تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كشف تلبيس جهمية العصر فى قولهم باجتماع أصل الايمان مع الكفر الاكبر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي كشف تلبيس جهمية العصر فى قولهم باجتماع أصل الايمان مع الكفر الاكبر

    قام مرجئة العصر بدور كبير في إفراغ توحيد الانبياء والمرسلين من مضمونه
    وقالوا باجتماع أصل الايمان مع الكفرالاكبر -
    وقالوا باجتماع الشرك الاكبر مع اصل التوحيد- في آن واحد- فى النفس الواحدة
    ورتبوا على ذلك الزعم بأنه يوجد - قبورى مسلم - او علمانى مسلم -
    وغيرها من الاسماء التى تجمع بين الكفر والايمان والشرك والاسلام
    وأزالوا الفوارق التى تفصل بين الإسلام والكفر وبين التوحيد والشرك،

    وأي دين هذا الذى ليس فيه حدود فاصلة بينه وبين غيره من الاديان الشركية
    لذلك فى هذا الموضوع سنبين كلام اهل العلم فى معنى اجتماع الايمان والكفر وسنرد على استدلال المجادل عن اهل الشرك بهذه الشبهه فى عدم تكفير المشركين
    والجواب

    إذا قال أهلُ السُّنَّةِ: إنَّ الشَّخصَ قد يجتَمِعُ فيه إيمانٌ وكُفرٌ، أو إيمانٌ ونِفاقٌ،
    فليس مقصودُهم أصلَ الكُفْرِ أو أصلَ النِّفاقِ،
    إنَّما المقصودُ شُعَبُهما التي لا تُضادُّ أصلَ الدِّينِ.
    لهذا فصَّل ابنُ القَيِّمِ معنى الشِّركِ المذكورِ في قَولِه تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ
    فذكر أنَّه إن كان هذا الشِّركُ يتضَمَّنُ تكذيبًا لرُسُلِ اللهِ عليهم السَّلَامُ،
    فإنَّ الإيمانَ الذي معهم لا ينفَعُهم،
    أمَّا إن كان متضَمِّنًا للتصديقِ برُسُلِ اللهِ عليهم السَّلَامُ،
    فإنَّ الإيمانَ الذي معهم ينفَعُهم في عَدَمِ الخُلودِ في النَّارِ دونَ دُخولِها .
    كما استدل بعض ادعياء السلفية ومنهم صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف فى مباحثه و قواعده التى بناها ريبة -استدل بان من أصول أهل السنة : (ان الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان..)
    وكذلك من استدلالاتهم كلام شيخ الاسلام - في مجموع الفتاوى
    بقوله - وحينئذ فقد يجتمع في الإنسان إيمان ونفاق وبعض شعب الإيمان وشعبة من شعب الكفر--وقوله -وقد يجتمع في العبد نفاق وايمان وكفر وايمان فالايمان المطلق عند هؤلاء ما كان صاحبه مستحقا للوعد بالجنة وطوائف اهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئة كراميهم وغير كراميهم يقولون إنه لا يجتمع في العبد ايمان ونفاق ومنهم من يدعى الاجماع على ذلك وقد ذكر أبو الحسن في بعض كتبه الإجماع على ذلك ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد وقالوا لا يجتمع في الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب ومعصية يستحق بها العقاب
    فالجواب
    ان كل ما استدل به صاحب الكتاب هو من شبهات عثمان ابن منصور وداود العراقى حذو القذة بالقذة فى جميع القواعد التى قعدها بلا استثناء
    فما هى الا شبهات للمناوئين لدعوة التوحيد فى عباءة سلفية
    وكما قال جل وعلا -كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
    ومن الردود على شبهات هؤلاء ان قواعد أهل السنة فى هذا الأصل، انهم اعتمدوا في ذلك التفصيل دون الإطلاق، ووضعوا ضوابط وشروطاً حتى تنحصرالمسألة في إطار شرعي متين.
    وحتى لا تتميع المسألة و يخوض فيها من يشاء كيفما شاء
    ومن هذه الضوابط:
    1- الحديث عن الشعب وليس عن الأصل:
    إذا قال أهل السنة إن الشخص قد يجتمع فيه إيمان وكفر، أو إيمان ونفاق، فليس مقصودهم أصل الكفر أو أصل النفاق، إنما المقصود شعبهما التي لا تضاد أصل الدين.
    وما استدل به صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف على اسلام وايمان عباد القبور- هو من بعض اجوبة العراقى التى رد عليها وفند هذه الشبهة الشيخ العلامة سليمان بن سحمان --- فقول العراقى أن اجتماع الإيمان وبعض شعب الكفر في الشخص الواحد لا يلزم منه كفر هذا الشخص.
    رد عليه الشيخ العلامة سليمان ابن سحمان بقوله: (وأما قوله – أي العراقي – (والمسلم قد يجتمع فيه الكفر والإسلام والشرك والإيمان، ولا يكفر كفراً ينقله عن الملة). قال الشيخ ابن سحمان -: نعم، هذا فيما دون الشرك، والكفر الذي يخرج عن الملة) . ثم سرد بعض الشعب الشركية والكفرية، وبين أنها هي التي قد تجتمع مع الإيمان في شخص واحد، ولا يخرج من الملة بذلك.
    وبين الشيخ سليمان بن سحمان فى رده على العراقي أن ما كان شركاً أكبر، أو كفراً أكبر مما يخرج عن الملة لا يمكن أن يجتمع مع الإيمان الذي ينجو به العبد من الكفر في الدنيا، وينجو به من الخلود في النار يوم القيامة، فإنهما نقيضان، والنقيضان لا يجتمعان.
    واستدل صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف بكلام شيخ الاسلام و الشوكانى فى عقائد وطرائق الشرك
    فاهموا القارئ ان شيخ الاسلام و الشوكانى يقولون فى الجهل بالشرك الاكبر أنه يجتمع اصل الاسلام مع أصل الشرك
    فضلوا بسبب فهمهم بل بما فهموه من وحى داود ابن جرجيس وعثمان ابن منصور فان هذه الشبههة من شبهات داود التى رد عليها الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن فى منهاج التأسيس-
    ومن شبهات عثمان ابن منصور التى رد عليها فى مصباح الظلام
    فان شيخ الاسلام لا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (قد يكون في الناس من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلماً كما نص عليه أحمد. وتمام هذا أن الإنسان قد يكون فيه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب النفاق. وقد يكون مسلماً وفيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الإسلام بالكلية، كما قال ابن عباس وغيره: كفر دون كفر. وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد وغيره قال في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بمؤمن
    قال صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف في - المبحث التاسع -
    نقلا عن ابن القيم رحمه الله :
    وها هنا أصل آخر وهو أن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان هذا من أعظم أصول أهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة ...
    -الى أن قال :
    تجد الرجل يصلي ويصوم ويزكي ويحج وقد تنزل به مصيبة يقول يا سيد يا بدوي يدعوا غير الله .. عنده شركيات لكنه جاهل ..!!!
    والجواب -
    على هذا الافتراء والتحريف لكلام الامام ابن القيم - من المزالق الخطيرة التى ترأس كبرها فى الماضى داود العراقى فهى صنعته فى تحريف كلام شيخ الاسلام بن تيمية وابن القيم -
    ولكن علماء الدعوة قديما وحديثا يفندوا هذه الشبهات ويردون عليها -
    وانا اسأله هو وغيره ؟
    هل الأصل الذي هو من أعظم أصول أهل السنة يدل على اجتماع النقيضين الشرك الاكبر مع اصل الاسلام
    هل كلام الامام العلامة ابن القيم يفهم منه
    انه قد يجتمع في الرجل أصل الكفر وأصل الإيمان معا ً!!!
    فالسؤال هنا لمن يقرر عقيدة السلف
    هل يعد الامام بن القيم الشرك الأكبر من المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - هل العذر بالجهل يجعل الشرك الأكبر والمكفرات والنواقض من قبيل المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - وما علاقة العذر بالجهل هنا
    بينما نحن نقرر أصلا من أعظم أصول أهل ا لسنة والجماعة في مقابلة أقوال أهل البدع في هذا الباب ؟
    -وإذا كان عذر الجهل له هذا التأثير في تقرير الأصول على هذا الوجه فكيف بالأعذار الأخرى المتفق عليها كالإكراه والخطأ والنسيان والتأويل ....؟
    - إذن لن يبقى لنا من الأصول أصل !
    -إن كلام ابن القيم رحمه الله واضح وضوح الشمس في أن المعاصي شعب للكفر كما أن الطاعات هي شعب للإيمان ، وأن وجود شعبة من شعب الكفر " التي لا يزول الإيمان بها " مع أصل الإيمان لا يصير بها المرء كافرا ،
    كما أن وجود شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر لا يصير بها مؤمنا والكلام كله في المعاصي والكبائر وشعب الكفر التي لا يلزم من وجودها زوال الإيمان لا في النواقض والمكفرات المجمع عليها كالشرك الأكبر !!!
    - وأين كلام صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف
    من كلام ابن القيم بقوله:
    معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك
    فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر
    فان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان
    وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولبة شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا أصل" الصلاة وحكم تاركها ج: 1 ص: 69
    ومما يؤكد هذا المعنى أيضا أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر في آخر كلامه -
    أن هذا الأصل مبني عليه مسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها فالكلام أصالة عن مرتكب الكبائر وأنها قد تجتمع مع أصل الأيمان وإن سميت كفرا فهي شعبة من شعبه لا يزول الإيمان بزوالها وانما صار هلاء الى التحرف والتلبيس لايهام القارئ ان ابن القيم رحمه الله يقرر أنه يجتمع في المرء الكفر الاكبر مع الايمان والشرك الاكبر مع التوحيد ليخلصوا من ذلك الى عذر عباد القبور --هل هذه عقيدة السلف فى العذر بالجهل ام عقيدة داوود العراقى وعثمان ابن منصور
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى
    التوحيد ضده الشرك والكفر والنفاق، نسأل الله السلامة والعافية، ولا يكون الإنسان موحداً لله حتى يحذر الشرك بأنواعه، ويحذر الكفر بأنواعه، ويحذر النفاق بأنواعه، وحتى يكون موحداً كامل التوحيد والإيمان، أما إذا فعل شيئاً من أنواع الشرك الأصغر، أو من أنواع الكفر الأصغر؛ فإن توحيده يكون ناقصاً، وإيمانه يكون ناقصاً، أما إذا فعل الشرك الأكبر أو النفاق الأكبر أو الكفر الأكبر؛ فإنه ينتقض منه الإيمان وينتقض التوحيد بالكلية، فلا يمكن أن يجتمع توحيد وإيمان مع شرك أكبر، ولا يجتمع توحيد وإيمان مع كفر أكبر، ولا يجتمع توحيد وإيمان مع نفاق أكبر، فإذا وجد أحدهما زال الآخر، إذا وجد الكفر الأكبر زال التوحيد والإيمان، وإذا وجد التوحيد والإيمان زال الكفر الأكبر، وإذا وجد التوحيد والإيمان زال الشرك الأكبر، وإذا وجد الشرك الأكبر والنفاق الأكبر زال التوحيد والإيمان.
    لكنه قد يجتمع مع التوحيد والإيمان نفاق أصغر أو كفر أصغر أو شرك أصغر؛ لأن النفاق الأصغر والكفر الأصغر والشرك الأصغر لا يخرج من الملة، لكنه ينقص التوحيد والإيمان ويضعفه، والنفاق الأصغر والشرك الأصغر والكفر الأصغر وسيلة إلى الشرك الأكبر.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كشف تلبيس جهمية العصر فى قولهم باجتماع الايمان مع أصل الكفر

    ومن شبهاتهم تحت هذا الباب وهو ايضا من وحى داود العراقى وعثمان ابن منصور
    قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله - في رده على عثمان بن منصور في احتجاجه بحديث الرجل الذي ذرى نفسه على عدم تكفير من وقع في الشرك حتى تقام عليه الحجة الرسالية، فيما نقله عن شيخ الإسلام كما يدعي -
    قال رحمه الله أثناء جوابه:
    (ويقال أيضاً: فرض الكلام الذي نقله عن أبي العباس رحمه الله ومحله في أهل البدع، كما هو صريح كلامه، والمشركون وعباد القبور عند أهل السنة والجماعة معدودون من أهل الشرك والردة، فالفقهاء فرقوا بين القسمين في الأبواب والأحكام، فذكروا أهل الشرك والردة، وذكروا أهل الأهواء في باب قتال أهل البغي كالخوارج والقدرية ونحوهم، وهذا يعرفه صغار الطلاب..
    إلى أن قال:
    (... ويقال أيضاً: قد صرح أبو العباس أن عدم التكفير قد يقال فيما يخفي على بعض الناس، وأما ما يعلم من الدين بالضرورة، كشهادة أن لا إله إلا الله وشهادة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهذا لا يتوقف أحدٌ في كفر من أنكر لفظه أو معناه ولم ينقد لما دلت عليه الشهادتان، وهذا متفق عليه في الجملة، فجعله من المسائل التي خاض فيها أهل البدع والأهواء خروج عن محل النزاع، وخرق لما ثبت وصح من الاتفاق والإجماع)
    وقال مفتي الديار النجدية في وقته العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في "مسألة تكفير المعين":
    (من الناس من يقول: لا يكفر المعين أبداً! ويستدل هؤلاء بأشياء من كلام ابن تيمية غلطوا في فهمها، وأظنهم لا يكفرون إلا من نص القرآن على كفره، كفرعون، والنصوص لا تجيء بتعيين كل أحد، يدرس باب حكم المرتد ولا يطبق على أحد؟! هذه ضلالة عمياء وجهالة كبرى، بل يطبق بشرط، ثم الذين توقفوا في تكفير المعين في الأشياء التي قد يخفى دليلها فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة، فإذا أوضحت له الحجة بالبيان الكافي كفر، سواء فهم أو قال ما فهمت، أو فهم وأنكر، ليس كفر الكفار كله عن عناد، وأما ما علم بالضرورة أن الرسول جاء به وخالفه؛ فهذا يكفر بمجرد ذلك، ولا يحتاج إلى تعريف، سواء في الأصول أو الفروع، ما لم يكن حديث عهد بالإسلام)
    ************
    قال ابن عبد البر رحمه الله في كلامه على هذا الحديث:
    (روى من حديث أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: "رجل لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد"، وهذه اللفظة إن صحت؛ رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل،
    وإن لم تصح من جهة النقل فهي صحيحة من جهة المعنى،
    والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها، لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون وهم كفار،
    لأن الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به لمن مات كافراً،
    وهذا ما لا مدفع له،
    ولا خلاف فيه بين أهل القبلة في هذا الأصل، ما يدلك على أن قوله في هذا الحديث: "لم يعمل حسنة قط أو لم يعمل خيراً قط"، لم يعمل إلا - ما عدا - التوحيد من الحسنات والخير،
    وهذا سائغ في لسان العرب، جائز في لغتها؛ أن يُؤتى بلفظ الكل والمراد البعض، والدليل على أن الرجل كان مؤمناً قوله حين قيل له: لم فعلت هذا؟ قال: "من خشيتك يا رب"، والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدق، بل ما تكاد إلا لمؤمن عالم، كما قال الله عز وجل: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، قالوا؛ كل من خاف الله فقد آمن به وعرفه، ومستحيل أن يخافه من لا يؤمن به، وهذا واضح لمن فهم وألهم رشده..)، واستدل له بحديث الرجل الذي لم يعمل خيراً قط غير تجاوزه عن غرمائه
    وأما قول : "لأن قدر الله على"، فقد اختلف العلماء في معناه،
    فقال منهم قائلون:
    هذا رجل جهل بعض صفات الله عز وجل وهي القدرة،
    فلم يعلم أن الله على كل شيء قدير، قالوا: ومن جهل صفة من صفات الله عز وجل وآمن بسائر صفاته وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله عز وجل كافراً، قالوا: وإنما الكافر من عاند الحق لا من جهله، وهذا قول المتقدمين من العلماء، ومن سلك سبيلهم من المتأخرين)
    وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله: (وحديث الرجل الذي أمر أهله بتحريقه؛
    كان موحداً ليس من أهل الشرك،
    فقد ثبت من طريق أبي كامل عن حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة:
    "لم يعمل خيراً إلا التوحيد"، فبطل الإحتجاج به عن مسألة النزاع)
    ومما يقوي هذا الحديث ويدل على ثبوت هذه اللفظة - "قط إلا التوحيد" -
    ما رواه الإمام أحمد رحمه الله فقال: (حدثني يحيى بن إسحاق أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: "أن رجلا لم يعمل من الخير شيئاً قط إلا التوحيد... الحديث"
    وقال الإمام أحمد رحمه الله: (قال يحيى وقد حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله)
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله - بعد أن ذكر حديث الرجل الذي ذرى نفسه المروي في الصحيحين -: (فهذا الرجل كان قد وقع له الشك والجهل في قدرة الله تعالى على إعادة بني آدم بعدما أُحرق وذُري وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك،
    فهذا له أصلان عظيمان
    أحدهما: متعلق بالله تعالى، وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير
    والثاني: متعلق باليوم الآخر، وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت، ويجزيه على أعماله، ومع هذه
    فلما كان مؤمناً بالله بالجملة، ومؤمناً باليوم الآخر في الجملة،
    وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت،
    وقد عمل صالحاً،
    وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه؛
    غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح،
    وأيضاً فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان"، وفي رواية: "مثقال دينار من خير"، ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، وفي رواية: "من خير"، و "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، أو "خير"، وهذا وأمثاله من النصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ يدل أنه لا يخلد في النار من معه شيئاً من الإيمان والخير، وإن كان قليلاً، وأن الإيمان مما يتبعّض ويتجزء،
    ومعلوم قطعاً أن كثيراً من هؤلاء المخطئين معهم مقدار ما من الإيمان بالله ورسوله،
    إذ الكلام فيمن يكون كذلك،
    وأيضاً فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل، واتفقوا على عدم التكفير في ذلك)
    وقال أيضاً رحمه الله:
    (فمن شرط الإيمان؛ وجود العلم التام، ولهذا كان الصواب؛ أن الجهل ببعض أسماء الله وصفاته لا يكون صاحبه كافرًا، إذا كان مقراً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يبلغه ما يوجب العلم بما جهله على وجه يقتضي كفره إذا لم يعلمه، كحديث الذي أمر أهله بتحريقه ثم تذريته، بل العلماء بالله يتفاضلون في العلم به)
    ويقول ابن قتيبة رحمه الله في حديث الرجل الذي ذرى نفسه:
    (وهذا رجل مؤمن بالله مقر به خائف له، إلا أنه جهل صفة من صفاته فظن أنه إذا أحرق وذريَ في الريح أنه يفوت الله تعالى، فغفر الله له بمعرفته ما بنيته وبمخافته من عذابه جهله بهذه الصفة من صفاته) ـ
    *************
    الايمان بصفة القدرة هو من الاصول الكبار ومن المسائل الظاهرة المعلومة بالضرورة من دين الاسلام ودليلها واضح فى القران كقوله تعالى والله على كل شئ قدير- ولكن تفاصيل الصفة وجزئياتها [وهى ما تسمى بالمسائل الخفية] كما ظن الرجل الذى قال حرقونى هذا ما يسمى بالمسائل الخفية لانها تحتاج الى نظر واستدلال -فتلك الصورة الدقيقة لجمعه هي التي شك فيها ولم يشك في أصل قدرة الله تعالى بدليل أنه أمر أهله بحرق جسده وذرّه في البر والبحر ولو كان جاهلا أو شاكا في قدرة الله مطلقا لما احتاج إلى ذلك، فكون الله على كل شيء قدير من العلم الذي قد لا يتبين لبعض من يؤمن بأصل قدرة الله قال تعالى في {الذي مر عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَافهذا قال الله عنه فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
    اما عموم قدرة الله على كل شئ فلا تحتاج الى نظر واستدلال بل هى من العلم الضرورى
    ولذلك
    يقول شيخ الاسلام فلما كان مؤمناً بالله في الجملة، ومؤمناً باليوم الآخر في الجملة،
    وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت، وقد عمل عملاً صالحاً وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه غفر الله بما كان منه من الإيمان بالله، واليوم الآخر، والعمل الصالح)
    ويقول الشيخ سليمان بن سحمان-
    قال شيخنا رحمه الله:
    وهذا هو قولنا بعينه،
    فإنه إذا بقيت معه أصول الإيمان، ولم يقع منه شرك أكبر،
    وإنما وقع في نوع من البدع فهذا لا نكفره، ولا نخرجه من الملة،
    وهذا البيان ينفعك فيما يأتي من التشبيه بأن الشيخ لا يكفر المخطئ والمجتهد،
    وأنه مسائل مخصوصة
    الفرق بين الجهل ببعض الصفات او ما يسمى تفاصيل الصفات او ما يسمى بالمسائل الخفية ليس كفعل الشرك الاكبر الناقض لتوحيد العبادة الذي هو أصل دين الرسل وأساس دعوتهم
    فما أبعد الفرق بين الأمرين! بين التوحيد الذي هو أصل دين الرسل وأساس دعوتهم، وهو الذي جاهد عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وكاد القرآن من أوله الى آخره أن يكون في بيان هذا تأصيلا وتفصيلا وتبيانا وتقريرا،وبين الجهل ببعض الصفات او تفاصيل الصفات التي ضل أهلها وأخطئوا في عقائدهم وأعمالهم مع توحيدهم وإيمانهم بالله ورسوله، فالفرق بين الأمرين فرق واضح، والجامع بينهما مخطئ لم يهتد إلى الصواب.
    يقول العلامة سليمان بن سحمان
    وإذا كان كذلك فالمخطئ في بعض المسائل إما أن يلحق بالكفار من المشركين وأهل الكتاب مع مباينته لهم في عامة أصول الإيمان، فإن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة هو من أعظم أصول الإيمان،
    فرض الكلام الذي نقلته عن أبي العباس ومحله في أهل البدع، كما هو صريح كلامه، والمشركون وعبَّاد القبور عند أهل السنَّة والجماعة معدودون من أهل الشرك والردة، والفقهاء فرقوا بين القسمين في الأبواب والأحكام، فذكروا أهل الشرك والردة في باب الردة، وذكروا أهل الأهواء في باب قتال أهل البغي كالخوارج والقدرية ونحوهم، وهذا يعرفه صغار الطلاب، وقد خفي على ثور المدار والدولاب، فلبَّس على العامة والجهال، وأدخل أهل الشرك في أهل البدع، وسوّى بينهم في الأحكام، خلافاً لكتاب الله وسنة نبيه وما عليه علماء أهل الإسلام، فسحقاً له سحقاً، وبعداً له بعداً، حيث جادل بالباطل المحال) (فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية، والأمور الظاهرة، فقال في المقالات الخفية التي هي كفر: «قد يقال: إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها»، ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة؛ بل قال: «ثم تجد كثيراً من رؤوسهم وقعوا في هذه الأمور، فكانوا مرتدين»، فحكم بردتهم مطلقاً، ولم يتوقف في الجاهل فكلامه ظاهر في التفرقة بين الأمور المكفرة الخفية، كالجهل ببعض الصفات ونحوها، فلا يكفر بها الجاهل، كقوله للجهمية: «أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال»
    وقواعد الدين، وإذا كان لابد من إلحاقه أي المخطئبأحد الصنفين، فإلحاقه بالمؤمنين المخطئين أشد شبهاً من إلحاقه بالمشركين وأهل الكتاب، مع العلم بأن كثيراً ما يوجد في الرافضة والجهمية ونحوهم زنادقة منافقون، وأولئك في الدرك الأسفل من النار.
    فتبين بهذا مراد الشيخ، وأن كلامه في طوائف مخصوصة وأن الجهمية غير داخلين فيه، وكذلك المشركون، وأهل الكتاب لم يدخلوا في هذه القاعدة، فإنه منع إلحاق المخطئ بهذه الأصناف، مع مباينته لهم في عامة أصول الإيمان.
    قال شيخنا رحمه الله: وهذا هو قولنا بعينه، فإنه إذا بقيت معه أصول الإيمان، ولم يقع منه شرك أكبر، وإنما وقع في نوع من البدع فهذا لا نكفره، ولا نخرجه من الملة، وهذا البيان ينفعك فيما يأتي من التشبيه بأن الشيخ لا يكفر المخطئ والمجتهد، وأنه مسائل مخصوصة.
    وبين أن الإيمان يزول بزوال أركانه وقواعده الكبار، كالحج يفسد بترك أركانه، وهذا عين قولنا، بل هو أبلغ من مسألة النزاع.
    قال: وحديث الرجل الذي أمر أهله بتحريقه كان موحداً، ليس من أهل الشرك، فقد ثبت من طريق أبي كامل عن حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة "لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد "فبطل الاحتجاج به على مسألة النزاع.
    وأما الخطأ في الفروع والمسائل الاجتهادية إذا اتقى المجتهد ما استطاع فلم نقل بتكفير أحد بذلك ولا بتأثيمه، والمسألة ليست من محل النزاع فإيراد العراقي لها هنا تكثراً بما ليس له، وتكبيراً لحجم الكتاب بما ليس يغني عنه فتيلاً.
    قلت: وإيراد المعترض لكلام شيخ الإسلام ليس هو في محل النزاع أيضاًَ، فإن الإخوان لم ينازعوا في هذه المسائل ولم يكفروا بها أحداً حتى يستدل عليهم بكلام شيخ الإسلام، لأن كلام الشيخ إنما هو في مسائل مخصوصة، وفيما قد يخفى دليله في المسائل النظرية الخفية الاجتهادية، كما سنبينه إن شاء الله تعالى.
    وأما جحد علو الله على خلقه، واستوائه على عرشه بذاته المقدسة على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنه مباين لمخلوقاته، وكذلك نفي صفات كماله، ونعوت جلاله فهذا لا يشك مسلم في كفر من نفى ذلك، لأنه من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، ومما فطر الله عليه جميع خلقه إلا من اجتالته

    الشياطين عن فطرته، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة معلومة مشهورة مقررة لا يخفى ذلك إلا على من أخلد إلى الأرض وابتع هواه، وأضله الله على علم، وختم على قلبه وسمعه، وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله.
    ثم قال الشيخ: وهل أوقع الاتحادية والحلولية فيما هم عليه من الكفر البواح، والشرك العظيم، والتعطيل لحقيقة وجود رب العالمين إلا خطأهم في هذه الباب الذي اجتهدوا فيه فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل، وهل قَتل الحلاج باتفاق أهل الفتوى على قتله إلا بضلال اجتهاده، وهل كفر القرامطة، وانتحلوا ما انتحلوه من الفضائح الشنيعة، وخلع ربقة الشريعة إلا اجتهادهم فيما زعموا، وهل قالت الرافضة ما قالت، واستباحت ما استباحت من الكفر والشرك وعبادة الأئمة الإثني عشر وغيرهم، ومسبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم المؤمنين إلا باجتهادهم فيما زعموا هؤلاء، هؤلاء سلف العراقي في قوله: إن كل خطأ مغفور، وهذا لازم لهم لا محيص عنه، فقف هنا واستصحب ما ذكر هنا في رد ما يأتي.
    والمقصود أن هؤلاء الجهال أوردوا كلام شيخ الإسلام ظناً منهم أن كل اجتهاد وكل خطأ مغفور، وأن الجهمية المنكرين لعلوا الله على خلقه، وعباد القبور المتخذين الأنداد

    قال رحمه الله في موضع آخر بعد كلام ذكره:
    وحقيقة الأمر في ذلك أن القول يكون كفراً فيطلق القول بتكفير صاحبه، ويقال من قال هذا فهو كافر، لكن الشخص المعين الذي قال لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، فهذا كما في نصوص الوعيد أن الله تعالى قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:10] .ف
    هذا ونحوه من نصوص الوعيد حق، لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد، يعني لا يقال هذا من أهل النار، فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار لجواز أن لا يلحقه لفوات شرط، أو ثبوت مانع، فقد لا يكون التحريم بلغه، وقد يتوب من فعل المحرم، وقد يكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم، وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه، وقد يشفع فيه شفيع مطاع، وكذلك الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد يكون بلغه ولم
    يثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون عرضت له شبهات يعذره الله بها،
    فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق فإن الله تعالى يغفر له خطأه كائناً من كان،
    سواء كان في المسائل النظرية والعملية، هذا الذي عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة المسلمين من أهل السنة، انتهى كلام شيخ الإسلام باختصار.

    والجواب أن يقال أما كلام شيخ الإسلام في عدم تكفير المعين فالمقصود به في مسائل مخصوصة قي يخفى دليلها على بعض الناس كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء،
    فإن بعض أقوالهم تتضمن أموراً كفرية من أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفراً، ولا يحكم على قائله بالكفر لاحتمال وجود مانع كالجهل، وعدم العلم بنفس النص، أو بدلالته فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها، ولذلك ذكر هذا في الكلام على بدع أهل الأهواء، وقد نص على هذا فقال في تكفير أناس من أعيان المتكلمين بعد أن قرر هذه المسألة قال: وهذا إذا كان في المسائل الخفية فقد يقال بعدم التكفير، وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله-
    [كشف الشبهتين]
    فتأمل قوله
    فإنه إذا بقيت معه أصول الإيمان، ولم يقع منه شرك أكبر،
    وإنما وقع في
    نوع من البدع فهذا لا نكفره، ولا نخرجه من الملة،
    وهذا البيان ينفعك فيما يأتي من التشبيه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: كشف تلبيس جهمية العصر فى قولهم باجتماع أصل الايمان مع الكفر الاكبر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ، فلا يمكن أن يجتمع توحيد وإيمان مع شرك أكبر، ولا يجتمع توحيد وإيمان مع كفر أكبر، ولا يجتمع توحيد وإيمان مع نفاق أكبر، فإذا وجد أحدهما زال الآخر،
    نعم
    لا يمكن ان يجتمع دين القبوريين مع دين اهل التوحيد لا يمكن ان يجتمع دين من وحد الله وعبد الله وحده ولم يشرك به شيئا ودين من أشرك بالله وعبد غير الله لا يمكن ان يكونا على دين واحد أبداً، لا يمكن أن يستويان أبداً،فدين الاسلام هو الحق ودين المشركين هو الباطل
    وكل واحد منهما برئ من الآخر،
    فلا يمكن أن يكون الموحد عابد لغير الله،
    ولا يمكن أن يكون المشرك عابداً لله وحده.
    قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله -
    ((ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلابد أن يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا
    قال أيضا (( فكل من لم يعبد الله مخلصا له الدين ، فلا بد أن يكون مشركا عابدا لغير الله .
    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله (( فإن من فعل الشرك فقد ترك التوحيد، فإنهما ضدان لا يجتمعان، فمتى وجد الشرك انتفى التوحيد
    قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله ((اعلم أن من تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج
    وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده.
    وإنما يقع الخفاء بلبس إحدى الحقيقتين،
    أو
    بجهل كلا الماهيتين
    . ومع
    انتفاء ذلك وحصول التصور التام لهما لا يخفى ولا يلتبس أحدهما بالآخر.
    وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة،
    وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة.
    مثال ذلك:
    أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
    والجهل بالحقيقتين أو إحداهما أوقع كثيراً من الناس في الشرك وعبادة الصالحين،
    لعدم معرفة
    الحقائق وتصورها،
    وأن لساعد الجهل وقصور العلم عوائد مألوفة استحكمت بها البلية وتمكنت الرزية ))
    منهاج التأسيس
    قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
    (( اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة و هو دين الرسل ))

    يقول الشيخ بن باز رحمه الله -
    ضد التوحيد الشرك بالله عز وجل، فإن كل شيء له ضد، والضد يبين بالضد :
    والضد يظهر حسنه الضد *** وبضدها تتميز الأشياء

    فالشرك بالله عز وجل، هو ضد التوحيد الذي بعث الله به الرسل عليهم الصلاة والسلام،
    فالمشرك مشرك
    ؛ لأنه أشرك مع الله غيره،
    فيما يتعلق بالعبادة لله وحده، أو فيما يتعلق بملكه وتدبيره العباد
    ، أو بعدم تصديقه فيما أخبر أو فيما شرع،
    فصار بذلك مشركاً بالله
    ******

    الإيمان والكفر، ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان، ولكل منهما أصل وشُعب.
    فأصل الإيمان: التوحيد،
    وشُعبه: الطاعات،
    وأصل الكفر: الشرك،
    وشُعبه: المعاصي.
    فالضد من أصل الإيمان وشُعبه، يستحيل أن يجتمع مع ضده من أصل الكفر وشُعبه.
    فالعبد إذا قامت به شُعبة من شُعب الكفر دون أصله، لا يكون كافرًا،
    وكذلك إذا قامت به شُعبة من شُعب الإيمان دون أصله، لا يصير مؤمنًا.
    فحكم الكفر لا ينحل عن صاحبه، حتى يحقق أصل الإيمان لا شُعبه،
    وكذلك حكم الإيمان لا يفارق صاحبه، حتى يقوم به أصل الكفر لا شُعبه،
    وبعبارة أخرى:
    إن الإيمان لا يثبت لكافر، حتى ينخلع من أصل الكفر، لا شُعبه،
    كما أن الكفر لا يثبت على مؤمن، حتى يذهب عنه أصل الإيمان لا شُعبه.
    والحاصل:
    أن للإيمان أصل، لا يتم ولا يصح الإسلام والإيمان إلاَّ به إجماعًا.
    فأصل الإسلام والإيمان:
    القيام بمعنى (لا إله إلاَّ الله) إقرارًا وعلمًا وعملاً،
    ومدلول ذلك يتمثل في: عبادة الله وحده لا شريك له،
    والكفر بكل ما يُعبد من دونه،
    مع الإقرار والقبول لكافة أحكام الله تعالى من»
    [المختصر المفيد فى عقائد أئمة التوحيد]
    ****************************** ***********
    قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن
    فمن سوى بين أصل الإيمان وشعبه،
    أو أصل الكفر وشعبه،
    في الأسماء والأحكام،
    فهو مخالف للكتاب والسنة،
    وخارج عن سبيل سلف الأمة،
    وداخل في عموم أهل البدع والأهواء

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كشف تلبيس جهمية العصر فى قولهم باجتماع أصل الايمان مع الكفر الاكبر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة

    فمن سوى بين أصل الإيمان وشعبه،
    أو أصل الكفر وشعبه،
    في الأسماء والأحكام،
    فهو مخالف للكتاب والسنة،
    وخارج عن سبيل سلف الأمة،
    وداخل في عموم أهل البدع والأهواء
    نعم
    وتكملة لهذه القسمة نقول
    ان من قال باجتماع أصل الايمان مع الكفر الاكبر وأصل التوحيد مع الشرك الاكبر
    فهو أيضا مخالف للكتاب والسنة،
    وخارج عن سبيل سلف الأمة،
    وداخل فى عموم المشركين والمبدلين لأصل توحيد الانبياء والمرسلين
    قال جل وعلا
    ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾
    وقال جل وعلا
    وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ
    وقل يا محمد للناس : هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك
    ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ؛ ولهذا قال : ( إنا أعتدنا ) أي : أرصدنا ) للظالمين ) وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه ( نارا أحاط بهم سرادقها ) أي : سورها

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •