قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ثلاث هن راجعات إلى أهلها: المكر، والنكث، والبغي
ثم تلا:(ولا يَحِيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلَّا بأَهْلِه)وقوله: (فَمنْ نَكثَ فإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِه)وقوله: (إنَّما بَغْيُكُمْ على أنْفُسِكُمْ)
ماصحة هذا الأثر؟
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ثلاث هن راجعات إلى أهلها: المكر، والنكث، والبغي
ثم تلا:(ولا يَحِيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلَّا بأَهْلِه)وقوله: (فَمنْ نَكثَ فإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِه)وقوله: (إنَّما بَغْيُكُمْ على أنْفُسِكُمْ)
ماصحة هذا الأثر؟
إنما يروى هذا من حديث أنس مرفوعا فيما خرجه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه [٢٢٣]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَابْنُ صُبَيْحٍ، قَالَا:
نَا النَّضْرُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" ثَلَاثٌ هُنَّ رَاجِعٌ عَلَى أَهْلِهَا: الْمَكْرُ، وَالْبَغْي، وَالنَّكْثُ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: ٢٣] الْآيَةَ". اهـ.
وهذا إسناد منقطع باطل، لم يدرك النضر بن هشام من يروي عن التابعين.
وله شاهد فيما خرج ابن أبي عمر العدني في مسنده كما في المطالب، فقال:
ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْكُوفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ " نَهَى رَجُلا عَنْ ثَلَاثٍ وَأَوْصَاهُ بِثَلَاثٍ، فَأَمَّا الَّتي نَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ:
" لَا تَنْقُضْ عَهْدًا، وَلَا تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ، وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَإِيَّاكَ وَمَكْرَ السَّيِّيءِ، فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّيءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، وَلَهُنَّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى طَالِبٌ "،
وَأَمَّا الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا: " أَنْ تَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ "،
ثُمَّ قَرَأَ سُفْيَانُ:{لَئِن ْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }. اهـ.
ويروى من قول بعض القصاص فيما خرجه سعيد بن منصور في سننه [1057]، فقال: نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: " إِنِّي لَفِي مَسْجِدِ مِنًى إِذَا قَاصٌّ يَقُصُّ، فَقَالَ لِي رَجَاءٌ: احْفَظْ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ، فَإِذَا الْقَاصُّ يَقُولُ:
ثَلاثٌ خِلالٌ هِيَ عَلَى مَنْ عَمِلَ بِهِنَّ: الْمَكْرُ، وَالْبَغْيُ، وَالنَّكْثُ،
قَالَ اللَّهُ:{يَأَيُّ هَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}،{و َلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}،{ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}،
ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ثَلاثُ خِلالٍ لا يُعَذِّبُكُمُ اللَّهُ مَا عَمِلْتُمْ بِهِنَّ: الشُّكْرُ لِلَّهِ، وَالدُّعَاءُ، وَالاسْتِغْفَار ُ، ثُمَّ قَالَ:
"{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}،{قُ لْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ}،{وَ مَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }". اهـ.
وروي عن مكحول فيما عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.