1429 - " أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 414 :
أخرجه ابن سعد ( 1 / 258 - 260 ) عن شيخه محمد بن عمر الأسلمي بأسانيد له عن
جمع من الصحابة ، قال : دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا : " و بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي و هو أحد الستة إلى كسرى يدعوه
إلى الإسلام و كتب معه كتابا : قال عبد الله فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقرئ عليه ، ثم أخذه فمزقه ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : اللهم مزق ملكه . و كتب كسرى إلى باذان عامله في اليمن أن ابعث
من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني بخبره ، فبعث باذان
قهرمان و رجلا آخر و كتب معهما كتابا ، فقدما المدينة ، فدفعا كتاب باذان إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم و دعاهما إلى
الإسلام و فرائصهما ترعد ، و قال : ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد
فأخبركما بما أريد ، فجاءاه من الغد فقال لهما .... فذكره . و محمد بن عمر
الأسلمي و هو الواقدي متروك . لكن حديث الترجمة ثابت لوروده من طرق ، فأخبره
ابن جرير الطبري في " التاريخ " ( 2 ، 654 ) عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا .
و ذكر الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 4 / 270 ) أن البيهقي روى ( و لعله
يعني في " الدلائل " ) من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي بكرة
. " أن رجلا من أهل فارس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " إن ربي قد قتل الليلة ربك " . قال البيهقي : و روى في حديث
دحية بن خليفة أنه لما رجع من عند قيصر وجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسل كسرى ، و ذلك أن كسرى بعث يتوعد صاحب صنعاء و يقول له ألا تكفيني أمر رجل
قد ظهر بأرضك يدعوني إلى دينه ، لتكفنيه أو لأفعلن بك . فبعث إليه قال لرسله :
أخبروه أن ربي قد قتل ربه الليلة . فوجدوه كما قال . قال : و روى داود بن أبي
هند عن عامر الشعبي نحو هذا . و هذا كله ذكره الحافظ ابن كثير ، و قد فاته مع
حفظه أن حديث أبي بكرة أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 43 ) حدثنا أسود بن عامر حدثنا
حماد بن سلمة به . و إسناده على شرط مسلم و لا علة فيه سوى ما يخشى من عنعنة
الحسن البصري من التدليس و لكنه قد صرح بالتحديث في رواية أخرى عند أحمد ( 5 /
51 ) فصح الحديث و الحمد لله تعالى . و لعله لما ذكرنا للحديث من الشواهد
و الطرق سكت عليه الحافظ في " فتح الباري " ( 8 / 96 ) . و حديث دحية الذي مر
معلقا في كلام البيهقي قد أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 88 / 2 )
من رواية أبي نعيم عنه مرفوعا بلفظ : " اذهبوا إلى صاحبكم فأخبروه أن ربي قد
قتل ربه الليلة . يعني كسرى " . و قصة تمزيق الكتاب عند البخاري و غيره و قد
خرجته في " التعليق على فقه السيرة " ( ص 389 ) .