تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله

    هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله ؟
    بارك الله فيك
    قال الامام ابن القيم رحمه الله :
    " قد يكون العمل المعين أفضل منه في حق غيره :
    فالغني الذى له مال كثير ، ونفسه لا تسمح ببذل شيء منه : فصدقته وإيثاره أفضل له من قيام الليل وصيام النهار نافلة .
    والشجاع الشديد الذى يهاب العدوُ سطوتَه : وقوفُه في الصف ساعة ، وجهادُه أعداءَ الله : أفضل من الحج والصوم والصدقة والتطوع .
    والعالِمُ الذى قد عرف السنة ، والحلال والحرام ، وطرق الخير والشر : مخالطتُه للناس وتعليمُهم ونصحُهم في دينهم: أفضل من اعتزاله وتفريغ وقته للصلاة وقراءة القرآن والتسبيح.
    وولىُّ الأمر الذى قد نصبه الله للحكم بين عباده : جلوسُه ساعةً للنظر في المظالم ، وإنصاف المظلوم من الظالم ، وإقامة الحدود ، ونصر المحق ، وقمع المبطل : أفضل من عبادة سنين من غيره.
    ومن غلبت عليه شهوة النساء : فصومُه ـ له ـ أنفع وأفضل من ذكر غيره وصدقته .
    وتأمل تولية النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهما من أمرائه وعماله، وترك تولية أبى ذر، بل قال له: (إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تَأَمَّرن على اثنين، ولا تَوَلَّيَنَّ مال يتيم) .
    وأمر غيره بالصيام وقال: (عليك بالصوم فإنه لا عِدل له) ، وأمر آخر بأن لا يغضب، وأمر ثالثا بأن لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله .
    ومتى أراد الله بالعبد كمالا ، وفقه لاستفراغ وسعه فيما هو مستعد له، قابل له، قد هُيئ له، فإذا استفرغ وسعه ، علا غيره وفاق الناس فيه .
    وهذا كالمريض الذى يشكو وجع البطن مثلا، إذا استعمل دواء ذلك الداء : انتفع به، واذا استعمل دواء وجع الرأس : لم يصادف داءه .
    فالشح المطاع ـ مثلا ـ من المهلكات ، ولا يزيله صيام مائة عام، ولا قيام ليلها !!
    وكذلك داء اتباع الهوى ، والإعجاب بالنفس : لا يلائمه كثرة قراءة القرآن ، واستفراغ الوسع في العلم والذكر والزهد، وإنما يزيله إخراجه من القلب بضده .
    ولو قيل: أيما أفضل: الخبز أو الماء؟
    لكان الجواب: أن هذا في موضعه أفضل، وهذا في موضعه أفضل ".
    انتهى من "عدة الصابرين" (ص 114-115) .
    ***
    والتوفيق الوارد في فضل الذكر: فقد قال المناوي في فيض القدير: هذا محمول على أن الذكر كان أفضل للمخاطبين به، ولو خوطب به شجاع باسل حصل به نفع الإسلام في القتال لقيل له الجهاد، أو الغني الذي ينتفع به الفقراء بماله قيل له الصدقة، والقادر على الحج قيل له الحج، أو من له أصلان قيل له برهما، وبه يحصل التوفيق بين الأخبار... انتهى.
    وذهب ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- إلى إبقاء الحديث على إطلاقه، ولكن بشرط كون الذكر باللسان وبالقلب معًا، قال في فتح الباري: وطريق الجمع -والله أعلم-: أن المراد بذكر الله في حديث أبي الدرداء الذكر الكامل، وهو ما يجتمع فيه ذكر اللسان والقلب بالتفكر في المعنى واستحضار عظمة الله تعالى، وأن الذي يحصل له ذلك يكون أفضل ممن يقاتل الكفار -مثلًا- من غير استحضار لذلك، وأن أفضلية الجهاد إنما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد، فمن اتفق له أنه جمع ذلك كمن يذكر الله بلسانه وقلبه واستحضاره، وكل ذلك حال صلاته أو في صيامه أو تصدقه أو قتاله الكفار -مثلًا-، فهو الذي بلغ الغاية القصوى، والعلم عند الله تعالى. اهـ.
    وقال ابن دقيق العيد: وقد اختلفت الأحاديث في فضائل الأعمال، وتقديم بعضها على بعض، والذي قيل في هذا: إنها أجوبة مخصوصة لسائل مخصوص، أو من هو في مثل حاله، أو هي مخصوصة ببعض الأحوال التي ترشد القرائن إلى أنها المراد، ومثال ذلك: أن يحمل ما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- من قوله: ألا أخبركم بأفضل أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم؟. وفسره بذكر الله تعالى على أن يكون ذلك أفضل الأعمال بالنسبة إلى المخاطبين بذلك، أو من هو في مثل حالهم، أو من هو في صفاتهم،
    ولو خوطب بذلك الشجاع الباسل المتأهل للنفع الأكبر في القتال
    لقيل له "الجهاد" ولو خوطب به من لا يقوم مقامه في القتال، ولا يتمحض حاله لصلاحية التبتل لذكر الله تعالى،
    وكان غنيًّا ينتفع بصدقة ماله لقيل له "الصدقة"،
    وهكذا في بقية أحوال الناس،
    قد يكون الأفضل في حق هذا مخالفًا في حق ذاك، بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به. انتهى.
    قال ابن القيم :
    روى الترمذي والحاكم في " المستدرك " عن أبي الدرداء قال : قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق وخير لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذِكر الله " .
    وقد رواه مالك في " الموطأ " موقوفاً على أبي الدرداء قوله ، قال الترمذي : ورواه بعضهم فأرسله .
    والتحقيق في ذلك :
    أن المراتب ثلاثة :
    المرتبة الأولى : ذِكر وجهاد ، وهي أعلى المراتب ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون } .
    المرتبة الثانية : ذِكر بلا جهاد ، فهذه دون الأولى .
    المرتبة الثالثة : جهاد بلا ذِكر ، فهي دونهما ، والذاكر أفضل من هذا ، وإنما وضع الجهاد لأجل ذكر الله فالمقصود من الجهاد أن يُذكر الله ويُعبد وحدَه ، فتوحيده وذكره وعبادته هو غاية الخلق التي خلقوا لها ، وتبويب أبي داود إنما هو على المرتبة الأولى ، والحديث إنما يدل على أن الذِّكر أفضل من الإنفاق في سبيل الله ، فهو كحديث أبي الدرداء ، وقد يحتمل الحديث أن يكون معناه : أن الذِّكر والصلاة في سبيل الله تضاعف على النفقة في سبيل الله ، فيكون الظرف متعلقاً بالجميع ، والله أعلم .
    " حاشية تهذيب سنن أبي داود " ( 7 / 126 ، 127 ) .

    ***
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    مثل ما قال ابن القيم، على من فعل تلك الأعمال غافلًا عن ذكر الله، من فعلها غافلًا عن ذكر الله فالذاكر أفضل منه، ومن فعلها مع ذكر الله ومع الإخلاص لله؛ فهو أفضل؛ لأنه جمع بين الخصلتين.
    وفى فتاوى هيئة كبار العلماء
    الذاكر المجاهد أفضل من الذاكر بلا جهاد، ومن المجاهد الغافل، والذاكر بلا جهاد أفضل من المجاهد الغافل، فأفضل الذاكرين المجاهدون، وأفضل المجاهدين الذاكرون‏.‏



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله

    موضوع ذى صلة
    المفاضلة بين طلب العلم والجهاد
    المفاضلة بين الجهاد في سبيل الله وبين طلب العلم تكون بحسب اختلاف الأحوال ،
    فإذا كان الجهاد فرض عين ، فالجهاد أفضل من طلب العلم ، بل يتعين الانتقال إليه.
    وإذا كان فرض كفاية فطلب العلم أفضل .
    وكذلك بالنسبة للأشخاص : فمن كان متصفا بالشجاعة والإقدام والنكاية بالعدو فالجهاد في حقه أفضل ، وخاصة إذا كان استيعابه للعلم ضعيفا .
    ومن كان مُجِدا في الطلب ، سريع الفهم ، قوي الحفظ ، معروفا بالنبوغ : فطلب العلم في حقه أفضل ، وخاصة إذا كان ضعيف البنية ، وليست عنده دراية كافية بأساليب الحرب والقتال .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " لا شك أن طلب العلم الشرعي من أفضل الأعمال الصالحة ، بل هو معادلٌ للجهاد في سبيل الله ، كما قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة/122 ، فبين الله عز وجل أن المؤمنين لا يمكن أن ينفروا جميعاً للجهاد في سبيل الله ؛ لأن ذلك يؤدي إلى تعطل المنافع الأخرى التي لا بد للإسلام من القيام بها .
    فطلب العلم الشرعي لا شك أنه معادل للجهاد في سبيل الله .
    واختلف العلماء أيهما أفضل: العلم أو الجهاد ؟ ولا شك أن منفعة العلم أعم من منفعة الجهاد ؛ لأن منفعة الجهاد إذا تحققت فإنما هي في جزءٍ معين من الأرض، لكن العلم ينتفع به كل الناس ، فالعلم من حيث المنفعة هو أفضل من الجهاد ، لكن مع ذلك قد نقول لبعض الناس : الجهاد في حقهم أفضل ، ونقول لآخرين: العلم في حقهم أفضل ، ويظهر هذا بالمثال : فإذا كان هناك رجل شجاع قوي عالمٌ بأساليب الحرب ، ولكنه في طلب العلم رديء الحفظ صعب عليه والفهم قليل ، فهذا نقول: الجهاد في حقه أفضل لأنه أنفع .
    وآخر ليس بذاك في الشجاعة ، ومعرفة أساليب الحرب، لكنه قوي في الحفظ ، قوي في الفهم ، قوي في الحجة ، قوي في الإقناع ، فهذا نقول: طلب العلم في حقه أفضل .
    إذاً الخطوط التي نفهمها الآن :
    - طلب العلم معادل للجهاد في سبيل الله .
    - أيهما أفضل؟ يختلف هذا باختلاف الناس ، فبعض الناس نقول له : الجهاد في حقك أفضل ، وبعض الناس نقول له : العلم في حقك أفضل ، حسب ما يقتضيه الحال " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (164/ 2) بترقيم الشاملة .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل الذكر أفضل من الجهاد في سبيل الله

    جزاكم الله خيرا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •