تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: اشكال فى تعريف العبادة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي اشكال فى تعريف العبادة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد: أيها العلماء عندى اشكال فى تعريف العبادة وهو: هكذا:
    ١) يعرف بعض العلماء كابن جرير الطبرى العبادة لغة: بأنها الذل والخضوع.ويقولون: العرب تسمى: كل من دان لملك عابدا.
    فهل هذا خاص بمن دان للملك أم هو عام على كل من دان لشخص. كمن ذل لوالده أوزوجته أو... هل يقال له عابد لغة؟
    ٢) بعضهم يضيف إلى الذل لفظ غاية ، فيقول: العبادة: غاية التذلل.
    فهل هذا اختلاف فى التعريف اللغوى؟
    ٣) يعرف ابن تيمية وابن القيم بالعبادة شرعا: غاية الذل مع غاية الحب.
    فاذا انتفى أحدهما انتفت العبادة .
    فمن ذل لأحد بلامحبة أو أحبه بلاذل فليس بعابد.
    وهذا يبدو لى أنه خطأ إذ لوسجد أحد لملك خوفا منه من غير محبة يكون مشركا. إلا أن يكون مكرها.
    فلايستقيم هذا التعريف.
    فماالحل؟
    جزاكم الله خيرا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: اشكال فى تعريف العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    هل يقال له عابد لغة؟
    بارك الله فيك
    العبادة: لغة: الخضوع والذل والانكسار، يقال: طريق معبَّد، أي مذلّل للمارين عليه، ومنه سمي الأسير من الكفار عبد؛ لأنه ذليل،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    فهل هذا خاص بمن دان للملك أم هو عام على كل من دان لشخص
    من دان لملك هذا مثال فقط يذكره علماء اللغة لمعنى الخضوع والذل اللغوى
    لأن الملك يكون صاحب سلطة ونفوذ وقهر فيخضع له العباد
    فالإنْسان يَذلُّ للجبابرة والطواغيت ، ولكنه لا يُحبّهم ؛ فلا يُقال : هذه عبادة

    و قد يخضع ويذل لسلطان ظالم، وقد يخضع لعدو لا يحبه، وقد يحب شخصاً لكن لا يخضع له ولا يذل،
    فإذا أحبه وخضع له وذل، فهذه هي العبادة، فيصير بذلك عابداً له، بكمال المحبة وكمال الذل والخضوع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    كل من دان لشخص. كمن ذل لوالده أوزوجته أو... هل يقال له عابد لغة؟
    إن خضعت الزوجة لزوجها غاية الخضوع بحيث أنها تطيعه طاعة مطلقة وتتابعه متابعة مطلقة بحيث لو أمرها بالكفر لفعلت فهذه الطاعة شرك أكبر مخرجة عن الملة والعياذ بالله وتكون عابدة له.
    أما إذا كانت طاعة الله هي الأصل وهي المقدمة لديها بحيث لو أمرها ذلك المحبوب بالكفر لم تفعله فإن طاعتها له فيما سوى ذلك من المعاصي يكون عصيان وفسق وليس شركاً أكبراً.
    وهكذا قس إن خضع الخادم لسيده ..
    وبهذا نعرف مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة وهو على حسب ما يظهره هذا الخضوع من أفعال الجوارح فإن حمله هذا الخضوع على الكفر عرفنا أنه خضع له غاية الخضوع وهذا كفر وإن حمله هذا الخضوع على الفسق أو المعاصي عرفنا أنه لم يخضع له غاية الخضوع فإن أظهر فسقاً أو معصية فهو خضوع فسق ومعصية وليس كفرا ، والله أعلم -كفاية المستزيد

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «تعبَّد»، أي: تعبَّد لله؛ وتذلَّل له بالعبادة والطَّاعة.. اهـ
    قال ابن القيم في مدارج السالكين: العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع، والعرب تقول: طريق معبد أي مذلل، والتعبد التذلل والخضوع، فمن أحببته ولم تكن خاضعا له لم تكن عابدا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدا له، حتى تكون محبا خاضعا. اهـ
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى

    العبادة لا بد فيها من الخضوع والتذلل، ولا بد فيها من المحبة، وهذان الركنان لا بد منهما، بأن يخضع الإنسان، ويذل لله مع محبته وتعظيمه وإجلاله، فإذا انفرد أحدهما فلا تكون عبادة؛ لأن الإنسان قد يخضع ويذل لسلطان ظالم، وقد يخضع لعدو لا يحبه، وقد يحب شخصاً لكن لا يخضع له ولا يذل، فإذا أحبه وخضع له وذل، فهذه هي العبادة، فيصير بذلك عابداً له، بكمال المحبة وكمال الذل والخضوع، ولهذا قال المؤلف: (إن العبادة: أقصى باب الخضوع والتذلل، ولم تستعمل إلا في الخضوع لله)، أي: أن العبادة في الخضوع له، يعني: مع محبته وإجلاله وتعظيمه، فالعبادة هي المحبة مستلزمة للخوف والرجاء، فالخاضع الذليل هو: الخائف لله الراجي له؛ لأنه مولي أعظم النعم.
    بعضهم يضيف إلى الذل لفظ غاية ، فيقول: العبادة: غاية التذلل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    فهل هذا اختلاف فى التعريف اللغوى؟
    التعريف اللغوى كما تقدم أعم من التعريف الشرعى ففى اللغة يقال لكل من ذل وخضع معبد-

    فالعبادة لغةً:هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.
    ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:
    تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت *** وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد
    فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه،

    أما المعنى الشرعى للعبادة
    هي " التذلل لله محبة وتعظيما بفعل أوامره، واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه ".
    والمفهوم الخاص : يعني تفصيلها. قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية : هي " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام " .

    قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كله



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    وهذا يبدو لى أنه خطأ إذ لوسجد أحد لملك خوفا منه من غير محبة يكون مشركا. إلا أن يكون مكرها.
    جاء في الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن السجود لغير صنم ونحوه، كأحد الجبابرة أو الملوك أو أي مخلوق آخر، هو من المحرمات وكبيرة من كبائر الذنوب، فإن أراد الساجد بسجوده عبادة ذلك المخلوق كفر وخرج عن الملة بإجماع العلماء، وإن لم يرد بها عبادة فقد اختلف الفقهاء فقال بعض الحنفية: يكفر مطلقاً سواء كانت له إرادة أو لم تكن له إرادة، وقال آخرون منهم: إذا أراد بها التحية لم يكفر بها، وإن لم تكن له إرادة كفر عند أكثر أهل العلم. انتهى

    قال النووي في المجموع وفي الروضة: ما يفعله كثير من الجهلة من السجود بين يدي المشايخ حرام قطعاً بكل حال سواء كان إلى القبلة أو غيرها، وسواء قصد السجود لله تعالى أو غفل، وفي بعض صوره ما يقتضي الكفر أو يقاربه. انتهى.
    وعلق الشرواني على ذلك فقال: قال الشارح في الأعلام بعد نقله ما في الروضة: هذا يفهم أنه قد يكون كفراً بأن قصد به عبادة مخلوق أو التقرب إليه، وقد يكون حراماً بأن قصد به تعظيمة أي التذلل له أو أطلق، وكذا يقال في الوالد والعلماء. انتهى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    لوسجد أحد لملك خوفا منه من غير محبة يكون مشركا. إلا أن يكون مكرها.
    لو سجد سجود العبادة يكون مشركا من غير محبة الا ان يكون مكرها
    إذ مدار الكفر فى السجود مختص بسجود العبادة فاذا سجد سجود العبادة فيكفر
    الا اذا كان مكرها وقلبه مطمئن بالايمان فيعذر بالاكراه-
    الخضوع والذل له تفصيل -فرق بين المعنى اللغوى والشرعى
    والسجود ايضا له معنى فى اللغة والشرع وهو أيضا نوعان- سجود تحية وسجود عبادة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: اشكال فى تعريف العبادة

    أخى محمد عبداللطيف
    شكرا لك على الإجابة وبارك الله فيك
    ولكن أخى مازال الإشكال قائما
    ربما لم تفهم موضع الإشكال ولذلك أريد أن أوضحه لك مرة أخرى باختصار وأرجو أن يكون ردك موجزا، وهذا هو الاشكال:
    ١) هل العرب تسمى كل ذل عبادة أم تشترط له أن يكون غاية
    ٢) هل هناك فرق بين تعريف العبادة لغة: بالذل وتعريفها بغاية الذل؟ لأنى قرأت كثيرا من تعاريف العلماء فوجدتهم مختلفين بين هاتين العبارتين.
    ٣) بخصوص تعريف الشيخين ابن تيمية وابن القيم العبادة الشرعية بغاية الحب مع غاية الذل أشكل علي قولهما: فمن أحببته ولم تخضع له أو خضعت له من غير حب فلم تعبده.
    لأنى أعتقد أن من صرف شيأ من العبادة لغيرالله فقد عبده وان لم يكن محبا لذلك الغير بل خائفا .
    فكيف يستقيم تعريفهما؟
    وأعتذر إليك من تكرار السؤال.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: اشكال فى تعريف العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة

    ٢) هل هناك فرق بين تعريف العبادة لغة: بالذل وتعريفها بغاية الذل؟
    ٣) بخصوص تعريف الشيخين ابن تيمية وابن القيم العبادة الشرعية بغاية الحب مع غاية الذل أشكل علي قولهما: فمن أحببته ولم تخضع له أو خضعت له من غير حب فلم تعبده.
    لأنى أعتقد أن من صرف شيأ من العبادة لغيرالله فقد عبده وان لم يكن محبا لذلك الغير بل خائفا .
    فكيف يستقيم تعريفهما؟
    وأعتذر إليك من تكرار السؤال.
    نعم يوجد فرق بين العنى اللغوى للعبادة والمعنى الشرعى فالمعنى اللغوى ليس هو حد العبادة لأنه نوع تذلل وخضوع لا يصل الى حد العبادة الشرعى
    الحد الشرعى وغاية الذل فى كلام اهل العلم المقصود به ذل التأله يعنى كمال الذل فالذل الطبيعى يختلف عن غاية الذل المطلوب فى عبادة الله كما ان الحب الطبيعى يختلف عن كمال الحب المطلوب فى عبادة الله فهل محبة المرأة لزوجها عبادة والجواب لا - انما محبة العبادة هى كمال المحبة والتعظيم وليست كل محبة تكون عبادة لأن المحبة انواع - وكذلك الذل انواع فالتعريف اللغوى للذل لا يدخل فى حد التعريف الشرعى الا بضابطه الذى ذكره العلماء
    قال ابن القيم رحمه الله :
    وعبادة الرحمن غاية حبه ** مع ذل عابده هما قطبان
    وعليهما فلك العبادة دائر ** ما دار حتى قامت القطبان
    " النونية " ( ص 35 ) .
    وقال ابن القيم رحمه الله أيضاً - :
    والعبادة تجمع أصلين : غاية الحب ، بغاية الذل والخضوع , والعرب تقول : " طريق معبَّد " أي : مذلَّل ، والتعبد : التذلل والخضوع ، فمن أحببتَه ولم تكن خاضعاً له : لم تكن عابداً له , ومن خضعت له بلا محبة : لم تكن عابداً له ، حتى تكون محبّاً خاضعاً .
    " مدارج السالكين " ( 1 / 74 ) .
    فتحقيق الذل إذاً يكون بتحقيق العبودية لله تعالى وحده ، والعبد ذليل لربه تعالى في ربوبيته ، وفي إحسانه إليه

    قال ابن القيم – رحمه الله - :
    فإن تمام العبودية هو : بتكميل مقام الذل والانقياد ، وأكمل الخلق عبودية : أكملهم ذلاًّ لله ، وانقياداً ، وطاعة ، والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل ، فهو ذليل لعزِّه ، وذليل لقهره ، وذليل لربوبيته فيه وتصرفه ، وذليل لإحسانه إليه ، وإنعامه عليه ؛ فإن مَن أحسن إليك : فقد استعبدك ، وصار قلبُك معبَّداً له ، وذليلاً ، تعبَّدَ له لحاجته إليه على مدى الأنفاس ، في جلب كل ما ينفعه ، ودفع كل ما يضره .
    " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 289 ) .
    قد يظهر الذل في عبادة أعظم منه في عبادة أخرى , وأعظم العبادات التي فيها عظيم الذل والخضوع لله هي : الصلاة المفروضة , والصلاة ذاتها تختلف هيئاتها وأركانها في مقدار الذل والخضوع فيها ، وأعظم ما يظهر فيه ذل العبد وخضوعه لربه تعالى فيها : السجود .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    لفظ " السجود " ، فإنه إنما يستعمل في غاية الذل والخضوع ، وهذه حال الساجد .

    ويقول شيخ الاسلام رحمه الله في تقرير نفس المعنى: “أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية فهذا لا يكون على الإطلاق إلا لله سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
    وأما السجود فشريعة من الشرائع إذ أمرنا الله تعالى أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة لله عز وجل؛ إذ أحب أن نعظم من سجدنا له، ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله، فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له وقربة يتقربون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم، وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام، ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له؟!”
    كما فى قوله تعالى
    قوله: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} معناه: وقعوا له ساجدين سجود تحية واكرام لا سجود عبادة، وهو مثل سجود الملائكة لآدم عليه السلام،
    فالعبادة نهاية التعظيم والذل والمحبة، ولا تجوز إلا لله وهذا هو سجود العبادة؛
    وأما سجود التحية: نوع تذلل وخضوع مشروع للمؤمنين فى الامم السابقة على سبيل الاكرام والتحية والتوقير
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة


    لأنى أعتقد أن من صرف شيأ من العبادة لغيرالله فقد عبده وان لم يكن محبا لذلك الغير بل خائفا .
    فكيف يستقيم تعريفهما؟
    هنا امر مهم وهو سبب الاشكال لابد ان تفرق بين اصل العبادة وشروطها فهذه لابد من استكمالها وتحقيقها حتى تحصل عبادة الله - وبين ما يناقض العبادة فلا تصح عبادة الله الا بحقيقتها وشروطها
    أما عبادة غير الله وصرف العبادة لغير الله فيكفى تحقق صرف العبادة لغير الله فيكون صرف العبادة بالاعتقاد او القول او الفعل ولا يشترط اجتماع الثلاثة فى صرف العبادة بل يكفر بصرف الاعتقاد او القول او الفعل
    واضرب لك مثال اخى الكريم أبورملة -
    اذا ذبح شخص للبدوى هل يشترط فى ذبحه ان يكون هذا الذبح بغاية الذل والمحبة لغير الله ام يكفى فعله وهو ذبحه للبدوى
    والجواب يكفى فعله لأنه صرف العبادة لغير الله بفعله ولا يشترط فى الناقض ان يكون بالاعتقاد والقول والعمل مجتمعين بل يحصل الناقض بالعمل حتى لو تخلف الاعتقاد والقول فلا يشترط فى الناقض ان ينقض جميع الدين حتى يكون كافر بل يحصل الناقض بنقض احد الاركان بنتقض بالقول المكفر او العمل المكفر او الاعتقاد المكفر
    *************
    هنا امر مهم جدا ان بعض صور العمل تدخل فى معنى العبادة وبعض صوره لا تدخل فى معنى العبادة
    فلابد من ضبط المعنى والحد الذى يكون صرفه شركا اكبر او اصغر او جائز
    ومثال ذلك الاستعانه منها استعانة العبادة ومنها الاستعانة الشركية ومنها الاستعانه الجائز وكذلك الاستغاثة والاستعاذة وكذلك الخوف والرجاء والمحبة والتعظيم وغيرها من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة منها ما يدخل فى حد العبادة الشرعى وصرفها لغير الله يكون شركا اكبر وبعضها يكون صرفه محرما اذا كان منهى عنه ولكن لم يصل الى رتبة صرف العبادة لغير الله كالمحبة المحرمة والخوف المحرم والذل المحرم
    ومنها ما هو جائز كذل المؤمنين بعضهم لبعض كما فى قوله تعالى أذلة على المؤمنين فهذا ذل جائز مشروع
    فالذى يرفع الاشكال معرفة حدود ما انزل الله ومعرفة متى تكون صورة العمل شركا او لا تكون شركا
    بالضوابط التى بينها المحققين من علماء التوحيد
    قال الإمام محمد بن عبد الوهاب:
    “ولهم شبهة أخرى وهو ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى، فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الوا: فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركا.
    والجواب أن نقول:
    سبحان من طبع على قلوب أعدائه!
    فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها،
    كما قال الله تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15]، وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق،
    ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء
    ، أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله.
    إذا ثبت ذلك
    فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة،
    وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك فتقول له: ادع الله لي، كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته.
    وأما بعد موته فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره، بل أنكر السلف الصالح على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف بدعائه نفسه
    ولهم شبهة أخرى وهي:
    قصة إبراهيم لما ألقي في النار، اعترض له جبريل في الهواء، فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا. قالوا: فلو كانت الاستغاثة بجبريل شركا لم يعرضها على إبراهيم.
    فالجواب:
    إن هذا من جنس الشبهة الأولى، فإن جبريل عليه السلام عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه،
    فإنه كما قال الله فيه: {شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 5]،
    فلو أذن الله له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويلقيها في المشرق أو المغرب لفعل، ولو أمره أن يضع إبراهيم في مكان بعيد عنهم لفعل، ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل.
    وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا، فيعرض عليه أن يقرضه أو أن يهبه شيئا يقضي به حاجته، فيأبى ذلك الرجل المحتاج أن يأخذ، ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون -كشف الشبهات

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: اشكال فى تعريف العبادة

    أخى محمد عبداللطيف
    أشكرك على جهدك الجهيد فى رفع الإشكال عنى
    ولكن أخى الكريم السؤال الأول والثانى كانا فى التعريف اللغوى فقط، وأجبت عن الفرق بين التعريف اللغوى والشرعى للعبادة.
    وكنت أود أن يكون جوابك مطابقا للسؤال على النحو التالى:
    ● هل هناك فرق بين تعريف العبادة لغة: بالذل وتعريفها بغاية الذل؟ لأنى قرأت كثيرا من تعاريف العلماء فوجدتهم مختلفين بين هاتين العبارتين.
    الجواب لافرق بينهما فالكل يقصد بغاية الذل حتى من عرفها بالذل فقط.
    أو تقول: هناك خلاف بين أهل اللسان فى مفهوم العبادة فبعضهم عرفها بغاية الذل وبعضهم بمطلق الذل.
    أما بخصوص تعريف الشيخين فقد ذكرت أن قولهما فى تعريف أصل عبادة الله لا فيما يناقض ذلك من عبادة غيرالله.
    وهو كماذكرت.
    ووجدت نصا لابن تيمية فى المسألة.
    يقول ابن تيمية: (من خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له، ولو أحبّ شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، كما قد يحبّ الرجل ولده وصديقه، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله - تعالى -، بل يجب أن يكون الله أحبّ إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء، بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله).العبودية، ص 44، وانظر مجموع الفتاوى، 10/19، 56.
    فهنا يبدو أن قصدالشيخين من تعريف العبادة بغاية الذل مع غاية المحبة هو: فى عبادة الله، وأن مرادهما- بأن من ذل لأحد من غير حب أو أحبه من غير ذل أنه لم يعبده- هو: الحب والذل الذى لم يبلغ غاية.
    فأما غاية الذل وغاية الحب فليسا إلا لله.
    فمن صرف أحدهما لغيرالله فقد أشرك.
    وارتفع الإشكال فى هذاالسؤال.
    وجزاك الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: اشكال فى تعريف العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة

    فهنا يبدو أن قصدالشيخين من تعريف العبادة بغاية الذل مع غاية المحبة هو: فى عبادة الله، وأن مرادهما- بأن من ذل لأحد من غير حب أو أحبه من غير ذل أنه لم يعبده- هو: الحب والذل الذى لم يبلغ غاية.
    فأما غاية الذل وغاية الحب فليسا إلا لله.
    فمن صرف أحدهما لغيرالله فقد أشرك.
    وارتفع الإشكال فى هذاالسؤال.
    وجزاك الله خيرا
    نعم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورملة مشاهدة المشاركة
    ● هل هناك فرق بين تعريف العبادة لغة: بالذل وتعريفها بغاية الذل؟
    تعربف العبادة فى اللغة يختلف عن التعريف الشرعى فى الحد والحقيقة
    ولتوضيح ذلك انظر الفرق بين تعريف الصلاة لغة وشرعا
    ****
    أما الحد الشرعى للعبادة فقد تناقشت مع الاخوة الافاضل فى هذا الموضوع بتفصيل
    https://majles.alukah.net/t122304/

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •