تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ))

    (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ))
    فالهدى هو العلم النافع
    ودين الحق هو العمل الصالح،
    ولم يرسله الله تعالى بهذين الأمرين عبثا ولعبا،
    ولكن أرسله بهذين الأمرين (( ليظهره على الدين كلّه ))
    يظهره أي: يجعل دينه ظاهرا عاليا على الدين كله أي على جميع الأديان (( ولو كره المشركون )).
    وهذان الأمران أعني العلم النافع والعمل الصالح إذا كانت الأمة الإسلامية في عهدها النوري العهد الأول عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي قد كتب لها الظهور والعزّة على جميع الخلق الذين يدينون بغير دين الإسلام
    فإن ذلك سوف يثبت لآخر هذه الأمة إن هي التزمت بما التزم به سلفها العلم النافع والعمل الصالح.
    فما هو العلم النافع،
    وما هو العمل الصالح؟
    العلم النافع هو العلم الموروث عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم
    في عقائد الدين وفي شرائع الدّين،
    لأن الدين عقائد وشرائع، عقائد محلها القلب وتصدّقها الجوارح،
    وشرائع محلّها الجوارح قول باللسان وعمل بالأركان.[ فتاوى الحرم المكى -للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ]
    ..... ولهذا قال المؤلف : " فالهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح "،
    والعمل الصالح لا بد أن يشتمل على أمرين
    الإخلاص لله
    والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    الدليل قوله تعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ))
    فمخلصين له الدين هذا الإخلاص ،
    حنفاء هذه المتابعة ،
    وقال الله تعالى (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ))
    وسئل سئل الفضيل بن عياض رحمه الله
    قال، عن العمل الصالح ما هو ؟ قال : " ما كان خالصا صوابا خالصا صوابا "،
    وخالصا يعني مخلصا لله ، وصوابا ؟....[فتح رب البرية بتلخيص الحموية]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ))

    قال الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى رحمه الله
    ونور الله: دينه الذي أرسل به الرسل، وأنزل به الكتب، وسماه الله نورا، لأنه يستنار به في ظلمات الجهل والأديان الباطلة،
    فإنه علم بالحق، وعمل بالحق،
    وما عداه فإنه بضده، فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوه من المشركين، يريدون أن يطفئوا نور الله بمجرد أقوالهم،
    التي ليس عليها دليل أصلا.
    {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} لأنه النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه، والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده، وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء،
    ولهذا قال: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله، فإن سعيهم لا يضر الحق شيئا.
    ثم بين تعالى هذا النور الذي قد تكفل بإتمامه وحفظه
    فقال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى}الذي هو العلم النافع
    {وَدِينِ الْحَقِّ} الذي هو العمل الصالح
    فكان ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم مشتملا على بيان الحق من الباطل
    في أسماء الله وأوصافه وأفعاله،
    وفي أحكامه وأخباره،
    والأمر بكل مصلحة نافعة للقلوب، والأرواح والأبدان
    من إخلاص الدين لله وحده،
    ومحبة الله وعبادته،
    والأمر بمكارم الأخلاق
    ومحاسن الشيم،
    والأعمال الصالحة والآداب النافعة،
    والنهي عن كل ما يضاد ذلك ويناقضه من الأخلاق والأعمال السيئة المضرة للقلوب والأبدان والدنيا والآخرة.
    فأرسله الله بالهدى ودين الحق {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
    أي: ليعليه على سائر الأديان بالحجة والبرهان، والسيف والسنان،
    وإن كره المشركون ذلك، وبغوا له الغوائل، ومكروا مكرهم،
    فإن المكر السيئ لا يضر إلا صاحبه،
    فوعد الله لا بد أن ينجزه، وما ضمنه لا بد أن يقوم به [تفسير السعدى]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ))

    قال ابن عثيمين رحمه الله فى مقدمة شرح الواسطية
    وقوله: "بالهدى":أي: إن المرسل به هو الهدى فالهدى هو العلم النافع
    "ودين الحق" هو العمل الصالح، لأن الدين هو العمل أو الجزاء على العمل،
    فمن إطلاقه على العمل: قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الأِسْلامُ} [آل عمران: 19]،
    ومن إطلاقه على الجزاء قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار: 17].
    والحق ضد الباطل، وهو ـ أي الحق ـ المتضمن لجلب المصالح ودرء المفاسد في الأحكام والأخبار.
    قوله:
    "ليظهره على الدين كله": اللام للتعليل ومعنى
    "ليظهره"، أي: يعليه، لأن الظهور بمعنى العلو،
    ومنه: ظهر الدابة أعلاها ومنه: ظهر الأرض سطحها،
    كما قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: 45].
    والهاء في "يظهره" هل هو عائد على الرسول أو على الدين؟إن كان عائداً على "دين الحق"،
    فكل من قاتل لدين الحق سيكون هو العالي.
    لأن الله يقول: "ليظهره"، يظهر هذا الدين على الدين كله،
    وعلى مالا دين له فيظهره عليهم من باب أولى، لأمن لا يدين أخبث ممن يدين بباطل،
    فإذا: كل الأديان التي يزعم أهلها أنهم على حق سيكون دين الإسلام عليه ظاهراً، ومن سواهم من باب أولى.
    وإن كان عائداً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنما يظهر الله رسوله لأن معه دين الحق.
    وعلى كلا التقديرين، فإن من تمسك بهذا الدين الحق، فهو الظاهر العالي،
    ومن ابتغى العزة في غيره، فقد ابتغى الذل،
    لأنه لا ظهور ولا عزة ولا كرامة إلا بالدين الحق،
    ولهذا أنا أدعوكم معشر الإخوة إلى التمسك بدين الله
    ظاهراً أو باطناً
    في العبادة والسلوك والأخلاق
    ، وفي الدعوة إليه،
    حتى تقوم الملَّة وتستقيم الأمة
    شرح الواسطية بتصرف

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •