز رحمه في بيان صفة من يدخل الجنة بغير حساب: " بينهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم المستقيمون على دين الله
    .....................
    في الحديث الشريف:الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . .
    هذه بعض أعمال المحققين للتوحيد الطيبة وليست أعمالهم محصورة فى ذلك فقط يعني من أعمالهم الطيبة ترك الاسترقاء ترك الحاجة إلى الناس ترك سؤال الناس بالاسترقاء، الاسترقاء طلب الرقية، وترك الكي لأن الكي نوع من التعذيب لا يصار إليه إلا عند الحاجة،... معنى كلام الشيخ ابن باز المستقيمون الاستقامة الكاملة----فالمقصد من هذا الحديث بيان أن من تحقيق التوحيد أو من كمال التوحيد الاستغناء عن الرقية والكي عند عدم الحاجة إليه مع العناية بأداء ما أوجب الله وترك ما حرم الله؛ فإن أساس الدين وأساس الملة هو المحافظة على توحيد الله والاستقامة على دينه والحذر من المعاصي هذا هو الأساس في دخول الجنة والنجاة من النار وأن تكون من السبعين.
    وفي اللفظ الآخر: أن الله زاد مع كل ألف سبعين ألفًا، وفي بعض الروايات: مع كل واحد سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي، فالله جل وعلا وعد كل مؤمن، كل متق لله وعده بالجنة: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر:45]، وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التوبة:72] كل مؤمن موعود بالجنة، كل متق موعود بالجنة، كل من اتقى الله واستقام على دينه فهو من أهل الجنة، يدخلها بغير حساب ولا عذاب - ابن باز
    فهذا الباب يفهم فى اطار تحقيق كمال التوحيد -
    هل وصلك المعنى اخى ابو لمى ؟؟؟؟؟؟-لابد من فهم الحديث فى سياقه وفى بابه -باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب -
    هم الذين وصلوا الى كمال التوحيد بهذه الاعمال وغيرها

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    في الحديث الشريف: الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . .
    نحن اخى الفاضل ابو لمى نفهم الحديث بفهم سلف الامة ولا نستقل بأفهامنا عن أفهامهم
    وانا كثيرا ما أرى انك تفهم الاحاديث بفهمك وبنات افكارك ولا ترجع الى فهم الائمة المحققين والمفسرين- وهذا المنهج يَتَجَلَّى لى شيئا فشيئا من خلال المناقشات
    واليك اخى الفاضل مزيدا بيان لصحة ما أوردته فى المشاركتين السابقتين
    السابقون بالخيرات هم أعلى الناس منزلة، ويدخلون الجنة بغير حساب،
    روي من حديث أبي الدرداء مرفوعًا في تفسير قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {فاطر:32}،
    قال: {فمنهم ظالم لنفسه} يعني الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك، فذلك الهمّ، والحزن.
    {ومنهم مقتصد} قال: يحاسب حسابًا يسيرًا.
    {ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} قال: الذين
    يدخلون الجنة بغير حساب. رواه أحمد، والحاكم، وجماعة من المفسرين، كالطبري، وابن أبي حاتم، والثعلبي، والبغوي.
    وله شاهد من حديث عوف بن مالك مرفوعًا، بلفظ:
    أمتي ثلاث أثلاث:
    فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا ثم يدخلون الجنة، وثلث يمحصون ... رواه الطبراني في الكبير، وابن أبي حاتم، وابن الفاخر في موجبات الجنة.
    وعنده شاهد آخر من حديث حذيفة مرفوعًا، بلفظ: يبعث الله الناس ثلاثة أصنافٍ، وذلك في قول الله:
    {فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله}،
    فالسابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يحاسب حسابًا يسيرًا، والظالم لنفسه يدخل الجنة برحمة الله.

    وقد صح ذلك عن بعض الصحابة في تفسير الآية، ففي صحيفة علي بن أبي طلحة،
    عن ابن عباس في هذه الآية، قال: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ورثهم الله كل كتاب أنزله، فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا،
    وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب. اهـ.
    وروى الطبري عن ابن مسعود، أنه قال:
    هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة:
    ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلث يجيؤون بذنوب عظام .. اهـ.
    ومن تاب توبة عامة، والتزم بجميع الواجبات، والمستحبات، وترك جميع المحرمات، والمكروهات، والمشتبهات، وفضول المباحات، والتزم بذلك طول العمر؛ حتى مات عليه، فهو من السابقين بلا ريب، بل هو من أفضلهم، وأعلاهم منزلة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،
    والله ذو الفضل العظيم.


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يطلق على اصحاب الكبائر انهم من اهل النار ؟

    يقول الشيخ صالح الفوزان :
    "من حقق التوحيد، يعني أنه لم يشرك بالله شيئاً، ولم يكن عنده شيء من المعاصي، هذا تحقيق التّوحيد،
    ومن بلغ هذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب. أما من كان في المرتبة التي قبلها،
    وهو الموحّد الذي عنده ذنوب، فهذا قد يُغفر له، وقد يعذب بالنار ثم يُخرج منها؛
    لأن الموحّدين على ثلاث طبقات كما قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}
    الطبقة الأولى: الذين سلموا من الشرك، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك، وهم الظالمون لأنفسهم، وهم معرضون للوعيد. الطبقة
    الثانية: المقتصدون الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات، وقد يفعلون بعض المكروهات ويتركون بعض المستحبات، وهم الأبرار.
    الطبقة الثالثة: التي سَلِمَت من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع، وتركت المحرمات والمكروهات وبعض المباحات، واجتهدت في الطاعات من واجبات ومستحبات، وهؤلاء هم السابقون بالخيرات، ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب" انتهى من (إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد [1/74-75]).
    ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله: "الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب هم الذين يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات والمكروهات، ويفعلون المستحبات،
    وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله جل وعلا في أحد أقسام الذين أورثهم الله جل وعلا الكتاب، وهم الذين اصطفاهم الله،
    فهم السابقون بالخيرات بإذن ربهم؛ لأن الله جل وعلا
    قسمهم ثلاثة أقسام: قسم ظالم لنفسه، وقسم مقتصد، وقسم سابق بالخيرات بإذن الله تعالى.
    فهؤلاء الذين يسبقون بالخيرات بإذن الله جل وعلا هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
    ، فيسبقون إليها قبل غيرهم،
    وهذا أيضاً لا يلزم منه أن الذين يحاسبون ولا يسبقون إليها يكونون أقل منهم درجة،
    فقد يكون الذين يحاسبون منهم من إذا دخل الجنة كان أعلى من السابقين الذين دخلوها بلا حساب،
    كما إذا كان الإنسان عنده جهاد وعنده أموال، ولكنه ينفق في سبيل الله وينفع عباد الله بأمواله، فهو يحاسب عن ماله: من أين جمعه وفيم أنفقه، ولا بد من المحاسبة،
    ولكن بعد المحاسبة قد تكون درجته أرفع من درجة الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب"
    انتهى من (شرح فتح المجيد درس رقم18/ص7 بترقيم الشاملة).
    وهذا أيضاً لا يلزم منه أن الذين يحاسبون ولا يسبقون إليها يكونون أقل منهم درجة،
    كما ان سبق الفقراء للأغنياء في الحساب يوم القيامة يكون بحسب أحوال الفقراء والأغنياء.فإنّ دخول الفقراء للجنّة لا يعني أنّهم أعلى منزلةً إطلاقًا، فقد يكون المتأخر أعلى منزلة وإنّما المقصود في مزية السبق فقط

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •