كيف تعرف الداعية المزيف


هاني مراد



في زمن الانحطاط، يكثر الدعاة المزيفون الذين يلبسون الحق بالباطل، ويزيفون الحقائق بكلمات رنانة، وأدلة خادعة! ويتسلحون في ذلك بمظهر إسلامي يخدعون به جماهيرهم الذين يثقون في مظهرهم الزائف.
وفي هذا العصر، الذي يندر فيه العلماء المخلصون، يصبح كل جاهل، من جهله لا يدري بجهله، مفتيا. ويحار المسلم، فيصبح كغريق، يوشك أن تغرقه أمواج هؤلاء المزيفين العاتية!
وبعيدا عن الأدلة والجدال، فهناك دلائل تكشف هؤلاء المزيفين، مهما كانوا بارعين في الخداع والتضليل، وإظهار أنفسهم في مظهر العالم أو الداعية:
وأبرز دلائل هؤلاء: هدم الثوابت أو إنكار المعلوم من الدين بالضرورة. فتجد هؤلاء المزيفين ينكرون السنة النبوية المطهرة، أو يهاجمون أئمة الحديث الشريف أو المذاهب الفقهية، أو ينكرون وجوب تحكيم الشريعة، أو يدعون إلى حرية الرأي حتى لو تضمنت إهانة الإسلام، بل وصل هؤلاء إلى إنكار الصلوات الخمس!
ومن دلائل هؤلاء المزيفين: مهاجمة العاملين المخلصين للإسلام، وإنكار مفهوم الخلافة الإسلامية، مع أنها هدمت من زمن بعيد، وبعيدة التحقيق في هذا الزمن، لكنهم لا يريدون للمسلمين مجرد التفكير في أن تكون لهم كلمة واحدة!
ومن دلائل هؤلاء: اعتياد الظهور في وسائل الإعلام الفاسدة التي يحصلون منها على الملايين مقابل خداع الجماهير، أو تزييف وعيهم. ومع ذلك الظهور، فإنهم لا يردون على الساقطين الذين يتعمدون تشويه الإسلام، أو مهاجمة شريعته، أو إنكار أصوله!
ومن دلائل هؤلاء: الغرور والتعالم، والتمسك بالجدال، وحب الظهور، وعرض الصور أو الفيديوهات غير اللائقة على صفحاتهم، وأسلمة الفن الرخيص، وإضفاء صفات الإبداع والعبقرية على الممثلين المفسدين، وتصويرهم كعباقرة وأصحاب رسالة، وشغل المسلمين بقضايا تافهة، وغير ذلك من الدلائل كثير، لمن آتاه الله البصيرة لكشف هؤلاء!