شهر رمضان شهر القرآن


قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].


قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (1/ 501): يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه، وكما اختصه بذلك، فقد ورد في الحديث أنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ اهـ.


وقال المفسِّر السعدي رحمه الله في "تفسيره" (ص86): قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}؛ أي: الصوم المفروض عليكم، هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة.

فحقيق بشهر، هذا فضله، وهذا إحسان الله عليكم فيه، أن يكون موسمًا للعباد مفروضا فيه الصيام؛ اهـ.

وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبرائيلُ، فيُدراسهُ القرآن، وكان جبرائيل يلقاه كلَّ ليلةٍ من شهر رمضان، فيُدارسُهُ القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبرائيل: أجودُ بالخير من الريح المرسلة، رواه البخاري برقم (6)، ومسلم (2308).



قلت: فهو شهر القرآن؛ لنزوله فيه، ولكثرة التاليين له فيه، ولما له من خصوصيةٍ حسيَّةٍ ومعنويَّة، والله أعلم.
______________________________ _______
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني