تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    قال الإمام بن القيم رحمه الله :

    الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ،
    استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال
    وأن يختاروا خلاف ما اختار أولئك لأنفسهم
    ورأوا أنهم إن أسلموا سفَّهوا أحلام أولئك وضللوا عقولهم ورموهم بأقبح القبائح ، وهو الكفر والشرك
    ولهذا قال أعداء الله لأبي طالب عند الموت:
    أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فكان آخر ما كلمهم به : هو على ملة عبد المطلب !
    فلم يدعه أعداء الله إلا من هذا الباب لعلمهم بتعظيمه أباه عبد المطلب وأنه إنما حاز الفخر والشرف به ،
    فكيف يأتي أمراً يلزم منه غاية تنقيصه وذمه !!
    ولهذا قال :
    لولا أن تكون مسبة على بني عبد المطلب لأقررت بها عينك أو كما قال
    وهذا شعره يصرح فيه بأنه قد علم وتحقق نبوة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصدقه
    كقوله :
    وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ دِيـنَ مُحَمَّدٍ مِـنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينا
    لَوْلاَ الْمَلاَمَةَ أَوْ حَـذَارَ مَسَبَّةٍ لَوَجَدْتَنِي سَمْحاً بِذَاكَ مُبِينَا
    وفي قصيدته اللامية :
    فَـوَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْ تَـكُونَ مَسَبَّةٌ تُجَرُّ عَلَى أَشْيَاخِنَا فِي الْمَحَافِلِ لَكُنَّا اتَّبَعْنَاهُ عَلَى كُـلِّ حَالةٍ مِنَ الدَّهْرِ جَدًّا غَيْرَ قَـوْلِ الْهَازِلِ
    لَـقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنََنَا لاَ مُكَذَّبٌ لَدَيْنَا
    وَلاَ يُعْنَي بِقَوْلِ الأَبَـاطِلِ
    والمسبة التي زعم أنها تجر على أشياخه شهادته عليهم بالكفر والضلال وتسفيه الأحلام وتضليل العقول ،
    فهذا هو الذي منعه من الإسلام بعد تيقنه )انتهى

    نعم شق على أبي طالب الدخول في الإسلام لأنه كان يعلم أن الدخول في الإسلام هو مفارقة دين عبد المطلب وكل دين يخالف دين الاسلام والحكم على عبد المطلب بالكفر والشرك والضلال والجاهلية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    قال الشيخ الامام علم الهداة الاعلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :
    -و لو قال رجل :
    أنا أتبع النبي صلى الله عليه و سلم وهو على الحق ,

    لكن لا أتعرض للات والعزة
    ولا أتعرض لأبي جهل وأمثاله ,
    ما عليَّ منهم
    لم يصح إسلامه
    (مجموعة الفتاوى والرسائل والأجوبة ، ص 126 .)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    قال الامام ابن باز رحمه الله
    أبو طالب كان ممن حمى النبيَّ ﷺ ونصره،
    واجتهد في الذَّبِّ عنه، والكفاح عنه في مكة، وهو كان كافرًا،
    فاحترمه الملأُ من قريشٍ، وقدَّروا له حمايته؛ لأنه رئيس فيهم، وكبير فيهم.
    وكان من حكمة الله ومما حمى به نبيَّه:
    أن بقي أبو طالب على دين قومه، حمى اللهُ به نبيَّه ﷺ ودافع عنه، حتى أظهر الله دينه، وأعلى كلمته،
    ثم تُوفي أبو طالب في مكة قبل الهجرة، فلما حضرته الوفاةُ أحبَّ النبي ﷺ أن يدعوه إلى الحقِّ دعوةً جديدةً، دعوةً خاصَّةً عند قُرب الأجل لعله يهتدي،
    وقد دعاه قبل ذلك ولكنه لم يستجب،
    مع أنه يعلم أنَّ محمدًا حقٌّ،
    وأنَّ دينَه حقٌّ،
    ولكنه أبى؛
    لئلا يجرَّ على قومه وأشياخه مسبَّةً بزعمه،
    كما قال في شعره:
    ولقد علمتُ بأنَّ دينَ محمدٍ من خير أديان البرية دينا
    لولا الملامة أو حذار مسبَّةٍ لوجدتني سمحًا بذاك مبينا
    ويقول في شعره الآخر:
    فلولا أن نجيء بسبَّة
    تجرّ على أشياخنا في المحافل
    لكنا اتَّبعناه على كل حالةٍ
    فذكر أنه إنما منعه من الدُّخول في الدين
    لئلا يُقال:
    إنَّ آباءه ضالُّون، وإنَّ أشياخه ضالُّون،
    الموقع الرسمى للامام ابن باز

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    أخرج الإمام الترمذي في سننه عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ :
    قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ :
    اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ ، فَقَالَ صَاحِبُهُ : لاَ تَقُلْ نَبِيٌّ إِنَّهُ لَوْ سَمِعَكَ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلاَهُ عَنْ تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ . فَقَالَ لَهُمْ :
    « لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَلاَ تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَلاَ تَسْحَرُوا ، وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلاَ تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً ، وَلاَ تُوَلُّوا الْفِرَارَ يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً الْيَهُودَ أَنْ لاَ تَعْتَدُوا فِي السَّبْتِ ».
    قَالَ فَقَبَّلُوا يَدَهُ وَرِجْلَهُ فَقَالاَ : نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ ، قَالَ :
    « فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي ».
    قَالُوا : إِنَّ دَاوُدَ دَعَا رَبَّهُ أَنْ لاَ يَزَالَ فِي ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ ، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ تَبِعْنَاكَ أَنْ تَقْتُلَنَا الْيَهُودُ
    (سنن الترمذي في كتاب الاستئذان / باب مَا جَاءَ فِى قُبْلَةِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ ، قال الإمام الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، ط. المكنز ( ص 826-827 ، حديث رقم 2952 ) ، ط. أحمد شاكر ( ص 77 ، حديث رقم 2733) .) .
    **************
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
    ( فإنما لم يحكم لهؤلاء اليهود الذين شهدوا له بالرسالة بحكم الإسلام ، لأن مجرد الإقرار ، والإخبار بصحة رسالته لا يوجب الإسلام ، إلا أن يلتزم طاعته ، ومتابعته ، وإلا فلو قال أنا أعلم أنه نبي ولكن لا أتبعه ولا أدين بدينه كان من أكفر الكفار كحال هؤلاء المذكورين وغيرهم ،
    وهذا متفق عليه بين الصحابة والتابعين وأئمة السنة
    أن الإيمان لا يكفي في قول اللسان بمجرده ولا معرفة القلب مع ذلك
    بل لا بد فيه من عمل القلب وهو حبه لله ورسوله وانقياده لدينه والتزامه طاعته ومتابعة رسوله
    وهذا خلاف من زعم أن الإيمان هو مجرد معرفة القلب وإقراره )
    (مفتاح دار السعادة لابن القيم (1/97) .) .
    ************
    نعم
    شق على أبي طالب الدخول في الإسلام لأنه كان يعلم أن الدخول في الإسلام ليس توحيد الله والتصديق بنبيه فقط بل كان يعلم أن الدخول في الإسلام هو مفارقة دين عبد المطلب وكل دين سوى الإسلام والحكم على عبد المطلب بالكفر والشرك وكذا على كل من لم يحقق هذا الدين .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    ولذلك أيضاً شق على هرقل الدخول في الإسلام
    وكان يعلم صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لم يتابعه
    لأنه يعلم أنَّ متابعته تحتَّم عليه التبرؤ مما عليه النصارى من الكفر والضلال
    وبذلك يخسر ملكه فآثر ملكه على دخول الإسلام .
    وفى صحيح البخارى « وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ »
    (صحيح البخاري ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال القاضي عياض الأندلسي (476-544هـ) :
    ( وسمي القرآن فرقاناً لتفريقه بين الحق والباطل ،
    وسمي عمر الفاروق لذلك ،
    وقوله « مُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ » أي يفرق بين المؤمنين باتباعه ،
    والكفار بمعاداته والصدود عنه )
    (مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/153) ، ) .
    وهو الذي فهمه أسعد بن زرارة رضي الله عنه عند بيعة العقبة وهو يومها من أصغرهم
    فقال : ( رويداً يا أهل يثرب ! فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ،
    وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ،
    وقتل خياركم ،
    وأن تعضكم السيوف ،
    فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله ،
    وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك )
    (المسند للإمام أحمد بن حنبل ، مسند جابر بن عبد الله ، ت. حمزة أحمد الزين (11/454) حديث رقم 14393 ، وقال : ( إسناده صحيح ) .) .
    ولقد بيَّن هذا الأصل الأصيل الصديق أبو بكر رضي الله عنه في رسالته التي بعثها مع أمرائه لقتال المرتدين حيث قال :
    ( بسم الله الرحمن الرحيم . من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بلغه كتابي هذا، من عامة وخاصة ، أقام على إسلامه أو رجع عنه ،
    سلام على من أتبع الهدى ،
    ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والهوى ،
    فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
    وأن محمداً عبده ورسوله ، نقر بما جاء به ،
    ونُكَفِّر من أَبَى ذلك
    ، ونجاهده )
    (البداية والنهاية لابن كثير (9/447-448) . ) .
    ولهذا السبب يأبي الكثير في زماننا من الدخول في الإسلام ،
    فإذا ما ظهر لأحدهم نور التوحيد أقبل عليه ،
    لكنه يشق عليه التبرؤ ممن يخالف هذا الدين من أقربائه وأقرانه .
    قال الإمام أبو جعفر الطحاوي (239-321هـ)
    شارحاً لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : .
    « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا ، وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا ، وَصَلَّوْا صَلاَتَنَا ، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ، لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ »
    (سنن النسائي ، كتاب تحريم الدم ، ط. المكنز ( ص 779 ، حديث رقم 3967 ) ،
    صحيح سنن النسائي للألباني ( (3/67) ، حديث رقم 3977 ) .) :
    ( فَدَلَّ مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَحْرُمُ بِهِ دِمَاءُ الْكُفَّارِ ،
    وَيَصِيرُونَ بِهِ مُسْلِمِينَ ، لأَنَّ ذَلِكَ هُوَ تَرْكُ مِلَلِ الْكُفْرِ كُلِّهَا ، وَجَحْدُهَا )
    (شرح معاني الآثار للطحاوي (3/118) ، باب ما يكون الرجل به مسلماً .) .
    إلى أن قال :
    ( فَلاَ يَكُونُ الْكَافِرُ مُسْلِمًا مَحْكُومًا لَهُ وَعَلَيْهِ ، بِحُكْمِ الإِسْلاَمِ حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيَجْحَدُ كُلَّ دِينٍ سِوَى الإِسْلاَمِ ، وَيَتَخَلَّى مِنْهُ ،
    كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، وَيَتْرُكُوا مَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ، حَرُمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى »
    وورد بلفظ : « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوهَا فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ »
    ( سنن النسائي ، كتاب تحريم الدم ، ط. المكنز: حديث رقم 3971 ، ص 780 ، صحيح سنن النسائي للألباني (3/69) )
    وهو عند مسلم بلفظ :
    « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيُؤْمِنُوا بِي ، وَبِمَا جِئْتُ بِهِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ » ( صحيح مسلم ، كتاب الإيمان)
    و في رواية أخرى عند الإمام مسلم في صحيحه بلفظ :
    « مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ »
    ( صحيح مسلم ، كتاب الإيمان/باب الأَمْرِ بِقِتَالِ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، ط. المكنز (حديث رقم 139 ، ص 38 ) ، ط. السلطانية (1/40) ).) .
    حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : ثنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا آيَةُ الإِسْلاَمِ ؟
    قَالَ : « أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْت وَجْهِيَ لِلَّهِ ، وَتَخَلَّيْت ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ،
    وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إلَى الْمُسْلِمِينَ »
    (الحديث أخرجه الإمام النسائي في سننه
    قال : ( أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ حَكِيمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِهِنَّ - لأَصَابِعِ يَدَيْهِ - أَلاَّ آتِيَكَ وَلاَ آتِيَ دِينَكَ ، وَإِنِّي كُنْتُ امْرَأً لاَ أَعْقِلُ شَيْئًا إِلاَّ مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا بَعَثَكَ رَبُّكَ إِلَيْنَا قَالَ : « بِالإِسْلاَمِ » ، قَالَ : قُلْتُ :
    وَمَا آيَاتُ الإِسْلاَمِ ، قَالَ : « أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَخَلَّيْتُ ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، كُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ ،
    لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مُشْرِكٍ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلاً أَوْ يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ » ) .
    ( سنن النسائي ، كتاب الزكاة / باب مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ط. المكنز (حديث رقم : 2568 ، ص 496) ، صحيح سنن النسائي للألباني : ص (2/217-218) ) .) ،
    فَلَمَّا كَانَ جَوَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ ، لَمَّا سُئِلَ عَنْ آيَةِ الإِسْلاَمِ :
    « أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْت وَجْهِيَ لِلَّهِ ، وَتَخَلَّيْت ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إلَى الْمُسْلِمِينَ » وَكَانَ التَّخَلِّي هُوَ تَرْكُ كُلِّ الأَدْيَانِ إلَى اللَّهِ ، ثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَمْ يَتَخَلَّى مِمَّا سِوَى الإِسْلاَمِ ، لَمْ يُعْلَمْ بِذَلِكَ دُخُولَهُ فِي الإِسْلاَمِ )
    (شرح معاني الآثار للطحاوي (3/118-119) ، باب ما يكون الرجل به مسلماً .) .
    وقال في موضع آخر : ( الإِسْلاَمَ لاَ يَكُونُ إلاَّ بِالْمَعَانِي الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الدُّخُولِ فِي الإِسْلاَمِ ، وَتَرْكِ سَائِرِ الْمِلَلِ )
    (شرح معاني الآثار للطحاوي (3/118) ، باب ما يكون الرجل به مسلماً .) .
    ولا يستطيع الإنسان أن يتخلى عما سوى الإسلام إلا بمعرفة الإسلام ،
    وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
    شهادة علم وصدق ومحبة وإخلاص ويقين وانقياد ومتابعة .
    فالإنسان لا يعد مسلماً إلا إذا دخل هذا الدين بهذا الاعتبار ،
    بأن يفارق الشرك وأهله مفارقة تبرؤ من دينهم ومعبوداتهم الباطلة .
    ولا يعد من أهل الإسلام إذا اعتبر ما سواه من الأديان صحيحاً أو اعتبر من لم يحقق هذا الدين أو من خالفه من زمرة المسلمين .
    فهذا إمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام الذي أمرنا الله عز وجل بالتأسي به وبمن معه من المسلمين ،
    يقول الله عز وجل عنه في كتابه الكريم : [ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ] (الممتحنة: 4)
    فانظر كيف قدموا البراءة من أقوامهم على البراءة من معبوداتهم دون الله عز وجل
    قال ابن القيم رحمه الله :
    أَتُحِبُّ أَعْدَاءَ الْحَبِيبِ وَتَدَّعِي حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِـي إِمْكَانِ
    وَكَـذَا تُعَادِي جَاهِداً أَحْبَابَهُ أَيْنَ الْمَحَبَّةُ يَا أَخَ الشَّيْطَانِ
    (الكافية الشافية لابن القيم ص 186 ، رقم البيت 3499-3500 .)
    وقد يخدع إبليس بعض الناس فيوهمهم بأن التبرأ من كل دين يخالف دين الإسلام كاف حتى لو لم يتبرأوا من اهل الكفر والشرك والضلال ،
    بل لابد من البراءة من العابد والمعبود من دون الله -
    لابد من البراءة من الشرك واهله وبغضهم وتكفيرهم
    يتبرأ من القبور المعبودة وعابديها
    ويحكم عليهم بالشرك والضلال -
    يتبرأ من الشيوعية والعلمانية ويحكم على أهلها بالكفر والضلال
    وهكذا يحكم على كل دين يخالف دين الاسلام بالكفر والضلال
    فالموحد يتبرأ من الشرك ويحكم على اهله بالشرك والضلال
    كما فعل إمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام ومن معه من الموحدين الحنفاء ،
    قال الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب :
    ( وأنت يا من منَّ الله عليه بالإسلام وعرف أن ما من اله إلا الله ,
    لا تظن أنك إذا قلت : هذا هو الحق وأنا تارك ما سواه
    لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً ,
    لا تظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام ،
    بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم
    وقال الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في موضع آخر :
    (إنه صلى الله عليه وسلم لما قام ينذرهم عن الشرك ، ويأمرهم بضده وهو التوحيد ،
    لم يكرهوا ذلك واستحسنوه ،
    وحدثوا أنفسهم بالدخول فيه
    إلى أن صرح بسب دينهم ،
    وتجهيل علمائهم ،
    فحينئذ شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة ،
    وقالوا سفَّه أحلامنا ،
    وعاب ديننا ، وشتم آلهتنا ،
    ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يشتم عيسى وأمه ولا الملائكة ولا الصالحين ،
    لكن لما ذكر أنهم لا يدعون ولا ينفعون ولا يضرون جعلوا ذلك شتماً )
    (مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان ، ص 355-356) . ))
    قال أبوك إبراهيم والذين معه :
    [ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ] (الممتحنة: 4)
    وقال تعالى : [ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ] (البقرة: 256)
    وقال تعالى : [ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ] (النحل: 36) .
    و لو قال رجل :
    أنا أتبع النبي صلى الله عليه و سلم وهو على الحق ,
    لكن لا أتعرض للات والعزة ولا أتعرض لأبي جهل وأمثاله ,
    ما عليَّ منهم ،
    لم يصح إسلامه ) (مجموعة الفتاوى والرسائل والأجوبة ، ص 126 .) .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    (وكبر عليهم أن يقال :
    إن آباءهم الذين ماتوا على الشرك ماتوا على ضلالة وعلى جاهلية ؛
    فتشبثوا بالحماقة ، وأخذتهم العزة بالإثم ،
    واختاروا أن يلقوا بأنفسهم إلى الجحيم ، على أن يوصم آباؤهم بأنهم ماتوا ضالين .
    وهذا أشق ما تواجهه حركات الإسلام !..أشق ما تعانيه هذه الحركات هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله ، ومدلول الإسلام في جانب ؛
    وبمدلول الشرك وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر

    أشق ما تعانيه هذه الحركات هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين ،
    وطريق المشركين المجرمين؛ واختلاط الشارات والعناوين؛ والتباس الأسماء والصفات؛
    والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق! ،
    ويعرف أعداء الحركات الإسلامية هذه الثغرة .
    فيعكفون عليها توسيعاً وتمييعاً وتلبيساً وتخليطاً .
    حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام! . .
    تهمة تكفير«المسلمين »!!!
    ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم ،
    لا إلى قول الله ولا إلى قول رسول الله! .. هذه هي المشقة الكبرى . .
    وهذه كذلك هي العقبة الأولى التي لا بد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل! ..
    يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين . .
    ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة .
    وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف ؛
    وألا تقعدهم عنها لومة لائم ، ولا صيحة صائح :
    انظروا ! إنهم يكفرون المسلمين !). اهـ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام ، استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال

    يقول الاخ الفاضل سليمان ابن صالح الخراشى
    فى رسالته قواعد مهمة فى مناقشة المناوئين

    الحوار لا ينبغي أن يكون عن وجود " التكفير " ، إنما يكون عن أسبابه :
    إن الشيخ – محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله – وأتباع دعوة التوحيد مع خصومهم – قديمًا وحديثًا – يدورون في حلقة مفرغة ، وجدال عقيم ؛ عندما يتهمونه وأتباعه أنهم يُكفرون المسلمين أو أن عندهم غلوًا في التكفير .. الخ تهمهم ؛ لأنه سيرد عليهم بأنه يبرأ من ذلك كله ، وإنما هو يكفر من وقع في الشرك الأكبر

    فالخلاف بينه وبينهم ينبغي أن لا يكون في مجرد " التكفير " ؛ لأنه لا إسلام دون تكفير لمن يستحق التكفير – لو كان الخصوم يعقلون - ، ونصوص الكتاب والسنة حافلة بهذا ، وما من كتاب فقه من كتب أهل السنة " الأحناف ، المالكية ، الشافعية ، الحنابلة " إلا وفيه كتاب بعنوان " حكم المرتد " ؛ وهو المسلم الذي نقض إسلامه بقول أو فعل .
    إنما الخلاف ينبغي أن يكون في حقيقة من كفرهم الشيخ ؛ هل هم مسلمون ؟ أو أنهم نقضوا إسلامهم بما ارتكبوه ودافعوا عنه من " شركيات " ؟

    فينبغي أن تنصرف جهود خصوم الشيخ – ومن وافقهم – إلى إثبات أن من كفرهم الشيخ مسلمون – رغم صرفهم أنواعًا من العبادة لغير الله ؛ من نذر أو ذبح أو دعاء .. الخ .

    هاهنا المعترك بين الشيخ وخصومه .

    أما الصياح بأن الشيخ كفر هؤلاء أو قاتل أولئك ، والاعتقاد بأنهم بهذا أقاموا الحجة على أن دعوة الشيخ " تكفيرية " ! فهذا سذاجة وجهل . لأن الشيخ وعلماء دعوته لم يُنكروا هذا كله – رغم التزيدات والفهم السقيم - حتى " يفرح " البعض بالعثور عليه ! بل هم يُقرون ما ثبت منه ، ولا يعدونه مذمة – مادام مرجعه الأدلة الشرعية - .

    فالخلاف ينبغي أن يكون في : " هل يستحق هؤلاء المكفَّـرين " أن يُحكم عليهم بذلك ، أو لا يستحقون ؟! ويكون المرجع في هذا الأدلة الشرعية بفهم سلف الأمة ، لا بمجرد العواطف والأماني التي يعقبها " التباكي " .


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •