6823 - (ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة؛ حتى يفك عنها لَحْيَي سبعين شيطاناً) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف.
أخرجه أحمد في " المسند " (5/ 350) : ئنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه - قال أبو معاوية: ولا أراه سمعه منه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " (4/ 105/ 2457) ، والحاكم (1/ 417) ، والبزار في " مسنده" (1/ 447/ 943 - كشف الأستار) ، والطبراني في " المعجم الأوسط " (2/ 24/ 038 1) ، والبيهقي في " الشعب " (3/ 257/ 3474) ، والأصبهاني في " الترغيب " (2/ 676/ 1624) ؛ كلهم عن أبي معاوية به؛ دون قوله: " ولا أراه سمعه منه ".
قلت: وهذه فائدة عزيزة، حفظها لنا إمام السنة في " مسنده " جزاه الله خيراً؛ كشفت لنا عن علة الحديث التي غفلنا عنها برهة من الدهر، تبعاً لغيرنا؛ نقد قال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وأقررتهما في " الصحيحة " (رقم 1268) ، وكانت غفلة أسأل الله أن يغفرها لي، مع أنني كنت تنبهت لها؛ فذكرته في " ضعيف الترغيب " رقم (543) .
وقوله: " ... الشيخين " فيه إشعار بأن: (ابن بريدة) .. هو: (عبد الله) . وهذا خلاف قول البزار عقبه:
"تفرد بهذا الإسناد أبو معاوية، و (ابن بريدة) هو: (سليمان) ". قلت: وقد أعل الحديث ابن خزيمة؛ فقال في الباب الذي ترجم له:
" إن صح الخبر؛ فإني لا أقف هل سمع الأعمش من ابن بريدة أم لا؟ ".
قلت: ولذلك لم يذكروه في الرواة عن (ابن بريدة) .. لا في: (سليمان) ، ولا في: (عبد الله) ، على أن الأعمش معروف بالتدليس، فلو فرض ثبوت سماعه من أحدهما؛ فذلك لا يعني ثبوته عن كليهما معاً، ولو ثبت؛ فذلك لا
يعني ثبوت الاتصال إلا إذا صرح بالسماع في هذا الحديث بخصوصه - كما لا يخفى على العلماء -.
وقد روي الحديث عن أبي ذر موقوفاً قال:
ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً؛ كلهم ينهى عنها. أخرجه البيهقي (3475) من طريق عمار الدهني عن راشد بن الحارث عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ راشد بن الحارث: لا يعرف إلا بهذه الرواية، ومع ذلك أورده ابن حبان في " الثقات " (4/ 234) . وحسنه الجهلة!
والحديث قال الهيثمي (3/ 109) :
" رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط " ورجاله ثقات ".
ونقله الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار "! ولم يتعقبه بشيء! وكذلك فعل المعلقون الثلاثة على " الترغيب " (1/ 669) ؛ بل زادوا - ضغثاً على إبالة - فقالوا: "حسن"!!
فلم يلتفتوا إلى إعلال ابن خزيمة [له] بالانقطاع، ولبالغ جهلهم وغفلتهم لم ينتبهوا للسقط الذي وقع في طبعتهم لـ " الترغيب "، وهو [في] قوله: "وتردد في سماع الأعمش من بريدة "! والصواب: " [ابن] بريدة". فكيف يلتقي التحسين مع هذا السقط؟! لو كانوا يعلمون!