رُوي من حديث عمار بن ياسر ، وأبي ذر ، وسعيد بن جبير ، وابن حجيرة.
[حديث عمار بن ياسر]
أخرج ابن المبارك في "الزهد" (351) ، ومن طريقه النسائي في "الكبري" كما في "تحفة الأشراف" (479/7) ، وأخرج أحمد في "الزهد" (450) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (93/5) ، والبيهقي في "القضاء والقدر" (76) ، وأخرج أبو الشيخ الأصبهاني في "التوبيخ والتنبيه" (51) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (144/61) ، عن شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَهُ ، فَقَالُوا: أَبْطَأْتَ عَلَيْنَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا، " كَانَ أَخٌ لَكُمْ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَهُوَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَبِّ، أَخْبَرَنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأُحِبَّهُ لَكَ، قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ , رَجُلٌ فِي طَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ يَعْبُدُنِي وَيَسْمَعُ بِهِ أَخٌ لَهُ فِي طَرَفِ الْأَرْضِ الْأُخْرَى لَا يَعْرِفُهُ، فَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَكَأَنَّمَا أَصَابَتْهُ، وَإِنْ شَاكَتْهُ شَوْكَةٌ فَكَأَنَّمَا شَاكَتْهُ، لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِي، فَذَلِكَ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، خَلَقْتَ خَلْقًا فَجَعَلْتَهُمْ فِي النَّارِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: أَنْ يَا مُوسَى، ازْرَعْ زَرْعًا، فَزَرَعَهُ، وَسَقَاهُ، وَقَامَ عَلَيْهِ حَتَّى حَصَدَهُ، وَدَاسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ زَرْعُكَ يَا مُوسَى؟ قَالَ: رَفَعْتُهُ، قَالَ: فَمَا تَرَكْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أُدْخِلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ".
وشريك بن عبد الله النخعي ، سئ الحفظ.
وتُوبع من وجه لا يثبت ، فأخرج أبو الشيخ الأصبهاني في "حكاياته" (3) عن [محمود] بن أحمد بن الفرج، قال: ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا شريك، وأبو بكر بن عياش، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: خرج علينا عمار بن ياسر، فقال: فذكره.
وإسماعيل بن عمرو البجلي ، قال أبو حاتم ، والدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال ابن عدي: ((حدث عن مسعر، والثوري، والحسن بن صالح وغيرهم بأحاديث، لا يتابع عليها)) ، وقال: ((وهذه الأحاديث التي أمليتها مع سائر رواياته التي لم أذكرها، عامتها مما لا يتابع إسماعيل أحد عليها، وهو ضعيف وله عن مسعر غير حديث منكر، لا يتابع عليه)) ، وقال أبو الشيخ: ((غَرَائِبُ حَدِيثِه تَكْثُرُ)) ، وقال الخطيب: ((صاحب غرائب ومناكير عن الثوري، وَغيره)) ، وقال ابن عقدة: ((ضعيف ذاهب الحديث)) ، وقال الأزدي: ((منكر الحديث)) ، وقال العقيلي: ((فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ ، وَيُحِيلُ عَلَى مَنْ لَا يَحْتَمِلُ)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((يغرب كثيرا)) ، وقال إبراهيم بن أورمة: ((شَيْخٌ مِثْلُ *إِسْمَاعِيلَ *بْنِ *عَمْرٍو ضَيَّعُوهُ بأَصْبَهَانَ)) ، وقال عبدان: ((*إِسْمَاعِيلُ *بْنُ *عَمْرٍو بِإِزَاءِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانَ ، إِلَّا أَنَّ *إِسْمَاعِيلَ *بْنَ *عَمْرٍو وَقَعَ بأَصْبَهَانَ فَلَمْ يُعْرَفْ)).
وخُولف أبو سنان ، فرواه الأجلح بن عبد الله ، عن عبد الله بن أبي الهذيل به موقوفاً.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (360/4). وأبو سنان ثقة ثبت ، أما الأجلح فهو ليس بالحافظ ، وقد تُكلم فيه.
[حديث أبي ذر]
أخرج الفريابي في "القدر" (438) عن ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " قَالَ مُوسَى لِرَبِّهِ: أَيْ رَبِّ، خَلَقْتَ خَلْقَكَ فَمَلَأْتَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ، فَمَاذَا مَعَايِشُهُمْ؟ قَالَ: أَهْلُ الْبَرِّ مِنَ الْبَرِّ، وَأَهْلُ الْبَحْرِ مِنَ الْبَحْرِ، وَرَضَّيْتُ كُلًّا بِمَسْكَنِهِ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، لِمَ تُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِكَ بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ، فَأَمَرَ الرَّبُّ نَمْلَةً فَلَدَغَتْهُ، وَكَانَ رَجُلًا أَشْعَرَ السَّاقَيْنِ فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ كَثِيرًا، قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّمَا لَدَغَتْكَ وَاحِدَةٌ، فَقَتَلْتَ مِنْهُمْ كَثِيرًا، فَكَذَلِكَ أُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِي بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ بِادِّهَانِهِمْ لَهُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، خَلَقْتَ خَلَقَكَ فَلِمَ تُعَذِّبُهُمْ؟ قَالَ: يَا مُوسَى، ازْرَعَ زَرْعًا فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: احْصُدْهُ، فَحَصَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: ذَرْهُ، فَذَرَاهُ، قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ، مَا انْتَقَيْتُ إِلَّا الطَّيِّبَ، قَالَ: كَذَلِكَ يَا مُوسَى أَنْتَقِي الطَّيِّبَ مِنْ عِبَادِي وَأُعَذِّبُ الْخَبِيثَ مِنْ عِبَادِي".
وابن لهيعة ، ضعيف.
[حديث سعيد بن جبير]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (642) ، وأبو نعيم في "الحلية" (286/4) عن يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " قَالَتِ الْيَهُودُ لِمُوسَى: أَيَخْلُقُ رَبُّكَ خَلْقًا ثُمَّ يُعَذِّبُهُمْ؟ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى، ازْرَعْ، قَالَ: قَدْ زَرَعْتُ، قَالَ: احْصُدْ، قَالَ: قَدْ حَصَدْتُ، قَالَ: دُسْ، قَالَ: قَدْ دُسْتُ، قَالَ: ذَرِّ. قَالَ: قَدْ ذَرَيْتُ، قَالَ: فَمَا بَقِيَ؟ قَالَ: فَمَا بَقِيَ شَيْءٌ فِيهِ خَيْرٌ. قَالَ: كَذَلِكَ لَا أُعَذِّبُ مِنْ خَلْقِي إِلَّا مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ".
وسنده حسن.
[حديث ابن حجيرة]
أخرج الطبري في "جامع البيان" (471/20) عن عمرو بن الحارث، عن أبي [سوية]، حدثه عن [عبد الرحمن] ابن حجيرة، أنه بلغه أن موسى قال: «يا رب خلقك الذين خلقتهم، جعلت منهم فريقا في الجنة، وفريقا في السعير، لوما أدخلتهم كلهم الجنة قال» : يا موسى ارفع زرعك، فرفع قال: قد رفعت قال: ارفع، فرفع، فلم يترك شيئا قال: يا رب قد رفعت قال: ارفع قال: قد رفعت إلا ما لا خير فيه قال: كذلك أدخل خلقي كلهم الجنة إلا ما لا خير فيه ".
وسنده لا بأس به.
والله أعلم.