6801 - (إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك، ولكن أخاف أن تضلهم النجوم. قالوا: يا رسول الله! كيف تضلهم النجوم؟ قال: ينزل الغيث فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر.

أخرجه أبو يعلى (2 1/ 69 - 70/ 9 670) - والسياق له -، والبزار (4/ 131/ 1303 و 1304 - البحر الزخار) من طريق قيس عن يونس بن عبيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، فالتفت إليها فقال: ... فذكره.
وليس عند البزار " قالوا: ... " إلخ، وقال:
" لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن العباس، ولا نعلم له إسناداً إلا هذا".
قلت: قد رواه عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن العباس به؛ دون الزيادة.
أخرجه أبو يعلى أيضاً (6714) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ عمر بن إبراهيم - هو: العبدي -: قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف ".
قلت: وهذا عنه، وقد أسقط (الأحنف بن قيس) بين الحسن والعباس؛ فأرسله.
وفي الطريق الأولى (قيس) - وهو: ابن الربيع -، وهو ضعيف، والحسن - هو:
البصري، وهو -: مدلس وقد عنعنه.
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (8/ 114) وقال:
" رواه أبو يعلى والطبراني في " الأوسط " باختصار، وإسناد أبي يعلى حسن"!
ثم أورده مختصراً بلفظ البزار، وقال (10/ 54) : " رواه البزار، وأبو يعلى بنحوه، والطبراني في " الأوسط " (1) ورجال أبي يعلى ثقات ".
قلت: هذا غير مسلّم، فإنه إن كان يعني طريقه الأولى؛ ففيها ضعف قيس وعنعنة الحسن. وإن كان يعني الأخرى؛ ففيها ضعف عمر بن إبراهيم عن قتادة، والانقطاع بين الحسن والعباس.
ومنه تعلم تفاهة تحقيق الشيخ الأعظمي في قوله تعليقاً على " المطالب العالية " (1/ 184) :
" أخرجهما أبو يعلى بإسنادين يشد كل منهما الأخر "!
ونحوه قول المعلق على " مسند أبي يعلى " (12/ 70) - بعد أن ضعف إسناده بضعف قيس، وعنعنة الحسن، كما ضعفه من الطريق الآخر - دون أن يتكلم عليه بشيء -:
" نقول: يشهد له حديث زيد بن خالد الجهني عند مالك ... ".
ثم عزاه للشيخين وغيرهما بالأبواب والأرقام! دون أن يسوق لفظه أو على الأقل موضع الشاهد منه؛ ليكون القراء على بينة من قوله، وهو قوله صلى الله عليه وسلم في أخر الحديث:
" وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا؛ فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب " (2) .
قلت: فأنت ترى أنه ليس فيه ما يشهد للشطر الأول من الحديث؛ فهو شاهد قاصر غير كامل، وهذا مما يقع فيه كثيراً المومى إليه، وقد نبهت في تعليقاتي على الشيء الكثير منه، فيتنبه لهذا الأمر؛ فالقليل جداً من يفرق بين الشاهد القاصر والكامل، ومن عواقب ذلك أن القراء - وأكثرهم علمهم محدود - حينما يقرأون أن الحديث يشهد له حديث الشيخين، لا يسعهم إلا أن يقولوا بصحة الحديث.. ظناً منه أن القائل هو من العلماء والفقهاء، فيقع بسببه في الكذب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
هذا لو خلا الطرف الأول من مخالفته لبعض الأحاديث الصحيحة التي منها قوله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة "، وكانت صنماً تعبدها دوس في الجاهلية بـ (تبالة) .
أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في " ظلال الجنة " (1/ 37/ 77 و78) .
ولهذا صدرت الحديث بقولي: " منكر ".
__________
(1) "والطبراني في " الأوسط ".. غير موجود في الأصل؛ بل في نسخة: غيره" كذا في هامش " المجمع ".
(2) وهو مخرج في " إرواء الغليل " (3/ 44 1/ 681) .