الصيام سبب لإجابة الدعاء وللصائم عند فطرة دعوة لا ترد

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم»، رواه البيهقي في "الشعب" برقم (3323)، والبزار ـ كشف الأستار ـ (3139)[1].

وعن أنس بن مالك س قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر»، رواه البيهقي في "السنن" (3/345)، والضياءالمقدسي في "المختارة" برقم (2057)[2].

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد» ».

قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي؛ رواه ابن ماجه برقم (1753)، وغيرُه[3].


معنى قوله صلى الله عليه وسلم «إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد»:
قال السندي رحمه الله في "حاشيته على سنن ابن ماجه" (1/533): الدعوة هنا للمرَّة، وهو ظاهر.

قال السيوطي: قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول": أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خُصَّت من بين الأمم في شأن الدعاء، فقال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

لطيفة وفضيلة لأمة الإجابة حال صومها:
قال السندي رحمه الله ـ عقب كلامه السابق ـ: وإنما كان ذاك ـ أي: إجابة الدعوات ـ للأنبياء فأُعْطِيَت هذه الأمة ما أُعطيتِ الأنبياء، فلما دخل التخليط في أمورهم من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم حُجبت قلوبهم، والصوم يمنع النفس عن الشهوات، فإذا تركَ شهوتَهُ من قلبه صفا القلبُ، وصارت دعوته بقلبٍ فارغ، قد زايلته ظلمة الشهوات، وتولَّته الأنوارُ، فإن كان ما سأل في المقدَّر له عُجِّل، وإن لم يكن كان مدَّخرًا له في الآخرة اهـ، والله أعلم.

[1] صحيحٌ: راجع: "الصحيحة" (4 /407).
[2] حسنٌ: راجع: "صحيح الجامع" برقم (3032)، و"تحقيق المسند" (12 /481).
[3] صحيحٌ لغيره: قال البوصيري رحمه الله في "مصباح الزجاجة" (2 /81): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الحاكم في "المستدرك"، عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس، عن محمد بن علي بن زيد، عن الحكم بن موسى، عن الوليد به، حدثنا إسحاق، فذكره، ورواه البيهقي من طريق إسحاق بن عبيد الله، قال عبد العظيم المنذري في "كتاب الترغيب": وإسحاق هذا مدني لا يعرف.
قلت ـ أي: البوصيري ـ: قال الذهبي في "الكاشف": صدوق؛ اهـ، وذكره ابن حبان في "الثقات"؛ لأن إسحاق بن عبيد الله بن الحارث؛ قال النسائي: ليس به بأس؛ اهـ، وقال أبو زرعة: ثقة؛ اهـ، وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري؛ اهـ.

______________________________ __________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني