في القرآن الكريم جاء لفظ (الأمر) على عدة معان مختلفة:
فجاء بمعنى (الوعد)، ومنه قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} فـ (الأمر) هنا (الوعد)، أي: ما وعدهم به من المجازاة؛ ومثله قوله سبحانه: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} (هود:40) أي: جاء وعد الله، بإرسال الطوفان على قوم نوح.
وجاء (الأمر) في القرآن بمعنى (الدين)، ومنه قوله تعالى: {حتى جاء الحق وظهر أمر الله} (التوبة:48)، يعني دين الله الإسلام؛ ومثله قوله سبحانه: {فلا ينازعنك في الأمر} (الحج:67) فـ (الأمر) في الآيتين يراد به دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
وجاء (الأمر) في القرآن بمعنى (الشأن) و(الفعل)؛ ومنه قوله تعالى: {وما أمر فرعون برشيد} (هود:97)، أي: وما فعل فرعون وشأنه برشيد؛ ومنه قوله سبحانه: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} (النور:63) أي: عن سبيله، ومنهاجه، وطريقته، وسنته.
وجاء (الأمر) بمعنى (القول)، ومنه قوله تعالى عن قوم فرعون، حين اختلفت أقوالهم حول موسى عليه السلام، وما جاءهم به: {فتنازعوا أمرهم بينهم} (طه:62)، أي: تنازعوا القول بينهم، واختلفوا في أمر موسى؛ وقوله سبحانه عن أصحاب الكهف: {إذ يتنازعون بينهم أمرهم} (الكهف:21)، أي: اختلف قول علية القوم في شأن الفتية المؤمنة، الذين فروا بدينهم ولجؤوا إلى الكهف.
وجاء (الأمر) بمعنى (الحساب)، ومنه قوله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر} (إبراهيم:22) أي: انتهي من الحساب، وبيان كل إنسان ما له وما عليه؛ وقوله سبحانه: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} (مريم:39)، أي: فُرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.
وجاء (الأمر) بمعنى (الذنب)، ومنه قوله تعالى: {ليذوق وبال أمره} (المائدة:95)، وقوله سبحانه: {ذاقوا وبال أمرهم} (الحشر:15)، فـ (الأمر) في الآيتين وما شابههما معناه (الذنب)، أي: نالهم عاقبة ما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي.
وجاء (الأمر) بمعنى القضاء والقدر، ومنه قوله تعالى: {يدبر الأمر} (يونس:3)، وقوله سبحانه: {ومن يدبر الأمر} (يونس:31)، قال مجاهد: يقضيه ويقدره وحده.
وأخيرًا لا آخراً، فقد جاء (الإمْر) بكسر الهمزة، في القرآن بمعنى (العجب)، ومنه قوله تعالى: {لقد جئت شيئا إمرا} (الكهف:71)، أي: لقد جئت شيئًا عجبًا ومنكراً..