المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة
وإن كنت لاتعرف ضابط الدعاء الشركى
فأقول لك: أعط القوس باريها واسترح
استرح انت وخذ هذا القوس من كنانتى
قال جل وعلا (وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ) (مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ)
تشمل الملائكة والأنبياء والرسل ويُعنى بها الصالحون ويُعنى بها ما لا يعقل كالأصنام والأحجار والأشجار، وهذا من جهة دلالة اللغة.
(فَإِن فَعَلْتَ) يعني إن دعوت من دون الله أحدا،
وذلك الأحد موصوف بأنه لا ينفعك ولا يضرك
(فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ)،
وهذا إذا كان في حق النبي عليه الصلاة والسلام الذي كمّل الله له التوحيد إذا حصل منه الشرك فإنه يصبح ظالما ويصبح مشركا وحاشاه عليه الصلاة والسلام من ذلك،
قال (فَإِن فَعَلْتَ) يعني إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك،
(فَإِنَّكَ إِذاً) يعني بسبب تلك الدعوة من الظالمين، والظالمون جمع تصحيح للظالم والظالم اسم فاعل للظلم، والظلم المراد به هنا الشرك كما قال جل وعلا
?إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
ثم قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
ذكر الله جل وعلا القاعدة العامة في ذلك التي تقطع عروق الشرك من القلب
حيث قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)،
إذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر؟ يكشفه من قدّره ومن قضاه عليك،
فهذا يقطع التوجه لغير الله تعالى ولكن ما دام أنه أذن فيما يقدر عليه المخلوق أن يتوجه عليه بطلب الغوث أو طلب السُّقيا أو نحو ذلك يكون ممن رُخص به
قال (وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ)، (بِضُرٍّ) هنا أيضا نكرة جاءت في سياق الشرط
فيعم جميع أنواع الضر، سواء كان ضُرا في الدين أو كان ضرا في الدنيا،
سواء كان ضرا في الدنيا من جهة الأبدان أو من جهة الأموال أو من جهة الأولاد أو من جهة الأعراض أو من أي شيء،
فـ(إن ِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) بأي نوع من أنواع الضر (فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
في الحقيقة الذي يكشف الضر هو الله جل وعلا، لا يكشف البلوى إلا الله سبحانه وتعالى، وإذا كان المخلوق يقدر على ذلك الكشف فإنما هو من جهة أنه سبب جعله الله سببا يقدر على أن يكشف بإذن الله جل وعلا، وإلا فالكاشف في الحقيقة هو الله جل وعلا،
والمخلوق ولو كان يقدر فإنما قدر بإقدار الله له إذ هو سبب من الأسباب،
فإذن ولا يكشف على الحقيقة إلا الله جل وعلا.
....... (وقوله (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) دلالة الآية ظاهرة في الدعاء؛
لأن الله قال (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ)
فهي ظاهرة في أن ثم داعي وثم مدعو والمدعو غير الله جل وعلا
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِِعِبَاَدِتِهم ْ كَافِرِينَ).
وجه دلالة من الآية أن استعمل كلمة (يَدْعُواْ) فجاء الوصف بأبشع الضلال على من دعا من دون الله أمواتا غير أحياء،
والدليل على أنه أراد الأموات ولم يرد الأصنام والأحجار
أنه قال (مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ)
فجعل غاية الاستجابة إلى يوم القيامة؛ المنع من الاستجابة إلى يوم القيامة،
وهذه في الأموات لأن الميْت إذا كان يوم القيامة نُشر وصار يسمع ورُبما أجاب من طلبه إذْ هو حي يكون في ذلك المقال حي وهو كان قادرا،
وأما الميْت -من هو في البرزخ-
فهو الذي يصدق عليه وصف الله جل وعلا بقوله (مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ).
(إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) وهذا الوصف ليس للأصنام إنما هو للأموات
[كفاية المستزيد ]