تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فائدة فى الصفات الفعلية من شرح العقيدة السفارينية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي فائدة فى الصفات الفعلية من شرح العقيدة السفارينية

    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح السفارينية:
    القسم الثاني: صفات فعلية: وهذه باعتبار الجنس -أي جنس الفعل- صفة ذاتية؛ لأن الله لم يزل، ولا يزال فعالاً سبحانه وتعالى،
    أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله، قال تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)
    لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل؛ ينفك الله عنه؛ يعني: ليس لازماً لذاته.
    مثال ذلك:
    النزول إلى السماء الدنيا، فهذا نوع وآحاد،
    نوع: لأنه لم يثبت له نظير قبل خلق السماء،
    وآحاد: لأنه يتجدد كل ليلة،
    فالأفعال نوعها قد يكون حادثاً،
    وآحادها قد تكون حادثة، لكن جنسها أزلي أبدي،
    يعني أن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
    فالنزول فعل نوعه حادث، وأفراده كل ليلة آحاد.
    كذلك الاستواء على العرش أيضاً باعتبار أصل الفعل صفة ذاتية، وباعتبار النوع فهو حادث،؛
    وذلك لأنه لم يكن إلا بعد خلق العرش، فيكون الاستواء صفة فعلية، أما أن يكون صفة آحادية فلا نستطيع أن نقول بذلك؛
    لأن الاستواء على العرش ثابت، ولا يمكن أن نقول: إن الله قد لا يستوي على العرش، لأننا ليس عندنا علم بهذا الشيء،
    بخلاف النزول إلى السماء الدنيا، فإنه لما كان مقيداً بزمن قلنا: إنه يحدث كل ليلة بالنسبة للسماء الدنيا.
    إذاً قول المؤلف رحمه الله (كذاك لا ينفك عن صفاته) يجب أن يحمل على الصفات الذاتية، والصفات الخبرية، وعلى جنس الصفات الفعلية. انتهى.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: فائدة فى الصفات الفعلية من شرح العقيدة السفارينية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    وآحادها
    قد تكون حادثة، لكن جنسها أزلي أبدي،
    لعلك تعيد النظر في مصدر النقل . فدخول ( قد ) في العبارة يفيد الاحتمال في حدوث احاد الفعل .
    و المعلوم ان ذلك يكون دائما حادثا بخلاف النوع .
    و الشيخ رحمه الله و ان كان مقصوده واضح بين في التمييز بين الاحاد و الجنس . الا ان كلمة النوع في هذه المواطن يقصد بها ما يقصد بكلمة جنس . لكن الشيخ غاير بين ذلك .

    و بارك الله فيك اخي الكريم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: فائدة فى الصفات الفعلية من شرح العقيدة السفارينية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    فدخول ( قد ) في العبارة يفيد الاحتمال في حدوث احاد الفعل .
    بارك الله فيك أخى الطيبونى
    اليك أخى الطيبونى بحث دقيق فى أنَّ قد - تفيد التحقيق من دلالة المقام
    قد" في قوله تعالى : قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ تفيد التحقيق ، لا التقليل والشك .
    قال "الشنقيطي" في "أضواء البيان" (5/ 561) :
    " وَلَفْظَةُ (قَدْ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: ( قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ) : لِلتَّحْقِيقِ .
    وَإِتْيَانُ (قَدْ) لِلتَّحْقِيقِ مَعَ الْمُضَارِعِ : كَثِيرٌ جِدًّا فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ;
    كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ) ،
    وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ الْآيَةَ ) ،
    وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) الْآيَةَ ،
    وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) الْآيَةَ"، انتهى .
    وانظر : "العذب النمير" (1/ 175).
    وقال "الطاهر ابن عاشور" :
    " وَ (قَدْ) فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لِلتَّحْقِيقِ ، أَلَا تَرَى أَهْلَ الْمَعَانِي نَظَّرُوا (هَلْ) فِي الِاسْتِفْهَامِ بـ(ِقَدْ) فِي الْخَبَرِ، فَقَالُوا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ : إِنَّ (هَلْ) لِطَلَبِ التَّصْدِيقِ؟
    فَحَرْفُ (قَد)ْ يُفِيدُ تَحْقِيقَ الْفِعْلِ، فَهِيَ مَعَ الْفِعْلِ بِمَنْزِلَةِ (إِنَّ) مَعَ الْأَسْمَاءِ.
    وَلِذَلِكَ قَالَ الْخَلِيلُ : إِنَّهَا جَوَابٌ لِقَوْمٍ يَنْتَظِرُونَ الْخَبَرَ ، وَلَوْ أَخْبَرُوهُمْ لَا يَنْتَظِرُونَهُ ، لَمْ يَقُلْ قَدْ فَعَلَ كَذَا اهـ.
    وَلَمَّا كَانَ عِلْمُ اللَّهِ بِذَلِكَ ، مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيهِ النَّبِيءُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَحْتَاجَ لِتَحْقِيقِ الْخَبَرِ بِهِ ، كَانَ الْخَبَرُ بِهِ مَعَ تَأْكِيدِهِ ، مُسْتَعْمَلًا فِي لَازِمِهِ عَلَى وَجْهِ الْكِنَايَةِ ، لِدَفْعِ الِاسْتِبْطَاءِ عَنْهُ ، وَأَنْ يطمئنه ، لِأَن النَّبِي كَانَ حَرِيصًا عَلَى حُصُولِهِ .
    وَيَلْزَمُ ذَلِكَ الْوَعْدُ بِحُصُولِهِ فَتحصل كنايتان مترتبان.
    وَجِيءَ بِالْمُضَارِعِ مَعَ (قَدْ) لِلدَّلَالَةِ عَلَى التَّجَدُّدِ ، وَالْمَقْصُودُ تَجَدُّدُ لَازِمِهِ ، لِيَكُونَ تَأْكِيدًا لِذَلِكَ اللَّازِمِ ، وَهُوَ الْوَعْدُ .
    فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ غَلَبَ عَلَى (قَدِ) الدَّاخِلَةِ عَلَى الْمُضَارِعِ : أَنْ تَكُونَ لِلتَّكْثِيرِ، مِثْلَ رُبَّمَا يَفْعَلُ.
    قَالَ عُبَيْدُ بْنُ الْأَبْرَصِ:
    قَدْ أَتْرُكُ الْقِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ ... كأنّ أثوابه مُجَّت بفِرْصادِ
    وَسَتَجِيءُ زِيَادَةُ بَيَانٍ لِهَذَا عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) [الْأَنْعَام: 33] فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ".
    وقال: " وَ(قد): تَحْقِيقٌ لِلْخَبَرِ الْفِعْلِيِّ، فَهُوَ فِي تَحْقِيقِ الْجُمْلَةِ الْفِعْلِيَّةِ، بِمَنْزِلَةِ (إِنَّ) فِي تَحْقِيقِ الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ.
    فَحَرْفُ (قَدْ): مُخْتَصٌّ بِالدُّخُولِ عَلَى الْأَفْعَالِ الْمُتَصَرِّفَة ِ الْخَبَرِيَّةِ الْمُثْبَتَةِ، الْمُجَرَّدَةِ مَنْ نَاصِبٍ وَجَازِمٍ وَحَرْفِ تَنْفِيسٍ، وَمَعْنَى التَّحْقِيقِ مُلَازِمٌ لَهُ.
    وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ كَذَلِكَ ، سَوَاءٌ كَانَ مَدْخُولُهَا مَاضِيًا ، أَوْ مُضَارِعًا، وَلَا يَخْتَلِفُ مَعْنَى قَدْ بِالنِّسْبَةِ لِلْفِعْلَيْنِ.
    وَقَدْ شَاعَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّحْوِيِّينَ أَنَّ (قَدْ) إِذَا دَخَلَ عَلَى الْمُضَارِعِ أَفَادَ تَقْلِيلَ حُصُولِ الْفِعْلِ.
    وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، وَمِنْ ظَاهِرِ كَلَامِ الْكَشَّافِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ.
    وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ كَلَامَ سِيبَوَيْهِ لَا يَدُلُّ إِلَّا عَلَى أَنَّ (قَدْ) يُسْتَعْمَلُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى التَّقْلِيل،ِ لَكِنْ بِالْقَرِينَةِ وَلَيْسَتْ بِدَلَالَةٍ أَصْلِيَّةٍ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتُهُ مِنْ كَلَامِهِمْ، وَهُوَ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ عِنْدِي.
    وَلِذَلِكَ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ دُخُولِ قَدْ عَلَى فِعْلِ الْمُضِيِّ، وَدُخُولِهِ عَلَى الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ فِي إِفَادَةِ تَحْقِيقِ الْحُصُولِ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ ُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ) فِي سُورَةِ النُّورِ [64] .
    فَالتَّحْقِيقُ يُعْتَبَرُ فِي الزَّمَنِ الْمَاضِي إِنْ كَانَ الْفِعْلُ الَّذِي بَعْدَ قَدْ فِعْلَ مُضِيٍّ، وَفِي زَمَنِ الْحَالِ أَوِ الِاسْتِقْبَالِ إِنْ كَانَ الْفِعْلُ بَعْدَ (قَدْ) فِعْلًا مُضَارِعًا.
    مَعَ مَا يُضَمُّ إِلَى التَّحْقِيقِ مِنْ دَلَالَةِ الْمَقَامِ، مِثْلَ تَقْرِيبِ زَمَنِ الْمَاضِي مِنَ الْحَالِ فِي نَحْوِ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. وَهُوَ كِنَايَةٌ تَنْشَأُ عَنِ التَّعَرُّضِ لِتَحْقِيقِ فِعْلٍ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَشُكَّ السَّامِعُ فِي أَنَّهُ يَقَعُ.
    وَمِثْلَ إِفَادَةِ التَّكْثِيرِ مَعَ الْمُضَارِعِ، تَبَعًا لِمَا يَقْتَضِيهِ الْمُضَارِعُ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى التَّجَدُّدِ، كَالْبَيْتِ الَّذِي نَسَبَهُ سِيبَوَيْهِ لِلْهُذَلِيِّ، وَحَقَّقَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَنَّهُ لِعَبِيدِ بْنِ الْأَبْرَصِ، وَهُوَ:
    قَدْ أَتْرُكُ الْقِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ ... كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
    وَبَيْتُ زُهَيْرٍ:
    أَخَا ثِقَةٍ لَا تُهْلِكُ الْخَمْرُ مَالَهُ ... وَلَكِنَّهُ قَدْ يُهْلِكُ الْمَالَ نَائِلُهُ
    وَإِفَادَةُ اسْتِحْضَارِ الصُّورَةِ، كَقَوْلِ كَعْبٍ:
    لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ بِهِ ... أَرَى وَأَسْمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ
    لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ ... مِنَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَنْوِيلُ
    أَرَادَ تَحْقِيقَ حُضُورِهِ لَدَى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَعَ اسْتِحْضَارِ تِلْكَ الْحَالَةِ الْعَجِيبَةِ مِنَ الْوَجَلِ الْمَشُوبِ بِالرَّجَاءِ.
    وَالتَّحْقِيقُ : أَنَّ كَلَامَ سِيبَوَيْهِ بَرِيءٌ مِمَّا حَمَّلُوهُ، وَمَا نَشَأَ اضْطِرَابُ كَلَامِ النُّحَاةِ فِيهِ إِلَّا مِنْ فَهْمِ ابْنِ مَالِكٍ لِكَلَامِ سِيبَوَيْهِ. وَقَدْ رَدَّهُ عَلَيْهِ أَبُو حَيَّانَ رَدًّا وَجِيهًا.
    فَمَعْنَى الْآيَةِ : عَلِمْنَا بِأَنَّ الَّذِي يَقُولُونَهُ يُحْزِنُكَ ، مُحَقَّقًا ؛ فَتَصْبِرُ.
    وَقَدْ تَقَدَّمَ لِي كَلَامٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ) [144] ، فَكَانَ فِيهِ إِجْمَالٌ ، وَأَحَلْتُ عَلَى تَفْسِيرِ آيَةِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ، فَهَذَا الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ رَأْيِي"، انتهى .
    انظر "التحرير والتنوير" (2/ 26 - 27)، (7/ 196 - 197).
    وانظر في المسألة ، "الزيادة والإحسان" لابن عقيلة : (8/ 119 - 121)، "شرح التسهيل" لابن مالك: (1/ 29).

    المصدر الاسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •