تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    السؤال:
    من جمهورية مصر العربية محافظة سوهاد هذه رسالة الأخ إبراهيم محمود إبراهيم أخونا يقول في رسالته: إنني من صعيد مصر، وأقيم في قرية صغيرة تكثر فيها المعتقدات الفاسدة في أصحاب القبور والأضرحة والمقامات ويهتفون بأسمائهم عند الشدائد ويلجئون إليهم عند الملمات وينذرون لهم النذور ويعتقدون فيهم النفع والضر ويحلفون بأسمائهم، فهل تصح الصلاة خلف إمام مسجد يعتقد في تلك القبور ويعتقد النفع والضر في أصحابها، ويهتف بأسمائهم، وهو أيضًا يحلف بغير الله، وهل تصح صلاة الجمعة خلفه، ولو لم يوجد من يصلي خلفه غيره إلا منه هو مثله، فهل صلاة الفرد تكون في هذه الحالة أفضل أم الصلاة خلفه؟ وهل يعذر أولئك القبوريون بجهلهم، أم لا يعذرون؟ فالجاهل منهم يحكم عليه بالإسلام أم يحكم عليه بالكفر؟ وهل يصلى على ميتهم ويدفن في مقابر المسلمين أم لا؟ أجيبوني عن هذه القضايا جزاكم الله خيرًا.

    الجواب:
    هذا سؤال عظيم وله شأن كبير؛ لأنه يتعلق بالكفر والإيمان والإسلام والشرك،
    فهؤلاء الذين ذكرت -أيها السائل-
    عقيدتهم وأعمالهم، هؤلاء يعتبرون كفارًا مشركين وثنيين مثل كفار قريش وأشباههم
    لا يصلى عليهم ولا يصلى خلفهم؛ لكونهم يستنجدون بأهل القبور، ويسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب هذا شرك أكبر، فليس لأحد أن يصلي خلفهم أو يصلي عليهم إذا ماتوا، بل حكمهم حكم أهل الشرك.

    وإذا كان بعض الناس يعتقد فيهم، يعتقد في الأولياء النفع والضر صار شركًا آخر، كونه يدعوهم ويسألهم ويستغيث بهم هذا شرك أكبر، وكونه يعتقد فيهم النفع والضر والتصرف في العباد شرك آخر زائد على شرك المشركين الأولين، فإن قريشًا وأشباههم في جاهليتهم، لا يعتقدون النفع والضر في الأموات ولا في الأصنام، وإنما يعتقدون أنهم شفعاء عند الله، وأنهم يقربونهم إلى الله زلفى فقط، كما قال الله : وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ فرد الله عليهم بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]،
    فسماهم مشركين بهذا مع أنهم قالوا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فدل ذلك على أنهم لم يعتقدوا فيهم النفع والضر، وإنما اعتقدوا أنهم وسطاء.

    وقال سبحانه في سورة الزمر: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:2-3]، فبين سبحانه أنهم ما عبدوهم؛ لأنهم يضرون وينفعون، وإنما عبدوهم ليقربوهم إلى الله زلفى.
    قال سبحانه عنهم أنهم يقولون مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، فعلم بذلك: أن كفار قريش وغيرهم من كفار العرب في عهده ﷺ لم يعتقدوا أن أصحاب القبور أو أن الأصنام أو الأشجار أو الأحجار أو الأنبياء والصالحين ينفعونهم أو يضرونهم، وإنما اعتقدوا أنهم وسطاء ينفعونهم بالوساطة، ويقربونهم إلى الله زلفى، فلهذا عبدوهم وسألوهم واستغاثوا بهم وذبحوا لهم.. ونحو ذلك.

    فهؤلاء كفار ما داموا على هذه الحال، وليس لك أن تصلي خلف أحد منهم، ولو صليت وحدك، فالجمعة تصلي ظهرًا وحدك، إلا أن تجد من الموحدين من يصلي معك جمعة في مسجد إن تيسر في المسجد أو في بيت أحدكم إذا لم يتيسر في المسجد، أما أن تصلي خلف هؤلاء فلا؛ لأن هؤلاء شركهم ظاهر وكفرهم ظاهر، نسأل الله العافية.

    والواجب على الدعاة إلى الله أن يدعوهم إلى الله، وأن يوضحوا لهم الحق وأن يرشدوهم، والواجب عليهم أن يتعلموا ويسألوا ويستفيدوا وألا يصروا على باطلهم.
    فالواجب على من كان في هذه المثابة أن يسأل أهل العلم في بلاده أو في غير بلاده بالمكاتبة أو بالهاتف التلفون أو بغير ذلك من الوسائل، يسأل، الله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، فالحريص على دينه يسأل ولو بالسفر ولو يرتحل من مكان إلى مكان، كما فعل السلف الصالح يرتحلون من بلد إلى بلد لطلب العلم.

    وهذه المسألة أعظم مسألة، مسألة التوحيد والكفر هي أعظم مسألة وأكبر مسألة،
    فالواجب على كل مكلف أن يسعى في خلاصه ونجاته،
    وأن يسأل أهل العلم عما أشكل عليه،
    وألا يرضى بالعوائد التي درج عليها أسلافه،
    كما قال الله عن الكفرة: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:23]،
    ما يصلح، هذا ما يصلح، بل يجب التعلم والتبصر والتفقه في الدين
    والسؤال عما أشكل حتى تعبد ربك على بصيرة:
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]،
    فنسأل الله لك -أيها السائل- ولمن ذكرت عنهم هذه الأعمال، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح، إنه سبحانه جواد كريم.
    الموقع الرسمى للامام ابن باز

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    هذا سؤال عظيم وله شأن كبير؛ لأنه يتعلق بالكفر والإيمان والإسلام والشرك،
    فهؤلاء الذين ذكرت -أيها السائل-
    عقيدتهم وأعمالهم، هؤلاء يعتبرون كفارًا مشركين وثنيين مثل كفار قريش وأشباههم
    لا يصلى عليهم ولا يصلى خلفهم؛ لكونهم يستنجدون بأهل القبور، ويسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب هذا شرك أكبر، فليس لأحد أن يصلي خلفهم أو يصلي عليهم إذا ماتوا، بل حكمهم حكم أهل الشرك.
    نعم -إقامة التوحيد - (للشيخ : سعود الشريم)
    جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوسٍ على ذي الخلصة ) وذو الخلصة؛ صنم معروف كسره جرير بن عبد الله البجلي لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، فدل على أن الأمر سيعود لمثل ما كان.إذاً: هي الأيام يداولها الله بين الناس، فَمِنْ موحدٍ فيها ومِنْ مشرك، ومِنْ خائفٍ من مكر الله فيها ومِنْ آمن: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] وإلا فما سِّر تحذير النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد أسس دولة التوحيد، ومحا الشرك في عصره، حيث يقول وهو يعالج سكرات الموت في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ثم خشي من تسلل هذا الداء بعد وفاته فقال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ) رواه مالك .وروى ابن جرير وابن أبي حاتم أن إبراهيم التيمي قال في قوله تعالى عن إبراهيم: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ [إبراهيم:35] قال: [[ ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه السلام ]].فلا يأمن الوقوع في لوثة الأصنام والتماثيل إلا من هو جاهلٌ بها وبما يُخلِّص منها من العلم بالله وبما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم من التوحيد الخالص والنهي عن الشرك به.
    يقول ابن القيم رحمه الله عن دور الشيطان في هذا الميدان:
    وما زال الشيطان يوحي إلى عباد القبور بالبناء والعكوف عليها،
    ثم ينقلهم منه إلى دعائهم وعبادتهم، واتخاذهم أوثاناً تعلق عليهم القناديل والستور،
    فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم إلى أن من نهى عن ذلك فقد تنقص أهل هذه الرتب العالية وحطهم عن منزلتهم، وزعم أنه لا حرمة لهم ولا قدر،
    فيغضب المشركون، وتشمئز قلوبهم
    كما قال تعالى: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الزمر:45]
    وسرى ذلك في نفوس كثيرٍ من الجهال والطغام، وكثيرٍ ممن ينتسب إلى العلم والدين،
    حتى عادوا أهل التوحيد ورموهم بالعظائم، ونفروا الناس عنهم
    فالصنم قد يطلق على الوثن كما قرر ذلك بعض أهل العلم،
    والوثن: هو كل ما عبد من دون الله على أي وجه كان،
    وقد نهى الله عن ذلك بقوله: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج:30].
    وقد قصرت مفاهيم بعض الناس معنى عبادة غير الله على مجرد عبادة الحجر أو الصنم؛
    وهذا من فرط جهلهم بحقيقة هذه المسألة،
    إذ ليس بلازمٍ أن يكون الشرك بالله محصوراً عند الصنم والركوع والسجود له،
    بل لقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفهم القاصر،
    وذلك: حينما سمع عدي بن حاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قول الله:
    اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31]
    قال عدي : (إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟
    ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: بلى. قال: فتلك عبادتهم )
    رواه أحمد والترمذي وحسنه
    دروس للشيخ سعود الشريم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ثم خشي من تسلل هذا الداء بعد وفاته فقال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ) رواه مالك
    قال ابن القيم في "النونية":
    ولقد نها أن نصير قبره عيداً حذار الشرك بالرحمن
    ودعا بأن لا يجعل القبر الذي قدْ ضمه وثناً من الأوثان
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى
    من أكبر أسباب عبادة الأوثان التعظيم للقبور بالعبادة ونحوها، فإذا عظم القبر بالعبادة من دعائه والذبح والنذر له والطواف عنده، صار هذا من أسباب عبادة الأوثان، فالأوثان إنما وجدت لهذا، فقوم نوح لما عظموا القبور وعبدوها من دون الله وجدت الأوثان، قال الله تعالى في كتابه عن قوم نوح إنهم قالوا: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} أي: يوصي بعضهم بعضاً لا تتركوا آلهتكم، ((ولا تذرن)) أي: لاتتركن، ((وداً)) وهو اسم صنم، ((ولا سواعاً)) اسم صنم آخر، ((ولا يغوث)) اسم صنم ثالث، ((ويعوق)) اسم صنم رابع، ((ونسراً)) صنم خامس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    السؤال: عُبّاد القبور هل يسمون عُبّاد أوثان أم عُبّاد أصنام؟
    الجواب:
    عباد أوثان، ويطلق عليها أصنام، قد تسمى الأصنام أوثانًا، قال إبراهيم: إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا [العنكبوت:17] وهم يعبدون أصنامًا، تسمى أصنامًا، وتسمى أوثانا، لكن نفس القبور تسمى أوثانًا، أما الأصنام تسمى أصنامًا، وتسمى أوثانًا جميعا.
    القاعدة: الصنم ما نحت على صورة، يسمى صنم مثل صورة الأسد أو صورة نبي أو صورة صالح أو صورة ضبع، هذه تسمى صورة، وتسمى صنمًا، وتسمى وثنًا أيضًا.
    الموقع الرسمى للامام ابن باز

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    (فَإِنْ قَالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ الآيَاتِ نَزَلَتْ فِيمَنْ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ، كَيْفَ تَجْعَلُونَ الصَّالِحِينَ مِثْلَ الأَصْنَامِ؟! أَمْ كَيْفَ تَجْعَلُونَ الأَنْبِيَاءَ أَصْنَامًا؟! فَجَاوِبْهُ بِمَا تَقَدَّمَ. فَإِنَّهُ إِذَا أَقَرَّ أَنَّ الْكُفَّارَ يَشْهَدُونَ بِالرُّبُوبِيَّ ةِ كُلِّهَا، وَأَنَّهُمْ مَا أَرَادُوا مِمَّنْ قَصَدُوا إِلاَّ الشَّفَاعَةَ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ فِعْلِهِ وَفِعْلِهِمْ بِمَا ذَكَرَ، فَاذْكُرْ لَهُ أَنَّ الْكُفَّارَ مِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو الأَصْنَامَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو الأَوْلِيَاءَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾. وَيَدْعُونَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾

    وَاذْكُرْ لَهُ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَيوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ﴾. وَقَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾

    فَقُلْ لَهُ: أَعَرَفْتَ أَنَّ اللهَ كَفَّرَ مَنْ قَصَدَ الأَصْنَامَ، وَكَفَّرَ أَيْضًا مَنْ قَصَدَ الصَّالِحِينَ، وَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟).
    المراد هنا دحض شبهة مَن زعم أن هناك فرقًا بين عبادة الأصنام وعبادة الصالحين،
    يعني: يريد أن يقول: الآيات التي نزلت في القرآن تذم المشركين؛ لأنهم عبدوا الأصنام. وكأنه يقول: لا يوجد فرق بين الذين يعبدون الأصنام، وبين الذين يعبدون الصالحين، فأولئك يعبدون أحجارًا لا خير فيها، وهؤلاء يعبدون صالحين، زهادًا، أولياء لله، صوَّامًا، قوامًا، مطيعون لله، مجاهدون في سبيله... فكيف تجعل عبادة الصالحين مثل عبادة الأصنام؟! فأراد هنا دحض قولهم؛ بأن هناك فرقًا بين عبادة الأصنام وعبادة الصالحين.

    يقول ابن القيم -رحمه الله- عن رب العالمين:
    بل كل معبود سواه فباطل *** من عرشه حتى الحضيض الداني
    والعرش أعلى المخلوقات، فمَن عَبَد الكواكب، أو الملائكة، أو الأشجار، أو الأحجار، أو الصالحين، أو الأنبياء، أو الجن... حتى الحضيض الداني؛ فهذا المعبود عبادته باطلة بلا شك، وتقدمت الآيات وذكرناها؛ والآيات دالة على أن هناك مَن يعبد الملائكة، وأن هناك مَن يعبد الصالحين، وأن هناك مَن يعبد الأنبياء...
    : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفرق في سيرته، فقاتلهم جميعًا، فقاتل -صلى الله عليه وسلم- جميع الذين يعبدون غير الله، ولم يقل: الذين يعبدون الصالحين أو الأنبياء وضعهم مختلف. وهذا تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود، وكيف فعل بهم؛ لقد أجلاهم، وقتل بني قريظة -وعددهم سبعمئة إنسان- في يوم واحد -صلوات الله وسلامه عليه- مع أن بني قريظة لم يكونوا يعبدون الأصنام قطعًا، فكفرهم وشركهم أتاهم من جهة عقيدتهم اليهودية، وهكذا مَن يعبدون اللات من مشركي العرب، وهكذا مَن يعبدون الجن الذين أسلموا، وهكذا مَن يعبدون مريم، وهي ليست نبية، بل هي من الصالحين، وهكذا مَن يعبدون الأنبياء.

    ألم يقاتل النبي -صلى الله عليه وسلم- الروم، ويرسل إليهم -صلى الله عليه وسلم- مَن قاتلهم، ثم استمر المسلمون يقاتلونهم إلى أن أجلوهم من مصر والشام وغيرهما؟! وهم نصارى عباد للمسيح، فالزعم بأن هناك فرقًا بين مَن يعبد الأصنام، ومَن يعبد الصالحين، أو الأنبياء، أو الملائكة زعم باطل، وهذا تقدم تقريره في النصوص.
    فمراده -رحمه الله- أن يقول: إذا كانت عبادة غير الله باطلة، فما الفرق بيْن مَن عبد الصنم، أو مَن عَبَد النبي أو الملك؟!
    [من شرح كشف الشبهات للشيخ عبد الله ابن عبد العزيز العنقرى]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    يقول الشوكانى رحمه الله
    ومن المفاسد البالغة إلى حد يرمى بصاحبه إلى وراء حائط الإسلام، ويلقيه على أم رأسه من أعلى مكان الدين: أن كثيرا منهم يأتي بأحسن ما يملكه منن الأنعام وأجود ما يحوزه من المواشي فينحره عند ذلك القبر، متقربا به إليه، راجيا ما يضمر حصوله له منه.
    فيهل به لغير الله، ويتعبد به لوثن من الأوثان إذ أنه لا فرق بين نحر النحائر لأحجار منصوبة يسمونها وثنا، وبين قبر لميت يسمونه قبرا. ومجرد الاختلاف في التسمية لا يغني من الحق شيئا، ولا يؤثر تحليلا ولا تحريما فإن من أطلق على الخمر غير اسمها وشربها، كان حكمه حكم من شربها وهو يسميها باسمها، بلا خلاف بين المسلمين أجمعين.
    ولا شك أن النحر نوع من أنواع العبادة التي تعبد الله العباد بها، كالهدايا والفدية والضحايا، فالمتقرب بها إلى القبر والناحر لها عنده لم يكن له غرض بذلك إلا تعظيمه وكرامته، واستجلاب الخير منه واستدفاع الشر به. وهذه عبادة لاشك فيها.
    قال الصنعانى في تطهير الاعتقاد:
    "ثم إنّ رأس العبادة وأساسها التوحيد لله الذي تفيده كلمته التي إليها دعت جميع الرسل وهو قول لا إله إلاّ الله والمراد اعتقاد معناها لا مجرّد قولها باللسان ومعناها إفراد الله بالعبادة والألوهية والنفي والبراءة من كل معبود دونه".
    وقال: فإن قلتَ:
    أفيصير هؤلاء الذين يعتقدون في القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين كالذين يعتقدون في الأصنام؟
    قلتَ:
    نعم قد حصل منهم ما حصل من أولئك وساووهم في ذلك، بل زادوا في الاعتقاد والانقياد والاستعباد فلا فرق بينهم. [تطهير الاعتقاد].
    وقال رحمه الله
    (فهذا الذي يفعلونه لأوليائهم هو عين ما فعله المشركون وصاروا به مشركين، ولا ينفعهم قولهم نحن لا نشرك بالله شيئاً، لأن فعلهم أكذب قولهم، فإن قلتَ: هم جاهلون أنهم مشركون بما يفعلونه، قلت: قد صرح الفقهاء في كتب الفقه في باب الردة أن من تكلم بكلمة الكفر يكفر، وإن لم يقصد معناها... .
    وقال رحمه الله (والأسماء لا أثر لها ولا تغير المعاني ضرورة لغوية وعقلية وشرعية، فإن من شرب الخمر وسماها ماء؛ ما شرب إلا خمراً، وعقابه عقاب شارب الخمر ... ) ،
    إلى أن قال: ( ... وكذلك تسمية القبر مشهداً، ومن يعتقدون فيه ولياً؛ لا يخرجه عن إسم الصنم والوثن، إذ هم معاملون لها معاملة المشركين للأصنام)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    من قام به الشرك فهو مشرك؛ لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.
    أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة.

    وقال
    من قام به الشرك فهو مشرك الشرك الأكبر من قام به فهو مشرك، وإنما إقامة الحجة شرط في وجوب العداء، كما أن اليهود والنصارى نسميهم كفار، هم كفار ولو لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا،
    كذلك أهل الأوثان والقبور ونحو ذلك من قام به الشرك فهو مشرك،
    وترتَّب عليه أحكام المشركين في الدنيا، أما إذا كان لم تقم عليه الحجة فهو ليس مقطوعا له بالنار إذا مات، وإنما موقوف أمره حتى تقام عليه الحجة بين يدي الله جل وعلا.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    قال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر: هل كفار زماننا هم مرتدون أم حكمهم حكم عباد الأوثان فقال : "وأما من لم يدخل في دين الإسلام بل أدركته الدعوة الإسلامية وهو على كفره كعبدة الأوثان اليوم فهذا حكمه حكم الكافر الأصلي
    لأنا لا نقول: الأصل إسلامهم والكفر طارئ عليهم.
    بل نقول: الذين نشأوا بين الكفار وأدركوا آباءهم على الشرك بالله هم كآبائهم.
    كما دل عليه الحديث الصحيح (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه). فإذا كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء عليه، واستمروا عليه،
    فلا نقول: الأصل الإسلام، والكفر طارئ عليهم
    بل نقول: هم كالكفار الأصليين."
    وقال : فإنه لا يمكن أن نحكم على كفار زماننا بما حكم به الفقهاء في المرتد أنه لا يرث ولا يورث وأن ما له لبيت المال لأنه يلزم أن جميع أموال الكفار اليوم لبيت المال, أما إذا حكمنا فيهم بحكم الكفار الأصليين لم يلزم شيء من ذلك بل يتوارثون فمن أسلم على شيء فهو له". إنتهى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    قال الشيخ عبدالرحمن السعدي فى القول السديد فى مقاصد التوحيد
    بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ بَعْضَ هَذِهِ الأُمَّةِ تَعْبُدُ الأَوْثَانَ-
    مَقْصودُ هذه الترجمةِ الحذرُ مِن الشرْكِ والخَوْفُ منه،

    وأنَّه أَمْرٌ واقِعٌ في هذِه الأمةِ لا مَحَالةَ،
    والرَّدُّ على من زَعَمَ أنَّ مَن قالَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَتَسَمَّى بالإِسلامِ، أنَّه يَبْقَى عَلَى إِسْلاَمِه ولو فَعَلَ ما يُنافِيهِ مِن الاسْتِغاثَةِ بأهلِ القُبُورِ ودُعَائِهِم، وسَمَّى ذلك تَوَسُّلاً لا عبادةً؛
    فإنَّ هذا باطلٌ.
    فإنَّ الوَثَنَ اسْمٌ جَامِعٌ لكلِّ ما عُبِدَ من دونِ اللهِ،
    لا فَرْقَ بَيْنَ الأشْجارِ والأحْجارِ والأبْنِيةِ، ولا بَيْنَ الأنبياءِ والصالحينَ والطالِحِينَ في هذا المَوْضِعِ وهو العبادةُ؛ فإنَّها حَقُّ اللهِ وحدَه.
    فمَن دَعَا غَيْرَ اللهِ أو عَبَدَهُ
    فَقَد اتَّخذَه وثنًا
    وخَرَجَ بذلك عن الدِّينِ،
    ولَمْ يَنْفَعْهُ انْتِسابُه إلى الإِسلامِ،

    فكم انْتَسَبَ إلى الإِسلامِ مِن مشركٍ ومُلْحِدٍ وكافرٍ منافقٍ.
    والعِبْرَةُ بِرُوحِ الدِّينِ وحَقِيقَتِه،
    لاَ بِمُجَرَّدِ الأسامِي، والألفاظِ التي لاَ حَقِيقَةَ لَهَا.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين :
    (فمـن صرف لغير الله شيئاً من أنواع العبادة، فقد عبد ذلك الغير واتخذه إلهاً، وأشركه مع الله في خالص حقه، وإن فر مـن تسمية فعله ذلك تألهاً وعبادة وشركاً، ومعلوم عند كل عاقل أن حقائق الأشياء لا تتغير بتغير أسمائها...
    فالشرك إنما حرم لقبحه في نفسه، وكونه متضمناً مسبة للرب، وتنقصه وتشبيهه بالمخلوقين، فلا تزول هذه المفاسد بتغيير اسمه، كتسميته توسلاً، وتشفعاً، وتعظيـماً للصالحين، وتوقيراً لهم ونحو ذلك، فالمشـرك مشرك شاء أم أبى...)[الدرر السنية]
    قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى:«وتلطف الشيطان في كيد هؤلاء الغلاة في قبور الصالحين، بأن دسَّ عليهم تغيير الأسماء والحدود الشرعية، والألفاظ اللغوية، فسموا الشرك وعبادة الصالحين: توسُّلاً ونداء، وحسن اعتقاد في الأولياء، وتشفعًا بهم، واستظهارًا بأرواحهم الشريفة؛ فاستجاب له صبيان العقول، وخفافيش البصائر، وداروا مع الأسماء، ولم يقفوا مع الحقائق
    قال الشيخ
    عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله تعالى
    (( فالدين كله داخل في العبادة. فإذا علم الإنسان وتحقق معنى الإله, وأنه المعبود, وعرف حقيقة العبادة. تبين له أن من جعل شيئا من العبادة لغير الله فقد عبده واتخذه إلها,
    وإن فر من تسميته معبودا أو إلها, وسمى ذلك توسلا وتشفعا أو التجاء ونحو ذلك.
    فالمشرك: مشرك شاء أم أبى؛ كما أن المرابي مراب شاء أم أبى,
    وإن لم يسم ما فعله ربا, وشارب الخمر شارب للخمر وإن سماها بغير اسمها, وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:" يأتي ناس من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها ".

    فتغيير الاسم لا يغير حقيقة المسمى ولا يزيل حكمه, كتسمية البوادي سوالفهم الباطلة حقا, وتسمية الظلمة ما يأخذونه من الناس بغير اسمه!!!
    ولما سمع عدي بن حاتم – وهو نصراني – قول الله تعالى: { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لسنا نعبدهم!! قال: " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه,ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟!" قال. قلت: بلى! قال: "فذلك عبادتهم", فعدي رضي الله عنه: ما كان يحسب أن موافقتهم فيما ذكر عبادة منهم لهم. فأخبره صلى الله عليه وسلم أن ذلك عبادة منهم لهم,
    مع أنهم لا يعتقدونه عبادة لهم.وكذلك ما يفعله عباد القبور: من دعاء أصحابها, وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات, والتقرب إليهم بالذبائح والنذور. عبادة منهم للمقبورين، وإن كانوا لا يسمونه ولا يعتقدونه عبادة .)) اهـ-(الانتصار لحزب الله الموحدين ص 33-34 ت الفريان):

    قالَ ابنُ القَيِّمِ: (ومَنْ ذَبَحَ للشَّيطانِ ودعاهُ واسْتَغَاثَ بهِ، وتَقَرَّبَ إليهِ بما يُحِبُّ، فقدْ عَبَدَهُ وإن لم يُسَمِّ ذلكَ عِبَادَةً، ويُسَمِّيهِ اسْتِخْدَامًا، وصَدَقَ،

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: عباد القبور وثنيين كجميع المشركين سواء بسواء -للامام ابن باز

    نسال الله العافية ...

    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •