خرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (482) فقال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال:
أخبرنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن هلال مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، قال:
علمتني أمي أسماء بنت عميس شيئا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقوله عند الكرب:، الله الله ربي لا أشرك به شيئا". اهـ.
خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [29644]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالٌ، به.
وعلى هذا تابعهما جماعة من الكوفيين، وفي الإسناد هلال مولى عمر بن عبد العزيز فيه جهالة وحديثه غير محفوظ.
فإنه إن كان هلال حفظه من طريق ابن جعفر؛ فعجب فواته على محمد بن عبد الله بن أبي رافع راوٍ عن عبد الله بن جعفر.
إنما خالفه بنزول فيما خرجه الخطيب البغدادي وغيره في تاريخه (3/484)، من طريقين: عن البرتي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، بنحوه مرفوعا.
وخرجه الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز عن البرتي، به إلا أنه وقع به تصحيف.
ومحمد بن عبد الله بن أبي رافع الهاشمي حجازي يروي عن عبد الله بن جعفر، فيه جهالة أيضا وحديثه غير محفوظ أيضا؛
ولا يعلم أسمع عبد العزيز بن مروان من أسماء بنت عميس أم لا؟ ولا يعلم التقاؤهما إلا في هذا الإسناد.
وقد روي بأن بدلا من عبد العزيز راوٍ مبهم فيما ذكره الدارقطني في علله، فقال:
فرواه سويد بن عبد العزيز، عن مسعر، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبيه عمن سمع أسماء. اهـ.
ولكن سويد متكلم فيه.
وقد خولف فيما خرجه إسحاق بن راهويه في مسنده [2136]، فقال:
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: فذكر نحوه مرسلا.
وقد تابعه يونس بن أبي إسحاق، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبيه، به فيما ذكره الداقطني عنه.
فلعل الرواية التي بها ذكر هلال من المزيد في متصل الأسانيد، وأن رواية عبد العزيز بن عمر عن أبيه ترجح على رواية هلال.
وقد رواه عبد الله بن أبي رافع الهاشمي والد محمد المذكور ءانفا عن ابن جعفر مرفوعا بدون ذكر أسماء وبلفظ مغاير.
فخرج أحمد في مسنده [1765]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ:
أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَقَالَ لَهَا:
" إِذَا دَخَلَ بِكِ فَقُولِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ هَذَا ". اهـ.
قوله: "وزعم"، كأنه شك من حماد بن سلمة في رفعه.
وقد خولف في رفعه من الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [7 : 264]، فقال:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ زَوَّجَ ابْنَتَهُ فَخَلَا بِهَا، فَقَالَ لَهَا: " إذَا نزل بِكَ الْمَوْتُ أَوْ أَمْرٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَظِيعٌ فَاسْتَقْبِلِيه ِ بِأَنْ تَقُولِي:
لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "،
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ: فَبَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ فَقُلْتهنَّ، فَلَمَّا مَثَلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ،
قَالَ: لَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ، وَلَقَدْ صِرْتُ وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكَ، سَلْنِي حَاجَتَكَ". اهـ.
وهذا أصح؛ وهو الموافق لما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ:
" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ". اهـ.
والله أعلم.