تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ’’ من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد ‘‘


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فهذا موضوع مختصر عن سنة تكاد تُهجر ، وقد نقلته - بتصرف - عن كتاب " أعمال وأقوال منسية مع أدلتها الصحيحة الشرعية " لفضيلة الشيخ سليمان بن صالح الخراشي - حفظه الله - ، فجزاه الله خيراً وبارك في جهوده ونفع بكتاباته ، آمين .


    ما ورد في السنة :

    كانت أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – إذا صنعت الثريد غطته شيئا حتى يذهب فوره ، ثم تقول : إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " إنه أعظم للبركة " . [ رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني في " الصحيحة " ( رقم 392 ) ] .


    وكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقول : " لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره " . [ رواه البيهقي وصححه الألباني في " الإرواء " ( رقم 1978 ) ] .


    قال المرادي - عفا الله عنه - :

    وفي حديث : ( أبردوا الطعام الحار ؛ فإن الطعام الحار غير ذي بركة ) ، " الصحيحة " ( 1 / 748 ) . والحديث في إسناده مقال .

    وفي حديث آخر : ( أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أُتي بصحفة تفور ، فرفع يده منها ، وقال : اللهم لا تطعمنا نارا ، وفي رواية : إن الله لم يطعمنا نارا ) . " الإرواء " ( 7 / 39 ) ، " الصحيحة " ( 1 / 749 ) . والحديث ضعيف لا يثبت .


    الفائدة :

    من السنة عدم التعجيل بالأكل قبل أن تذهب فورة الطعام وحرارته الأولى ؛ وذلك للبركة ـ كما سبق ـ ، ولأجل ضرره على الآكل ، والله أعلم .

  2. #2

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    وفيك بارك الله أخي المهاجر ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  5. افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    بارك الله فيك على هذه الفائدة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    حمدان الجزائري وأبو وائل : بارك الله فيكما على المرور والتعليق ...

  7. #7

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    يعنى يترك الى أن يكون دافئا أو ساخنا بغير شدة ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    الأخ الكريم خالد المرسى : أرجو أن يكون كذلك ، والله أعلم ...

    وفقني الله وإياك لكل خير ...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    للفائدة ،،،
    « الحمد لله وحده »

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    كثير من السنن تلك التي تغيب عنا
    بوركت.
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  11. #11

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    حديث: ( كان النَّبي يَكره الكَيَّ، ويكره الطَّعامَ الحارَّ، ويقول: عليكم بالبارد، فإنه ذو بركة، ألا وإن الحَارَّ لا بركةَ فيه، وكانت له مِكْحلةٌ( ) يكتحل بها عند النَّوم ثلاثاً ثلاثاً ).
    ضعيف جداً.أخرجه أبو سعيد النقاش في «فوائد العراقيين» (ص/18) ـ ومن طريقه رواه الحافظ السِّلفي ـ عن عبد الله بن خبيق، عن يوسف بن أسباط، عن محمد بن عبيد وسفيان الثوري، عن صفوان بن سليم عن أنس مرفوعاً.
    وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (8/252) من الطريق نفسه من غير ذكر سفيان مع محمد ابن عبيد الله.
    وقال: «غريب من حديث صفوان، لم نكتبه إلا من حديث يوسف».
    وكذا أخرج الحاكم في «المستدرك» (4/132) الفقرةَ الثانية منه من غير ذكر سفيان معه، وهذا أصحّ.
    وفي إسناده ثلاث علل:
    الأولى: محمد بن عبيد الله وهو العرزمي، قال فيه الحافظ: متروك.
    الثانية: يوسف بن أسباط ضعيف.
    وعبد الله بن خبيق ترجم له ابن أبي حاتم (5/46) ولم يذكر فيه شيئا.

    وقد ثبت نهيه عن الطعام الحار بأسانيد ترتقي إلى الحسن على أقل درجاته:
    أخرجه ابن الأعرابي في «معجمه» (210) قال: نا محمد، نا عبد الله، حدثنا سعيد قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أنَّ رسول الله نهى عن الطّعام الحار.
    وهذا إسناد مرسل جيّد.
    وله شاهد أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (5911) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن الحسن بن هانئ الحضرمي، عن عبد الواحد بن معاوية بن حُديج مرسلاً: «أن النّبي  نهى عن الطعام الحار حتى يبرد».
    وقال البيهقي: «منقطع».
    وذلك أنَّ عبد الواحد بن معاوية قاضي مصر تابعي، وقد أرسله.
    والرّاوي عنه وهو الحسن بن هانئ الحضرمي سكت عنه ابن أبي حاتم (3/40).
    وله شاهد ثالث في معناه من حديث أسماء ـ رضي الله عنها ـ:
    أخرجه أحمد (27003) وأبو نعيم في «الحلية» (8/177) من طريق عبد الله بن المبارك قال أنبأنا ابن لهيعة قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ:
    «أنها كانت إذا ثردت غطته شيئا حتى يذهب فوره، ثم تقول: إني سمعت رسول الله يقول: إنه أعظم للبركة».
    وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن المبارك عن ابن لهيعة.
    قال الهيثمي في «المجمع» (5/12) : رواه أحمد بإسنادين أحدهما منقطع، وفي الآخر ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف.
    قلت: كِلا الإسنادين فيهما ابن لهيعة.
    أمّا الأوّل: فرواه عنه الحسن بن موسى الأشيب، فقال: ثنا ابن لهيعة ثنا عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أسماء بنت أبي بكر، فأسقط عروة بين ابن شهاب وأسماء.
    وأمّا الثّاني: فإسناده جيّد، حيث أن فيه عبد الله بن المبارك، وهو من العبادلة الذين رووا عن ابن لهيعة قبل اختلاطه، ممّا يدلّ على أن إسقاط عروةَ في الإسناد الأول من تخاليط ابن لهيعة!
    إلاَّ أنَّ قرة المعافري قد تابعه:
    فيما أخرجه الدّارمي في «سننه» (2047)، وابن حبّان في «صحيحه» (5207) والبيهقي في «الكبرى» (14406)، والطبراني في «الكبير» (226): من طريق عبد الله بن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن عروة عن أسماء مرفوعاً.
    وقال الحاكم : «صحيح على شرط مسلم في الشواهد»ا.هـ
    وهو كما قال، لأنَّ قرة بن عبد الرحمن أخرج له مسلم في الشواهد، وفيه كلام.
    قال الحافظ في التقريب: صدوق له مناكير .
    وحديث ابن لهيعة السابق يقوِّي حديثه هذا.
    وصحّ أيضاً في معناه عن أبي هريرة ررر قوله: «لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره».
    أخرجه البيهقي في «الشعب» (5910) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبى إسحاق المزكي، نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، حدثني اللّيث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة .. فذكره.
    وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
    فبمجموع هذه الشواهد يرتقي الحديث إلى الحسن، والله أعلم.
    أمَّا ما أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (5912) قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الله بن محمد بن علي، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا العباس بن أبي طالب، ثنا أبو المسيّب سلم بن سلام الواسطي، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، عن ضمرة بن حبيب، عن صهيب قال: «نهى رسول الله عن أكل الطعام الحار حتى يسكن».
    فإسناده ضعيف جدًّا، لأجل أبي عبد الرحمن السُّلمي الصّوفي، وهو متَّهم، قال محمد بن يوسف القطان:« لم يكن بثقة، ولم يكن سمع من الأصم شيئا كثيرا، فلما مات الحاكم روى عنه أشياء كثيرة جدّا، وكان يضع للصوفية الأحاديث» تاريخ بغداد (2/248).
    وأبو بكر الغساني، ضعّفه أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: طرقه لصوص فأخذوا متاعه فاختلط!
    وسلم بن سلام سكت عنه ابن أبي حاتم (4/268)، وقال الحافظ في التقريب: مقبول.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    هل من السنة ترك الطعام حتى يبرد لأنَّ الأكل الحار أقل بركة؟لأني لاحظت ضعف بعد الآثار
    ننتظر الرد بارك الله فيكم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد المرادي مشاهدة المشاركة


    ’’ من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد ‘‘

    بارك الله فيكم جميعا ، ونفع بكم .
    كل الأحاديث الواردة فيها مقال ، والصحيح وقفه على أبي هريرة ،كما أخرجه البيهقي في السنن الكبير .
    وقال الألباني في الضعيفة :
    1587 ـ" أبردوا بالطعام ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة " .ضعيف .
    وقد عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي عن ابن عمر والحاكم عن جابر وعن أسماء ومسدد عن أبي يحيى والطبراني في " الأوسط " عن أبي هريرة وأبو نعيم في " الحلية " عن أنس . قلت : وفي هذا التخريج ملاحظات :
    أولا : ....
    ثانيا : أنه لم يرد في الطعام الحار ، وإنما في الطعام الذي لم يذهب فوره ودخانه ، وبينهما فرق ، فإن الذي ذهب فوره لا يزال حارا .
    قلت : وكلام الشيخ هذا لا يتناسب مع العنوان المذكور . والله أعلم .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من فضلكم
    ورد حديث نهي عن أكل الطعام الحار
    عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأكل الحار ويقول إنه غير ذي بركة وأن الله لم يطعمنا ناراً "
    .
    فما صحته وما المقصود بالطعام الحار؟

    وجزاكم الله خير مايجزي به عبادة الصالحين...


    الجواب/


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وجزاك الله خيرا

    قال الحافظ العراقي : وللطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة " أبردوا الطعام فإن الطعام الحار غير ذي بركة " ، وله فيه وفي الصغير من حديثه : أُتِي بَصحفة تَفُور فَرفع يده منها وقال : " إن الله لم يطعمنا نارا " ، وكلاهما ضعيف . اهـ .

    وضعّف الألباني هذا اللفظ : " أبردوا بالطعام ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة " .

    وصححه بلفظ : " إنه أعظم للبركة . يعني الطعام الذي ذهب فَوْره " .
    ثم قال الشيخ الألباني :
    ملاحظات : أولاً : أن حديث أسماء لَفْظه : " إنه أعظم للبركة " ، و هذا خلاف قوله
    في حديث الترجمة : " غير ذي بركة " ، كما لا يخفى .
    ثانيا : أنه لم يَرِد في الطعام الحار ، و إنما في الطعام الذي لم يذهب فَوره و دُخانه ، و بينهما فَرْق
    ، فإن الذي ذهب فَوره لا يزال حَارًّا .
    وقال : وقد صحّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : لا يُؤكل طعام حتى يذهب بُخَاره . اهـ .

    فالمقصود بالطعام الحار الذي ربما تضرر آكِله بأكله حارًّا .

    والله تعالى أعلم .
    المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد


  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    هل شرب المشروبات الساخنة فيه مخالفة للسنة؟

    300104



    السؤال

    قرأت أن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم شرب الماء الحُلو البارد ، سؤالي بخصوص البارد ، لا يخفى على أحد تقريبًا أن الكثيرين جدًا في مصر يشربون الماء الدافئ ، أي عندما يشربون الشاي ، أو القهوة ، أو الحلبة ، أو اليانسون ، فإنهم في النهاية يشربون مشروبات دافئة يجري غلي الماء ، ثم نقعه في الشاي ، أو القهوة ، أو الحبة ، أو اليانسون ، أو الزنجبيل مثلًا ، ثم تركه لمدة 10 دقائق مثلًا ، ثم تناوله ، فهل ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين تناول أي مشروبات دافئة كاليانسون أو الزنجبيل مثلًا ؟ وإذا كان الجواب لا، فهل الصواب ألا نشرب مشروبات دافئة ، وأن نشرب الماء البارد ، أو حتى نشرب الشاي ، أو القهوة ، أو البانسون ، أو الحلبة وهو بارد ، أي عندما تزول حرارته تمامًا ، وطبعًا من دون سكر صناعي ؟ وهل الأفضل لنا أن نشرب كل هذه المشروبات عندما تكون باردة ، وطبعا من دون سكر صناعي ، أم لا نشربها على الإطلاق ، ونكتفي بشرب الماء البارد فقط ؟ وهل ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يشربون أي مشروبات غير الماء أو العسل أو الحليب ؟ وإذا كان الجواب : نعم ، فيكف كانوا يشربونها ؟ هل كانوا يصنعون كما نصنع في هذا الزمان بأن يقوموا بغلي الماء ، ثم نقعه في المادة المطلوب تناولها ، أم يكتفون بوضع الماء عليها ؟ أم كانوا لا يشربون أية أعشاب ، ويكتفون بشرب الماء البارد فقط ؟ وهل الأفضل لنا ألا نشرب أي شيء إلا وهو بارد من دون غلى مائه أم لا ؟ وبإيجاز هل شُربنا لأي مشروبات ساخنة أو دافئة مضر لنا ، وأن شربنا لها باردة هو المفيد ، وبالطبع هو السُّنة أم لا ؟

    نص الجواب




    الحمد لله
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب ما اعتاد قومه أكله وشربه، مما أحله الله له ، وكذلك أصحابه رضوان الله عليهم لما تفرقوا في البلدان بسبب الفتوحات؛ أكل كل واحد منهم ما وجده من المباحات في تلك البلدان.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    " ما خلقه الله في سائر الأرض من القوت واللباس والمراكب والمساكن : لم يكن كل نوع منه كان موجودا في الحجاز، فلم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم من كل نوع من أنواع الطعام القوت والفاكهة، ولا لبس من كل نوع من أنواع اللباس.
    ثم إن من كان من المسلمين بأرض أخرى: كالشام، ومصر، والعراق، واليمن، وخراسان، وأرمينية، وأذربيجان، والمغرب، وغير ذلك عندهم أطعمة وثياب مجلوبة عندهم، أو مجلوبة من مكان آخر؛ فليس لهم أن يظنوا أن ترك الانتفاع بذلك الطعام واللباس سنة؛ لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل مثله ولم يلبس مثله....
    وكانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يَطْعَم ما يجده في أرضه، ويلبس ما يجده، ويركب ما يجده، مما أباحه الله تعالى.
    فمن استعمل ما يجده في أرضه فهو المتبع للسنة.
    كما أنه حج البيت من مدينته، فمن حج البيت من مدينة نفسه ، فهو المتبع للسنة ، وإن لم تكن هذه المدينة تلك " انتهى من "مجموع الفتاوى" (21 / 314 - 316).
    وقال أيضا:
    " وكذلك لما كان يأكل الرطب والتمر وخبز الشعير، ونحو ذلك من قوت بلده.
    فهل التأسي به أن يقصد خصوص الرطب والتمر والشعير، حتى يفعل ذلك من يكون في بلاد لا ينبت فيها التمر، ولا يقتاتون الشعير، بل يقتاتون البر أو الرز أو غير ذلك؟
    ومعلوم أن الثاني: هو المشروع.
    والدليل على ذلك : أن الصحابة لما فتحوا الأمصار ، كان كل منهم يأكل من قوت بلده، ويلبس من لباس بلده ، من غير أن يقصد أقوات المدينة ولباسها..." انتهى من "مجموع الفتاوى" (22 / 325).
    فالنبي صلى الله عليه وسلم : كان يشرب الماء البارد لأنه الموافق لعادة وطبع ومناخ أهل بلده.
    ثم إن هذا هو الموافق لطباع الناس عامة، فإن المراد به هنا : الماء الخالص، الذي يشربه للرِّي من الظمأ ، لا المشروب الذي يشربه اشتهاءً، أو تفكها ، أو لحاجة ، أو نحو ذلك ، مما جرت به عادات الناس، بحسب أزمانهم، وبلدانهم.
    فللمسلم أن يأكل ويشرب ما يوجد في بلده مما لم يأكله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يشربه ، ولا حرج في ذلك.
    عَنْ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ: " أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ.
    فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ!
    فَقَالُوا: هُوَ ضَبٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَرَفَعَ يَدَهُ.
    فَقُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
    فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ .
    قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ" رواه البخاري (5537) ، ومسلم (1945).
    وعند مسلم (1944) عن ابْنَ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ سَعْدٌ، وَأُتُوا بِلَحْمِ ضَبٍّ ، فَنَادَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُوا فَإِنَّهُ حَلَالٌ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي " .
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
    " فراعى عادته وشهوته، فلما لم يكن يعتاد أكله بأرضه، وكانت نفسه لا تشتهيه، أمسك عنه، ولم يمنع من أكله من يشتهيه، ومن عادته أكله " انتهى من "زاد المعاد" (4 / 199).
    وهذا متأكد بقاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة، وراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (
    231261).
    ولكن إذا كان المشروب ساخنا جدا ، بحيث يؤذي شربُه على تلك الكيفية ؛ فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى تركه حتى تذهب شدة حرارته.
    عن قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ : " أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ثَرَدَتْ، غَطَّتْهُ حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ، ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ أَعْظَمُ للبرَكَةِ " رواه الدارمي في "السنن" (2 / 1301) وابن حبان "الإحسان" (5207) وغيرهما. والفور الغليان ، "فيض القدير" (5/244) . والمراد : الطعام الذي ذهب غليانه ودخانه . ينظر : "السلسلة الصحيحة" للألباني (659) .
    وفي سنده قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم؛ ولخّص حاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (ص 455)؛ بقوله:
    " صدوق له مناكير" انتهى.
    لكن تابعه على رواية هذا الحديث عن ابن شهاب ابن لهيعة عن عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ، وقد رواه عن ابن لهيعة عبد الله بن المبارك وقتيبة بن سعيد، كما في "المسند" للإمام أحمد (44 / 522)، ولذا حسنه محققو المسند، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 262).
    فالحاصل؛ أن المسلم إذا شرب المشروبات الساخنة المباحة كالقهوة والشاي وغيرهما ، فلا حرج عليه في ذلك ، ولا سنة في شربه ، ولا في تركه ، في نفسه .
    لكن يستحب له أن يشرب الساخن، على حالة لا تضره ، ولا يتأذى به ؛ وذلك يكون بعد ذهاب شدة حرارتها .
    بل الذي يدعي أن شرب هذه الأشياء مخالف للسنة : هو الواقع في مخالفة السنة ، كما تقدم ذلك في كلام شيخ الإسلام رحمه الله .
    والله أعلم.




    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب






  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    النهي عن التنفس في الإناء هل يشمل من كان له كأس يخصه؟

    100204


    السؤال

    هناك حديث يمنع من التنفس في الإناء؛ هل يمكن أن تشرح لي المقصود من هذا الحديث؟ هل يقصد الحديث المرء الذي يشرب من كوبه الخاص أم الحديث أعمّ من ذلك بمعنى أنه لا يجوز للمرء النفخ في أي إناء سواء خاصا به هو أو بغيره ممن قد يشربون منه غيره أو يأكلون فيه؟ أفهم إذن أيضًا أنه لا يجوز النفخ في الشاي لتبريده، أليس كذلك؟
    نص الجواب




    الحمد لله :
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء ) رواه البخاري(149) ومسلم(3780) ، وفي هذا الحديث نهي للشارب أن يتنفس في الإناء الذي يشرب منه ، سواء انفرد بالشرب من هذا الإناء ، أو شاركه فيه غيره ، وهذا من مكارم الأخلاق التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، لتترقى في مدارج الكمال الإنساني .
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : "وهذا النهي للتأدب لإرادة المبالغة في النظافة ، إذ قد يخرج مع النَّفَس بصاق أو مخاط أو بخار ردئ فيكسبه رائحة كريهة فيتقذر بها هو أو غيره من شربه" انتهى .
    إذاً لا يختص بهذا الأدب من كان يشاركه في الإناء غيره ، بل المنفرد بالإناء كذلك ، فإنه لوقع في الشراب أو الطعام شيء مما يُستقذر فإنه سيستقذره ، وإن كان من نفسه.
    وأما النفخ في الإناء فقد وردت فيه أحاديث بالنهي عنه ، منها : ما رواه الترمذي (1810) وأبو داود (3240) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ) وصححه الألبانيفي "صحيح الجامع " (6820).
    قال الشوكاني في" نيل الأوطار "(8/221) عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم : (أو ينفخ فيه) قال : "أي في الإناء الذي يشرب منه ، والإناء يشمل إناء الطعام والشراب، فلا ينفخ في الإناء ليذهب ما في الماء من قذارة ونحوها ، فإنه لا يخلو النفخ غالباً من بزاق يستقذر منه ، وكذا لا ينفخ في الإناء لتبريد الطعام الحار ، بل يصبر إلى أن يبرد ، ولا يأكله حاراً ، فإن البركة تذهب منه ، وهو شراب أهل النار" انتهى .
    وقال العلامة المناوي رحمه الله في "فيض القدير "(6/346) :"والنفخ في الطعام الحار يدل على العجلة الدالة على الشَّرَه وعدم الصبر وقلة المروءة" انتهى .
    وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله : " والنفخ أشد من التنفس" .
    وهذا النهي عن الأمرين للكراهة ، فمن فعلهما أو أحدهما لا يأثم إلا أنه قد فاته أجر امتثال هذه التوجيهات النبوية، كما فاته أيضاً التأدب بهذا الأدب الرفيع الذي تحبه وترضاه النفوس الكاملة، قال العلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله في " الآداب الشرعية "(3/167) : " يكره نفخ الطعام والشراب ، وحكمة ذلك تقتضي التسوية ، ولذلك سوى الشارع بين النفخ والتنفس فيه" انتهى.
    وإذا كانت هناك حاجة تدعو إلى النفخ في الطعام أو الشراب لتبريده ، وكان يحتاج إلى أن يأكل أو يشرب ويشق عليه أن ينتظره ليبرد ، فإن الكراهة تزول حينئذ كما صرح بذلك بعض أهل العلم، قال العلامة المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (8/328) : " قال الآمدي : لا يكره النفخ في الطعام إذا كان حاراً . قلت (المرداوي) وهو الصواب ، إن كان ثَمَّ حاجة إلى الأكل حينئذ" انتهى.
    وقال الشيخ ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين" : " إلا أن بعض العلماء استثنى من ذلك ما دعت إليه الحاجة ، كما لو كان الشراب حاراً ويحتاج إلى السرعة ، فرخص في هذا بعض العلماء، ولكن الأولى أن لا ينفخ حتى لو كان حاراً؛ إذا كان حاراً وعنده إناء آخر فإنه يصبه في الإناء ثم يعيده ثانية حتى يبرد" انتهى.
    والله أعلم.



    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من السنة ترك الطعام الحار حتى يبرد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وجزاكم الرحمن مثله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •