قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
دعاء الإنسان لنفسه عند القبر فهذا إذا قصده الإنسان فهو من البدع أيضاً؛ لأنه لا يخصص مكان للدعاء، إلا إذا ورد به النص، وإذا لم يرد به النص، ولم تأت به السنة، فإنه – أعني تخصيص مكان لدعاء – أيًّا كان ذلك المكان يكون تخصيصة بدعة " انتهى."مجموع فتاوى ابن عثيمين" (17/228) .
قال الشيخ خالد السبت
، يدعوا لأهل القبور ، ولكن لا يتخذ المقابر موضعاً للدعاء لنفسه؛
لأن ذلك ليس من المواطن التي يتحرى فيها الدعاء،
**
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
الزيارة الشرعية " فهي من جنس الصلاة على الميت :
يقصد بها الدعاء للميت كما يقصد بالصلاة عليه كما قال الله في حق المنافقين :
{
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره }
فلما نهى عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم :
دل ذلك بطريق مفهوم الخطاب وعلة الحكم أن ذلك مشروع في حق المؤمنين .
والقيام على قبره بعد الدفن هو من جنس الصلاة عليه قبل الدفن يراد به الدعاء له .
وهذا هو الذي مضت به السنة واستحبه السلف عند زيارة قبور الأنبياء والصالحين
وقال رحمه الله
من المعلوم بالاضطرار أن الدعاء عند القبور لو كان أفضل من الدعاء عند غيرها وهو أحب إلى الله وأجوب :
لكان السلف أعلم بذلك من الخلف "
وكانوا أسرع إليه .
فإنهم كانوا أعلم بما يحبه الله ويرضاه وأسبق إلى طاعته ورضاه ولكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين ذلك ويرغب فيه ;
فإنه أمر بكل معروف ونهى عن كل منكر وما ترك شيئا يقرب إلى الجنة إلا وقد حدث أمته به ولا شيئا يبعد عن النار إلا وقد حذر أمته منه وقد ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا ينزوي عنها بعده إلا هالك
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه:
قول القائل:
إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين ـ
قول ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قاله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان
ولا أحد من أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في الدين ـ
كمالك والثوري والأوزاعي والليث بن سعد وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيدة ـ ولا مشايخهم الذين يقتدي بهم ـ كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني وأمثالهم ـ
ولم يكن في الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول: إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين ـ لا مطلقًا ولا معينًا ـ ولا فيهم من قال:
إن دعاء الإنسان عند قبور الأنبياء والصالحين أفضل من دعائه في غير تلك البقعة
ولا أن الصلاة في تلك البقعة أفضل من الصلاة في غيرها،
ولا فيهم من كان يتحرى الدعاء ولا الصلاة عند هذه القبور،
*****

وذكر بعضهم استنباطا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم”
بأن الشريعة جاءت بالدعاء للميت عند زيارة المقابر،
و الدعاء للنفس جاء تبعًا،
والأصل الدعاء للميت،
فمن تقصد الدعاء للنفس عند القبر فقد وقع في البدعة؛
والسبب في ذلك أنه قد جعل المتبوع مقصودًا.