تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح

    1463 - " أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح " .


    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 447 :


    رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 218 / 2 ) بسند صحيح عن يونس بن بكير :
    أخبرنا محمد بن عبيد الله عن عبد الله بن أبي عبد الله بن هبار بن الأسود عن
    أبيه عن جده أنه زوج بنتا له ، و كان عندهم كبر و غرابيل ، فخرج رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ، فسمع الصوت ، فقال : ما هذا ؟ فقيل : زوج هبار ابنته ،
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . قال : قلت : فما الكبر . قال : الطبل
    الكبير . و الغرابيل الصنوج . ثم رواه من طريق أبي معشر عن يحيى بن عبد الله بن
    هبار عن أبيه عن جده مختصرا . و ليس فيه ذكر الكبر و الغرابيل .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف مجهول ، عبد الله بن هبار ، و ابنه يحيى لم أجد من
    ترجمهما . و أبو معشر و اسمه نجيح ضعيف . و من طريقه رواه الطبراني أيضا في
    ترجمة " هبار " من " الإصابة " . و في الطريق الأولى محمد بن عبيد الله و هو
    العرزمي و هو متروك ، و رواه الطبراني من طريقه أيضا كما في " المجمع " ( 4 /
    290 ) ، و عبد الله بن أبي عبد الله بن هبار لم أجد له ترجمة أيضا ، و من طريقه
    أخرجه الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " الإصابة " و قال عقب هذا و الذي
    قبله : " و في كل من الإسنادين ضعف " . قال أبو نعيم : اسم أبي عبد الله ابن
    هبار بن عبد الرحمن . قلت : أخرجه البغوي من طريق عبد الله بن عبد الرحمن ابن
    هبار به . لكن في سنده علي بن قرين ( الأصل : قرس ! ) و قد نسبوه بوضع الحديث .
    لكن أخرج الخطيب في " المؤتلف " من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت
    لنا بعلو في " فوائد بن أبي ثابت " هذا من يراعيه بسنده إلى محمد بن سلمة (
    الأصل : أحمد بن سلمة ) الحراني عن ( الفزاري عن عبد الله بن ) عبد الله بن
    هبار عن أبيه قال : زوج هبار ابنته فضرب في عرسها بالدف . الحديث .
    و أخرج الإسماعيلي في " معجم الصحابة " و الخطيب في " المؤتلف " من طريقه -
    و نقله من خطه قال : أخبرني محمد بن طاهر بن أبي الدميكة حدثنا إبراهيم بن عبد
    الله الهروي حدثنا هشيم أخبرني أبو جعفر عن يحيى بن عبد الملك بن هبار عن أبيه
    قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار علي بن هبار فذكر الحديث كما تقدم
    في ترجمة علي بن هبار " . يعني مثل رواية ابن منده المشار إليها آنفا .
    و أبو جعفر هكذا وقع في خط الخطيب بدل أبي معشر . قال الحافظ في ترجمته على ابن
    هبار فما أدري أهو سهوا أو اختلاف من الرواة . و ما بين القوسين استدركته من
    هذه الترجمة و من جزء " حديث ابن أبي ثابت " المحفوظ في ظاهرية دمشق ( 2 / 138
    / 2 ) و الفزاري هو العرزمي المتقدم كما جزم به الحافظ ، و قال : و العرزمي
    ضعيف جدا . و جملة القول أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لاضطرابه ، و جهالة
    بعض رواته و ضعف آخرين منهم . نعم له شاهد من حديث السائب بن يزيد قال : " لقي
    رسول الله صلى الله عليه وسلم جوار يتغنين يقلن فحيونا نحييكم ، فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم لهن ، ثم دعاهن فقال : لا تقلن هكذا ، و لكن قولوا : حيانا
    و إياكم ، فقال رجل : يا رسول الله أنرخص للناس في هذا ؟ فقال : نعم إنه نكاح ،
    لا سفاح ، أشيدوا النكاح " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 290 ) : " رواه
    الطبراني و فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي و هو ضعيف ، و وثقه ابن معين في
    روايته " .
    قلت : فالحديث به حسن ، لاسيما و هو بمعنى حديث ابن الزبير مرفوعا . " أعلنوا
    النكاح " .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح

    الكلام على حديث : ( أشيدوا النكاح أشيدوا النكاح هذا نكاح لا سفاح )



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :


    ق قال الطبراني في الكبير 529 : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا هوبر بن معاذ ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن عبيد الله عن عبد الله عن عبد الله بن هبار عن أبيه عن جده :
    قال زوج هبار ابنته فضرب في عرسها بالكير والغربال فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ما هذا ؟
    قالوا زف هبار ابنته فضرب في عرسها بالكير والغربال.
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أشيدوا النكاح أشيدوا النكاح هذا نكاح لا سفاح

    قال الألباني :" وهذا إسناد ضعيف مجهول، عبد الله بن هبار، وابنه يحيى لم أجد من ترجمهما "


    وقال الطبراني في الكبير 6526 : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بن مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بن عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بن خُصَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّائِبِ بن يَزِيدَ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَارِيَ يَتَغَنَّيْنَ، يَقُلْنَ: تُحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَعَاهُنَّ، فَقَالَ:"لا تَقُولُوا هَكَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا: حَيَّانَا وَإِيَّاكُمْ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُرَخِّصُ لِلنَّاسِ فِي هَذَا؟ قَالَ:"نَعَمْ , إِنَّهُ نِكَاحٌ لا سِفَاحٌ، أَشِيدُوا بِالنِّكَاحِ".


    يزيد النوفلي ضعيفٌ جداً


    و قال أحمد بن صالح المصرى : ليس حديثه بشىء .
    و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
    و قال فى موضع آخر : واهى الحديث . و غلظ فيه القول جدا .
    و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدا .
    و قال البخارى : أحاديثه شبه لا شىء . و ضعفه جدا .
    و قال النسائى : متروك الحديث .
    و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .
    و قال أبو أحمد بن عدى : له غير ما ذكرت من الحديث ، و ليس بالكثير ، و عامة ما يرويه غير محفوظ .


    فبعد هذه الجروح المفسرة الشديدة لا ينفعه توثيق من وثقه بل هو ضعيف جداً كما رجح وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وأحمد بن صالح .
    وليس في هذا الحديث تكرار ( أشيدوا النكاح ) مرتين ، ولهذا التكرار دلالته المعنوية ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو قوينا برواية النوفلي فكيف وقد علمت حالها


    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كتبه / عبدالله الخليفي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح


    1 ـ حديث تزويج هبار ابنته والضرب بالكَبَر في عرسها (الفقرة 5)


    رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (رقم 529) 22/201 ، وابن منده في "المعرفة" 2/218 ، كلاهما من طريق محمد بن عبيد اللَّه ، عن عبد اللَّه بن هبّار ، عن أبيه ، عن جده قال : زوج هبار ابنته ، فضرب في عرسها بالكبر والغربال ، فسمع ذلك رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : "ما هذا ؟" قالوا : زف هبار ابنته ، فضرب في عرسها بالكبر والغربال ، فقال رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا نكاح لا سفاح" .

    قلتُ : وهذا الحديث إسناده ضعيف جدًا ؛ فيه علتان :

    الأولى ـ "محمد بن عبيد اللَّه"، وهو "العَرْزَمي"، متروك الحديث، كما قال الإمام أحمد ، وابن الجنيد، والأزدي ، والحافظ ابن حجر ، بل قال الحاكم : "متروك الحديث بلا خلاف". انظر : "المجروحين" لابن حبان 2/246، و"تهذيب الكمال" (رقم5434).

    العلة الأخرى ـ "عبد اللَّه بن هبار" ، مجهول .

    والحديث ضعفه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/527 ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/290 ، وعزاه للطبراني ، وقال : "وفيه محمد بن عبيد اللَّه العرزمي ، وهو ضعيف" . اهـ ، كما ضعفه الألباني في "الصحيحة" 3/447 .

    والعجيب أن العبيكان زعم عقب إيراده لهذا الحديث في (الفقرة 5) تحسين الألباني له ، فقال : "حسنه الألباني في "صحيح الجامع"، و"السلسلة الصحيحة" (1463)" . اهـ .

    وهذا تدليس فاحش، وبهرجة للباطل ، وأنا أنقل ما ذكره شيخنا الألباني ـ رحمه اللَّه ـ بحروفه ليعلم كيف يتلاعب هذا الرجل بالنصوص وأقوال أهل العلم ، وتوظيف كل ما تطاله يده من أجل الترويج لباطله وبضاعته الخاسرة ، وأنه غير مأمون فيما ينقله ، فقد أورد شيخنا الألباني ـ رحمه اللَّه ـ النص المرفوع : "أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح" في "السلسلة الصحيحة" تحت (رقم 1463) 3/447 ، وعزاه لابن منده ، وذكر إسناده ثم قال ـ رحمه اللَّه ـ : "قلتُ ـ والقائل هو شيخنا الألباني ـ : وهذا إسناد ضعيف مجهول، عبد اللَّه بن هبار، وابنه يحيى لم أجد من ترجمهما، وأبومعشر واسمه نجيح ضعيف ، ومن طريقه رواه الطبراني أيضًا في ترجمة "هبار" من "الإصابة" ، وفي الطريق الأولى محمد بن عبيد اللَّه ، وهو العرزمي ، وهو متروك" ، ثم قال : "وجملة القول أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف ؛ لاضطرابه وجهالة بعض رواته ، وضعف آخرين منهم . نعم له شاهد من حديث السائب بن يزيد قال : لقي رسول اللَّه جوار يتغنين يقلن فحيونا نحييكم ... فقال رجل : يا رسول اللَّه أترخص للناس في هذا ؟ فقال : "نعم إنه نكاح لا سفاح ، أشيدو النكاح" . ثم قال الشيخ الألباني : "فالحديث به حسن ، لا سيما وهو بمعنى حديث ابن الزبير مرفوعًا : "أعلنوا النكاح" ". اهـ .

    قال مقيده "محتسب" : فكما تراه جليًا أن الشيخ ضعف قصة هبار مع الطبل دون اللفظ المرفوع ؛ لأن له شواهد أخرى. فتأمل كيف دلس هذا الشيخ عندما زعم أن قصة هبار التي رواها الطبراني وفيها ذكر الطبل حسنها الألباني؟!! والله المستعان.


    2 ـ نفس الحديث السابق من طريق أخرى ليس فيها ذكر الكبر (الفقرة 6)


    قال العبيكان في (الفقرة 6) : "وأخرج الطبراني في "الكبير" عن هبّار بن الأسود والسائب بن يزيد الكندي ، ورمز السيوطي لحسنه : "أشيدوا النكاح ، وأعلنوه" ، وسببه أن هبّار بن الأسود زوج ابنته وكان عنده كَبَر وغرابيل ، فسمع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ طبلاً ، فقال : "ما هذا ؟!" فقيل : زوج هبّار ، فذكره" . اهـ .

    قال مقيده "محتسب" : كذا سطرت يد العبيكان ، وهذا والله جهل مطبق لو أتى به أحد طلاب المدارس لأعطيناه صفرًا ، فصاحبنا العبيكان لا يعرف النقل من مصادر الحديث الأصلية ، وإنما يعمد إلى كتب الجوامع كـ"الجامع الصغير" للسيوطي ، وشرحه "فيض القدير" للمناوي ، ثم ينسخ ما في كتبهم ويلصقه في الفتاوى ، ويوزعه على الناس! وهذا لا يليق بصغار طلبة العلم ، فضلا عن شيخ تصدى للفتوى !!!.

    المقصود أن ما ذكره العبيكان آنفًا ، نقله بحروفه من "فيض القدير" 1/527 مع إحسان الظن به ، وإلا فقد احتطبه من وسيط ثالث نقله من "الفيض"، ويؤكد لك ذلك عدم عزوه للحديث بالجزء والصفحة في "المعجم" كما فعل ذلك في الحديث الذي قبله ، وبقية الأحاديث والآثار . فتأمل!! .

    وفي الجملة لقد رتب السيوطي في "جامعه" ألفاظ الأحاديث المرفوعة على ترتيب حروف الهجاء ، ثم رمز لكل حديث لمن أخرجه في أصوله من طريق الصحابي ، فأحيانًا تتفق الألفاظ وتختلف أصول الروايات ، وهذا ما حدث في الحديث الذي بين أيدينا ، وخلط فيه صاحبنا العبيكان بسبب نقله ما لا يفهمه .

    فقوله : "وأخرج الطبراني في "الكبير" عن هبّار بن الأسود والسائب بن يزيد الكندي" معناه أن الطبراني روى في "معجمه الكبير" اللفظ المرفوع : "أشيدوا النكاح ، وأعلنوه" عن صحابيين مختلفين :

    الحديث الأول ـ حديث هبّار بن الأسود :

    رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (رقم 528) 22/200، من طريق أحمد بن داود المكي ، ثنا إبراهيم بن زكريا العبدشي ، ثنا هشيم بن أبي معشر ، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود ، عن أبيه ، عن جده : أن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مر بدار هبار بن الأسود ، فسمع صوت غناء ، فقال : "ما هذا ؟" قيل تزويج ، فجعل رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يقول : "هذا نكاح لا السفاح" يرددها .

    وهذا الحديث هو نفسه الحديث السابق ونفس قصته ، غير أنه لم يذكر فيه "الكبر والغرابيل" ، ولذلك لو صح إسناده ، فلن يصلح الاحتجاج به في إباحة "الطبل" ، فكيف وهو شديد الضعف أيضًا ؟ ففيه ثلاث علل :

    العلة الأولى ـ فيه "أبو معشر" ، وهو "نَجيح بن عبد الرحمن السِّندي" ضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي ، والعقيلي ، وابن حبان، وعمرو بن علي ، والدارقطني، وأبو نعيم ، وابن الجوزي ، والحافظ ابن حجر، وقال البخاري : "منكر الحديث". انظر : "المجروحين" لابن حبان 3/60 ، "تهذيب الكمال" (رقم 6386) .

    العلة الثانية ـ "يحيى بن عبد اللَّه بن هبار" ، مجهول .

    العلة الثالثة ـ "عبد اللَّه بن هبار" ، مجهول .

    تنبيه :
    وقع خطـأ في مطبوعة "المعجم" ، حيث ذكر في الإسناد (هـشيم بن أبي معشر) ، وصوابه (هشيم ، عن أبي معشر) .

    والحديث ضعفه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/527 .

    الحديث الثاني ـ السائب بن يزيد الكندي :

    رواه الطبراني أيضًا في "المعجم الكبير" (رقم 6666) 7/152، من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي ، عن يزيد بن خصيفة ، عن أبيه ، عن السائب بن يزيد ، قال : لقي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ، ثم دعاهن ، فقال : "لا تقولوا هكذا ، ولكن قولوا حيانا وإياكم" ، فقال رجل : يا رسول اللَّه ! أترخص للناس في هذا ؟ قال : "نعم إنه نكاح لا سفاح ، أشيدوا بالنكاح" .

    فكما ترى أخي القارئ الكريم أن حديث السائب هذا قصته مختلفة تمامًا عن قصة هبار ، كما أن حديث السائب هذا لم يذكر فيه "الطبل" لا من قريب ولا من بعيد، ومع هذا كله فالحديث ضعيف ؛ فيه "يزيد بن عبد الملك"، ضعفه الإمام أحمد، وابن معين ـ في رواية ـ، وأبو زرعة ، والعقيلي ، وابن حبان ، والدارقطني ، وابن الجوزي ، والذهبي ، والحافظ ابن حجر ، وقال أبو حاتم : "ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدًا" ، وكذا ضعفه البخاري جدًا ، وزاد : "أحاديثه شبه لا شيء "، وقال النسائي "متروك الحديث". انظر : "تهذيب الكمال" (رقم 7025) ، والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" 4/290 ، وعزاه للطبراني، وقال: "وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في رواية" قلت : لم يوثقه ابن معين كما قال الهيثمي ، وعبارته في الرواية الثانية كما في "تاريخ الدارمي" (رقم 883) : "ما كان به بأس" ، وهذه العبارة دون التوثيق كما هو مقرر عند أهل هذا الفن ، ثم الأرجح رواية التضعيف ؛ لأن رواها عنه اثنان ، ابن طهمان (رقم 381) ، وابن محرز (رقم 59)، وعبارته فيهما : "ليس بشيء" ، كما أن البخاري حكى عن ابن معين أنه لينه ، وهي الرواية الموافقة لرواية أئمة الجرح والتعديل؛ لذلك الأظهر عندي أن رواية التعديل فيها تحريف ـ والله أعلم ـ ، ولو صحت ، فالقاعدة أن الجرح مقدم على التعديل، خاصة إذا وافق عامة أئمة الجرح والتعديل، ومع هذا كله لو صح الحديث ، فلن يشفع للعبيكان في تصحيح فتواه ؛ لأنه كما ذكرت آنفًا ليس فيه ذكر "الطبل" مطلقًا . فتأمل !!.

    إذا تقرر ذلك ، فما نقله العبيكان بقوله : "وسببه أن هبّار بن الأسود ...الخ" هذا راجع لحديث هبّار الأول ، وليس لحديث السائب ؛ لأن قصته مختلفة .

    أما قوله :"ورمز السيوطي لحسنه" ، فيجاب عليه بأجوبة :

    1 ـ أن السيوطي معروف عند أهل هذا الفن بتساهلله الشديد في تصحيح وتحسين الأحاديث ، فقوله غير معتمد عند المحققين .

    2 ـ أن السيوطي اعتمد في "جامعه" في الحكم على الحديث على الرموز ، وهذه الرموز وقع فيها خلط وتحريف كبير بين النساخ ، مما أفقدها الثقة عند المحققين .

    3 ـ أن تحسين السيوطي متجه للفظ المرفوع : "أشيدوا النكاح ، وأعلنوه" ، وهذا اللفظ ، نؤيد تحسينه لكثرة طرقه ، وقد حسنه الألباني في "الصحيحة" (رقم 1463) ، ولكن كما ذكرنا آنفًا هذا التحسين لا ينسحب على قصة هبار . فانتبه أخي القارئ ـ وفقك اللَّه ـ .

    منقول

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح ، هذا النكاح لا السفاح

    3899 - حديث السائب بن يزيد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وقيل له: أترخص في هذا؟ قال "نعم، إنّه نكاح لا سفاح، أشيدوا النكاح"
    قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)
    ضعيف
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (6666) عن أحمد بن زهير التُّسْتَري ثنا جعفر بن محمد الوراق الواسطي ثنا خالد بن مخلد ثني يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن خُصيفة عن أبيه عن السائب بن يزيد قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جواري تغنين تقلن: تحيونا نحييكم، فوقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاهن فقال "لا تقولوا هكذا ولكن قولوا حيانا وإياكم" فقال رجل: يا رسول الله، أترخص للناس في هذا؟ قال "نعم، إنه نكاح لا سفاح، أشيدوا بالنكاح".
    قال الهيثمي: وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في رواية" المجمع 4/ 290
    قلت: هو ضعيف كما قال الهيثمي، وقد ذكره البخاري والنسائي والعقيلي وابن حبان والدارقطني وأبو نعيم في "الضعفاء"، وأما ابن معين فأكثر الروايات عنه أنّه ضعفه إلا عثمان الدارمي فإنّه نقل عنه أنه قال: ما كان به بأس.
    3900 - "نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى"
    قال الحافظ: وفي رواية للطبراني من وجه آخر عن أبي بن كعب قال: فذكره" (2)
    أخرجه المحاملي في "أماليه" (454) عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي
    وأخرجه الطبراني في "الكبير" (539) و"الأوسط" (447) عن أحمد بن خليد الحلبي قالا: ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب مرفوعا "يا أبا المنذر إني أمرت أن أعرض عليك القرآن" فقال: بالله آمنت، وعلى يديك أسلمت، ومنك تعلمت. قال: فردّ النبي-صلى الله عليه وسلم- القول. فقال: يا رسول الله، وذكرت هناك؟ قال "نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلي" قال: فأقرأ إذاً يا رسول الله.
    وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 251) عن الطبراني به.
    وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاذ بن محمد بن معاذ إلا محمد بن عيسى الطباع"
    قلت: وإسناده ضعيف، معاذ بن محمد بن معاذ وأبوه وجده مجهولون (تهذيب التهذيب 10/ 194 - لسان الميزان 5/ 384 و 6/ 55)
    __________
    (1) 11/ 133 (كتاب النكاح- باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها)
    (2) 8/ 127 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب أبي بن كعب)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •