ضابط تقبيل الأيدي و الانحناء



السؤال

فضيلة الشيخ: يكثر في بعض المجتمعات من كثرة لتقبيل الأيدي لكبار السن مما يترتب الانحناء أمامهم فأود منكم بيان ضابط تقبيل الأيدي أو الانحناء للشخص؟






أجاب عنها: الشيخ فهد العيبان


الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فأما تقبيل اليد فالقول بجوازه هو مذهب عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وجماهير الفقهاء فقد صح عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم تقبيلهم ليد النبي صلى الله عليه وسلم ولأيدي بعضهم كما صح عن عمر وكعب بن مالك وأبي لبابة وغيرهم، وكذا صح عن جمع من التابعين أنهم قبلوا أيدي بعض الصحابة، ولكن لم يكن ذلك كثيراً في السلف.
ونقل عن مالك كراهة ذلك وقيل إن كراهته له إذا كان على وجه التكبر والتعظُّم أما إذا كان على وجه القربة إلى الله لدينه أو علمه أوشرفه فإن ذلك جائز.

وقال النووي تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة وقيل لا يجوز. ا.هـ.
وبالجملة فتقبيل اليد وبالأخص إذا كان لقربة كالوالدين فالأصل فيه الإباحة أما إن كان فيه ذلة ودنو نفس فيكره. وأما الانحناء للشخص تحية له عند لقائه فهو محرم لا يجوز لأن الركوع لا يكون إلا لله فقد ورد النهي عنه كما في حديث أنس قال: قال رجل يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم.
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة بسند فيه ضعف، لكنه ليس بالشديد وقد احتج به شيخ الإسلام في مواضع عند ذكر النهي عن الانحناء، وحسنه الألباني.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.