تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    معنى شهادة أن لا إله إلا الله : نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى ، وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له ، قال الله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
    فـ ( لا إله ) تنفي جميع ما يعبد من دون الله و ( إلا الله ) تثبت جميع أنواع العبادة لله وحده .
    فمعناها : لا معبود حقٌّ إلا الله .
    فكما أن الله تعالى ليس له شريك في ملكه ؛ فكذلك لا شريك له في عبادته سبحانه .
    قال ابن عثيمين رحمه الله
    كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" مكونة من نفي وإثبات، هما ركناها:
    النفي: (لا إله)، والإثبات: (إلا الله)،
    والنفي المحض ليس بتوحيد،
    وكذلك الإثبات المحض،
    فلا بد من الجمع بينهما؛ حتى يتحقق التوحيد وينتفي الشرك،
    فدلالة هذه الكلمة العظيمة على إثبات الإلهية لله وحده، أعظم من دلالة قولنا: الله إله؛ لأن النفي والإثبات يجعل الشيء المقصود محصورًا بما ذُكر فقط، ولا يعدوه إلى غيره، فالمقصود أن يكون التأله لله جل وعلا وحده لا شريك له
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    وهذه الكلمة العظيمة لا تنفع قائلها ولا تخرجه من دائرة الشرك إلا إذا عرف معناها وعمل به وصدق به. وقد كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار لأنهم لم يؤمنوا بها ولم يعملوا بها.
    وهكذا اليهود تقولها وهم من أكفر الناس -لعدم إيمانهم بها- وهكذا عباد القبور والأولياء من كفار هذه الأمة يقولونها وهم يخالفونها بأقوالهم وأفعالهم وعقيدتهم، فلا تنفعهم ولا يكونون بقولها مسلمين لأنهم ناقضوها بأقوالهم وأعمالهم وعقائدهم.
    قال ابن القيم:
    وطريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات، فينفي عبادة ما سوى الله ويثبت عبادته، وهذا هو حقيقة التوحيد، والنفي المحض ليس بتوحيد، وكذلك الإثبات بدون النفي، فلا يكون التوحيد إلا متضمنا للنفي والإثبات. اهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    لا اله الا الله معناها( لا معبود بحق إلا الله).
    معنى هذه الكلمة العظيمة - شهادة أن لا إله إلا الله - (لا معبود) يستحق العبادة
    (بحق)، وهذا يتضمن أن كل المعبودات من دون الله عز وجل هي معبودات باطلة؛
    لأنها معبودة بغير حق، فليس لها من حق الألوهية شيء،
    (إلا الله) دون كل من سواه، وهذا يتضمن إثبات العبادة لله عز وجل وحده
    قال الشيخ صالح آل الشيخ:
    لا إله إلا الله معناها لا معبود حق أو بحق إلا الله،
    معنى ذلك أن كل المعبودات إنما عبدت بغير الحق،
    قال جل وعلا:
    ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ .
    ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق، قال: لا إله لا إله بحق، لا معبود بحق، لكن ثم معبودات بغير الحق، ثم معبودات بالباطل، ثم معبودات بالبغي، بالظلم والعدوان،
    لكن المعبود بحق ينفي عن جميع الآلهة إلا الله جل وعلا، فإنه هو وحده المعبود بحق. انتهى.
    قال ابن عثيمين رحمه الله‏:‏ لا معبود حق إلا الله ، هذه الجملة مشتملة على نفي وإثبات،
    أما النفي فهو ‏"‏ لا إله ‏"
    ‏ وأما الإثبات ففي ‏"‏ إلا الله ‏"‏ والله ‏"‏ لفظ الجلالة ‏"‏ بدل من خبر ‏"‏ لا ‏"‏ المحذوف
    ، والتقدير ‏"‏ لا إله حق إلا الله ‏"‏ فهو إقرار باللسان بعد أن آمن به القلب بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل
    وهذا يتضمن إخلاص العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سواه‏.‏
    وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة ‏"‏ حق ‏"‏ يتبين الجواب عن الإشكال الذي يورده كثير من الناس وهو ‏:‏ كيف تقولون لا إله إلا الله مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله تعالى آلهة وسماها عابدها آلهة
    قال الله تبارك وتعالى ‏:‏ ‏
    {‏فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ‏}.
    ‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ‏}‏ ‏.‏
    وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ‏}‏ ‏.‏
    وقوله ‏:‏ ‏{‏لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا‏}‏ ‏.‏
    فكيف يمكن أن نقول ‏:‏ لا إله إلا الله مع ثبوت الألوهية لغير الله عز وجل‏؟‏
    وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله عز وجل والرسل يقولون لأقوامهم‏:‏ ‏{‏اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ‏}‏‏؟
    والجواب على هذا الإشكال يتبين بتقدير الخبر في لا إله إلا الله
    فنقول ‏:‏
    هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة، لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة
    وليس لها من حق الألوهية شيء، ويدل لذلك قوله تعالى‏:‏ ‏
    {‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ‏}‏.
    ويدل لذلك أيضاً قوله تعالى ‏:‏ ‏
    {‏أَفَرَأَيْتُم ُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ‏}‏. وقوله تعالى عن يوسف، عليه الصلاة والسلام‏:‏
    ‏{‏مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ‏}‏ ‏.‏
    إذاً فمعنى ‏"‏ لا إله إلا الله ‏"‏ لا معبود حق إلا الله عز وجل،
    فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدها ليست حقيقية، أي ألوهية باطلة، بل الألوهية الحق هي ألوهية الله عز وجل‏.‏



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    قال الشيخ صالح آل الشيخ في إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل:
    وفي قوله (وَلا إلهَ غَيْرُهُ) مسائل:
    أنَّ هذه الكلمة هي معنى كلمة؛ أو هي مطابقة لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
    وكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) معناها (لا إلهَ غَيْرُهُ).
    والإله في كلمة التوحيد وفي قوله (لا إلهَ غَيْرُهُ) هذا دخل عليه النفي.
    فالمَنْفِيُّ جنس الآلهة التي تستحق العبادة، والله ليس داخلا في هذا النفي -كما سيأتي بيانه في إعراب كلمة التوحيد-.
    وكلمة (إلا الله) موافقة لـ(غَيْرُهُ)؛ لأن الغَيرِيَّةْ:
    ربما كانت غيرية في الذوات كقولك: ما دخل رجل غيرُ زيد، فهنا ذات الرجال غير ذات زيد.
    أو في الصفات كقولهم: جاءكم بوجه غير الذي ذهب به.
    الوجه من حيث هو واحد لكن من حيث الصفة اختلف.
    فإذن الغَيرِيَّةْ قد ترجع إلى غيرية الذات، وقد ترجع إلى غيرية الصفات.
    وفي النفي (لا إله إلا الله)هنا الإله المنفي هو جنس الآلهة التي تستحق العبادة.
    * و(إلا الله) ليس هذا مُخْرَجاً من الآلهة؛ لأنه لم يدخل أصلاً فيها حتى يخرج منها لأن النفي راجع إلى الآلهة الباطلة.
    المسألة الثانية:
    أنَّ قوله (لا إلهَ غَيْرُهُ) مشتمل على كلمة (إله) وكلمة (الإله) هذه اختلف الناس في تفسيره.
    فالتفسير الأول لها: أنّ الإله هو الرب، وهو القادر على الاختراع، أو هو المستغني عمَّا سواه، المفتقر إلى كل ما عداه.
    وهذا قول أهل الكلام، في أنّ الإله هو الرب؛ يعني هو الذي يَقْدِرُ على الخَلْقِ والاختراع والإبداع، وهو الذي يستغني عمَّا سواه وكل شيء يفتقر إله.
    كما ذكرنا إليكم مرارا عبارة صاحب السَّنوسية وعبارة أهل الكلام في ذلك.
    وهذا التفسير بكون الإله هو القادر على الاختراع وهو الرب لأهل الكلام، من أجله صار الافتراق العظيم في فهم معنى كلمة التوحيد وتوحيد العبادة وفي فهم الصفات وفي تحديد أول واجب على العباد.
    التفسير الثاني لها: نأتي للجملة هذه وأنّ الإله، إله ( فِعَالْ ) بمعنى مَفْعُولْ يعني مَأْلُوهْ.
    سُمِّيَ إلهً لأنه مألوهٌ.
    والمألُوهُ مفعول من المصدر وهو الإلهَةْ.
    والإلهة مصدر أَلَهَ يَأْلَهُ إِلَهَةً وأُلُوهَةً إذا عَبَدَ مع الحب والذل والرضا.
    فإذاً صارت كلمة الإله هي المعبود، والإلهة والألوهية هي العبودية إذا كانت مع المحبة والرضا.
    فصار معنى الإله إذاً هو الذي يُعْبَدُ مع المحبة والرضا والذل.
    وهذا التفسير هو الذي تقتضيه اللغة؛ وذلك لأنَّ كلمة (إله) هذه لها اشتقاقها الراجع إلى المصدر إلهة، الذي جاء في قراءة ابن عباس في سورة الأعراف ﴿وَيَذَرَكَ وَإِلَهَتَك﴾[الأعراف:127] يعني ويذرك وعبادتك، وأما مجيؤُها في اللغة فهو كقول الشاعر كما ذكرنا لكم مرارا:
    لله درّ الغانيات المـُــدّهِ سبّحن واسترجعن من تألهِ
    يعني من عبادتي.
    فالإله هو المعبود، ولا يصح أن يفسَّر الإله بمعنى الرب مطلقاً.
    لأنَّ الخصومة وقعت بين الأنبياء وأقوامهم، بين المرسلين وأقوامهم في العبودية لا في الربوبية.
    فالمشركون أثبتوا آلهة وعبدوهم، كما قال  ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا(81)كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾[مريم:81-82]، وكقوله ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾[ص:5] يعني أَجَعَلَ المعبودات معبوداً واحداً.
    وهذا يدلك على أنَّ هذا النفي في قوله (وَلا إلهَ غَيْرُهُ) راجعٌ إلى نفي العبادة.
    وهذا القول الثاني هو قول أهل السنة وقول أهل اللغة وقول أهل العلم من غير أهل البدع جميعاً، وهو المنعقد عليه الإجماع قبل خروج أهل البدع في تفسير معنى الإله.
    وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) يعني لا معبود بحق إلا الله جل جلاله.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    قال الشيخ صالح آل الشيخ في
    (لا إله إلا الله) ما معناها؟
    معناها: لا معبود حق إلا الله .
    وكما هو معلوم الخبر في قوله (لا)، خبر (لا) النافية للجنس محذوف (لا إله)، ثم قال (إلا الله).
    وحذْفُ الخبر؛ خبر (لا) النافية للجنس شائع كثير في لغة العرب كقول النبي (لاَ عَدْوىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ صَفَرَ، وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ) فالخبر كله محذوف.
    وخبر (لا) النافية للجنس يحذف كثيرا وبشيوعٍ إذا كان معلوما لدى السامع، كما قال ابن مالك في الألفية في البيت المشهور: وشاع في ذا الباب –يعني باب لا النافية للجنس-:
    وَشَاعَ فِي ذَا الْبَابِ إِسْقَاطُ الخَبَر إِذَا الْمُرَادُ مَعْ سُقُوطِهِ ظَهَــر
    فإذا ظهر المراد مع السقوط جاز الإسقاط.
    وسبب الإسقاط؛ إسقاط كلمة (حق)، (لا إله حق إلا الله) أنّ المشركين لم ينازعوا في وجود إله مع الله ، وإنما نازعوا في أحقِّيةِ الله بالعبادة دون غيره، وأنّ غيره لا يستحق العبادة.
    فالنزاع لمَّا كان في الثاني دون الأول؛ يعني لمَّا كان في الاستحقاق دون الوجود، جاء هذا النفي بحذف الخبر لأن المراد مع سقوطه ظاهر وهو نفي الأحقية.
    في (لا إله) صار الخبر راجعاً أو صار الخبر تقديره حق كما قال تعالى ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾[الحج:92]، وفي الآية الأخرى قال  ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ﴾[لقمان:30]، فلما قال سبحانه ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ قرن بين أحقّية الله للعبادة وبطلان عبادة ما سواه، دلّ على أن المراد في كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) هو نفي استحقاق العبادة لأحد غير الله .
    فإذاً صار تقدير الخبر بكلمة (حق) صوابا من جهتين:
    الجهة الأولى: أنّ النّزاع بين المشركين وبين الرسل كان في استحقاق العبادة لهذه الآلهة، ولم يكن في وجود الآلهة.
    الجهة الثانية: أنّ الآية بل الآيات دلت على بطلان عبادة غير الله وعلى أحقية الله  بالعبادة دون ما سواه.
    إذا تقرر ذلك فكما ذَكَرْتُ لك الخبر مقدر بكلمة (حق)؛ (لا إله حق).
    و(لا) نافية للجنس، فنفت جنس استحقاق الآلهة للعبادة.
    نفت جنس المعبودات الحقّة، فلا يوجد على الأرض ولا في السماء معبود عَبَدَهُ المشركون حق، ولكن المعبود الحق هو الله وحده وهو الذي عبده أهل التوحيد.
    وتقدير الخبر بـ(حق) كما ذكرنا لك هو المتعين خلافا لما عليه أهل الكلام المذموم، حيث قدروا الخبر بـ(موجود) أو بشبه الجملة بقولهم (في الوجود) (لا إله في الوجود) أو (لا إله موجود).
    وهذا منهم ليس من جهة الغلط النحوي، ولكن من جهة عدم فهمهم لمعنى (الإله) لأنهم فهموا من معنى (الإله) الرب، فنفوا وجود رب مع الله ، وجعلوا آية الأنبياء دليلا على ذلك وهي قوله ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[الأنبياء:22]، وكقوله في آية الإسراء ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾[الإسراء:42]، ففسروا آية الأنبياء وآية الإسراء بالأرباب؛ بالرب، ولكن هي في الآلهة كما هو ظاهر لفظها.
    إذا تقرر ذلك فنقول: إن عبادة غير الله إنما هي بالبغي والظلم والعدوان والتعدي لا بالأحقية.

    إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل:

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    إعراب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).

    (لا) نافية للجنس.
    (إله) هو اسمها مبني على الفتح.
    و(لا) النافية للجنس مع اسمها: في محل رفع مبتدأ.
    وحق: هو الخبر؛ وحق المحذوف هو خبر، والعامل فيه هو الابتداء أو العامل فيه (لا) النافية للجنس على الاختلاف بين النحويين في العمل.
    و(إلا الله)
    (إلا) استثناء؛ أداة استثناء.
    (الله) مرفوع، وهو بدل من الخبر، لا من المبتدأ؛ لأنه لم يدخل في الآلهة حتى يُخرَج منها؛ لأن المنفي هي الآلهة الباطلة، فلا يَدخل فيها -كما يقوله من لم يفهم- حتى يكون بدلا من اسم لا النافية للجنس، بل هو بدل من الخبر.
    وكون الخبر مرفوعا والاسم هذا مرفوعا، يُبيِّنُ ذلك أن التابع مع المتبوع في الإعراب والنفي والإثبات واحد.
    وهنا تَنْتَبِهْ إلى أن الخبر لما قُدِّرَ بـ(حق) صار المُثبَتْ هو استحقاق الله للعبادة.
    ومعلوم أنّ الإثبات بعد النفي أعظم دلالة في الإثبات من إثباتٍ مجرد بلا نفي.
    ولهذا صار قوله (لا إله إلا الله) وقول (لا إله غير الله) هذا أبلغ في الإثبات من قول: الله إله واحد، لأن هذا قد ينفي التقسيم و لكن لا ينفي استحقاق غيره للعبادة.
    ولهذا صار قوله ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾[البقرة:163]، وقول القائل (لا إله إلا الله) بل قوله تعالى ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾[الصافات:35] جمعت بين النفي والإثبات، وهذا يسمى الحصر والقصر، ففي الآية حصر وقصر.
    وبعض أهل العلم يعبر عنها بالاستثناء المفرّغ وهذا ليس بجيد، بل الصواب فيها أن يقال هذا حصر وقصر، فجاءت (لا) نافية وجاءت (إلا) مثبتة ليكون ثَمَّ حصرٌ وقصرٌ لاستحقاق العبادة في الله  دون غيره.
    وهذا عند علماء المعاني في البلاغة يفيد الحصر والقصر والتخصيص، يعني أنَّهُ فيه لا في غيره.
    وهذا أعظم دلالة فيما اشتمل عليه النفي والإثبات.


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    إعراب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).

    https://majles.alukah.net/t170985/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    هذه الكلمة هي كلمة التوحيد ولها ركنان :

    النفي - والإثبات
    النفي المستفاد من قوله لا إله ، والإثبات المستفاد من قوله إلا الله.
    النفي نفي استحقاق العبادة عن كل أحد ، وإثبات استحقاق العبادة لله جل وعلا .
    فركنا هذه الكلمة النفي والإثبات .
    فمن نفى ولم يثبت لم يكن قد أتى بهذه الشهادة بهذه الكلمة على صحتها إذ أتى بركنٍ ولم يأتي بالثاني .
    وكذلك من أثبت ولم ينف ، فإنه لم يأتي بما دلت عليه هذه الشهادة .
    فلا بد أن يجتمع في حق الشاهد أنه ينفي استحقاق العبادة عن أحدٍ ، ويثبت استحقاق العبادة لله جل وعلا وحده دون ما سواه .
    والمشركون كانوا يثبتون ولا ينفون .
    يقولون إن الله جل جلاله مستحقٌ للعبادة ، فهو مستحقٌ لأن يُعبد ، لكنهم لا ينفون ، ولهذا لما قال النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ لما قال لأبي طالب قل كلمة أحاج لك بها عند الله فأبى أن يقول ، فقال للمشركين ذلك ، فقالوا نقول عشر كلمات ، فلما قال لهم قولوا لا إله إلا الله أبوا ذلك لأنهم يعلمون أنه لا يصلح الإقرار بهذه الكلمة إلابالجمع بين بالنفي والإثبات وهم إنما يثبتون لله جل وعلا أنه معبود وأنه يُعبد لكن ينفون كونه جل وعلا أحداً في استحقاقه العبادة
    قال سبحانه ?إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ {35} وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ? وقال جل وعلا في سورة ص مخبراً عن قولهم ?أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً?
    وهذا هو الذي صنعه المشركون فيما بعدهم من مشركي هذه الأمة فإنهم أتوا بركنٍ من ركني كلمة التوحيد ألا وهو الإثبات .
    قالوا إن الله جل جلاله مستحقٌ للعبادة لكن قالوا يمكن أن يكون معه من يستحق شيئاً من أنواع العبادة لكن لا على وجه الأصالة ولكن على وجه الواسطة.
    وهذا من الأمور المهمة التي ينبغي العناية بها ، وهي أنَ كلمة التوحيد لها ركنان :
    - ركن النفي- وركن الإثبات
    أما معناها فإن معنى الإله في قوله لا إله هو المعبود عن محبةٍ وتعظيم .
    لأن مادة أَلَهَ في اللغة التي جاء ت والتي جاء بها القرآن معناها العبادة .
    ألهَ بمعنى عَبَدَ مع المحبة والتعظيم و الأُلُوهة العبادة مع المحبة والتعظيم .
    فـ الإله هو المعبود مع المحبة والتعظيم .
    ويدل له من قول العرب قول الشاعر في رجزه المشهور :
    لله دَرُّ الغانيات المُدَّهي ...سبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ من تَأَلُّهِ
    يعني من عبادة وعليه قراءة ابن عباس في آية الأعراف في قوله تعالى (ويذرك وإلهتك) يعني وعبادتك .
    فإذن معنى الإلهة و الألوهة في كلام العرب العبادة مع المحبة والتعظيم .
    وهذا ينبئ ويثبت أن قول الأشاعرة والماتريدية والمتكلمين في معنى الإله أنه قولٌ باطل حيث انهم قالوا إن معنى الإله هو القادر على الاختراع .
    الإله عند المتكلمين ومن حذا حذوهم ونحا نحوهم من الأشاعرة والماتريدية ونحوهم يقولون الإله هو القادر على الاختراع .
    وهذا هو معنى الرب وأما الإله فليس فيه معنى الخلق ولا القدرة على الخلق ولا القدرة على الاختراع وإنما فيه معنى العبادة .
    ويقول آخرون من الأشاعرة والماتريدية ونحوهم إن الإله هو المستغني عما سواه المفتقر إليه ما عداه كما قالها السنوسي في عقيدته المشهورة التي يسميها أصحابها أم البراهين يقول فيها ما نصه :
    يقول (فالإله هو المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه ، فمعنى لا إله إلا الله ..... لا مستغنياً عما سواه ولا مفتقراً إليه كل ما عداه إلا الله) .
    ففسر الألوهية بالربوبية ، وهذا من مناهج المتكلمين ومن عقيدة أهل الكلام إذ أنهم يفسرون الإله بالرب.
    يفسرون الألوهية بالربوبية ، وعلى هذا - عندهم - من اتخذ مع الله جل وعلا إلهاً آخر يعبده يرجوه يخافه يدعوه يستغيث به ينذر له يذبح له فإنه لا يكفر بذلك عندهم - لأنه لم يخالف ما دلت عليه كلمة التوحيد إذا كان معتقداً - عندهم - بأن الله جل وعلا هو المتفرد وحده بالقدرة على الاختراع وبالاستغناء عما سواه وبافتقار كل شيء إليه جل وعلا .
    فإذن معنى لا إله ليس معناها الربوبية ، وإنما معناها لا معبود ، وخبر لا النافية للجنس محذوف .
    والعرب تحذف خبر لا النافية للجنس إذا كان المراد مع حذفه ظاهراً واضحاً لا إشكال فيه .
    وهذا على ما قال ابن مالك - رحمه الله - في الألفية يقول :
    وشاع في ذا الباب (يعني باب لا النافية للجنس) :
    وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر ....إذا المراد مع سقوطه ظهر
    وهنا في قوله لا إله إلا الله ، ما خبر لا ؟
    لم يُذكر لأنه معروف .
    لأن المعركة بين الرسول صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ومن بُعِثَ إليهم كانت معروفة أنها لم تكن في نفي آلهة موجودة ، وإنما كانت في نفي استحقاق شيء من هذه الآلهة للعبادة .
    ولهذا قَدَّرَ أهل العلم الخبر المحذوف بأنه كلمة حق .
    لا إله حقٌ إلا الله ، أو لا معبود بحقٍّ إلا الله .
    ومعنى ذلك أن كل معبودٍ سوى الله جل وعلا فإنه معبودٌ بغير الحقِّ ، معبود بالباطل بالبغي بالظلم بالعدوان ليس بحق ، وإنما المعبود بحق هو الله جل وعلا .
    ثم قال إلا الله و إلا هذه إما أن تكون أداة حصر ، وإما أن تكون أداة استثناء ملغاة .
    ولفظ الجلالة بعدها بدل من لا مع اسمها لأنه في محل رفع بالابتداء .
    تحقيق لا إله إلا الله بألا يعبد إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله وشهد بها يحققها إذا لم يعبد إلا الله جل وعلا .
    لم يتوجه بشيءٍ من أنواع العبادة إلا إلى الله جل وعلا .
    لهذا نقول تحقيق الشهادتين يكون بتحقيق لا إله إلا الله محمد رسول الله :
    - وتحقيق الأولى بألا تعبد إلا الله جل وعلا .
    - وتحقيق الثانية بألا يُعبَد الله إلا بما شرعه رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
    [ شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح ال الشيخ]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: معنى شهادة أن لا إله إلا الله

    توحيد الله وإفراده بالعبادة من أجلّ النعم وأفضلها على الإطلاق،
    وفضائله وثمراته لا تعد ولا تحد،
    ففضائل التوحيد تجمع خيري الدنيا والآخرة،
    ومن تلك الفضائل ما يلي:
    - أنه أعظم نعمة أنعمها الله تعالى على عباده حيث هداهم إليه، كما جاء في سورة النحل التي تسمى سورة النعم، فالله عزّ وجلّ قدّم نعمة التوحيد على كل نعمة فقال في أول سورة النحل: { ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاتَّقُون } [النحل: 2].
    - أنه الغاية من خلق الجن والإنس، قال تعالى: { وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون } [الذاريات: 56].
    - أنه الغاية من إنزال الكتب ومنها القرآن، قال تعالى فيه: { الر . كتابٌ أحكمت آياته ثُمَّ فصلت من لَّدن حكيمٍ خبير . ألا تعبدوا إلا الله إنِّي لكم منه نذيرٌ وبشير } [هود:1، 2].
    - ومن فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما كما في قصة يونس عليه السلام.
    - ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار، إن كان في القلب منه أدنى مثقال حبة من خردل.
    - أنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية كما في حديث عتبان في الصحيحين.
    - أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } [الأنعام: 82].
    - انه السبب الأعظم لنيل رضا الله تبارك وتعالى وثوابه.
    - أنه أسعد الناس بشفاعة رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه.
    - ومن أعظم فضائله: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها- على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
    - ومن فضائله أنه يسهل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، ويسليه عند المصيبات، فالمخلص لله تبارك وتعالى في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات، لما يرجوه من ثواب ربه سبحانه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وأليم عقابه.
    - ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله تعالى لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
    - ومنها أن يخفف على العبد المكاره ويهون عليه الألم، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان، يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح وبنفس مطمئنة ورضا بأقدار الله تعالى المؤلمة.
    - ومن أعظم فضائله أنه يحرر العبد من رقّ المخلوقين، ومن التعلق بهم، وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا هو العزّ الحقيقي، والشرف العالي، فيكون بذلك متعبداً لله تعالى فلا يرجو سواه ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
    - ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققاً كاملاًُ بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيراً، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب.
    - ومن فضائله أن الله تعالى تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، والعز والشرف، وحصول الهداية، والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال، والتسديد في الأقوال والأفعال.
    - ومنها أن الله تبارك وتعالى يدفع عن الموحدين شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة الطيبة، والطمأنينة إليه وبذكره، وشواهد ذلك من الكتاب والسنة كثيرة، فمن حقق التوحيد حصلت له هذه الفضائل كلها وأكثر منها والعكس بالعكس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •