تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 98

الموضوع: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    ثالثا: ثم إن كنت مريدا للحق فلماذا لاتجيب عن مثل هذا الكلام الصريح الذى أوردته عليك. يقول ابن تيمية فى الفتاوى: [1/330-331]:
    وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً فِي قُبُورِهِمْ ، وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ لِلْأَحْيَاءِ ، وَإِنْ وَرَدَتْ بِهِ آثَارٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ ذَلِكَ ،وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله...
    قل لى بربك مامعنى الذريعة؟
    هل الذريعة إلى الشرك الأكبر شرك أكبر أيضا؟
    أعطني الجواب من فضلك.

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    بل فى كلام ابن تيمية مايدل على أن الاستشفاع بالميت أقل شأنا من تحرى الدعاء عند القبور
    قال فى تفنيد ما ورد في استحباب الدعاء عند القبر --وان كنت لا أوافقه عليه--: قال: ( ولا يدخل في هذا الباب ما يروى من أن قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك فهذا كله حق ليس مما نحن فيه والأمر أجل من ذلك وأعظم وكذلك أيضا ما يروى أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الجدب عام الرمادة فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج فيستسقي الناس فإن هذا ليس من هذا الباب ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم وأعرف من هذا وقائع كثيرة، وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لغيره من أمته حاجة فتقضى له، فإن هذا قد وقع كثيراً، وليس هو مما نحن فيه وعليك أن تعلم:أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين، ليس مما يدل على استحباب السؤال، فإنه هو*" القائل صلى الله عليه وسلم: «إن أحدهم ليسألني المسألة فأعطيه إياها، فيخرج بها يتأبطها نارا "،
    فقالوا:*يا رسول الله، فلم تعطيهم؟قال:" يأبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل»
    وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال، لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم!!!! كما أن السائلين به في الحياة كانوا كذلك، وفيهم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة.!!!!
    فهذا القدرإذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حسن حال السائل، فلا فرق بين هذا وهذا.
    اقتضاء الصراط المستقيم:2/255
    وهذا الكلام يناقض كلامه السابق الذى يقضى بأن طلب الحاجة من الميت مباشرة شرك أكبر. هذا لاشك فيه.
    فالله أعلم قديكون هذاالقول قولا رجع عنه.

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    خامسا: لماذا لم تجب عن سؤالى ( ماهو ضابط الدعاء الشركي؟)
    أم أنت لست على بصيرة من أمر دينك؟
    فإن كنت تعرف هذا الضابط فاذكره لى وللمتابعين لنبنى الحوار عليه.
    وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
    فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح من القول على الله بلا علم.
    وبالله التوفيق.

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    لاتنس محل النزاع
    محل النزاع هو: طلب الدعاء من الميت عند قبره كما يسأل الحي بحجة أنه يسمع قوله ويستطيع أن يدعو له ويعتمد على ءاثار وردت فى ذلك.
    وليس محل النزاع :
    ▪︎من يدعوالغائب سواء كان حيا أوميتا فهذاكافر.
    ▪︎ولا من يعتقد أن الميت واسطة بينه وبين الله كالحجاب بين الملوك ورعيتهم.

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    محل النزاع هو: طلب الدعاء من الميت عند قبره كما يسأل الحي بحجة أنه يسمع قوله
    قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن: ( إن جاز التعلق بالأموات, جاز أن يستظهر العبد بالحفظة والملائكة الذين هم لا يفارقونهم بيقين, وهذا لا يقوله مسلم أصلاً, بل لو فعله أحد لكان شركاً بالله, فإذا لم يجز ذلك في حق الملائكة الحاضرين فإنه لا يجوز في حق أرواح أموات قد فارقت أجسادها ) الرسائل4/385.
    فسؤال الحي للميت وطلبه منه أن يدعو الله له ، هو حقيقة الدعاء لغة وشرعا ، من حيث إنه سأل وطلب ، والسؤال والطلب دعاء ، والدعاء عبادة ، وصرف العبادة لغير الله شرك
    قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله
    ( فمن جحد كون السؤال والطلب عبادة فقد صادم النصوص وخالف اللغة واستعمال الأمة سلفا وخلفا
    فالسؤال والطلب من الاموات ، داخل في عموم النصوص الدالة على النهي عن دعاء غير الله ، وأن من فعل ذلك فقد أشرك بربه ، كقوله تعالى : { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعآءِهم غافلون ، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعدآءً وكانوا بعبادتهم كافرين }
    { والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعآءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    ليس محل النزاع :
    ▪︎من يدعو الغائب سواء كان حيا أوميتا فهذا كافر
    ما الفرق بين دعاء الميت الغائب ودعائه عند قبره
    هل الشرك يختلف فى القرب والبعد الشرك هو الشرك سواء كان قريبا او بعيدا ما دام سأل الميت الشفاعة بمعنى انه طلب من الميت ان يدعوا له فقد صرف العبادة لغير الله
    قال شيخ الاسلام ( فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم وخطاب تماثيلهم ، هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين من غير أهل الكتاب ن وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله )


    إن طلب الدعاء من الميت عند قبره ذريعة إلى الشرك وليس شركا أكبر،
    قال شيخ الاسلام
    ومثل هذا كثير في القرآن ، ينهى أن يُدعى غير الله ، لا من الملائكة ، ولا من الأنبياء ، ولا غيرهم ،
    فإن هذا شرك أو ذريعة إلى الشرك ، بخلاف ما يطلب من أحدهم في حياته من الدعاء والشفاعة ، فإنه لا يفضي إلى ذلك ، فإن أحداً من الأنبياء والصالحين لم يعبد في حياته بحضرته فإنه ينهى من يفعل ذلك ، بخلاف دعائهم بعد موتهم ، فإن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم ، وكذلك دعاؤهم في مغيبهم ، هو ذريعة إلى الشرك ، فمن رأى نبياً أو ملكا من الملائكة وقال له : ادع لي ، لم يفض ذلك إلى الشرك به ، بخلاف من دعاه في مغيبه ، فإن ذلك يفضي إلى الشرك به كما قد وقع ، فإن الغائب والميت لا ينهى من يشرك ، بل إذا تعلقت القلوب بدعائه وشفاعته أفضى ذلك إلى الشرك به فدعي وقصد مكان قبره أو تمثاله أو غير ذلك ، كما قد وقع فيه المشركون ومن ضاهاهم من أهل الكتاب ومبتدعة المسلمين ) .
    هذا كلام شيخ الاسلام واضح فى معنى ذريعه الى الشرك
    انظر لبعض الصور قال انها ذريعه الى الشرك مع انك تقول ان دعاء الميت الغائب من الشرك الصريح وسأقتبس لك دعاء الغائب فى كونه ذريعة مع انه من الشرك الاكبر
    وكذلك دعاؤهم في مغيبهم ، هو ذريعة إلى الشرك
    هل يفهم احد هنا من كلمة ذريعة ان دعوة الميت الغائب من الشرك الاصغر لأنها ذريعة أو وسيلة مع انك أقررت ان دعاء الميت الغائب من الشرك الاكبر ومع ذلك قال شيخ الاسلام
    فمن رأى نبياً أو ملكا من الملائكة وقال له : ادع لي ، لم يفض ذلك إلى الشرك به ، بخلاف من دعاه في مغيبه ، فإن ذلك يفضي إلى الشرك به.....وكذلك دعاؤهم في مغيبهم ، هو ذريعة إلى الشرك


  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    خامسا: لماذا لم تجب عن سؤالى ( ماهو ضابط الدعاء الشركي؟)
    أم أنت لست على بصيرة من أمر دينك؟
    فإن كنت تعرف هذا الضابط فاذكره لى وللمتابعين لنبنى الحوار عليه.
    وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
    فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح من القول على الله بلا علم.
    قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - الدعاء نوعان؛ دعاء العبادة، ودعاء المسألة؛

    وقال- رحمه الله -: إنَّ دعاء المسألة: هو طلبُ ما ينفعُ الداعي، وطلبُ كشْف ما يضرُّه ودفْعِه

    قد أجمعَ العلماءُ على أنه إذا ثبتَ أنَّ الأمرَ عبادة، فصرْفُه لغير الله شِرْكٌ أكبرُ مُخْرِج من المِلَّة،
    والآيات متضافرة قال تعالى:
    ومن أضلُّ ممن يدعوا من دون الله
    من لا يستجيب له إلى يوم القيامة
    وهم عن دعائهم غافلون
    وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً
    وكانوا بعبادتم كافرين"


    الدعاء عبادة بل هو العبادة وصرفها لغير الله شرك أكبر فدعاء الأموات بكل صورةٍ عبادة مصروفة لغير الله ولافرق بين دعاء الأموات مباشرة وبين دعائهم لطلب دعائهم فكليهما دعاء للأموات
    والأدلة الشرعية لاتفرّق بين دعاء الميت الحاضر والغائب فمن فرق بين دعاء الميت الحاضر والغائب فعليه الدليل فغرض الداعي لطلب الدعاء من هؤلاء هو ظن أنَّ حاجته تقضى من طريق دعائهم وشفاعتهم
    وهذا هو الشرك الأكبر الذي وقع فيه مشركوا قريشٍ وأمثالهم
    وقد صدر شيخ الاسلام كلامه بوصفهم [بالمشركون]
    قال شيخ الإسلام ا بن تيمية رحمه الله في كتابه :قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/18)
    " والمشركون من هؤلاء قد يقولون إنا نستشفع بهم أى نطلب من الملائكة والأنبياء أن يشفعوا
    فإذا أتينا قبر أحدهم طلبنا منه أن يشفع لنا فإذا صوّرنا تمثاله- والتماثيل إما مجسدة وإما تماثيل مصورة -كما يصورها النصارى فى كنائسهم قالوا فمقصودنا بهذه التماثيل تذكُّر أصحابها وسِيَرهم ونحن نخاطب هذه التماثيل ومقصودنا خطاب أصحابها ليشفعوا لنا إلى الله
    فيقول أحدهم :يا سيدى فلان أو يا سيدى جرجس أو بطرس أو ياستى الحنونة مريم أو يا سيدى الخليل أو موسى بن عمران أو غير ذلك(اشفع لى إلى ربك) وقد يخاطبون الميت عند قبره ( سل لى ربك) أو (يخاطبون الحى وهو غائب)كما يخاطبونه لو كان حاضراً حياً وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها :يا سيدى فلان أنا فى حسبكأنا فى جوارك اشفع لى إلى الله سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا سل الله أن يكشف عنا هذه الشدةأشكوا إليك كذا وكذا فسل الله أن يكشف هذه الكربة
    أو يقول أحدهم :(سل الله أن يغفر لى) ومنهم من يتأول قوله تعالى :( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماً ) ويقولون :إذا طلبنا منه الإستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الإستغفار من الصحابة ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين فإن أحداً منهم لم يطلب من النبى بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين فى كتبهم وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخرى الفقهاء وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضى الله عنه سيأتى ذكرها وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى .
    فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفى مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود فى المشركين من غير أهل الكتاب وفى مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات مالم يأذن به الله تعالى قال الله تعالى :( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )فإن دعاء الملائكة والأنبياء- بعد موتهم -وفى مغيبهم وسؤالهم والإستغاثة بهم(( والإستشفاع بهم ))فى هذه الحال ونصب تماثيلهم بمعنى طلب الشفاعة منهم هو من الدين الذى لم يشرعه الله ولا ابتعث به رسولاًولا أنزل به كتاباً وليس هو واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا أمر به إمام من أئمة المسلمين وإن كان ذلك مما يفعله كثير من الناس ممن له عبادة وزهد ويذكرون فيه حكايات ومنامات فهذا كله من الشيطان وفيهم من ينظم القصائد فى دعاء الميت والإستشفاع به والإستغاثةأو يذكر ذلك فى ضمن مديح الأنبياء والصالحين فهذا كله ليس بمشروع ولا واجب ولا مستحب باتفاق أئمة المسلمين ومن تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة فهو ضال مبتدع بدعة سيئة لا بدعة حسنة باتفاق أئمة الدين فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب وكثير من الناس يذكرون فى هذه الأنواع من الشرك منافع ومصالح ويحتجون عليها بحجج من جهةالرأى أو الذوق أو من جهة التقليد والمنامات ونحو ذلك ... "
    فقول شيخ الاسلام يندرج تحته دعاء الميت بجميع انواعه ولم يخصص حاضر او غائب
    قال شيخ الاسلام

    قال ابن تيمية رحمه الله أيضاً في (27/72 ) :
    "وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك ويسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم
    وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا :( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )
    إلى أن قال رحمه الله (27/90) :
    "فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى " .[ما معنى اخى الكريم ببدعة تضاهى دين المشركين والنصارى لا شك انها البدعة الشركية ]
    إلى أن قال رحمه الله (27/98) :" وبالجملة ..
    فقد علم المسلمون كلهم أن ما ينزل بالمسلمين من النوازل فى الرغبة والرهبة مثل دعائهم عند الإستسقاء لنزول الرزق ودعائهم عند الكسوف والإعتداد لرفع البلاء وأمثال ذلك إنما يدعون فى ذلك الله (( وحده لا شريك له )) لا يشركون به شيئاً لم يكن للمسلمين قط أن يرجعوا بحوائجهم إلى غير الله عز وجل
    بل كان المشركون فى جاهليتهم يدعونه بلا واسطة فيجيبهم الله[ معنى ذلك انهم فعلوا ما لم يفعله المشركين الاوائل وفاقول شرك المشركين ببدعتهم - كتبه محمد عبد اللطيف ].. أفتراهم بعد التوحيد والإسلام لا يجيب دعاءهم إلا بهذه الواسطة التى ما أنزل الله بها من سلطان ؟! " .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/126) :
    " وإن أثبتم وسائط بين الله وبين خلقه- كالحجاب الذين بين الملك ورعيته -بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه فالله إنما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدباً منهم أن يباشروا سؤال الملك أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج .ف
    من أثبتهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتلوه فهؤلاء مشبهون لله شبهوا المخلوق بالخالق وجعلوا لله أنداداً " هذا هو فهمنا لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
    فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح
    استرح انت وخذ هذا القوس من كنانتى
    قال جل وعلا (وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ) (مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ)
    تشمل الملائكة والأنبياء والرسل ويُعنى بها الصالحون ويُعنى بها ما لا يعقل كالأصنام والأحجار والأشجار، وهذا من جهة دلالة اللغة.
    (فَإِن فَعَلْتَ) يعني إن دعوت من دون الله أحدا،
    وذلك الأحد موصوف بأنه لا ينفعك ولا يضرك
    (فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ)،
    وهذا إذا كان في حق النبي عليه الصلاة والسلام الذي كمّل الله له التوحيد إذا حصل منه الشرك فإنه يصبح ظالما ويصبح مشركا وحاشاه عليه الصلاة والسلام من ذلك،

    قال (فَإِن فَعَلْتَ) يعني إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك،
    (فَإِنَّكَ إِذاً) يعني بسبب تلك الدعوة من الظالمين، والظالمون جمع تصحيح للظالم والظالم اسم فاعل للظلم، والظلم المراد به هنا الشرك كما قال جل وعلا
    ?إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
    ثم قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
    ذكر الله جل وعلا القاعدة العامة في ذلك التي تقطع عروق الشرك من القلب
    حيث قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)،
    إذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر؟ يكشفه من قدّره ومن قضاه عليك،
    فهذا يقطع التوجه لغير الله تعالى ولكن ما دام أنه أذن فيما يقدر عليه المخلوق أن يتوجه عليه بطلب الغوث أو طلب السُّقيا أو نحو ذلك يكون ممن رُخص به
    قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ)، (بِضُرٍّ) هنا أيضا نكرة جاءت في سياق الشرط
    فيعم جميع أنواع الضر، سواء كان ضُرا في الدين أو كان ضرا في الدنيا،
    سواء كان ضرا في الدنيا من جهة الأبدان أو من جهة الأموال أو من جهة الأولاد أو من جهة الأعراض أو من أي شيء،
    فـ(إن ِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) بأي نوع من أنواع الضر (فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
    في الحقيقة الذي يكشف الضر هو الله جل وعلا، لا يكشف البلوى إلا الله سبحانه وتعالى، وإذا كان المخلوق يقدر على ذلك الكشف فإنما هو من جهة أنه سبب جعله الله سببا يقدر على أن يكشف بإذن الله جل وعلا، وإلا فالكاشف في الحقيقة هو الله جل وعلا،
    والمخلوق ولو كان يقدر فإنما قدر بإقدار الله له إذ هو سبب من الأسباب،
    فإذن ولا يكشف على الحقيقة إلا الله جل وعلا.

    .......
    (وقوله (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) دلالة الآية ظاهرة في الدعاء؛
    لأن الله قال (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ)
    فهي ظاهرة في أن ثم داعي وثم مدعو والمدعو غير الله جل وعلا
    (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِِعِبَاَدِتِهم ْ كَافِرِينَ).
    وجه دلالة من الآية أن استعمل كلمة (يَدْعُواْ) فجاء الوصف بأبشع الضلال على من دعا من دون الله أمواتا غير أحياء،
    والدليل على أنه أراد الأموات ولم يرد الأصنام والأحجار
    أنه قال (مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ)
    فجعل غاية الاستجابة إلى يوم القيامة؛ المنع من الاستجابة إلى يوم القيامة،
    وهذه في الأموات لأن الميْت إذا كان يوم القيامة نُشر وصار يسمع ورُبما أجاب من طلبه إذْ هو حي يكون في ذلك المقال حي وهو كان قادرا،
    وأما الميْت -من هو في البرزخ-
    فهو الذي يصدق عليه وصف الله جل وعلا بقوله (مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ).

    (إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) وهذا الوصف ليس للأصنام إنما هو للأموات
    [كفاية المستزيد ]

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وءاله وصحبه
    وبعد:
    قولك: (هل يفهم احد هنا من كلمة ذريعة ان دعوة الميت الغائب من الشرك الاصغر لأنها ذريعة أو وسيلة مع انك أقررت ان دعاء الميت الغائب من الشرك الاكبر ومع ذلك قال شيخ الاسلام......)
    أخى هل نفسر كلام العالم بالمعنى الذى عرف أنه يريده من هذا اللفظ أم بمعنى أجنبى لم يرد فى أقواله أن هذا اللفظ يحتمل هذا المعنى ؟
    طبعا سيكون جوابك بالأول ان كنت منصفا.
    اذا فتعال نبحث فى أقوال ابن تيمية معنى كلمة( ذريعة) ماذا يعنيه بها؟ وبماذا يفسرها به؟
    قال ابن تيمية:( والذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء لكن صارت في عرف الفقهاء عبارة عما أفضت إلى فعل محرم، ولو تجردت عن ذلك الإفضاء لم يكن فيها مفسدة، ولهذا قيل: الذريعة الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم) الفتاوي الكبري1/172
    هاهو ابن تيمية يفسر الذريعة لغة ويبين اصطلاح الفقهاء فيها، وقد اتفق الكل على أن الذريعة ماتوصل إلى الشىء لانفس الشىء.
    فمن أين أخذت أن الذريعة تطلق على نفس الشرك الأكبر.
    أفدنا مشكورا.
    أما كلام ابن تيمية هذا فقد يكون قولا رجع عنه فإنه بشر ليس بمعصوم،
    وإن لم يرجع عنه فهو مردود عليه فالحق أحق أن يتبع.
    وابحث هنا معنى كلمة الذريعة:
    https://www.alukah.net/sharia/0/6987/

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    (قولك: ما الفرق بين دعاء الميت الغائب ودعائه عند قبره
    هل الشرك يختلف فى القرب والبعد الشرك هو الشرك سواء كان قريبا او بعيد...)

    أقول: نعم القرب والبعد له علاقة بالشرك وعدمه، فمن طلب من غائب الدعاء فهو مشرك، ومن طلبه من حاضر فليس بمشرك ولاعاص.
    وهذا محل اتفاق بينى وبينك، فكذالك يأتى هذا الفرق بين طالب الدعاء من الميت بعيدا عن قبره وبين طالب الدعاء منه عند قبره، فالأول مشرك ومناط شركه صرف صفة السمع المطلق والعلم بالغيب لغيرالله.
    أما الثانى الذى لم يعتقد في الميت أن له سمعا كسمع الله وعلما كعلم الله ولا يعتقد أنه واسطة بينه وبين الله كواسطة الحجاب بين الملوك والرعية، بل يعتقد أن الميت يسمع استنادا إلى الأحاديث التى وردت فى ذالك - ومسألة سماع الموتى مسألة اجتهادية كماهو معلوم لكل من له بحث فى الباب- أقول: هذا الثانى فمامناط شركه؟ هذه هى المسألة.

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    فمن أين أخذت أن الذريعة تطلق على نفس الشرك الأكبر.
    أفدنا مشكورا.
    أخذت ذلك من سياق كلامه فكلام شيخ الاسلام يوضح بعضه بعضا ولا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    - أما تحديدك لضابط الدعاء الشركي بقول ابن تيمية-: (إنَّ دعاء المسألة: هو طلبُ ما ينفعُ الداعي، وطلبُ كشْف ما يضرُّه ودفْعِه.) فخطأ محض وسوء فهم لكلام الشيخ.
    فابن تيمية هنا لايعرف الدعاء الشركي، بل يعرف دعاء المسألة عموما سواء كانت شركا أو توحيدا.
    وجريا على تعريفك هذا سيكون كل من سأل غيرالله نفعا أو سأله كشف مايضره مشركا وهذا باطل لأنه بني على باطل.
    وضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله)
    هذا هو التعريف الجامع المانع للدعاء الشركي. ومن عرف بغيره تناقض عند التطبيق.
    فهل توافقني على هذا الضابط أم تخالفنى فيه؟
    لابد من تحديد هذا الضابط. قبل الاستدلال
    والا يكون الحوار بلانتيجة.

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة

    أقول: نعم القرب والبعد له علاقة بالشرك وعدمه، فمن طلب من غائب الدعاء فهو مشرك، ومن طلبه من حاضر فليس بمشرك ولاعاص.
    وهذا محل اتفاق بينى وبينك،
    محل الاتفاق فى الحى الحاضر أما الميت فليس محل اتفاق بيننا فلا فرق بين سؤال الميت عند القبر وسؤاله من بعيد
    ولا تعجل على الآن لأن الوقت ضيق جدا وسأجيبك على بقية الاسئلة بعد الافطار إن شاء الله ولكن لا تسلك طريقه يحذف بسببها الموضوع كما أقحمت سابقا مسألة الالزام بالتكفير -فمسألتنا اختلاف العلماء فى طلب الدعاء من الميت ان يدعوا له وهى مسألة خلافية لا صلة بالتكفير بين المختلفين أما الفاعل فيصدق عليه الشرك الاكبر عندى -أما المختلِف معنا كحضرتك مستدلا بكلام أهل العلم فالخلاف قائم ولا تكفير للمخالف الا بما أجمع عليه اهل العلم -
    الخلاف فى هذه المسألة كالخلاف فى كفر تارك الصلاة تماما ولكن لا تسحب ذلك على جميع انواع الشفاعة لغير الله -وتقول ببطلان الاجماعات التى ذكرها الامام محمد ابن عبد الوهاب وانها لا اساس لها من الصحة- هذا ليس مناط الخلاف
    أراك لاحقا ان شاء الله

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    فابن تيمية هنا لايعرف الدعاء الشركي، بل يعرف دعاء المسألة عموما سواء كانت شركا أو توحيدا.
    وجريا على تعريفك هذا سيكون كل من سأل غيرالله نفعا أو سأله كشف مايضره مشركا وهذا باطل لأنه بني على باطل.
    وضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله)
    هذا هو التعريف الجامع المانع للدعاء الشركي. ومن عرف بغيره تناقض عند التطبيق.
    فهل توافقني على هذا الضابط أم تخالفنى فيه؟
    لابد من تحديد هذا الضابط. قبل الاستدلال
    والا يكون الحوار بلانتيجة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    فابن تيمية هنا لايعرف الدعاء الشركي، بل يعرف دعاء المسألة عموما سواء كانت شركا أو توحيدا.
    اولا نحن نتكلم عن دعاء الاموات وتسمى هذه المسألة بالشفاعة
    هذه الطريقة التى أَسْتَدِل بها - هى من الادلة المتنوعة على اثبات كون الدعاء عبادة وصرفها للاموات شرك
    إذا ثبتَ أنَّ الأمرَ عبادة، فصرْفُه لغير الله شِرْكٌ أكبرُ مُخْرِج من المِلَّة

    فيثبت كون تلك المسألة من العبادة ,فإذا ثبت أنّها من العبادة يستدل بالأدلّة العامة على أنّه لاتجوز ولا تسوغ العبادة لغير الله مثل { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } [الجن/18] وقوله صلى الله عليه وسلّم الدّعاء هو العبادة صحيح الجامع/ إلى غير ذلك من الأدلة العامة.
    الثاني:خاص هوأنّ كل نوع من تلك الأنواع له دليل خاص يثبت أنّ صرفه لغير الله شرك وأنّه يجب إفراد المولى جلّ وعلا بذلك النوع من أنواع العبادة
    فالاستدلال بكلام شيخ الاسلام فى كون ذلك عبادة لله ويستدل بعد ذلك على ان صرفه لغير الله شركا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة

    وضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله)
    وما الذى يقدر عليه الميت حتى يدعى ويستجيب ويسمع سمع اجابة
    فالمقطوع به ان الميت لا ينفع من يسأله ولا يشفع لمن يدعوه ولا يدعون الله من يسألوهم الدعاء
    واعتقاد المستشفع بأن الميت يسمع سمع اجابة أو ينفع أو يضر أو يشفع هو اعتقاد المشركين
    وهو ما يتعلق به جميع القبوريين فهل اعتقاد القبوريين وظنهم ان الميت يسمع عذرا لهم
    هل اعتقاد القبوريين بأن الله هو النافع والضار لايجعل صرفهم العبادة لغير الله شركا
    أم مجرد صرف العبادة بدون اعتقاد شركا
    من الذى اشترط فى كون الاعتقاد لايجعل صرف العبادة شركا
    بل الاعتقاد بكون الميت يعلم الغيب شركا مستقلا حتى ولم يصرف الدعاء لغير الله
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى فى شرح تطهير الاعتقاد
    فإن الاستغاثة بالمخلوقين الأحياء فيما يقدرون عليه لا ينكرها أحد لأن الناس حينما يستغيثون يوم القيامة بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى هذا وهم أحياء، والاستغاثة بالحي لا شيء فيها إذا كان يقدر على التنفيذ، كإنسان غريق في البحر وعنده سباح فقال للسباح: أغثني، والسباح عنده قدرة على إنقاذه فأنقذه، فمثل هذا لا شيء فيه، وكذا لو أن إنساناً عليه ديون فاستغاث بمن يعينه على قضاء دينه فأغاثه، فلا بأس في ذلك، وعلى هذا فقس،
    وإنما الممنوع هو الاستغاثة بالميت؛ لانتهاء الأمل فيه، وكذا تمنع الاستغاثة بالغائب الذي لا يسمع، أو الاستغاثة بالحي في شيء لا يقدر عليه إلا الله، فهذا وأمثاله من الشرك.
    وهنا مسألة مهمة وهو الفرق بين التوسل والشفاعة
    سئل الشيخ صالح آل الشيخ – :

    "
    سؤال: ما الفرق بين التوسل والشفاعة، نرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً.

    الجواب:
    التوسل هو اتخاذ الوسيلة، والوسيلة: هي الحاجة نفسها، أو ما يوصل إلى الحاجة ، وقد يكون ذلك التوسل باستشفاع، يعني: بطلب شفاعة؛ بمعنى أنه يريد أن يصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بالاستشفاع، وقد يروم التوصل إلى حاجته –بحسب ظنه- بغير الاستشفاع؛ فيتوسل مثلاً بالذوات ؛ فيسأل الله بذات فلان، أو بجاهه، أو بحرمته، مثل أن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك محمد –بعد وفاته عليه الصلاة والسلام- ، أو يقول: اللهم إني أسألك بأبي بكر، أو بعمر، أو بالإمام أحمد، أو بابن تيمية، أو بالولي الفلاني، أو بأهل بدر، أو بأهل بيعة الرضوان، أو بغيرهم. فهذا هو الذي يسمونه توسلاً، وهذا التوسل معناه: أنه جعل أولئك وسيلة، وأحياناً يستعمل في التوسل لفظ: الحرمة، والجاه، فيقول: أسألك بحرمتهم، أو أسألك بجاههم، ونحو ذلك .

    أما الاستشفاع: فهو أن يسألهم الشفاعة أي: يطلب منهم أن يشفعوا له.

    فتحصل من ذلك: أن التوسل يختلف عن الاستشفاع، في أنَّ المستشْفِع: طالب للشفاعة، وقد عُلم أن الشفاعة إذا طلبها من العبد يكون قد سأل غير الله، وأما المتوسل – بحسب عُرْف الاستعمال- فإنه يسأل الله، لكن يجعل ذلك بوسيلة أحدٍ.


    فالاستشفاع: سؤال لغير الله، وأما الوسيلة فهي سؤال الله بفلان، أو بحرمته، أو بجاهه: وكل هذا لا يجوز؛ لأنه اعتداء في الدعاء؛ ولأنه بدعة محدثة ووسيلة إلى الشرك، وأما الاستشفاع بالمخلوق الذي لا يملك الدعاء، كالميت، أو الغائب، أو نحوهما: فهو شرك أكبر؛ لأنه طلب ودعاء لغير الله.

    فالتوسل –بحسب العرف- هو من البدع المحدثة، ومن وسائل الشرك، وأما طلب الشفاعة من غير الله فهو دعاء غير الله، وهو شرك أكبر.

    لكنْ الجاهليون والخرافيون والقبوريون يسمون جميع عباداتهم الشركية –من طلب الشفاعة، والذبح، والنذر، والاستغاثة بالموتى، ودعائهم- توسلاً ، وهذا غلط في اللغة، والشرع معًا ، فالكلام في أصله لا يصح؛ فإن بين التوسل والشفاعة فرقاً من حيث مدلول المعنى اللغوي، فكيف يسوَّى بينهما في المعنى؟! أما إذا أخطأ الناس وسموا العبادات المختلفة توسلاً فهذا غلط من عندهم، لا يتحمله الشرع، ولا تتحمله اللغة ) .

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    بل فى كلام ابن تيمية مايدل على أن الاستشفاع بالميت أقل شأنا من تحرى الدعاء عند القبور
    كيف يكون طلب الشفاعة من الميت أقل شأناََ من تحرى دعاء الله عند القبر
    كيف يكون الشرك أقل شأناََ من الوسيلة اليه ؟؟؟؟
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كتاب التوحيد
    قال رحمه الله (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح)، صورة ذلك: أن يأتي إلى قبر رجل صالح يعلم صلاحه -إما أن يكون من الأنبياء والمرسلين، أو أن يكون من صالحي هذه الأمة، أو صالحي أمة غير هذه الأمة- فيتحرّى ذلك المكان لكي يعبد الله وحده دون ما سواه، فيأتي إلى هذا القبر أو يأتي إلى هذه البقعة لكي يعبد الله فيها رجاء بركة هذه البقعة، وهذا يروج عند كثيرين في أنّ ما حول القبور -قبور الصالحين أو قبور الأنبياء- مبارك وأن العبادة عندها ليست كالعبادة عند غيرها، والنبي عليه الصلاة والسلام غلّظ في ذلك مع أن المغلَّظ عليه لم يعبد إلا الله جل وعلا ولم يعبد صاحب القبر؛ لكنه اتخذ ذلك المكان رجاء بركته ورجاء تنزل الرحمات -كما يقولون- ورجاء تنزل النسمات والفضل من الله عليه واختاره لأجل بركته؛ ولكنه لم يعبد إلا الله جل وعلا، ومع ذلك لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك الصِّنف الذين يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.
    وقوله هنا (فيمن عبد الله) يعني لم يشرك بالله، عبد الله وحده، صلى لله مخلصا، أو دعا لله مخلصا، أو تضرّع واستغاث واستعاذ لله جل وعلا مخلصا عند قبر رجل صالح؛ لكنه تحرى القبر لأجل البركة.
    والرجل الصالح -كما سبق أن ذكرنا- هو المقتصد الذي أتى بالواجبات وابتعد عن المحرمات، وأعلى منه درجة السابق بالخيرات، فالصالحون من الرجال والنساء مقامات هم درجات عند الله.
    وبعض أهل العلم يعبرون بتعريف الرجل الصالح بقوله: الصالح من عباد الله هو القائم بحقوق الله القائم بحقوق عباده. وهذا صحيح؛ ولأن المقتصد قائم بحقوق الله قائم بحقوق عباده، أتى بالواجبات وانتهى عن المحرمات، وأعظم منه درجة السابق بالخيرات.


    (فكيف إذا عبده؟) يعني هذا التغليظ جاء فيمن اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، ومن أسرج على القبور أو من عظم القبور وعظم من فيها وعبد الله جل وعلا عندها؛ عبد الله وحده، جاء فيه اللعن وجاء فيه أنه من شرار الخلق عند الله.
    فكيف إذا توجّه ذلك العابد، إلى ذلك القبر يدعوه، أو يرجوه، أو يخافه، أو يأمل منه، أو يستغيث به، أو يصلي له، أو يذبح له، أو يستشفع به؟ لاشك أن هذا أعظم وأعظم في التغليظ من عبادة الله وحده عند قبر رجل صالح.

    قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم :
    لكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول وهو تعظيم الأمكنة التي لا خصيصة لها إما مع العلم بأنه لا خصيصة لها أو مع عدم العلم بأن لها خصيصة إذ العبادة والعمل بغير علم منهي عنه كما أن العبادة والعمل بما يخالف العلم منهي عنه ولو كان ضبط هذه الأمور من الدين لما أهمل ولما ضاع عن الأمة المحفوظ دينها المعصومة عن الخطأ ، وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله


    وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثير مثل أن رجلا دعا عندها فاستجيب له أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ونحو ذلك وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام فإن القوم كانوا أحيانا يخاطبون من الأوثان وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها ولذلك يجري لهم مثل ما يجري لأهل الأبداد من أهل الهند وغيرهم .
    وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه والمساجد التي هي بيوته وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال : إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل . فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه ولا يأتي بخير فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع
    وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدق التجائه وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي ، فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم فيسقون وينصرون ويعافون . انتهى.
    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن فى منهاج التأسيس

    فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهة المشركين أو هو الشرك بعينه؟ فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض سواء كانت البقعة شجرة أو عين ماء أو قناة جارية أو جبلا أو مغارة، وسواء قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه، أو ليتنسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادات التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به لا عينا ولا نوعا .. ـ ثم قال: هذه البقاع التي يعتقد لها خصيصة كائنة ما كانت، فإن تعظيم مكان لم يعظمه الشرع شر من تعظيم زمان لم يعظمه. فإن تعظيم الأجسام بالعبادة عندها أقرب إلى عبادة الأوثان من تعظيم الزمان، حتى إن الذي ينبغي تجنب الصلاة عندها وإن كان المصلي لايقصد تعظيمها؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى تخصيصها بالصلاة فيها، كما ينهى عن الصلاة عند القبور المحققة، وإن لم يكن المصلي يقصد الصلاة لأجلها. ـ إلى أن قال ـ: وهذه المشاهد الباطلة إنما وضعت مضاهاة لبيوت الله وتعظيما لما لم يعظمه الله وعكوفا على أشياء لا تنفع ولا تضر، وصدا للخلق عن سبيل الله. وهي عبادته وحده لا شريك له بما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، واتخاذها عيدا
    والاجتماع عندها واعتياد قصدها؛ فإن العيد من المعاودة ـ إلى أن قال ـ: وأكثر ما تجد الحكايات المتعلقة بهذا عند السدنة والمجاورين لها الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله، وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثير مثل: أن رجلا دعا عندها فاستجيب له، أو نذر لها إن قضى الله حاجته فقضيت حاجته ونحو ذلك. وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام؛ فإن القوم أحيانا كانوا يخاطبون من الأوثان، وربما تقضي حوائجهم إذا قصدوها، وكذلك يجري لأهل الأبدال من أهل الهند وغيرهم، وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله كأنه يمينه. والمساجد التي هي بيوته، وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل الأرض.
    قال الشيخ عبد اللطيف
    فأين العراقي عن هذه العبارة التي فيها أن الاستدلال باستجابة الدعاء وقضاء الحاجة من الشبهات التي حدث الشرك في الأرض بسببها؟.
    ثم قال الشيخ: وأما إجابة الدعاء فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدقه. وقد يكون سبه مجرد رحمة الله، وقد يكون أمرا قضاه الله لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى وإن كانت فتنة في حق الداعي، فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم، فيسقون وينصرون ويعافون ويرزقون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم، وقد قال سبحانه وتعالى: {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا

    وقال تعالى: {وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}
    وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تعدادها. ليس هذا موضع تفصيلها، وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين، والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة،

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    الشفاعة الشركية
    قال ابن القيم رحمه الله
    ﴿أَمِ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَاۤءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُوا۟ لَا یَمۡلِكُونَ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَعۡقِلُونَ ۝٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَـٰعَةُ جَمِیعࣰاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠ تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ ۝٤٤﴾ [الزمر ٤٣-٤٤]

    أخبر تبارك وتعالى أن الشفاعة لمن له ملك السماوات والأرض، وهو الله وحده.
    فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده. فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه.
    فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده.
    وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم، وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه، بقوله تعالى:
    ﴿واتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٌ شَيْئًا ولا يُقْبَلُ مِنها عَدْلٌ ولا تَنْفَعُها شفاعَةٌ﴾ [البقرة: ١٢٣] وقوله ﴿يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا أنُفْقِوا مِمّا رَزَقْناكم مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يوْمٌ لا بَيْعٌ فِيه ولا خُلّةُ ولا شَفاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤] وقال تعالى: ﴿وَأنْذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إلى رَبهِمْ لَيْسَ لَهم مِن دُونِهِ ولِى ولا شَفِيعٌ لَعَلّهم يَتّقُونَ﴾ [الأنعام: ٥١] وقال: ﴿اللهُ الّذِي خَلَقَ السَّموات والأرْضَ بَيْنَهُما في سِتَّةِ أيّامٍ ثم اسْتَوى عَلى العَرْشِ مالَكم مِن دُونِهِ مِن ولِىٍّ ولا شَفِيعٍ﴾ [السجدة: ٤].
    فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه، بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه. كما قال تعالى:
    ﴿ما مِن شَفِيعٍ إلا مِن بَعْدِ إذْنِهِ﴾ [يونس: ٣].
    وقال: ﴿مَن ذا الّذِي يَشْفَعَ عِنْدَهُ إلا بِإذْنِه﴾ [البقرة: ٢٥٥] فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه، ولا الشافع شفيع من دونه، بل شفيع بإذنه.
    والفرق بين الشفيعين، كالفرق بين الشريك والعبد المأمور.
    فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له. ويقول: اشفع في فلان. ولهذا كان أسعد الناس بشفاعته سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه، وهم الذين ارتضى الله سبحانه.
    قال تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إلا لَمِنِ ارْتَضى﴾ [الأنبياء: ٢٨]، وقال: ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إلا مَن أذِنَ لَهُ الرَّحمنُ ورَضِى لَهُ قَوْلًا﴾ [طه: ١٠٩]
    فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له، وإذنه للشافع فيه،
    فأما المشرك فإنه لا يرتضيه، ولا يرضى قوله، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علقها
    بأمرين: رضاه عن المشفوع له، وإذنه للشافع، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
    وسر ذلك:
    أن الله له الأمر كله وحده، فليس لأحد معه من الأمر شيء، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده: هم الرسل والملائكة المقربون، وهم عبيد محض، لا يسبقونه بالقول، ولا يتقدمون بين يديه، ولا يفعلون شيئًا إلا بعد إذنه لهم، وأمرهم. ولاسيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا، فهم مملوكون مربوبون، أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه.
    فإذا أشرك بهم المشرك، واتخذهم شفعاء من دونه، ظنًا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله،
    فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه
    فإن هذا محال ممتنع، شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء،
    حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج.
    وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام، واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي.
    والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق، والرب والمربوب، والسيد والعبد، والمالك والمملوك، والغنى والفقير، والذي لا حاجة به إلى أحد قط، والمحتاج من كل وجه إلى غيره.
    فالشفعاء عند المخلوقين:
    هم شركاؤهم، فإن قيام مصالحهم بهم، وهم أعوانهم وأنصارهم، الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم، ولولاهم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في الناس، فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم، وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع، لأنهم يخافون أن يردوا شفاعتهم، فتنتقض طاعتهم لهم، ويذهبون إلى غيرهم. فلا يجدون بدًا من قبول شفاعتهم على الكره والرضى.
    فأما الغني الذي غناه من لوازم ذاته، وكل ما سواه فقير إليه بذاته. وكل من في السماوات والأرض عبد له، مقهورون بقهره، مصرفون. بمشيئته. لو أهلكهم جميعًا لم ينقص من عزه وسلطانه وملكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة.
    قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إنَّ اللهَ هو المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إنْ أرادَ أنْ يُهْلِكَ الَمْسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ ومَن في الأرْضِ جَمِيعًا وللهِ مُلْكُ السَّمواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما يخلق ما يشاء واللهُ عَلى كَل شَئٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة: ١٧]، وقال سبحانه في سيدة آي القرآن: آية الكرسى: ﴿لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ مَن ذا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] وقال: ﴿قل لله الشّفاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ﴾ [الزمر: ٤٤].
    فأخبر أن حال ملكه للسماوات والأرض يوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده،
    وأن أحدًا لا يشفع عنده إلا بإذنه، فإنه ليس بشريك، بل مملوك محض، بخلاف شفاعة أهل الدنيا بعضهم عند بعض.
    فتبين أن الشفاعة التي نفاها الله سبحانه في القرآن هي هذه الشفاعة الشركية التي يعرفها الناس، ويفعلها بعضهم مع بعض، ولهذا يطلق نفيها تارة، بناءً على أنها هي المعروفة المتعاهدة عند الناس، ويقيدها تارة بأنها لا تنفع إلا بعد إذنه، وهذه الشفاعة في الحقيقة هي منه، فإنه الذي أذن، والذي قبل، والذي رضى عن المشفوع والذي وفقه لفعل ما يستحق به الشفاعة وقوله.
    فمتخذ الشفيع مشرك، لا تنفعه شفاعته، ولا يشفع فيه، ومتخذ الرب وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه، ومرجوه، ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده، ويطلب رجاءه، ويتباعد من سخطه هو الذي يأذن الله سبحانه للشفيع أن يشفع فيه.
    قال تعالى: ﴿أمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ شُفَعاءَ﴾، إلى قوله: ﴿قُلْ للهِ الشّفاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٤٣-٤٤]،
    وقال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ ما لاَ يَضُرُّهم ولا يَنْفَعُهم ويَقُولُونَ هؤلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ الله قُلْ أتُنَبئُونَ اللهَ بما لا يعْلمُ في السَّماواتِ ولا في الأرْضِ سُبْحانَهُ وتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ [يونس: ١٨]،
    فبين سبحانه أن المتخذين شفعاء مشركون، وأن الشفاعة لا تحصل باتخاذهم هم، وإنما تحصل بإذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع.
    وسر الفرق بين الشفاعتين
    : أن شفاعة المخلوق للمخلوق، وسؤاله للمشفوع عنده، لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده، لا خلقًا، ولا أمرًا، ولا إذنًا، بل هو سبب محرك له من خارج، كسائر الأسباب التي تحرك الأسباب،
    وهذا السبب المحرك قد يكون عند المتحرك لأجله ما يوافقه كمن يشفع عنده في أمر يحبه ويرضاه،
    وقد يكون عنده ما يخالفه كمن يشفع إليه فى أمر يكرهه، ثم قد يكون سؤاله وشفاعته أقوى من المعارض،
    فيقبل شفاعة الشافع. وقد يكون المعارض الذي عنده أقوى من شفاعة الشافع، فيردها ولا يقبلها،
    وقد يتعارض عنده الأمران، فيبقى مترددًا بين ذلك المعارض الذي يوجب الرد، وبين الشفاعة التي تقتضى القبول، فيتوقف إلى أن يترجح عنده أحد الأمرين بمرجح،
    فشفاعة الإنسان عند المخلوق مثله: هي سعى في سبب منفصل عن المشفوع إليه يحركه به، ولو على كره منه،
    فمنزلة الشفاعة عنده منزلة من يشفع يأمر غيره، أو يكرهه على الفعل، إما بقوة وسلطان، وإما يرغبه شفاعته، فلا بد أن يحصل للمشفوع إليه من الشافع إما رغبة ينتفع بها، وإما رهبة منه تندفع عنه بشفاعته.
    وهذا بخلاف الشفاعة عند الرب سبحانه،
    فإنه ما لم يخلق شفاعة الشافع، ويأذن له فيها، ويحبها منه، ويرضى عن الشافع، لم يمكن أن توجد،
    والشافع لا يشفع عنده لحاجة الرب إليه، ولا لرهبته منه، ولا لرغبته فيما لزمه، وإنما يشفع عنده مجرد امتثال أمره وطاعته له، فهو مأمور بالشفاعة، مطيع بامتثال الأمر،
    فإن أحدًا من الأنبياء والملائكة وجميع المخلوقات لا يتحرك بشفاعة ولا غيرها إلا بمشيئة الله تعالى، وخلقه،
    فالرب سبحانه وتعالى هو الذي يحرك الشفيع حتى يشفع، والشفيع عند المخلوق هو الذي يحرك المشفوع إليه حتى يقبل، والشافع عند المخلوق مستغن عنه في أكثر أموره، وهو في الحقيقة شريكه، ولو كان مملوكه وعبده. فالمشفوع عنده محتاج إليه فيما يناله منه من النفع بالنصر، والمعاونة وغير ذلك، كما أن الشافع محتاج إليه فيما يناله منه: من رزق، أو نصر، أو غيره، فكل منهما محتاج إلى الآخر.
    ومن وفقه الله تعالى لفهم هذا الموضع ومعرفته، تبين له حقيقة التوحيد والشرك، والفرق بين ما أثبته الله تعالى من الشفاعة وبين ما نفاه وأبطله، ﴿وَمَن لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نورًا فماله مِن نُورٍ﴾

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    قولك:(أخذت ذلك من سياق كلامه فكلام شيخ الاسلام يوضح بعضه بعضا ولا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال)
    أولا: يامحمد هنا كلام صريح للشيخ يفسر فيه معنى الذريعة لغة واصطلاحا.
    هل نترك هذا التعريف المتفق عليه بين أهل اللسان وأهل الشرع بشهادة الشيخ ونؤول كلامه بتأويل لايحتمل اللفظ لاشرعا ولالغة؟
    أليس هذا إنكارا سافرا للحقائق؟
    ثانيا: حتى لوتنزلنا لك فالسياق ليس للشرك فقط بل للشرك وللذريعة، وهذا نص الشيخ الذى قلت ان سياقه فى الشرك الأكبر، قال : (ومثل هذا كثير في القرآن ، ينهى أن يُدعى غير الله ، لا من الملائكة ، ولا من الأنبياء ، ولا غيرهم ، فإن هذا شرك اوذريعة إلى الشرك...انظر: كيف غاير بين اللفظين ، قال: (شرك أو ذريعة إلى الشرك) فهل يقول عاقل ان معنى اللفظين واحد؟ فالشرك الأكبر وذريعته شرك أكبر؟ هل رأيت عربيا قال هذا فضلا عن عالم مثل ابن تيمية؟
    ألا يكفيك هذا دليلا على خطإ ماتنسبه إلى الشيخ من أنه يطلق الذريعة على الشرك الأكبر؟
    فإن كان هناك أحد- من أهل اللغة أو من علماء الشريعة-قال بهذا فأتنى به مشكورا، والا فلنتق الله فيما ننسبه إلى العلماء من أقوال.

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    قلت لك: ضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله) وسألتك هل توافقني عليه أم تخالفنى؟
    فقلت: (وما الذى يقدر عليه الميت حتى يدعى ويستجيب ويسمع سمع اجابة)
    أقول: أخى ماالذي يمنعك من أن تقول أوافقك أو لا أوافقك على هذا الضابط؟
    والآن أعلمك بأننى لا أستطيع مواصلة الحوار على هذا النمط.
    فإما أن تحدد لى ضابط الدعاء الشركي عندك ان كنت تخالفنى فيه واما أن تقول لى أوافقك عليه، ثم نشرع فى التنزيل على صورة الخلاف.
    حددلى متى يكون دعاء غيرالله شركا ؟

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    قولك:(كيف يكون طلب الشفاعة من الميت أقل شأناََ من تحرى دعاء الله عند القبر)
    أخى
    حينما نتكلم عن فهم ابن تيمية للمسألة لماذا تورد علي أقوال علماء يعبرون عن فهمهم للمسألة؟ ولماذا لاتحل الإشكال الذى فى كلامه؟ وتصور كأنى أنسب اليه مالم يقله؟
    أنا لا اعتقد أن الاستشفاع اقل شأنا من تعظيم الأمكنة، بل هذا كلام ابن تيمية بين يديك فسره لى ان كنت فهمته خطأ.
    ولاتورد علي أقوالا لغيره.

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    فإما أن تحدد لى ضابط الدعاء الشركي عندك ان كنت تخالفنى فيه واما أن تقول لى أوافقك عليه، ثم نشرع فى التنزيل على صورة الخلاف.
    حددلى متى يكون دعاء غيرالله شركا

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تنبيه العباد إلى ما فى مسألة الاستشفاع من الاختلاف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    فإما أن تحدد لى ضابط الدعاء الشركي عندك ان كنت تخالفنى فيه واما أن تقول لى أوافقك عليه، ثم نشرع فى التنزيل على صورة الخلاف.
    حددلى متى يكون دعاء غيرالله شركا
    تعريفك للدعاء الشركى غير جامع لجميع صور الدعاء الشركى

    دعاء غير الله من الأموات في كشف غمة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك أو دعائهم ليدعوا له شرك؛ لأن هذا الدعاء عبادة وقربة
    فالتوجه بها إلى الله وحده توحيد،
    وصرفها لغيره شرك أكبر
    قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ . وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ* فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ- وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 106، 107]،
    وقال تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا} [الجن: 17]،
    وقال سبحانه: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ* لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
    إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على اختصاص الله بالدعاء،
    و قال تعالى{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}
    وكما تقدم
    طلب الدعاء من الميت، طلب المغفرة من الميت، أو طلب الدعاء من الميت أن يدعو الله أن يغفر، أو طلب الإغاثة من الميت أو طلب الإعانة أو نحو ذلك
    كلها باب واحد هي طلب،
    والطلب دعاء فداخلة في قوله تعالى {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
    وفي قوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ،
    وفي قوله {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} ، ونحو ذلك من الآيات،
    فالتفريق مضاد للدليل،

    فدعاء الأموات عبادة مصروفة لغير الله ويدخل فيها الصورة التى تذكرها اخى ابو رملة

    ************

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    قلت لك: ضابط الدعاء الشركي هو:( سؤال غيرالله مالا يقدر عليه إلا الله) ..... ماالذي يمنعك من أن تقول أوافقك أو لا أوافقك على هذا الضابط؟
    الذى يمنعنى من الموافقة أن الضابط لابد ان يكون شامل لا يخرج عنه صورة من الصور
    فتعريفك أخى الكريم تريد أن تخرج به صورة من صورة الشرك وهى صورة ما لا يقدر عليه الاموات من الدعاء
    فدعاء الاموات يدخل فيه دعائهم فيما لا يقدر عليه الا الله
    وما لا يقدر عليه الميت مما يقدر عليه الحى الحاضر القادر على الدعاء او الاعانة او غيرها مما يقدر عليه المخلوق
    وسأوضح لك ان تعريفك وان كان صحيحا ولكن ليس جامعا لجميع انواع شرك دعاء الاموات
    الأمور التي يطلب العون فيها نوعان:
    منها ما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا تجوز الاستعانة فيه إلا بالله
    كمغفرة الذنوب، والنجاة من النار، والتوفيق للإيمان، وصلاح الأولاد، وتيسير الأمور.
    ومنها ما يقدر عليه المخلوق، كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث:
    "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه..." الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)، وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك الامر بالمعروف والتناهي عن المنكر. والنبي والولي هما من البشر، فهما في الحياة يقدران على بعض الأمور،
    يقدران على الجهاد وعلى نصر المظلوم، والدعاء للمؤمنين عموماً وخصوصاً
    فتجوز الاستعانة بهم في مثل هذه الأمور ما داموا في الحياة،
    وأما بعد الموت فإنهم لا يقدرون على شيء من ذلك،
    فلا يجوز طلب الدعاء منهم، ولا طلب قضاء الحوائج، فلا يقدرون على نصرِ مظلومٍ، ولا على جهادِ عدوٍ،

    ولهذا عدل الصحابة رضي الله عنهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء بالعباس رضي الله عنه، فكانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يستسقون به كما قال عمر رضي الله عنه: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، ولم يكن أحد من الصحابة رضي الله عنهم يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدعاء أو حاجة من الحوائج
    فقولك اخى الكريم ان الدعاء الشركى هو سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله
    فالسؤال الموجه اليك اخى أبو رملة فماذا اذا طلب المستشفع من الميت
    ما يقدر عليه المخلوق،
    كإعانة الإنسان في حمله على دابته، أو حمل متاعه عليها كما في الحديث:
    "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه..." الحديث (البخاري: 2707، ومسلم: 8009)،
    وكدلالة الإنسان على الطريق، ومن ذلك التعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك الامر بالمعروف والتناهي عن المنكر. والنبي والولي هما من البشر، فهما في الحياة يقدران على بعض الأمور،
    يقدران على الجهاد وعلى نصر المظلوم، والدعاء للمؤمنين عموماً وخصوصاً
    فما جوابك اخى ابو رملة اذا طلب من الميت ما يقدر عليه المخلوق الحى الحاضر ان يعينه على دابته او يدله على الطريق اليس ذلك مما يقدر عليه المخلوق - اظنك علمت الآن أن تعريفك غير جامع لانواع الدعاء الشركى
    واذا قلت يدعوه ليدعوا الله لظنه انه كالحى الحاضر فيدعوه كالحى الحاضر
    فالجواب ذلك ظن الذين كفروا- فظنونهم كثيرة يظنون ان النبى صلى الله حى فى قبره يغيث ويدعوا وينصر وغير ذلك من ظنونهم الجاهلية- وكذلك ظنهم فى الشهداء انهم احياء عند ربهم فيطلبون منهم ما يطلب من الاحياء فى الدنيا وهكذا - فظنون المشركين كالبحر الذى لا ساحل له من الاوهام التى لبس بها الشيطان عليهم يظنون ويظنون ويظنون الى أن غرقوا فى أوحال الشرك...الى أين هذا الظن أخى أبو رملة- فشبهات المشركين لا تنتهى ولا تقف على ساحل لابد من بر الامان وهو التوحيد
    قال الله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) أي : هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك ، له ، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة ، المهتدون في الدنيا والآخرة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •