رُوي من حديث أبي رافع ، وجبير بن نفير ، ومحمد بن المنكدر.

[حديث أبي رافع]
أخرج الروياني في "مسنده" (724) ، وابن أبي الدنيا في "التوبة" (77) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6822) عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ كَمْ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ سَتْرٍ؟ قَالَ: " هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ خَطِيئَةً هَتَكَ مِنْهَا سِتْرًا، فَإِذَا تَابَ رَجَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ السِّتْرُ، وَتِسْعَةٌ مَعَهُ، فَإِذَا لَمْ يَتُبْ، هَتَكَ عَنْهُ مِنْهَا سِتْرًا وَاحِدًا حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ اللَّهُ لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: إِنَّ بَنِي آدَمَ يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ فَحِفُّوهُ بِأَجْنِحَتِكُم ْ فَيَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِكَ، فَإِنْ تَابَ رَجَعَتْ إِلَيْهِ الْأَسْتَارُ كُلُّهَا، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ عَجِبَتْ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: أَسْلِمُوهُ فَيُسْلِمُوهُ *حَتَّى *لَا *يُسْتَرَ *مِنْهُ *عَوْرَةٌ "

والحديث أورده الروياني في "حديث أبي رافع رضي الله عنه مولى النبي " ، ولكن ذلك لا يستقيم ، وذلك أن خالد بن يزيد المصري (ت 139 هـ) ، وأبو رافع مولى النبي توفي في أول خلافة علي بن أبي طالب ، تقريبا 40 هـ ، فلا يمكن أن يدركه ، وهو كذلك لم يروي عن صحابي.

والظاهر أن أبا رافع ، هو قيس بن رافع المصري ، قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص257): ((تابعي بلا خلاف)) ، وأخرج له أبو داود في "المراسيل" ، وعلى هذا فيكون الإسناد مرسلاً ، والله أعلم.

[حديث جبير بن نفير]
أخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (871) عن عبد القدوس بن الحجاج أبو المغيرة الحمصي، قال: حدثنا سعيد بن سنان الكندي، قال: حدثني أبو الزاهرية حدير بن كريبٍ، عن جبير بن نفيرٍ، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بالناس صلاة الصبح، فلما فرغ، أقبل بوجهه على الناس رافعاً صوته حتى كاد يسمع من في الخدور، وهو يقول: ((يا معشر الذين أسلموا بألسنتهم ولم يدخل الإيمان في قلوبهم! لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عثراتهم؛ فإنه من يتبع عثرة أخيه المسلم، يتبع الله عثرته، ومن يتبع الله عثرته، يفضحه وهو في قعر بيته))، فقال له قائلٌ: يا رسول الله! وهل على المؤمن سترٌ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستور الله على المؤمن أكثر من أن تحصى، إن المؤمن ليعمل بالذنوب، فتهتك عنه ستراً ستراً، حتى لا يبقى عليه منه شيءٌ، فيقول الله للملائكة: استروا على عبدي من الناس؛ فإن الناس يعيرون ولا يغيرون، فتحف عليه الملائكة بأجنحتها، يسترونه من الناس، قال: فإن تاب، قبل الله منه، ورد عليه ستوره، ومع كل سترٍ تسعة أستارٍ، فإن تتابع في الذنوب، قالت الملائكة: ربنا! إنه قد غلبنا، وأقذرنا، فيقول الله للملائكة: استروا عبدي من الناس؛ فإن الناس، يعيرون، ولا يغيرون، فتحف الملائكة بأجنحتها، يسترونه من الناس، فإن تاب، قبل منه، ورد عليه ستوره، ومع كل سترٍ تسعة أستارٍ، فإن تتابع في الذنوب، قالت الملائكة: يا ربنا! إنه قد غلبنا وأقذرنا، فيقول الله تعالى: استروا عبدي من الناس؛ فإن الناس يعيرون ولا يغيرون، فتحف الملائكة بأجنحتها، يسترونه من الناس، فإن تاب، قبل الله منه، وإن عاد، قالت الملائكة: يا ربنا! قد غلبنا وأقذرنا، فيقول الله للملائكة: تخلوا عنه، فلو عمل ذنباً في بيتٍ مظلمٍ، في ليلةٍ مظلمةٍ، في حجرٍ، أبدى الله عنه، وعن عورته)).

وأبو مهدي سعيد بن سنان ، قال ابن معين: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((ليس بشئ)) ، وقال: (([أحاديثه] بواطيل)) ، وقال أحمد: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال الجوزجاني: ((أخاف أن تكون أحاديثه موضوعةٌ، لا تُشبه أحاديث النَّاس)) ، وقال البخاري ، وأحمد بن صالح المصري ، ومسلم: ((منكر الحديث)) ، وقال دحيم: ((ليس بشىء)) ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة ، ويعقوب بن سفيان: ((ضعيف)) ، وقال النسائي: ((متروك)) ، وقال الدارقطني: ((يضع الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((منكر الحديث ، لا يعجبنى الاحتجاج بخبره ، وكان ابن معين سىء الرأى فيه ، ونسخته أكثرها مقلوبة)) ، وقال البزار: ((سيىء الحفظ)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((حديثه ليس بالقائم)) ، وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه وخاصة عن أبى الزاهرية غير محفوظ ، ولو قلت: إنه هو الذى يرويه عن أبى الزاهرية لا غيره جاز ذلك ، وكان من صالحى أهل الشام و أفضلهم ، إلا أن فى بعض رواياته ما فيه)).

وجبير بن نفير ، تابعي (ت 80هـ) ، فهو مرسل.

[حديث محمد بن المنكدر]
أخرج البغوي في "حديث عيسى بن سالم الشاشي" (61) عن حماد النصيبي، عن أبي رافع المديني، عن محمد بن المنكدر: قالوا: يا رسول الله، كم للمؤمن من سترة؟ قال: ((هي أكثر من أن تحصى....)).

وحماد بن عمرو النصيبي ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضَعيفٌ، كَذَّاب، ليس بِثقة ولا مأمونٍ)) ، وقال: ((ممن يَكذب، ويَضَع الحديثَ)) ، وقال: ((اجتمع النَّاس على طرح هؤلاء النفر، ليس يُذَاكَر بحديثهم، ولا يُعتد به ، وذكر حماد النصيبي)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((كان يكذب)) ، وقال ابن حبان: ((يضع الْحَدِيث وضعا عَلَى الثِّقَات لَا تحل كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ضعيف الحديث جدا)) ، وقال أبو زرعة: ((واهي الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال الفلاس: ((متروك الحديث، ضعيف جدا منكر الحديث)) ، وقال الحاكم أبو عبد الله: ((يروي عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة وهو ساقط بمرة)) ، وقال ابن الجارود: ((منكر الحديث شبه لا شيء لا يدري ما الحديث)) ، وقال الحاكم أبو أحمد: ((حديثه ليس بالقائم)) ، وقال النقاش: ((يروي الموضوعات عن الثقات)).

ومحمد بن المنكدر (ت 130هـ) ، فهو مرسل كذلك.

والله أعلم.