تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 98

الموضوع: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على النبى الأمين وعلى ءاله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
    أمابعد: فهذا بحث أعددته فى مسألة الاستشفاع بالميت عند قبره التى قد كثر حولها الاختلاف مابين مجيز ومانع ووقع التكفير بها بين المنتسبين إلى السلف خصوصا فى العصر الحاضر جمعت فيه أقوال أهل العلم فى المسألة لأبين بطلان قول من يدعى الإجماع على شركية المسألة

    اولا: معنى الشفاعة:
    قال ابن منظور فى لسان العرب: معنى الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه. وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛*انتهى.
    وقال في (لسان العرب):
    وقال الفارسيّ: اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له : كُنْ لي شافِعاً(الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب، يقال: تشفعت بفلان إلى فلان، فشفعني فيه).
    حكم طلب الشفاعة من الغير
    ____
    ينقسم طلب الشفاعة من الغير إلى جائز وغير جائز
    فالجائز: هو : طلب الشفاعة من الحي الحاضر فهذا متفق عليه.
    وغير الجائز ينقسم إلى شركي وبدعي.
    فالاستشفاع الشركي ثلاثة أنواع وهي:
    الاول: سؤال غيرالله حيا كان أوميتا مالايقدر عليه إلا الله بقصد شفاعته إلى الله كانزال المطر وشفاء المرضى وغير ذلك. فهذا شرك صريح ولاخلاف فيه.
    وهو الذى ذكرالله عن المشركين فى قوله تعالى:(وَيَعْبُد ُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ*وَل ا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
    وقوله تعالى:( قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا) الاسراء:56
    الثاني: سؤال الغير حيا كان أوميتا الشفاعة باعتقاد أن الشافع من الله كالحاجب من الملك وأن الله إنما يقبل دعاء عباده بواسطة هؤلاء فهذا شرك أكبر لتشبيهه الخالق بالمخلوق.
    الثالث: سؤال الغائب مايقدر عليه الحاضرباعتقاد أنه يسمع دعاء الداعي
    ويعلم حوائجه، فهذا أيضا شرك أكبر ومناط شركه هو: صرف صفة السمع المطلق والعلم بالغيب لغيرالله.
    والاستشفاع البدعي هو: سؤال الميت عند قبره الشفاعة اعتمادا على الأحاديث الواردة فى سماع الموتى ودعائهم للأحياء.
    فهذا لم يرد به دليل صريح صحيح يبنى عليه هذا الحكم.
    ولكنه لايصل إلى الشرك الأكبر، لأن الشرك الأكبر هو: صرف ماهو خاص بالله لغيرالله.
    وليس هنا ماهو خاص بالله قدصرف هذاالمستشفع لغيرالله.
    لأن طلب الدعاء حق خاص بالمخلوق وليس من حق الله فلايطلب من الله الدعاء .
    ولم يعتقد فى الميت أن له السمع المطلق والعلم بالغيب.
    فأي حق صرف هذا لغيرالله حتى يكون مشركا؟؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    ابن تيمية ينقل الخلاف في جواز ذلك ونسب القول بالجواز لبعض الأئمة يقصد به من المتأخرين كابن قدامة والنووى وأمثالهما ممن غلط في المسألة، قال: "وهكذا أهل الزيارات البدعية، منهم من يطلب من المزور دعاءه وسؤاله لربه، واستغفاره، واستنصاره، ودعاءه له بالرزق، وشفاعته، ونحو ذلك، وهذا وإن كان قد ذكر بعضه طائفة من العلماء، وجعلوا قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] يتناول من يأتيه بعد الموت، فيطلب منه الاستغفار له، كما كان أصحابه يطلبون منه الاستغفار في حياته، وذكروا في ذلك حكاية لبعض الأعراب، ومنامًا رآه العتبي، وقيل: بل رآه محمد بن حرب الهلالي، وهم مختلفون في الشعر المذكور فيها.....
    يتبع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    فجمهور الأئمة لم يستحبوا ذلك، وإنما ذكره بعض أصحابهم،

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    وإنما ذكره بعض أصحابهم،

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    ولم يكن الصحابة يفعلون مثل هذا، ولا هو أيضًا معروف عن التابعين"

    قاعدة عظيمة فى الفرق بين عبادات أهل الاسلام والايمان وعبادات أهل الشرك والنفاق.
    لابن تيمية ١/ ١١١

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    المذهب الثاني: إنه شرك أكبر
    وأول من رأيته ذهب إلى هذا صريحا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وأتباعه
    ولكنهم لم يكفروا العلماء الذين ذهبوا إلى استحباب الاستشفاع بالرسول عند قبره.
    فضلا عن الذين قالوا : إنه ذريعة إلى الشرك.، بل رأوهم أئمة فى الدين.
    المذهب الثالث: إنه بدعة وذريعة إلى الشرك. وهو مذهب ابن تيمية رحمه الله.
    والذريعة: ماكان وسيلة إلى الشىء لانفس الشىء.كماقال ابن تيمية:( والذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء لكن صارت في عرف الفقهاء عباره عما أفضت إلى فعل محرم، ولو تجردت عن ذلك الإفضاء لم يكن فيها مفسدة، ولهذا قيل: الذريعة الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم) الفتاوي الكبري1/172

    يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    عندى صعوبة فى رفع البحث كاملا فهل يمكن رفعه كاملا ام لابد من تهيئته pdf

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    عندى صعوبة فى رفع البحث كاملا فهل يمكن رفعه كاملا ام لابد من تهيئته pdf
    [quote=أبورملة;972160]يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    المذهب الثاني: إنه شرك أكبر
    وأول من رأيته ذهب إلى هذا صريحا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وأتباعه
    نعم
    قال الامام عبد العزيز ابن باز رحمه الله
    "طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات لا يجوز ، وهو شرك أكبر عند أهل العلم ؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما مات عليه الصلاة والسلام ، والله يقول : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) الزمر/44 .
    فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك ، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : (صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة والسلام ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولهذا قال : (صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) .
    وأما حديث إنه تعرض عليه الأعمال فما وجد فيها من خير حمد الله وما وجد فيها من شر استغفر لنا فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أننا نطلب منه الشفاعة .
    فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز ،
    وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر ؛
    لأنه طلب من الميت شيئاً لا يقدر عليه ، كما لو طلب منه شفاء المريض ، أو النصر على الأعداء أو غوث المكروبين أو ما أشبه ذلك ،
    فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر ،
    ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من الشيخ عبد القادر ، أو من فلان أو فلان ،
    أو من البدوي أو من الحسين أو غير ذلك ؛ طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز ،
    وهو من أقسام الشرك .
    وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلماً ، ويدعى له بالمغفرة والرحمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويدعو له ،
    أما أن يطلبه المدد أو الشفاعة أو النصر على الأعداء كل هذا لا يجوز ،
    وهذا من عمل أهل الجاهلية ومن عمل أهل الشرك ، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر مثل هذا" انتهى .

    وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    : كثير من الطلبة يفهم من الشرك أنه طلب قضاء الحاجة من الأموات ، وأنه إذا طلب من الميت الشفاعة والدعاء ، يعني يدعو له ، فيقول هذا ليس من الشرك لكن يكون بدعة ؟
    فأجاب رحمه الله :
    (( هذا من الشرك الأكبر لا يستطيعون أن يدعوا له ولا يشفعوا له ، كلهم مرتهنون بأعمالهم ، والدعاء والشفاعة تكون في حياته ، ولهذا لما استسقى عمر بالصحابة لم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهم إنما استسقوا بالعباس وبيزيد بن الأسود وبالدعاء ، ولو كان هذا شرعيًا لاستسقوا بالنبي وقالوا : ادع لنا يا رسول الله ))
    وسئل رحمه الله : صرح بعض الناس أن هذا قول ابن تيمية ؟
    فأجاب : صرح ابن تيمية بأن هذا شرك أكبر.
    قال شيخ الإسلام : (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ... فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك ... ))
    هذا قول شيخ الإسلام الواضح الذي لا لبس فيه ، وهو الذي فهمه أهل العلم كما صرح بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله سوى بين طلب الدعاء من الغائب وطلب الدعاء من الميت عند قبره وطلب الشفاعة منه ، وجعل الثلاثة من أعظم أنواع الشرك ،
    قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
    " ومن الشبه التي تعلقوا بها : قضية الشفاعة ؛ حيث يقولون : نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله ، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله ؛ لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله ؛ فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم .
    والجواب : أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تسويغ ما هم عليه ، وقد كفَّرهم الله ، وسمَّاهم مشركين ؛ كما في قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) انتهى .

    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في القسم الثالث من أقسام دعاء المخلوق :
    ( أن تدعو مخلوقاً ميتاً ، لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة ، فهذا شرك أكبر أيضاً ، لأنه لا يدعو من كان هذا حاله حتى يعتقد أن له تصرفاً خفياً في الكون ).


    يقول الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كشف الشبهات
    قال- أي شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب - (فإن قال- أي المشرك-:
    النبي أُعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله تعالى.)
    فالجواب:
    أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا- يعني نهاك عن طلب الشفاعة -
    فقال سبحانه ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[الجن: 18]، فإذا كنت تدعو الله أن يشفّع نبيّه فيك فأطعه في قوله: ﴿فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾)
    وهذا دليل وبرهان سديد للغاية.كما ذكرت لك أن الشفاعة طلب والشفاعة هي الدعاء، فإذا طلب أحد من النبي وهو في البرزخ -مع حياته الكاملة عليه الصلاة والسلام أكمل من حياة الشهداء عليه الصلاة والسلام- إذا طُلب منه أن يشفع، فهذا الطالب سأله والسؤال دعاء، فحقيقة طلب الشفاعة أنها دعوة الميت -سؤال الميت-، سؤال النبي عليه الصلاة والسلام في قبره وهو في الرفيق الأعلى عليه الصلاة والسلام، سؤاله ودعاؤه وقد طلب منه، فإذا قال القائل: يا محمد، يا رسول الله اشفع لي. فقد دعاه وطلب منه، إذا قال: يا محمد، يا رسول الله اسأل الله لي. فقد سأله وطلب منه عليه الصلاة والسلام، وهذا طلب الدعاء ممن ليس في الحياة الدنيا ممن هو عند الله جل وعلا، والله سبحانه نهانا أن ندعوا أحدا غيرَه فقال جل وعلا (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، وقوله (فَلا تَدْعُوا) هذا نهي، نهانا عن الدعاء.
    ومن المعلوم المتقرر في الأصول أنَّ الفعل المضارع لاشتماله على مصدر ينزل منزلة النكرة في سياق النهي أو النفي فتعم أنواع الدعاء، (فَلا تَدْعُوا) هذا يعم جميع أنواع الدعاء؛ لا يدعى مع الله أحدا؛ دعاء استغاثة، دعاء استعانة، دعاء استسقاء، دعاء شفاعة، دعاء نذر إلى آخره، فجميع هذه الأنواع داخلة في النهي في قوله جل وعلا (فَلا تَدْعُوا) دعاء العبادة ودعاء المسألة، وكذلك دلّت الآية على عموم آخر وهو قوله جل وعلا (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)؛ لأن (أَحَدًا) نكرة جاءت في سياق النهي فدلت على عموم كلِّ أحد، فالملائكة لا يدعون والأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه لا يُدعون، وكذلك الصالحون ممن انتقلوا عن الدنيا لا يُدعون، والأولياء الأموات لا يُدعون، والشهداء شهداء المعركة لا يُدعون أيضا.

    س/ سئل الشيخ صالح ال الشيخ
    : ما رأيك فيمن ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية أن سؤال الميت أن يدعو الله لك ليس من الشرك الأكبر بل هو بدعة؟
    ج/ هذا جاء في كلام شيخ الإسلام صحيح لكن البدعة يريد بها البدعة الحادثة؛ يعني التي حدثت في هذا الأمة، وليس مراده رحمه الله بالبدعة أنها البدعة التي ليست شركا لأن البدع التي حدثت في الأمة منها بدع كفرية شركية ومنها بدع دون ذلك فإذن قوله: وأما سؤال الميت أن يدعو الله للسائل فإنه بدعة. يعني هذا حدث في هذه الأمة حتى أهل الجاهلية ما يفعلون هذا، ما يقولون أدعو الله لنا، إنما يقولون اشفع لنا.
    فمسألة أن يطلب من الميت الدعاء هذه بدعة حدثت، حتى المشركين ليست عندهم، وأهل الجاهلية ليست عندهم بل حدثت في هذه الأمة، وإنما كان عند أهل الجاهلية الطلب بلفظ الشفاعة اشفع لنا، يأتون ويتقربون لأجل أن يشفع، يتعبدون لأجل أن يشفع أو يخاطبونه بالشفاعة ويقولون اشفع لنا بكذا وكذا، أما أدع الله لنا هذه بدعة حدثت في الأمة.
    فكلام شيخ الإسلام صحيح أنها بدعة محدثة، وكونها بدعة لا يعني أن لا تكون شركا أكبر، فبناء القباب على القبور وسؤال أصحابها والتوجه إليها على هذا النحو الذي تراه من مشاهد والحج إلى هذه المشاهد وجعل لها مناسك كلها بدعة، نقول بدعة حدثت في هذه الأمة، وهي يعني سؤال أصحاب هذه المشاهد والذبح لها وعلى هذا النحو الموجود لم يكن موجودا في الجاهلية على هذا النحو، وإنما كانت عبادتهم للأموات على شكل أصنام وأوثان والتجاء للقبور وأشباه ذلك؛ لكن ليس على هذا النحو، فلم يكن أهل الجاهلية يحجون كالحج إلى بيت الله الحرام يحجون إلى مشهد أو إلى قبر أو ما أشبه ذلك.نقول هذه بدعة؛ لكن هل يعني أن هذا ليس شركا أكبر؛ لا؟ لأن البدع منها ما هو مكفِّر.
    سئل فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله :
    (( من سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له وأن يطلب له المغفرة من الله بعد موته هل هذا شرك ؟
    فأجاب :
    الجواب نعم هو شرك أكبر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعى بعد موته ، فطلب الدعاء من الميت وطلب الدعاء بالإغاثة أو الاستسقاء ، يعني أن يدعو الله أن يغيث أو أن يدعو الله أن يغفر أن يدعو الله أن يعطي ونحو ذلك ، هذا كله داخل في لفظ الدعاء ، والله عز وجل قال وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا( [ الجن : 18 ] والذي يقول : إن هذه الصورة وهي طلب الدعاء يخرج عن الطلب الذي به يكون الشرك شركًا . فإنه ينقض أصل التوحيد كله في هذا الباب ، فكل انواع الطلب ، طلب الجعاء ، يعني طلب الدعاء من الميت ، طلب المغفرة من الميت ، أو طلب الإعانة أو نحو ذلك كلها باب واحد هي طلب ، والطلب جعاء فداخلة في قوله تعالى :}وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ** [ المؤمنون : 117 ] وفي قوله : }وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ** [ فاطر : 13 ] ونحو ذلك من الآيات ، فالتفريق مضاد للدليل . ومن فهم من كلام بعض أئمتنا التفريق ، أو أن هذا ـ طلب الدعاء من الميت ـ أنه بدعة ، لا يعني أنه ليس بشرك ، بل بدعة شركية يعني ما كان اهل الجاهلية يفعلونه ، وإنما كانوا يتقربون ليدعوا لهم لكن أن يطلب من الميت هذا بدعة ما كانت اصلا موجودة لا عند الجاهلين ولا عند المسلمين فحدثت فهي بدعة ولا شك ، ولكنها بدعة شركية كفرية ، وهي معنى الشفاعة ، إيش معنى الشفاعة التي من طلبها من غير الله فقد أشرك ؟
    الشفاعة طلب الدعاء ، طلب الدعاء من الميت هو الشفاعة )

    قال الشيخ صالح آل الشيخ
    لأن "المشركين لم يكونوا يطلبون من آلهتهم الدّعاء، لم يكونوا يطلبون من أوثانهم لتشفع ولكن كانوا يتقربون إليها لتشفع.
    فإذن صورة طلب الشفاعة من الميّت محدثة.
    ولهذا يُعَبِّر كثير من أهل العلم عن طلب الشفاعة من الأموات بأنها بدعة محدثة؛ لأنّها لم تكن فيما قبل الزمان الذي أُحدثت فيه تلك المحدثات في هذه الأمة.
    فإذاً تعبير بعض أهل العلم عنها بأنها بدعة، لا يعني أنها ليست بشرك؛ لأنَّ البِدَعَ منها ما هو كفري شركي ومنها ما هو دون ذلك".
    شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    أخى محمد عبداللطيف
    عندى كلام صريح لابن تيمية يقرر فيه أن طلب الدعاء من الميت ذريعة إلى الشرك
    ولكن صعب علي وضعه هنا فلا أدرى ما المشكلة؟
    وكذلك ذهب إلى ذلك ابن باز فى تعليقه على الفتح وابن عثيمين فى شرحه على اقتضاء الصراط المستقيم والشيخ بكر أبوزيد فى كتابه: تصحيح الدعاء، وكذلك أفتى الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك .
    فالقول بأن المسألة شرك أكبر ليس بصواب.
    لأن ضابط الدعاء الشركي هو: الطلب من غيرالله مالايقدر عليه إلا الله.
    وليس هو: دعاء غيرالله فيما لايقدر عليه .
    فسؤال غيرالله فيمالايقدر عليه ليس شركا فى كل حال. فلو أن غريقا استغاث بمن لايقدر السباحة فهل تقول بكفره؟
    ولهذا لابد من إعادة النظر فى هذه المسألة لما يترتب عليها من التكفير

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،*وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    وقال ابن تيمية:
    وأما من يأتى إلى قبر نبي أو رجل صالح، أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، يسأله ويستنجد به فهذا على ثلاث درجات:

    إحداها: أن يسأله حاجته، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضى دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل
    القسم الثانى وهو: ألا يطلب منه الفعل ولا يدعوه، ولكن يطلب أن يدعو له. كما يقول للحى: ادع لى، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء، فهذا مشروع في الحى كما تقدم، وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا، ولا اسأل لنا ربك، ولا نحو ذلك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد فيه حديث، بل الذى ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر استسقى عمر بالعباس رضي الله عنهما، وقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون ". ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قائلين: يا رسول الله، ادع لنا واستسق لنا، ونحن نشكوا إليك ما أصابنا، ونحو هذا. لم يقله أحد من الصحابة قط، بل هو بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان.
    مجموع الفتاوى كتاب الفقه/ الزيارة

    قلت: انظر كيف فرق بين الطلب من الميت الفعل، وبين طلب الدعاء منه

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    ويقول ابن تيمية في فى الفتاوى [1/179]:
    وقال أيضا:
    يَنْهَى أَنْ يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ ، لَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ ، وَلَا الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَا غَيْرِهِمْ ؛ فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ ؛ بِخِلَافِ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الدُّعَاءِ وَالشَّفَاعَةِ ، فَإِنَّهُ لَا يُفْضِي إلَى ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ لَمْ يُعْبَدْ فِي حَيَاتِهِ بِحَضْرَتِهِ ، فَإِنَّهُ يَنْهَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ ؛ بِخِلَافِ دُعَائِهِمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ ، وَكَذَلِكَ دُعَاؤُهُمْ فِي مَغِيبِهِمْ هُوَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ . فَمَنْ رَأَى نَبِيًّا أَوْ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَقَالَ لَهُ " اُدْعُ لِي " ، لَمْ يُفْضِ ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، بِخِلَافِ مَنْ دَعَاهُ فِي مَغِيبِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، كَمَا قَدْ وَقَعَ . فَإِنَّ الْغَائِبَ وَالْمَيِّتَ لَا يَنْهَى مَنْ يُشْرِكُ ، بَلْ إذَا تَعَلَّقَتْ الْقُلُوبُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ أَفْضَى ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، فَدَعَا وَقَصَدَ مَكَانَ قَبْرِهِ أَوْ تِمْثَالِهِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، كَمَا قَدْ وَقَعَ فِيهِ الْمُشْرِكُونَ وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمُبْتَدِعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
    ملاحظة: فوله: ( بِخِلَافِ مَنْ دَعَاهُ فِي مَغِيبِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ ، كَمَا قَدْ وَقَع) خطأ لأن دعاءالغائب شرك أكبر اذا اعتقد سماعه وراء الأسباب.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اختلاف أهل العلم فى مسألة الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره.
    المذهب الأول: الاستحباب
    1) ويقول النووي الشافعي( ت: 676) هج: -في معرض حديثه عن آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم-: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتوسل به في حق نفسه، ويتشفَّع به إلى ربه سبحانه وتعالى" انتهى. [الأذكار ص/205].
    2)وقال ابن قدامة في المغني فيما يقوله من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انك قلت وقولك الحق (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ... )المغني لابن قدامة
    3)وقال ابن كثير فى قوله تعالى:( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك ...) وقد ذكر جماعة منهم : الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه " الشامل " الحكاية المشهورة عن العتبي ، قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
    يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
    ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبي ، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له اه
    أقول: هكذا ذكره على وجه الاستحسان ولم ينكرها ولوكان يراها عدم الجواز فضلا عن شركيتها لأنكرها
    ومما يستدل هؤلاء حديث الضرير الذى رواه الترمذي وأثر مالك الدار الذى رواه ابن ابى شيبة: الكوفي (159 هـ - 235 هـ)
    -قال الحافظ ابن حجرالعسقلاني فى "فتح الباري - 2/397" ما نصه(وروى ابن أبى شيبة بإسناد صحيح من رواية أبى صالح السمّان عن مالك لدار - وكان خازن عمر - قال: أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاءَ رجل إلى قبر النبى فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِیلَ لَهُ: ائْتِ عُمَرَ..الحديث . اه
    وتمامه: فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْقَونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَیك الْكَیسُ، عَلَیك الْكَیسُ، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَبَكَى عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: یا رَبِّ لاَ آلُو إلاَّ مَا عَجَزْت عَنْهُ.
    وقال الحافظ ابن كثير عنه : ((*إسناد صحيح*)) [ البداية والنهاية ص 98 / 7 ]*
    وضعفه بعض أهل العلم.
    فإن قيل : قد ذكر ابن تيمية فى موضع ءاخر أن هذا النوع من الدعاء شرك أكبر،
    كقوله: (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ...

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ...

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    وكذلك ذهب إلى ذلك ابن باز فى تعليقه على الفتح وابن عثيمين فى شرحه على اقتضاء الصراط المستقيم والشيخ بكر أبوزيد فى كتابه: تصحيح الدعاء، وكذلك أفتى الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك .
    فالقول بأن المسألة شرك أكبر ليس بصواب.
    أين ذهبوا الى ذلك وقد نقلت اقوالهم فى الصفحة الاولى
    واعيده عليك
    قال الامام عبد العزيز ابن باز رحمه الله
    "طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات لا يجوز ، وهو شرك أكبر عند أهل العلم ؛ لأنه لا يملك شيئاً بعدما مات عليه الصلاة والسلام ، والله يقول : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) الزمر/44 .
    فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك ، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : (صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة والسلام ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولهذا قال : (صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) .
    وأما حديث إنه تعرض عليه الأعمال فما وجد فيها من خير حمد الله وما وجد فيها من شر استغفر لنا فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أننا نطلب منه الشفاعة .
    فالحاصل أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأموات أمر لا يجوز ،
    وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر ؛
    لأنه طلب من الميت شيئاً لا يقدر عليه ، كما لو طلب منه شفاء المريض ، أو النصر على الأعداء أو غوث المكروبين أو ما أشبه ذلك ،
    فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر ،
    ولا فرق بين طلب هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من الشيخ عبد القادر ، أو من فلان أو فلان ،
    أو من البدوي أو من الحسين أو غير ذلك ؛ طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز ،
    وهو من أقسام الشرك .
    وإنما الميت يترحم عليه إذا كان مسلماً ، ويدعى له بالمغفرة والرحمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويدعو له ،
    أما أن يطلبه المدد أو الشفاعة أو النصر على الأعداء كل هذا لا يجوز ،
    وهذا من عمل أهل الجاهلية ومن عمل أهل الشرك ، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا وأن يحذر مثل هذا" انتهى .

    وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    : كثير من الطلبة يفهم من الشرك أنه طلب قضاء الحاجة من الأموات ، وأنه إذا طلب من الميت الشفاعة والدعاء ، يعني يدعو له ، فيقول هذا ليس من الشرك لكن يكون بدعة ؟
    فأجاب رحمه الله :
    (( هذا من الشرك الأكبر لا يستطيعون أن يدعوا له ولا يشفعوا له ، كلهم مرتهنون بأعمالهم ، والدعاء والشفاعة تكون في حياته ، ولهذا لما استسقى عمر بالصحابة لم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهم إنما استسقوا بالعباس وبيزيد بن الأسود وبالدعاء ، ولو كان هذا شرعيًا لاستسقوا بالنبي وقالوا : ادع لنا يا رسول الله ))
    وسئل رحمه الله : صرح بعض الناس أن هذا قول ابن تيمية ؟
    فأجاب : صرح ابن تيمية بأن هذا شرك أكبر.
    قال شيخ الإسلام : (( وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك . أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرًا حيا ، وينشدون قصائد يقول احدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أنا في جوارك ،اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة ، أشكو إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة . أو أن يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ... فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك ... ))
    هذا قول شيخ الإسلام الواضح الذي لا لبس فيه ، وهو الذي فهمه أهل العلم كما صرح بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله سوى بين طلب الدعاء من الغائب وطلب الدعاء من الميت عند قبره وطلب الشفاعة منه ، وجعل الثلاثة من أعظم أنواع الشرك ،
    قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
    " ومن الشبه التي تعلقوا بها : قضية الشفاعة ؛ حيث يقولون : نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله ، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله ؛ لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله ؛ فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم .
    والجواب : أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تسويغ ما هم عليه ، وقد كفَّرهم الله ، وسمَّاهم مشركين ؛ كما في قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ) انتهى .

    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في القسم الثالث من أقسام دعاء المخلوق :
    ( أن تدعو مخلوقاً ميتاً ، لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة ، فهذا شرك أكبر أيضاً ، لأنه لا يدعو من كان هذا حاله حتى يعتقد أن له تصرفاً خفياً في الكون ).

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله...

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    أليس هذا الكلام صريحا فى موضع النزاع
    فإنه جعل طلب الدعاء من الميت ذريعة إلى الشرك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •