تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    مصر / القاهرة
    المشاركات
    147

    افتراضي قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    قال الامام احمد في كتابه الرد على الجهميه الاتي
    فقالت الجهمية لما وصفنا الله إن زعمتم أن الله ونوره والله وقدرته والله وعظمته فقد قلتم بقول النصارى حين زعموا أن الله لم يزل ونوره ولم يزل وقدرته

    قلنا لا نقول إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره ولكن نقول لم يزل بقدرته ونوره لا متى قدر ولا كيف قدر

    فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء

    فقلنا نحن نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته

    العباره التي اقصدها قوله نحن نقول قد كان الله ولا شيء
    فهذا تصريح من الامام بان الله كان ولا شئ اعلم انه لم يمنع جواز التسلسل لكن كما تعلمون فشيخ الاسلام تكلم في المسأله والمفهوم من كلامه انه يقرر بوقوع التسلسل ومن اهل العلم من يرى ان شبخ الاسلام يرى وجوب التسلسل في المفعولات لانها اثار الصفات

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    مصر / القاهرة
    المشاركات
    147

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    هل من مشاركة من الاخوه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة
    قال الامام احمد في كتابه الرد على الجهميه الاتي ...

    فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء

    فقلنا نحن نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته
    بارك الله فيك أخى الذليل لربه
    كلام الامام أحمد رحمه الله كما هو ظاهر فى نقلك كان فى معرض الرد على الجهمية فى استدلالهم بأن التوحيد لا يتم الا بنفى الصفات
    قالوا أى الجهمية لا تكونوا موحدين أبدًا حتى تقولوا: قد كان الله ولا شيء .
    معنى كلام الجهمية هنا: "لا تكونوا موحدين أبدًا حتى تقولوا: قد كان الله ولا شيء".
    يعني: ولا شيء معه حتى الصفات، لا تكونوا موحدين حتى تنفوا الصفات؛ لأن الصفات أشياء، لا تكونوا موحدين حتى تقولوا: قد كان الله ولا شيء معه.
    "لا شيء معه" يعني: لا صفة العلم، ولا القدرة، ولا السمع، ولا البصر ولا شيء من صفاته. نعم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة
    قال الامام احمد في كتابه الرد على الجهميه الاتي ...



    فقلنا نحن نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته
    يريد الامام أحمد فى رده على الجهمية أن الله قد كان ولا شئ معه بل لم يزل بجميع صفاته وهذا معناه كما قال شارح الطحاوية أنه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن بقوله (كانَ بصفاته)
    لم يزل بصفاته؛ متصفاً بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات المنظورة
    فمعنى قول الامام احمد قد كان الله ولا شئ أى انه
    متصفاً بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات
    فالاستدلال فى موضع الرد يفهم منه المراد بكلام الامام أحمد ولا نحيله على معنى آخر
    ولكن اذا أردنا المعنى وهو أن الله لم يزل يفعل هذا يؤخذ من دليل آخر تفصيلى
    أما الكلام فى معرض الرد على الجهمية او المعتزلة لا يؤخذ منه تعطيل أثر الصفة -
    وهذه الجملة تماما كجملة الطحاوى
    (له معنى الرُّبُوبيَّةِ ولا مَرْبُوبَ، ومعنى الخالق ولا مخلُوقَ)
    فقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق، يعني قبل أن يكون ثَمَّ مخلوق هو خالق.
    وقبل أن يكون ثَمَّ مربوب هو - عز وجل - الرب سبحانه وتعالى.
    قال (وكما أنَّه مُحيِي الموْتَى بَعْدَما أَحْيَا، استحقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهم)
    فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثَمَّ مَيْتْ، قبل أن يُمِيتَ الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم، ذلك بأنه على كل شيء قدير.
    ********

    أما ما يريد بعض الاخوة الكرام الذهاب اليه من تعطيل أثر الصفات فكلام الامام احمد لا يدل عليه لأن الدليل لا يؤخذ فى معرض الرد على الجهمية أو المعتزلة وسنبين ذلك لاحقا ان شاء الله مذهب الماتريدية والاشاعرة بأن الله كان مُتَّصِفَاً بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تَظْهَرْ آثار صفاته ولا آثار أسمائه بل كان زمناً طويلا طَويلا مُعَطَّلاً عن الأفعال عز وجل.
    له صفة الخلق وليس ثَمَّ ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئاً، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير مُنجزة وهكذا.
    فمن أسمائه عند هؤلاء الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثَمَّ مُنْعَمٌ عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَمَّ من أحيا، ومن أسمائه الباري وليس ثَمَّ بَرْأْ، وهكذا حتى أَنْشَأَ الله - عز وجل - وخَلَقَ - عز وجل - هذا الخلق المنظور الذي تراه من الأرض والسموات وما قصَّ الله علينا في كتابه، ثُمَّ بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته.
    ومعنى كلام الامام احمد رحمه الله
    -أن الله تعالى متقدم على كل شيء، مهما يُفرض من مخلوقات متسلسلة فالله تعالى سابق لها، فكل مخلوق فالله تعالى خالقه، والمخلوق محدثٌ والله تعالى لم يزل.
    وفى المشاركة القادمة سأتوسع اكثر ان شاء الله وللتنبية ما أقرره فى المسألة أقتبسته من شروح الطحاوية


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة
    قال الامام احمد في كتابه الرد على الجهميه الاتي


    فقلنا نحن نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته

    العباره التي اقصدها قوله نحن نقول قد كان الله ولا شيء
    فهذا تصريح من الامام بان الله كان ولا شئ
    اعلم انه لم يمنع جواز التسلسل
    أولا ما هو الاصل الذى يجب علينا أن نستمسك به قبل وروود الشبهات
    أقول الأصل العظيم الذى يجب الاستمساك به قبل أى رد
    هو: الإيمان بكمال ودوام قدرة وفاعلية الرب، وأنه تعالى لم يزل فعالا لما يريد

    هذا هو المنطلق والانطلاقة الكبرى مع المخالفين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة
    قال الامام احمد في كتابه الرد على الجهميه الاتي

    فقلنا نحن نقول قد كان الله ولا شيء ...
    فهذا تصريح من الامام بان الله كان ولا شئ
    لم يرد (كان الله ولا شيء معه) ، مجرداً،وإنما ورد على السياق المذكور فى الاحاديث،
    فلا يظن أن معناه الإخبار بتعطيل الرب تعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والأرض،
    وأيضا فقوله صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولاشيء قبله أو معه أو غيره، وكان عرشه على الماء) ، لا يصح أن يكون المعنى أنه تعالى موجود وحده لا مخلوق معه أصلا؛ لأن قوله: (وكان عرشه على الماء) ، يرد ذلك؛ فإن هذه الجملة -وهي: (وكان عرشه على الماء) - إما حالية أو معطوفة، وعلى كلا التقديرين فهو مخلوق موجود في ذلك الوقت، فعلم أن المراد: ولم يكن شيء من هذا العالم المشهود]شرح الطحاوية

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة
    اعلم انه لم يمنع جواز التسلسل
    قال الإمام أحمد رحمه الله: لم يزل الله عالماً متكلماً غفوراً
    عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
    أخرج البخاري في صحيحه عن المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس
    : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ؟- وذكر منها - قال { وكان الله غفورا رحيما } / النساء 96 / . { عزيزا حكيما } / النساء 56 /
    { سميعا بصيرا } / النساء 58 / فكأنه كان ثم مضى فقال ابن عباس : سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله .رواه البخاري - كتاب التفسير- تفسير سورة فصلت
    أصحاب الحديث أهل السنة والجماعة كأحمد بن حنبل الشيباني ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهما من أئمة الإيمان رضي الله عنهم ذهبوا إلى أن الله لم يزل متكلما إذا شاء ، لأن الكلام صفة كمال إذ أن من يتكلم أكمل ممن لا يتكلم ومن يتكلم بمشيئته وقدرته أكمل ممن يكون الكلام لازما لذاته وإذا فلا يعقل خلوه تعالى عنه في الأزل ، لأن الخلو عن الكمال نقص يستحيل على الله . ولأن الكلام إذا كان ممتنعا عليه في الأزل ، ثم صار متكلما فيما لا يزال ، فما الذي اقتضى انقلابه من الامتناع إلى الإمكان ، مع أنه لم يتجدد في ذاته شيء يوجب ذلك الانقلاب فتبين أن الرب سبحانه لم يزل متكلما إذا شاء بمعنى أن جنس كلامه قديم وتعاقب الكلمات وخروجها إلى الوجود شيئا بعد شيء هو أمر ثابت لها لذواتها مثل تعاقب الأزمنة فكما أن أجزاء الزمان لا توجد مجتمعة ، بل توجد على سبيل التعاقب آنا بعد آن ، فكذلك الحروف التي هي أجزاء الكلمات لا يمكن النطق بها مجتمعة بحيث يكون النطق بالحرف الثاني مع الأول في آن واحد ، بل لابد من وجودها على سبيل التعاقب والتسلسل
    يتضح مما سبق ان قول

    الإمام أحمد رحمه الله: بأن الله كان ولا شيء معه لا يتعارض نهائيا مع قوله لم يزل الله عالماً متكلماً غفوراً فالله هو الاول ليس قبله شيئ وكذلك قبل كل شيئ. وهذا هو قول اصحاب الحديث والاثر-

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة

    فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء
    كما ظهر بطلان استدلالهم بهذا على نفى الصفات
    فكذلك استدلوا بهذا على فناء الجنة والنار بل فناء جميع المخلوقات
    وانا فى جميع المناقشات أقول من باب الالزام الصحيح لمن يقول بعدم تسلسل الحوادث فى الماضى هل تسحب هذا التعطيل على التسلسل فى المستقبل- وكما يرجع بعض الاخوة عدم التسلسل الى محض المشيئة - يمكن ايضا الاستدلال عليه بمنع التسلسل فى المستقبل الى محض المشيئة- لأن المنع من كلا الطرفين واحد فمن يمنع فى الماضى يحتج عليه بمنعه فى المستقبل
    فنحتج على من يمنع فى الماضى بمنع الحوادث المتسلسلة في المستقبل إلى ما لا نهاية، فكما أن تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع أن يكون الله هو الآخر فكذلك تسلسلها في الماضي لا يمنع أن يكون الله هو الأول؛ لأن الحوادث متسلسلة في المستقبل بالاتفاق حتى الماتريدية والاشاعرة وافقوا على أن الحوادث متسلسلة في المستقبل؛ لأن الله لا يزال يُحْدِث لأهل الجنة نعيما بعد نعيم إلى ما لا نهاية.
    هذه حجة ملزمة لمن يرجع الامر الى محض المشيئة فنقول له هل تقول ذلك فى المستقبل

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة

    فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء
    فالجهمية شبهوا بهذا، قالوا: إن الله هو الأول والآخر، زعموا أن الله هو الأول قبل الخلق،
    قول الإمام: صدقوا، هذا صحيح،
    قالوا: إن الله قبل الخلق، هذا صحيح،
    لكن الآخر ما صدقوا فيها، قالوا، زعموا أن الله هو الأول قبل الخلق فقد صدقوا.
    وقالوا: يكون الآخر بعد الخلق، "يكون الآخر بعد الخلق" أرادوا بها أن الجنة والنار تفنيان، ما يبقى أحد، ويفنى أهلها، وما يكون الآخر إلا هكذا، تفنى الجنة، وتفنى النار، ويفنى كل شيء، ولا أرض ولا جنة ولا ثواب ولا عقاب ولا عرش ولا كرسي، كلها تفنى.
    يقول: حتى يكون هو الآخر، ما يكون الآخر إلا إذا فنت هذه الأشياء، إذن أهل الجنة يفنون، والجنة تفنى، والنار تفنى، ولا يبقى أحد، والعرش والكرسي،
    شرح الرد على الجهمية والزنادقة
    كلام الامام أحمد وغيره من الائمة صريح على أن الله متقدم على جميع المخلوقات متقدم على كل شئ ولم يكن شئ معه فهو الأول قبل جميع المخلوقات وهو الخالق لجميع المخلوقات
    و ليس في القرآن ولا في السنَّة بيان لأول شيء خَلَقَه الله تعالى ، لا الماء ولا غيره من المخلوقات

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول للامام احمد اشك انه يخالف مسألة تسلسل الحوادث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذليل لربه مشاهدة المشاركة
    فشيخ الاسلام تكلم في المسأله والمفهوم من كلامه انه يقرر بوقوع التسلسل
    يقول شارح الطحاوية أبى العز الحنفى:
    وَأَصْلُ هَذَا الْكَلَامِ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ،
    فَإِنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ دَوَامَ الْحَوَادِثِ مُمْتَنِعٌ، وَإِنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لِلْحَوَادِثِ مَبْدَأٌ،
    لِامْتِنَاعِ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا،
    فَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ الْبَارِي عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَزَلْ فَاعِلًا مُتَكَلِّمًا بمشيئة، بَلْ يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى ذَلِكَ؛
    لِأَنَّ الْقُدْرَةَ عَلَى الْمُمْتَنِعِ مُمْتَنِعَةٌ! وَهَذَا فَاسِدٌ،
    فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى امْتِنَاعِ حُدُوثِ الْعَالَمِ وَهُوَ حَادِثٌ،
    وَالْحَادِثُ إِذَا حَدَثَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدَثًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُمْكِنًا
    ،
    وَالْإِمْكَانُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَحْدُودٌ،
    وَمَا مِنْ وَقْتٍ يُقَدَّرُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ فِيهِ،
    وَلَيْسَ لِإِمْكَانِ الْفِعْلِ وَجَوَازِهِ وَصِحَّتِهِ مَبْدَأٌ يَنْتَهِي إِلَيْهِ
    ،
    فَيَجِبُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْفِعْلُ مُمْكِنًا جَائِزًا صَحِيحًا،
    فَيَلْزَمُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الرَّبُّ قَادِرًا عَلَيْهِ، فَيَلْزَمُ جَوَازُ حَوَادِثَ لَا نِهَايَةَ لِأَوَّلِهَا
    قَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ:
    نَحْنُ لَا نُسَلِّمُ أَنَّ إِمْكَانَ الْحَوَادِثِ لَا بِدَايَةَ لَهُ، لَكِنْ نَقُولُ، إِمْكَانُ الْحَوَادِثِ بِشَرْطِ كَوْنِهَا مَسْبُوقَةً بِالْعَدَمِ لَا بِدَايَةَ لَهُ،
    وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَوَادِثَ عِنْدَنَا تَمْتَنِعُ أَنْ تَكُونَ قَدِيمَةَ النَّوْعِ، [بَلْ] يَجِبُ حُدُوثُ نَوْعِهَا وَيَمْتَنِعُ قِدَمُ نَوْعِهَا،
    لَكِنْ لَا يَجِبُ الْحُدُوثُ فِي وَقْتٍ بِعَيْنِهِ، فَإِمْكَانُ الْحَوَادِثِ بِشَرْطِ كَوْنِهَا مَسْبُوقَةً بِالْعَدَمِ لَا أَوَّلَ لَهُ، بِخِلَافِ جِنْسِ الْحَوَادِثِ.
    فَيُقَالُ لَهُمْ:
    هَبْ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ ذَلِكَ،
    لَكِنْ يُقَالُ: إِمْكَانُ جِنْسِ الْحَوَادِثِ عِنْدَكُمْ لَهُ بِدَايَةٌ،
    فَإِنَّهُ صَارَ جِنْسُ الْحُدُوثِ عِنْدَكُمْ مُمْكِنًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا،
    وَلَيْسَ لِهَذَا الْإِمْكَانِ وَقْتٌ مُعَيَّنٌ، بَلْ مَا مِنْ وَقْتٍ يُفْرَضُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ قَبْلَهُ،
    فَيَلْزَمُ دَوَامُ الْإِمْكَانِ،
    وَإِلَّا لَزِمَ انْقِلَابُ الْجِنْسِ مِنَ الِامْتِنَاعِ إِلَى الْإِمْكَانِ مِنْ غَيْرِ حُدُوثِ شَيْءٍ.
    وَمَعْلُومٌ أَنَّ انْقِلَابَ حَقِيقَةِ جِنْسِ الْحُدُوثِ أَوْ جِنْسِ الْحَوَادِثِ، أَوْ جِنْسِ الْفِعْلِ، أَوْ جِنْسِ الْأَحْدَاثِ، أَوْ مَا أَشْبَهَ هَذَا
    مِنَ العبارات من الامتناع إلى الإمكان، وهو مصير ذَلِكَ مُمْكِنًا جَائِزًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مُمْتَنِعًا مِنْ غَيْرِ سَبَبِ تَجَدُّدٍ،
    وَهَذَا مُمْتَنِعٌ فِي صَرِيحِ الْعَقْلِ،
    وَهُوَ أَيْضًا انْقِلَابُ الْجِنْسِ مِنَ الِامْتِنَاعِ الذَّاتِيِّ إِلَى الْإِمْكَانِ الذَّاتِيِّ،
    فَإِنَّ ذَاتَ جِنْسِ الْحَوَادِثِ عِنْدَهُمْ تَصِيرُ مُمْكِنَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مُمْتَنِعَةً،
    وَهَذَا الِانْقِلَابُ لَا يَخْتَصُّ بِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ وَقْتٍ يُقَدَّرُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ قَبْلَهُ،
    فَيَلْزَمُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ هَذَا الِانْقِلَابُ مُمْكِنًا، فَيَلْزَمُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْمُمْتَنِعُ مُمْكِنًا!

    وَهَذَا أَبْلَغُ فِي الِامْتِنَاعِ مِنْ قَوْلِنَا:
    لَمْ يَزَلِ الْحَادِثُ مُمْكِنًا، فَقَدْ لَزِمَهُمْ فِيمَا فَرُّوا إِلَيْهِ أَبْلَغُ مِمَّا لَزِمَهُمْ فِيمَا فَرُّوا مِنْهُ!
    فَإِنَّهُ يُعْقَلُ كَوْنُ الْحَادِثِ مُمْكِنًا، وَيُعْقَلُ أَنَّ هَذَا الْإِمْكَانَ لَمْ يَزَلْ،
    وَأَمَّا كَوْنُ الْمُمْتَنِعِ مُمْكِنًا فَهُوَ مُمْتَنِعٌ فِي نَفْسِهِ،
    فَكَيْفَ إِذَا قِيلَ: لَمْ يَزَلْ إِمْكَانُ هَذَا الْمُمْتَنِعِ؟!
    وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •