تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: على ضفاف القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,516

    افتراضي على ضفاف القرآن




    على ضفاف القرآن.

    الحلقة الأولى


    عبدالحكيم الأنيس





    استحضرْ دائمًا قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا *غَآئِبِينَ) [الأعراف: 7].

    ***

    مِنْ واجباتِ أهلِ المالِ إطعامُ الجوعى، فقد عدَّد أهلُ سقر جرائمَهم التي عملوها في الدنيا فقالوا: (وَلَمۡ نَكُ *نُطۡعِمُ *ٱلۡمِسۡكِينَ) [المدثر: 44].

    ***

    مِنْ أخلاقِ الإنفاق:

    (*وَلَا *تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ) [المدثر: 6]: لا تعط ما تعطيه بقصد نيل الأكثر مقابلة له.

    ***

    من القبيحِ الطمعُ بزيادة النعمة في الدنيا وفي الآخرة مِن غير سلوك الطريق المؤدّي إلى ذلك، من الإيمان والشكر، قال تعالى: (*ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا * وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا * وَبَنِينَ شُهُودٗا * وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا * ثُمَّ يَطۡمَعُ أَنۡ أَزِيدَ * كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا) [المدثر: 11-16].

    ***

    مِن الإعلانِ المبكِّر: تقبيحُ الطغيان عند الغنى:

    (كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ *لَيَطۡغَىٰٓ * أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ) [العلق: 6-7].

    (مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ * أَن كَانَ *ذَا *مَالٖ وَبَنِينَ) [القلم: 12-14].

    (فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَٰفَتُونَ * أَن لَّا يَدۡخُلَنَّهَا ٱلۡيَوۡمَ *عَلَيۡكُم *مِّسۡكِينٞ) [القلم: 23-24].

    ***

    ما أجملَ سعة التوازن بين العبادة ومتطلبات الدنيا!

    لنقرأ الآية (20) من سورة المزمل.

    ***

    قولُه تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ *ٱتَّبِعُواْ *مَآ *أَنزَلَ *ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ) [لقمان: 21] وقولُه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ *ٱتَّبِعُواْ *مَآ *أَنزَلَ *ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ) [البقرة: 170] يفتحُ البابَ لمراجعة الموروث دائمًا، حتى عند المسلمين، فلربما تطرَّق إلى هذا الموروث خللٌ أو زللٌ، أو عرض له مبطلٌ أو مفسدٌ، فإذا وضع المسلمُ نصب عينيه هذه الآية قادته إلى النظر في العادات، وفحصِ الموروثات، والتدقيقِ في المقلَّدات، سواء كان هذا في العقيدة أو في السلوك، وبهذا يتحرّرُ الانسانُ مِن أسر العادات، وينطلقُ مِن قيد التقليد، وتنفتحُ له أبوابُ خيرٍ كثيرٍ في طلب الصحيح بل الأصح، والجيد بل الأجود.

    إنَّ الركون إلى العادات، والوقوف مع الرسوم يضر بالعقل، والقلب، ويجعل للخمود على الانسان سيطرة، وللجمود على فكره سطوة.

    وطريقُ الخلاص من هذا تدبرُ هذه الآية والإفادة منها في نفض غبار الماضي، والبحث عن الأصلح والأفضل على مر الزمان .

    ***

    قوله تعالى: (*وَيَخۡلُقُ *مَا *لَا تَعۡلَمُونَ) [النحل: 8] يشبهُ قوله: (وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ *ٱللَّهِ *تُنكِرُونَ) [غافر: 81]، وهو يتعلقُ بوسائل المواصلات المستحدثة.

    ***

    المعالجة بالتاريخ أسلوبٌ قرآني:

    في القرآن تذكيرٌ بالأمم السابقة والأقوام، وأخبارِهم مع الأنبياء والدعوات.

    ***

    الولدُ الصالحُ هبةٌ من الله جزاء على الإحسان، قال تعالى عن إبراهيم: (*وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ) [الأنعام: 84].

    ***

    اعملْ قبل فوات الأوان:

    انظر الآيات التي أمرتْ بذلك، وحذرتْ من الفوات، ومنها قوله تعالى: (فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ *جَآءَهُم *بَأۡسُنَآ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ) [الأعراف: 5].

    ***

    عجائب الأقدار:

    تأملْ قوله تعالى: (*فَٱلۡتَقَطَهُۥ ٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ ) [القصص: 8].

    (وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدۡيَنَ وَجَدَ عَلَيۡهِ أُمَّةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسۡقُونَ *وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَيۡنِ تَذُودَانِۖ) [القصص: 23].

    وانظرْ قصة بدر.

    ***

    إجابة الدعاء في القرآن:

    مِن ذلك في قصة أصحاب الكهف: (*فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا) [الكهف: 11].

    لاحظ الفاء بعد جملة الدعاء.

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي *فَغَفَرَ *لَهُۥٓۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ) [القصص: 16].

    ووردت كلمة (*فَٱسۡتَجَبۡنَا *لَهُۥ ) في سورة الأنبياء ثلاث مرات.

    وهذه الفاء في سياق الدعاء مِن أجمل الفاءات.

    ***

    في سورة العنكبوت:

    (*وَلَقَدۡ *أَرۡسَلۡنَا *نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ) [العنكبوت: 14].

    (*وَإِبۡرَٰهِيمَ *إِذۡ *قَالَ لِقَوۡمِهِ) [العنكبوت: 16].

    وإبراهيم منصوبٌ، وفي نصبه ثلاثة أقوال.

    قال القرطبي (13/335): "قال الكسائي: "وإبراهيم" منصوبٌ بـ (أنجينا) يعني أنه معطوف على الهاء. *وأجاز *الكسائي أن يكون معطوفًا على نوح، والمعنى: وأرسلنا إبراهيم. وقول ثالث: أن يكون منصوبًا بمعنى واذكر إبراهيم".

    قلتُ: ولعل القول الثالث - وهو أن يكون منصوبًا بمعنى: واذكر ابراهيم – أرجحُ سياقًا.

    ***

    دينُ الله لا اعوجاج فيه، فتطبيقُه مأمونُ العواقب بخلاف ترتيبات البشر.

    وأكدَّ اللهُ تعالى ذلك في عدة آيات، منها قوله تعالى: (*إِنَّكَ *لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ) [يس: 3-4].

    وقال تعالى: (وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ * قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِي *عِوَجٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ) [الزمر: 27-28].

    ***

    اخشَ -أيها المسلم- ممّا ستترك بعدَك مِن آثارٍ تُكتب عليك حسناتها أو سيئاتها.

    قال تعالى: (إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ *وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ) [يس: 12].

    وليخشَ أصحابُ الأقلام ممّا يكتبون، فرُبَّ كلمةٍ أضلتْ وأغوتْ، وفتنتْ وشككتْ، وبقيتْ آثارُها السيئةُ زمانًا طويلًا، وكلُّ ذلك يتحمله الكاتبُ. نسأل الله العافية.

    ***





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,516

    افتراضي رد: على ضفاف القرآن



    على ضفاف القرآن الحلقة الثانية


    بدالحكيم الأنيس






    ينفعُك في التدبُّر جدًّا ملاحظةُ مقاصد السورة.

    ***

    عندما تقرأ القرآنَ حاولْ أن تنتقلَ إلى الشيء المُتحدَّثِ عنه وتستشعر حضورك عنده زمانًا ومكانًا وتعيش معه.

    ***

    المنُّ الربانيُّ على أمِّ موسى بقرّةِ العين وعدمِ الحزن بعودة (موسى) إليها فيه من اللطف الإلهي ما لا يدركُه إلا مفارِق.

    وقد ذكر سبحانه وتعالى هذا في موضعين:

    (فَرَجَعۡنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَيۡ *تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ) [طه: 40].

    (فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ *تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ) [القصص: 13].

    ***

    قولُه تعالى: (إِنَّا *لَا *نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا) [الكهف: 30] فيه ضمادٌ لجروحِ نكرانِ المعروفِ وفعلِ الجميلِ والإحسانِ، الشائعِ في الناس، فاعمل الخيرَ ولا تلتفتْ، فأجرُك عند الله لا يضيع.

    ***

    قال تعالى مخاطبًا نبيه: (*إِنَّكَ *لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ) [يس: 3-4].

    ثم قال: (أَلَمۡ *أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ * وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ) [يس: 60-61].

    فأشارَ إلى أنَّ صراطَ النبيِّ المستقيمَ هو عبادةُ الله وحده، وعدمُ الاغترار بالشيطان ووسوسته وتزيينه والسماع له.

    ***

    خطرَ لي وأنا أقرأ سورةَ الكهف أنَّ الله عز وجل قال في أولها: (*وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا * مَّٰكِثِينَ فِيهِ أَبَدٗا) [2-3].

    وفسّرَ سبحانه هذا الأجرَ الحسنَ في آخر السورة فقال: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ *جَنَّٰتُ *ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا * خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا) [107-108].

    وهذا مِنْ تناسب المقاطع والمطالع.

    وقد رجعتُ إلى رسالة السيوطي "مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع" فما رأيتُه ذكر هذا.

    ***

    يا نفسُ:

    هل خشيتِ يومًا أن تكوني من الذين قال الله تعالى فيهم: (أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ *أَن *يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡ) [المائدة: 41]؟

    ***

    قال تعالى عن إبراهيم: (ٱلَّذِي *وَفَّىٰٓ) [النجم: 37].

    مُدِحَ ابراهيمُ بأنه وفى، فللوفاءِ عند الله منزلةٌ عاليةٌ.

    ***

    مَنْ جحدَ بآيات الله فكأنما عطلَ الطاقة التي منحه اللهُ إياها ليكتشفَ بها حقائقَ الأشياء، قال تعالى: (وَلَقَدۡ مَكَّنَّٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ *وَجَعَلۡنَا *لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ) [الأحقاف: 26].

    ***

    إنْ لم يعتصم الانسانُ بالله ويوالِ داعي الله فإنَّ الأولياء الذين يواليهم ويدخرهم للشدائد والأزمات وهمٌ: (وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ) [الأحقاف: 32].

    ***

    قرأتُ قول الله تبارك وتعالى: (أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ *مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ) [الجاثية: 21] فخطر لي أنَّ هذا أصلٌ في حُسن ميتة الصالحين وجنائزهم.

    ***

    حين أقرأ قوله تعالى: (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَة ِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُون َهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥ ٓ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا) [الكهف: 50] أشعرُ بخجلٍ شديدٍ مِن طاعتِنا عدوَّنا بعد تحذير الله سبحانه... وهو عتابٌ لمن غلبتْ عليه الطاعة، وتأنيبٌ لمن غلبته نفسُه.

    ***

    قولُه تعالى: في سورة الرعد: (وَإِن مَّا *نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّك َ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ) [الرعد: 40] يشيرُ إلى أنَّ هذه السورة مكية.

    ***

    لمّا ذكرَ الله سبحانه وتعالى عن نفسه أنه (*يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ) ختم الآية بقوله: (إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا) [فاطر: 41] والمناسبةُ في ذلك أنه لولا حلمُه وغفرانُه لأطبق السموات على الأرض، لما يرى -جل وعلا- فيها مِنْ عصيانٍ وفسوقٍ وإلحادٍ.


    إننا نرى القائمين على أمور الدنيا إذا ما خُولفتْ أحكامهم غضبوا وانتقموا وعاقبوا المخالفين فورَ المخالفة.

    ولكنّ حلم الله وغفرانه يشملُ الأرض، فيعفو ويعفو ويعفو، وهو اللهُ الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، وهو القادرُ على إنزال عذابه بمَن يستحقه على شكلٍ لا يستطيعُه إلا هو.

    ***

    ظاءات القرآن:

    قال الحُميدي (ت: 488) في "جذوة المُقتبس في ذكر ولاة الأندلس" (1/182) في ترجمة أبي العباس أحمد بن محمد المهدوي: "كان عالمًا بالقراءات، والأدب، متقدمًا، ذكره لي بعضُ أهل العلم بالقراءات، وأثنى عليه، وأنشدني له في ظاءات القرآن:

    *ظنتْ *عظيمة ظلمنا من حظها ... فظللتُ أوقظها لكاظم غيظها

    وظعنتُ أنظرُ في الظلام وظله ... ظمآنَ أنتظرُ الظهور لوعظها


    ظهري وظفري ثم عظمي في لظى ... لأظاهرن لحظِّها ولحفظها

    لفظي شواظ أو كشمس ظهيرة ... ظفر لدى غلظ القلوب وفظها

    ***




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •