تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: نزل القرآن على سبعة أحرف-هل الغى عثمان ستة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي نزل القرآن على سبعة أحرف-هل الغى عثمان ستة؟

    بسم الله الرحمن اللرحيم
    ارجو التصحيح والتنبيه في حال وجود اخطاء (والموضوع للنقاش)
    راعني احد الاخوة بقوله ان القرآن نزل على سبعة أحرف, وكأنه فهم ان الله انزله سبع مرات, او كما نقول بسبع لغات مختلفة!
    فمثلا هو يرى ان سورة الفاتحة, نزلت كما نعرفها اليوم, وايضا نزلت بألسنة أخرى لا نعرفها, وأن عثمان قضى عليها, وهذا جنون!
    والذي كنت اعتقده منذ أن وعيت ولا زلت, ان القرآن بين ايدينا اليوم, هو السبعة أحرف, ففيه الفاظ قيل انها حبشية وفيه الفاظ قيل انها فارسية
    وحجتي كانت أن عثمان رضي الله عنه وأرضاه عندما امر الاربعة بتدوينه, أمرهم عند الاختلاف في كلمات او ايات محددة ان يكتبوها بلسان قريش.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: نزل القرآن على سبعة أحرف-هل الغى عثمان ستة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن اللرحيم
    ارجو التصحيح والتنبيه في حال وجود اخطاء (والموضوع للنقاش)
    راعني احد الاخوة بقوله ان القرآن نزل على سبعة أحرف, وكأنه فهم ان الله انزله سبع مرات, او كما نقول بسبع لغات مختلفة!
    فمثلا هو يرى ان سورة الفاتحة, نزلت كما نعرفها اليوم, وايضا نزلت بألسنة أخرى لا نعرفها, وأن عثمان قضى عليها, وهذا جنون!
    والذي كنت اعتقده منذ أن وعيت ولا زلت, ان القرآن بين ايدينا اليوم, هو السبعة أحرف, ففيه الفاظ قيل انها حبشية وفيه الفاظ قيل انها فارسية
    وحجتي كانت أن عثمان رضي الله عنه وأرضاه عندما امر الاربعة بتدوينه, أمرهم عند الاختلاف في كلمات او ايات محددة ان يكتبوها بلسان قريش.
    أولا :
    نزل القرآن على حرف واحد أول الأمر ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستزيد جبريل عليه السلام حتى أقرأه على سبعة أحرف . وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أُولَى الْقُرَّاءِ ، فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبِينَ ، فَاقْرَءُوهُ كَمَا عُلِّمْتُمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالِاخْتِلَافَ ، إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ : هَلُمَّ وَتَعَالَ " رواه ابن أبي شيبة (6/ 127) .
    ثانيا :
    القراءات السبعة هي ـ جميعا ـ طرق متنوعة ، في أداء حرف واحد من هذه الأحرف السبعة ، وهو الحرف الذي كتب به المصحف العثماني الإمام ، الذي جمع عثمان رضي الله عنه عليه المسلمين . فإنه لما بلغه اختلاف الناس ، وجاءه حذيفة رضي الله عنه وقال : أدرك الناس ، استشار الصحابة الموجودين في زمانه كعلي وطلحة والزبير وغيرهم ، فأشاروا بجمع القرآن على حرف واحد حتى لا يختلف الناس ، فجمعه رضي الله عنه , وكَوَّن لجنة رباعية لهذا , يرأسهم زيد بن ثابت رضي الله عنه , فجمعوا القرآن على حرف واحد ، وكتبه ووزعه في الأقاليم حتى يعتمده الناس ، وحتى ينقطع النزاع .
    فالقراءات السبع أو القراءات العشر موجودة في نفس ما جمعه عثمان رضي الله عنه ، في زيادة حرف ، أو نقص حرف ، أو مد ، أو شكل للقرآن , كل هذا داخل في الحرف الواحد الذي جمعه عثمان رضي الله عنه .
    قال ابن الجزري رحمه الله :
    " ذَهَبَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْمَصَاحِفَ الْعُثْمَانِيَّ ةَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ رَسْمُهَا مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ فَقَطْ ، جَامِعَةٌ لِلْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مُتَضَمِّنَةٌ لَهَا ، لَمْ تَتْرُكْ حَرْفًا مِنْهَا .
    وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ صَوَابُهُ ; لِأَنَّ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ وَالْآثَارَ الْمَشْهُورَةَ الْمُسْتَفِيضَة َ تَدُلُّ عَلَيْهِ وَتَشْهَدُ لَهُ ... " انتهى من " النشر في القراءات العشر " (1/31-32) .
    وقال السيوطي رحمه الله :
    " أَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ فِي الْمَصَاحِفِ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي فَضَائِلِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ : الْقِرَاءَةُ الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ، هِيَ الْقِرَاءَةُ الَّتِي يَقْرَؤُهَا النَّاسُ الْيَوْمَ .
    وَأَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ جِبْرِيلُ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ سَنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّةً ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ مَرَّتَيْنِ ، فَيَرَوْنَ أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتُنَا هَذِهِ عَلَى الْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ .
    وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ : يُقَالُ إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ شَهِدَ الْعَرْضَةَ الْأَخِيرَةَ الَّتِي بُيِّنَ فِيهَا مَا نُسِخَ وَمَا بَقِيَ ، وكتبها لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ بِهَا حَتَّى مَاتَ ، وَلِذَلِكَ اعْتَمَدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي جَمْعِهِ وَوَلَّاهُ عُثْمَانُ كَتْبَ الْمَصَاحِفِ " انتهى من " الإتقان " (1/177) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " القول المرضي عند علماء السلف ، الذي يدل عليه عامة الأحاديث وقراءات الصحابة : أن المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه ، هو أحد الحروف السبعة وهو العرضة الأخيرة ، وأن الحروف الستة خارجة عن هذا المصحف . وأن الحروف السبعة كانت تختلف الكلمة ، مع أن المعنى غير مختلف ولا متضاد " انتهى من " الصارم المسلول " (ص 126) .
    انظر إجابة السؤال رقم : (5142) ، والسؤال رقم : (125091) ، وينظر فوائد عديدة حول ذلك الأمر ، للشيخ الدكتور مساعد الطيار ، في كتابه : " المحرر في علوم القرآن " (ص 87) وما بعدها .
    ثالثا :
    طريقة تلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن من جبريل عليه السلام :
    كان جبريل عليه السلام يقرأ ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينصت ، فإذا فرغ جبريل من قراءته ، ردد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ، وذلك القرآن كله بأحرفه .
    روى البخاري (3219) ، ومسلم (819) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ) .
    وروى البخاري (5044) ، ومسلم (448) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ : ( لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالوَحْيِ ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ ، فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي : ( لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ ) ، ( لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ) فَإِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ ( وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) " قَالَ : " إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ " ، قَالَ : " وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ " .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " يَعْنِي : أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، كَانَ إِذَا جَاءَهُ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ ، كُلَّمَا قَالَ جِبْرِيلُ آيَةً قَالَهَا مَعَهُ ، مِنْ شِدَّةِ حِرْصِهِ عَلَى حِفْظِ الْقُرْآنِ ، فَأَرْشَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَا هُوَ الْأَسْهَلُ وَالْأَخَفُّ فِي حَقِّهِ ؛ لِئَلَّا يَشُقَّ عَلَيْهِ . فَقَالَ : ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) أَيْ : أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ ، ثُمَّ تَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْسَى مِنْهُ شَيْئًا ، ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ، وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : ( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) أَيْ : بَلْ أَنْصِتْ ، فَإِذَا فَرَغَ الْمَلَكُ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَيْكَ ، فَاقْرَأْهُ بَعْدَهُ " انتهى من " تفسير ابن كثير " (5/319) .
    قال ابن عثيمين رحمه الله :
    " والقرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله عز وجل تكلم به سبحانه وتعالى حقيقة ، كلاما سمعه جبريل ، ثم تلاه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (4/631) .
    وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
    " مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين ، فنزل به فأوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فألقاه على سمعه وقلبه " انتهى .
    http://vb.tafsir.net/tafsir3813/#.VEDSAig3-HQ
    رابعا :
    كان جبريل يأتيه تارة في صورة رجل ، وتارة يأتيه مثل صلصلة الجرس .
    روى البخاري (2) ، ومسلم (2333) عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ ) قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ فِي اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا " .
    فكل ما نزل من القرآن بأحرفه السبعة فسبيله ما تقدم ، وكيفية ذلك على التفصيل لا يعلمها إلا الله ، إلا أن المقطوع به أن جبريل عليه السلام نزل بالقرآن كله بأحرفه كلها على محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان يقرأ عليه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينصت ويعي ، فإذا فرغ ردد ما سمعه منه .
    ولا يلزم أن يكون ذلك التكرار حاصلا في كل آية ؛ فالظاهر أن تنوع الحروف إنما هو في مواضع وآيات ، معينة ، لا في كل آية ، ولا في كل موضع .
    ثم لا نعلم ما وراء ذلك ، من كيفية إحصاء الأحرف السبعة ، وتكرارها ، وعرضها من النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام .
    على أننا نعود إلى تنبيه القارئ الكريم ، إلى أن قضية " الكيفية " في تلقي هذه الأحرف : لا يتعلق بها كبير شيء ، ولا فيها ذلك الإشكال الذي ينبغي أن يحيره ، فالذي يعنينا أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وأن مصحف عثمان ، هو في القول الظاهر عند أهل العلم : حرف واحد منها ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع القرآن من جبريل ، وجبريل قد سمعه من رب العالمين ، وهذا : حد ، كاف ، شاف ، في هذا المقام ، لا يترتب على ما رواءه عمل ، كبير ولا صغير .

    المصدر الاسلام سؤال وجواب
    *************

    القرآن نزل على حرف واحد أول الأمر ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يستزيد جبريل حتى أقرأه على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ والدليل على ذلك حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أقرأني جبريل على حرف فراجعته فزادني فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى على سبعة أحرف " . رواه البخاري ( 3047 ) ومسلم ( 819 ) . ثانياً :
    ما معنى الأحرف ؟
    أحسن الأقوال مما قيل في معناها أنها سبعة أوجه من القراءة تختلف باللفظ وقد تتفق بالمعنى واٍن اختلفت بالمعنى : فاختلافها من باب التنوع والتغاير لا من باب التضاد والتعارض .
    ومعنى " حرف " في اللغة : الوجه ، قال تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) سورة الحج /11 .
    ثالثاً : قال بعض العلماء : إن معنى الأحرف لغات العرب وهذا بعيد لحديث عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ . فقال : هكذا أنزلت . ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت . إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه . رواه البخاري ( 2287 ) ومسلم ( 818 ) .
    ومما هو معلوم أن " هشاماً " أسدي قرشي ، وأن " عمر " عدوي قرشي فكلاهما من قريش وليس لقريش إلا لغة واحدة ، فلو كان اختلاف الأحرف اختلافاً في اللغات لما اختلف القرشيان .
    وقد ذكر العلماء قرابة أربعين قولاً في هذه المسألة ! ولعل الأرجح ما قد ذكرنا آنفاً . والله اعلم
    رابعاً :
    تبين أن الأحرف نزلت على ألفاظ متعددة كما بينه حديث عمر لأن إنكار عمر وقع على الحروف وليس على المعاني والخلاف بهذه الحروف ليس للتضاد ولكنه للتنوع كما قال ابن مسعود هو بمنزلة قول أحدكم هلمّ أقبل تعال .
    خامساً :
    أما تحديد القراءات السبعة فهي ليست من تحديد الكتاب والسنة ولكنها من اجتهاد ابن مجاهد رحمه الله فظن الناس أن الأحرف السبعة هي القراءات السبعة لاتفاقها في العدد ، وإنما جاء العدد مصادفة واتفاقاً أو قصداً منه ليوافق ما ورد من كون الأحرف سبعة وقد ظن بعض الناس أن الأحرف هي القراءات وهذا خطأ ، ولا يُعرف هذا عن أهل العلم . والقراءات السبعة هي إحدى الأحرف السبعة وهي الحرف الذي جمع عثمان عليه المسلمين .
    سادساً :
    لما نسخ عثمان المصحف نسخه على حرف واحد ولكنه ترك النقط والتشكيل ليتسع هذا الرسم لحمل ما يستطيع حمله من الأحرف الأخرى فجاء المصحف برسمه محتملاً لبعض الأحرف فما احتمله جاءت به القراءة وما لم يحتمله نُسخ ، وذلك لأن الناس أنكر بعضهم على بعض عند اختلافهم في القراءة فجمعهم عثمان على نُسخه واحدة ليجمع شملهم .
    سابعاً :
    قولك إن مجاهداً ظن أن القراءة تحل محل الحرف فهذا غير صحيح . كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه . مجموعة الفتاوى / ج13 / 210
    ثامناً :
    وأما القرّاء السبعة فهم :
    1- نافع المدني 2- ابن كثير المكي 3- عاصم الكوفي
    4- حمزة الزيات الكوفي 5- الكسائي الكوفي 6- أبو عمرو بن العلاء البصري 7- عبد الله بن عامر الشامي
    وأقواهم سنداً في القراءة : نافع وعاصم .
    وأفصحهم : أبو عمرو والكسائي .
    ويروي عن نافع : ورش وقالون .
    ويروي عن عاصم : حفص وشعبة . المصدر الاسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: نزل القرآن على سبعة أحرف-هل الغى عثمان ستة؟

    خطأ من فهم ان السبعة احرف هى السبع قراءات
    قال الشمس ابن الجزري:
    وقد اختلفت أقوال العلماء في المراد بهذه الأحرف السبعة على نحو من أربعين قولا،
    مع إجماعهم على أنه ليس المراد بها قراءات سبعة من القراء كالسبعة المشهورين
    وإن كان يظن ذلك بعض العوام،
    لأن السبعة لم يكونوا خلقوا ولا وجدوا،
    وأول من جمع قراءاتهم: أبو بكر بن مجاهد في أثناء المائة الرابعة، فلو كان الحديث منصرفاً إلى قراءة السبعة المشهورين أو سبعة من القراء الذين ولدوا بعد التابعين لأدى ذلك إلى أن يكون الخبر عاريا عن الفائدة إلى أن يولد هؤلاء السبعة الأئمة فتوجد عنهم القراءة، ولأدى أيضاً إلى أنه لا يجوز لأحد من الصحابة أن يقرأ إلا بما يعلم أن هؤلاء السبعة من القراء إذا ولدوا وتعلموا اختاروا القراءة به. وهذا باطل، إذ طريق أخذ القراءة أن تؤخذ عن إمام ثقة، لفظاً عن لفظ، إماماً عن إمام، إلى أن تتصل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. ومع إجماعهم أيضاً على أنه ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبعة أوجه، إذ لا يوجد ذلك في كلمة من المشهور.
    وأصح الأقوال وأولاها بالصواب، وهو الذي عليه أكثر العلماء، وصححه البيهقي، واختاره الأبهري وغيره، واختاره في القاموس - أن المراد بالأحرف أوجه من اللغات. وذلك لأن الحرف يطلق لغة على الوجه، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: نزل القرآن على سبعة أحرف-هل الغى عثمان ستة؟

    سئل ابن عثيمين رحمه الله
    السائل : ما معنى الأحرف السبعة؟
    الشيخ : إي نعم ، يعني لهجات ، اللهجات التي كان العرب في عهد الرسول يتكلمون بها ، ما يستطيع الإنسان أن يغير لهجته إلا ، إلا بكلفة ، يحتاج إلى تمرين وهذا قد يعوق الناس عن فهم القرآن ، فوسع الله لهم في أول الأمر ، ولما استتب ، استتبت اللغة القرشية ، صارت هي، هي الرسمية في القرآن الكريم .
    السائل : كلها عربية ؟
    الشيخ : كلها عربية نعم
    السائل : ما الفرق بينهم؟
    الشيخ : الآن أنتم مثلا في الحجاز وهنا في القصيم ، وفي الشرقية ، اللهجات متفقة ولا لا؟
    الشيخ : نعم ، ماهي متفقة ، بعض الناس يقول يا رجل، يا ريُل ، يا ريُل ، نعم ، أليس موجود هذا ؟
    السائل : موجود
    الشيخ : طيب ، هذا إذا قال (( وجاء ربك )) وش يقول ، ما يقدر يقول (( وجاء ربك )) صعب عليه ، يحتاج إلى تمرين ، فنقول قل ما يكون ، نعم ، في الآن عجم ، ما يستطيع يقول محمد وينطق بالحاء ، خالصة إيش يقول؟ مهمد
    السائل : أو بالخاء
    الشيخ : نعم ، على كل حال الحمد لله هذه في الأول لأنهم لو كلفوا أن ينطقوا بلغة قريش صاروا يحتاجون إلى تمرين ، فترغيباً لهم في الإسلام وتسهيلاً لهم ، جُعل القرآن والحمد لله على سبعة أحرف
    السائل : شيخ لا بأس بالنسبة للأعاجم أن ... .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: نزل القرآن على سبعة أحرف-هل الغى عثمان ستة؟

    قال ابن الجزري رحمه الله :
    " ذَهَبَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْمَصَاحِفَ الْعُثْمَانِيَّ ةَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ رَسْمُهَا مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ فَقَطْ ، جَامِعَةٌ لِلْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، مُتَضَمِّنَةٌ لَهَا ، لَمْ تَتْرُكْ حَرْفًا مِنْهَا .
    وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ صَوَابُهُ ; لِأَنَّ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ وَالْآثَارَ الْمَشْهُورَةَ الْمُسْتَفِيضَة َ تَدُلُّ عَلَيْهِ وَتَشْهَدُ لَهُ ... " انتهى من " النشر في القراءات العشر " (1/31-32) .
    أرى أخي أن كلام الجزري أدق وأصوب وأوجه وأقوى بكثير من اجتهاد ابن تيمية رحمها الله.
    على كثرة ماقرأنا في كتب الاثار لايوجد ولو اشارة واحدة, لرواية ويت للفظ لايوجد في مصاحف اليوم.
    والجزري له كتاب القراءآت العشر, اندثر منها ثلاثة, يعني كان متخصص في هذه الأمور, على عكس شيخ الإسلام ابن تيمية الذي تشتت جهده بين فنون كثيرة.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " القول المرضي عند علماء السلف ، الذي يدل عليه عامة الأحاديث وقراءات الصحابة : أن المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه ، هو أحد الحروف السبعة وهو العرضة الأخيرة ، وأن الحروف الستة خارجة عن هذا المصحف . وأن الحروف السبعة كانت تختلف الكلمة ، مع أن المعنى غير مختلف ولا متضاد " انتهى من " الصارم المسلول " (ص 126)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •