6800 - (ليدركن الدجال من أدركني، أو ليكونن قريباً من موتي) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر جداً.

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (7/ 255/ 6490) : حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة قال: حدثنا علي بن شعيب السمسار قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز قال: حدثنا معاوية بن صالح عن أبي الوازع عن
عبد الله بن بسرمرفوعاً. وقال: " لم يروه عن معاوية بن صالح إلا معن".
قلت: كلاهما ثقة، وكذا السمسار، وأما من دونه وأبو الوازع فوقهم: فلا يعرفان؛ لكن الأول روى عنه جمع، وقال الهيثمي في " المجمع " (7/ 350) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " عن شيخه محمد بن عيسى بن شعيب (كذا) ، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
كذا قال، و (أبو الوازع) هذا لم يوثقه أحد، حتى ولا ابن حبان، وقد أورده البخاري في " الكنى " (78/ 745) بهذه الرواية، وكذلك فعل ابن أبي حاتم (4/ 2/ 451) ؛ فهو في عداد المجهولين. وأنا أظن أنه اشتبه على الهيثمي بـ (أبي الوارع) المدعوب: (زهير بن مالك) ؛ فهو الذي وثقه ابن حبان (5/ 584) ، وليلى به، وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم والذهبي في " المقتنى ".
وأما شيخ الطبراني (محمد بن عيسى بن شيبة) فهو من رجال " التهذيب "، فلا أدري هل غاب ذلك عن الهيثمي، أم أن نسخته من " الأوسط " تحرف اسم جده إلى " شعيب " فلم يعرفه؛ وعلى كل حال؛ فلم يذكر الحافظ عن أحد توثيقه، ولذلك قال في" التقريب ":
"مقبول ".
وقد روي الحديث بإسناد أخر من طريق مجهول أيضاً عن أبي عبيدة بن الجراح في حديث له في الدجال بلفظ:
" لعله سيدركه بعض من رآني، أو سمع كلامي ".
وقد خرجته وتكلمت على إسناده في التعليق على " المشكاة " (5486/ التحقيق الثاني) ، رواه الترمذي وابن حبان وغيرهما.
وهناك أحاديث كثيرة في صفة الدجال منكرة لا تصح، منها مثلاً ما تقدم برقم (6089) ؛ فراجعه إن شئت.
قلت: وحديث الترجمة مما أورده مؤلف كتاب " جامع الأخبار والأقوال في المسيح الدجال " (ص 89) ، ونقل في الحاشية كلام الهيثمي المتقدم، وأقره! وهو من الأدلة الكثيرة على أنه كتاب جامع فعلاً.. لكنه جمع ما هب ودب، وأن قوله في " المقدمة " (ص 9) : إنه جمعه " من المراجع التي تتضمن هذا الموضوع بأسانيد صحيحة وحسنة"!!
إن هو إلا مجرد دعوى لترويج الكتاب؛ فالرجل لا يعرف الصحيح والحسن، ولا الضعيف، فما هو إلا (حَوّاش قفاش) ؛ وإن أطراه بعض الدكاترة وغيره وقرظه!
ومثله الشيخ البرزنجي في كتابه " الإشاعة لأشراط الساعة "؛ فقد حشاه بالأحاديث المنكرة والواهية، وبأقوال الصوفية، والكشوفات الخيالية، ومن ذلك قوله في حديث ابن حبان المتقدم: " ولعله يدركه بعض من رأني ... ":
" وهذا البعض هو الخضر؛ لأمور: أحدها: أن من عدا الخضر وعيسى عليهما السلام لم يبق أحد ممن رآه صلى الله عليه وسلم بالإجماع ... " إلى آخر هراثه، ومن ذلك أنه صرح بأن الحديث صحيح! وما ذلك إلا تقليداً منه لابن حبان. والله المستعان.
وبقاء الخضر عليه السلام إلى زمن الدجال خرافة لا أدري كيف انطلى أمرها على بعض العلماء - فضلاً عن جماهير الصوفية -؟! ولكن الله تبارك وتعالى قد وفق كثيراً من أهل العلم فبينوا بطلان إدراك الخضر للنبي صلى الله عليه وسلم - فضلاً عن استمراره حياً -؛ كالإمام البخاري وابن تيمية والعسقلاني وغيرهم.