تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: شرح قول شيخ الاسلام -العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة -متجدد-

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي شرح قول شيخ الاسلام -العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة -متجدد-

    قال شيخ الاسلام ابن تيميه فى أول رسالة العبودية:
    (
    العبادة هى اسم جامع لكل
    :
    ما يحبه الله ويرضاه
    من الأقوال
    والاعمال
    الظاهرة
    والباطنة)
    الشرح

    (اسم جامع)
    يعنى جامع
    (لكل ما يحبه الله ويرضاه).
    كيف نصل إلى أن هذا العمل أو القول يحبه الله ويرضاه؟
    لا بد أن يكون مأموراً به، أو مُخبَراً عنه بأن الله -جل وعلا- يحبه ويرضاه.

    اولا- يدخل فى تعريف العبادة كما وضحه شيخ الاسلام -
    كل ما امر الله به إما امر ايجاب
    او امر استحباب -
    لان المأمور به هو مما يحبه الله ويرضاه -
    لذلك عرفها بعض اهل العلم -
    بِأنها كل ما امر الله به على السنه رسله
    ثانيا-هذا المأمور به قد يكون قول وقد يكون عمل
    وهذا القول وهذا العمل منه
    ظاهر متعلق باللسان والجوارح والاركان
    ومنه باطن متعلق بقول القلب وعمله
    وبالسبر والتقسيم نوضح هذا المعنى
    عبادات قولية. - وعبادات عملية -:
    وهذين النوعين منها الظاهرة ومنها الباطنة؛
    قد يكون القول ظاهرا، وقد يكون باطنا،
    وقد يكون العمل ظاهرا، وقد يكون باطنا.
    1- القول الظاهر- ومنه الاقرار باللسان بالشهادتين وكلمة التوحيد
    كما قال الله سبحانه وتعالى عن ابراهيم عليه السلام وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون وهى اعظم كلمة قالها قائل فهى رأس الاقوال
    ولا تنفع القائل الا مع العلم بمعناها والعمل بمقتضى الكلمة وإلا لكانت نفعت المنافقين ان لم تتضمن المعنى-
    ويأتى بعد الشهادين جميع الاقوال الاخرى من الذكر والدعاء وتلاوة القران والامر بالمعروف وغير ذلك
    2- الاعمال الظاهرة
    - ومنها العمل بالتوحيد وترك الشرك والكفر بالطاغوت
    والولاء والبراء من العابد والمعبود من دون الله-
    هذا هو المقام الاول فى العمل يعنى اصل العمل الذى تنبنى عليه جميع الاعمال الاخرى
    من الصلاة والصيام وباقى الاعمال التى امر الله جل وعلا بها-
    ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها فى السماء

    3- قول القلب
    - وهو التصديق والنية والايقان والاخلاص -
    وهو قصد القلب وعلمه واخلاصه فى الاعمال
    4-عمل القلب
    - الاعمال القلبية وهذه هى المحركة لسائر الجسد
    ألَا ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد
    من الاعمال القلبية- التوكل - والخوف من الله - والرجاء والخشية والانابة وسائر الاعمال القلبية

    فالإخلاص؛ عمل القلب، التوكل عمل القلب، لا يصلح الإخلاص إلا لله جل وعلا، إخلاص العبادة، إخلاص الدين، إلا لله جل وعلا،
    كما قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} .

    التوكل كذلك من أعمال القلب التي ليست إلا لله.
    الخوف من أعمال القلب التي ليست إلا لله،
    يعني: خوف العبادة، خوف السر، وسيأتي إيضاحه إن شاء الله في موضعه.

    الرغبة، الرهبة، الإنابة، الخضوع، الذل؛ ذُل العبادة؛ خضوع العبادة، إلى آخره.
    هذه كلها من أعمال القلب؛
    5 الاعمال الظاهرة- كالذبح لله والصلاة والصيام وغير ذلك من الاعمال الظاهرة
    6- ومن الاعمال ما يشمل القول والعمل معا كعبادة النذر فهى قولية انشاءا- عملية وفاءا
    وكذلك الاستغاثة، الاستغاثة: طلب الغوث، طلب الغوث طلب ظاهر.
    مثل الاستعانة: طلب العون، هذه من الأعمال الظاهرة.
    الذبح واضح أنه عمل جوارح، النذر واضح أنه قول اللسان وعمل الجوارح، .
    فإذاً:
    هذه العبادات بأقسامها؛ القولية والعملية، الظاهرة والباطنة،
    يجمعها جميعاً أنها عبادات، والعبادة لا تصلح إلا لله جل وعلا،
    العبادات الظاهرة أو الباطنة، القلبية أو اللسانية، أو التي موردها الجوارح،
    فهي لا تصلح إلا لله،
    فمن صرف شيئاً منها لغير الله،
    فقد توجه بالعبادة لغير الله؛
    منافياً لما قال الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}،
    ومنافياً لإقراره بأن معبوده هو الله جل وعلا.

    7- والعبادات تقسم باعتبار آخر-
    تنقسم إلى عبادة قلبية وبدنية ومالية أو بدنية ومالية معا
    النوع الاول- العبادات البدنية كالصلاة والصيام وتدخل فى هذا النوع عبادات اللسان ايضا وهذه حق البدن
    النوع الثانى-- عبادات مالية كالزكاة والصدقة وهذه حق المال
    النوع الثالث - عبادات بدنية مالية معا كالذبح والنذر المتعلق بالمال--
    فالذبح عبادة عملية مالية ظاهرة وقد يدخل فيها القول وهو التسمية على الذبيحة-
    والنذر عبادة قولية عملية وقد تجتمع معه العبادة المالية اذا كان النذر مالا- النذر قولى انشاءا عملى من جهة الوفاء بالنذر

    فسبحان من قسم العبادة ونوعها على العبد ظاهرا وباطنا-
    فنال كل من القلب واللسان والجوارح نصيبه
    ولكن النصيب الاكبر للقلب ملك هذه الاعضاء- فكان حرى بالعبد ان يصلح الملك لتصلح الرعية وهى باقى الاعضاء[منتقى من كلام الائمة المحققين]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: شرح قول شيخ الاسلام- العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة - متجدد

    من أصناف (العبادة التي أمر الله بها)
    (مثل: الإسلام، والإيمان، والإحسان)،

    هذه الثلاثة مراتب تشمل الدين كله،
    وهي أصول العبادات،
    فأصول العبادات:
    الإسلام والإيمان والإحسان،
    وهذه الثلاثة: أعلى مراتب الدين، وأهم أنواع العبادة
    وكل العبادات ترجع إلى هذه الأنواع الثلاثة
    فالإسلام: ترجع إليه عبادات الجوارح الظاهرة :
    فكل ما أَمر الله به من أعمال الإسلام عبادة: من صلاة وصوم وغير ذلك.
    والإيمان:
    يرجع إليه عبادات القلب بأعماله الباطنة:
    كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره، وكذلك الخوف، والمحبة، والرجاء، وما يتعلق بالقلوب كله داخل في العبادة.
    والإحسان:
    هو منتهى العبادة القلبية، وأعلى أنواع العبادة وأعظمها،
    منتقى من شروح الاصول الثلاثة



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: شرح قول شيخ الاسلام- العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة - متجدد

    العبادة تطلق على شيئين :
    الأول : فعل العبد كالذي يصلي أو يزكي ففعله هذا عبادة ويعرفها العلماء بقولهم :
    هي طاعة الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه مع محبة الله وخوفه ورجائه .
    الثاني :
    نفس المأمور به ولو لم يفعله كالدعاء عبادة في حد ذاته ونحو ذلك فيعرفها العلماء بقولهم
    هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
    وسميت هذه المأمورات عبادات لأن المكلفين يفعلونها خاضعين متذللين محبين لربهم جل وتعالى .
    فلا بد في عبادة الله من كمال محبته مع كمال الخضوع والذل له سبحانه .
    والعبادة هى الغاية العظمى والهدف الأسمى من خلق الجن والإنس
    قال جل شأنه :
    ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: شرح قول شيخ الاسلام- العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة - متجدد

    شروط قبول العبادة
    يشترط في العبادات حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها شرطان :

    الشرط الأول : الإخلاص لله عز وجل ، قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) سورة البينة/5 ، ومعنى الإخلاص هو : أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ، قال تعالى : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) سورة الليل/19

    وقال تعالى : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً ) الإنسان/9
    وقال تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) سورة الشورى/20
    وقال تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) سورة هود/15-16
    وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " رواه البخاري( بدء الوحي/1)
    وجاء عند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رواه مسلم( الزهد والرقائق/5300)
    الشرط الثاني : موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم ( الأقضية/3243) ،
    قال ابن رجب رحمه الله : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها ، كما أن حديث " إنما الأعمال بالنيات " ميزان للأعمال في باطنها ، فكما أن كل عمل لا يُراد به وجه الله تعالى ، فليس لعامله فيه ثواب ، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله ، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله ، فليس من الدين في شيء . جامع العلوم والحكم ج 1 ص 176 . وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وهديه ولزومهما قال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " وحذَّر من البدع فقال : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ بدعة ضلالة " رواه الترمذي ( العلم /2600) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 2157
    قال ابن القيم : فإن الله جعل الإخلاص والمتابعة سببا لقبول الأعمال فإذا فقد لم تقبل الأعمال .
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: شرح قول شيخ الاسلام- العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة - متجدد

    عبادة الله وحده والإخلاص له , هى حق الله الاعظم والواجب المفروض على العباد ,
    فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد ,
    ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد , وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم .
    وهذا القرآن الكريم فإنه أمر به ,
    وفرضه وقرره أعظم تقرير ,
    وبينه أعظم بيان ,
    وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بعبادة الله وحده والاخلاص له ,
    و جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية
    أدلة وبراهين على الأمر بهذا التوحيد ووجوبه ,
    فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد ,
    وهو أعظم أوامر الدين ,
    وأصل الأصول كلها ,
    وأساس الأعمال

    القول السديد في مقاصد التوحيد بتصرف.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: شرح قول شيخ الاسلام- العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة - متجدد

    يقول ابن القيم رحمه الله :
    " لا ريب أن كمال العبودية تابع لكمال المحبة ، وكمال المحبة تابع لكمال المحبوب في نفسه ، والله سبحانه له الكمال المطلق التام في كل وجه ، الذي لا يعتريه توهم نقص أصلا ، ومَن هذا شأنه فإن القلوب لا يكون شيء أحب إليها منه ، ما دامت فطرها وعقولها سليمة ، وإذا كانت أحب الأشياء إليها فلا محالة أن محبته توجب عبوديته وطاعته ، وتتبع مرضاته واستفراغ الجهد في التعبد له ، والإنابة إليه ، وهذا الباعث أكمل بواعث العبودية وأقواها ، حتى لو فرض تجرده عن الأمر والنهي والثواب والعقاب استفرغ الوسع ، واستخلص القلب للمعبود الحق ، ومِن هذا قول بعض السلف : أنه ليستخرج حبه من قلبي ما لا يستخرجه قوله. ومنه قول عمر في صهيب : لو لم يخف الله لم يعصه ...
    وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه ، فقيل له : تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا )...
    فالله سبحانه يُعبَد ويُحمَد ويُحَب لأنه أهل لذلك ومستحقه ، بل ما يستحقه سبحانه من عباده أمرٌ لا تناله قدرتهم ولا إرادتهم ولا تتصوره عقولهم ، ولا يمكن أحدا من خلقه قط أن يعبده حق عبادته ، ولا يوفيه حقه من المحبة والحمد ، ولهذا قال أفضل خلقه وأكملهم وأعرفهم به وأحبهم إليه وأطوعهم له : ( لا أحصى ثناء عليك ) ، وأخبر أن عمله صلى الله عليه وسلم لا يستقل بالنجاة فقال : ( لن ينجي أحدا منكم عمله . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟! قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) عليه صلوات الله وسلامه عدد ما خلق في السماء ، وعدد ما خلق في الأرض ، وعدد ما بينهما ، وعدد ما هو خالق ، وفي الحديث المرفوع المشهور أن مِن الملائكة مَن هو ساجد لله لا يرفع رأسه منذ خلق ، ومنهم راكع لا يرفع رأسه من الركوع منذ خلق إلى يوم القيامة ، وأنهم يقولون يوم القيامة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك " انتهى.
    " مفتاح دار السعادة " (2/88-90)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: شرح قول شيخ الاسلام- العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقول والاعمال الظاهرة والباطنة - متجدد

    من صرف أيَّ نوعٍ من أنواع العبادات لغير الله عز وجل ولو أفرد بقية العبادات لله سبحانه وأخلصها له فإنه لا ينفعه، بل هو مشرك.
    قال: [وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
    هذا دليل على عدم جواز صرف العبادة لغير الله عز وجل،
    وأن من صرف شيئاً منها فقد كفر.{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}
    فالشرط في قوله: {وَمَنْ يَدْعُ} جوابه في قوله: {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} ،
    وهذا فيه التهديد والوعيد لكل من دعا غير الله عز وجل،
    فمن يدعُ مع الله إلهاً آخر ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو حجراً، أو صنماً أو غير ذلك؛
    فكل ذلك يدخل في هذه الآية،
    وفائدة قوله تعالى: {لا بُرْهَانَ لَهُ} : أنه وصف كاشف، وفائدة الوصف الكاشف زيادة البيان والتوضيح على هؤلاء الذين صرفوا العبادة لغير الله،
    بأنهم صرفوها بلا بينة ولا برهان،
    وفي هذه الآية قال: {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} ،
    ثم صرح بالحكم على هؤلاء فقال: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} ،
    فحكم عليهم بالكفر؛
    لأن الخطاب فيمن دعا مع الله إلهاً آخر،
    فأخبر بأن حسابه عند ربه، وأنه لا يفلح الكافرون،
    فتبينت نتيجة الحساب، وهي عدم الفلاح،
    فنفى عنه تحصيل المطلوب والأمن من المرهوب.
    وهذه الآية دالة، ووجه دلالتها على أن من صرف شيئاً فقد أشرك قوله:
    {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} ،
    فقوله: (إلهاً) نكرة في سياق الشرط، فتعم كل مدعو، وتعم أيضاً كل دعاء،
    فالعموم في المدعو وفي الفعل أيضاً، وهو الدعاء،
    واعلم أنه يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة،
    وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله قاعدة مفيد
    ة، فقال: (حيثما رأيت الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه دعاء الكفار والمشركين
    فاعلم أن المقصود به دعاء العبادة المتضمن دعاء المسألة) ،
    فإذا ضبطت هذا الضابط واستحضرته أراحك فيما ذكره الله عز وجل من الدعاء والدعوة عن المشركين في كتابه؛ فإن المقصود به دعاء العبادة المتضمن لدعاء المسألة.شرح ثلاثة الاصول

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •