لا تؤذ الناس بكلماتك


أسوء صفة يمكن أن يتَّصف بها الواحد منا، وهي: "التنمُّر على الغير"، هذه الصفة مقيتة وتُسبِّب أذًى لمن يقع ضحيةً لها، ربما تترك فيه أثرًا لوقت طويل.

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»؛ (رواه البخاري ومسلم).

فأحيانًا يمثل الصمت قيمة نادرة، باجتناب الحديث الذي لا طائل منه، يكون أثره عميقًا في النفوس التي يُصيبها.

نُلاقي في حياتنا اليومية أُناسًا من أصناف شتى؛ فهناك: شديد الطِّيبة، والمحتاج، والضعيف، والحائر، ولكل منهم أحواله وظروفه، والتنمُّر عليه لن يكون إلا سببًا إضافيًّا في تعاسته.

قولُ الخير منحة تُمنح إياها، ترقى بها إلى المراتب العليا، يرى فيك الآخرون المثال الذي يُتَّبع، قيمةٌ لا تصدأ، فاللسان رسول القلب، وخطيبه، ما يخرجُ عنه يُعبِّر عن نُبل المبادئ ورُقيِّها.

لا تؤذِ غيرك بالكلمات الجارحة؛ لأنه لو فعلت ذلك، لجاء اليوم الذي تتعرض فيه للموقف نفسه، ولن يكون إلى جانبك من يُربِّت على كتفيك، أو يُهوِّن من قسوة الأمر على فُؤادك؛ لأنك اخترت السبيل ذاته، نختمُ بقول الشاعر:

فاعلمْ يقينًا أنَّ مُلككَ زائل *** واعلم بأنَّ كما تَدِين تُدانُ
______________________________ ____________________
الكاتب: أسامة طبش