علاج فساد ذات البين









كتبه/ ياسر عبد التواب:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقد ذكرت في مقالي السابق أهمية أن تبتعد عن فساد ذات البين فهي حالقة للدين... وهنا أفصل بعض النصائح للعلاج:

1- بالاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان والحذر من الساعي للإفساد فربما كان من شياطين الإنس.

قال -تعالى- في شأن المنافقين: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )(التوبة:47).

قوله -تعالى-: (وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) المعنى: لأسرعوا فيما بينكم بالإفساد. والإيضاع، سرعة السير.

والخلل الفرجة بين الشيئين، والجمع الخلال، أي الفرج التي تكون بين الصفوف، أي: لأوضعوا خلالكم بالنميمة، وإفساد ذات البين.

(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) مفعول ثان، والمعنى: يطلبون لكم الفتنة، أي الإفساد والتحريض.

2- تذكر ما سبق من إحسان الذي تختلف معه، وهي خصلة الأوفياء الكرام فكن منهم.

3- تذكر الحقوق الشرعية لاسيما لذوي الأرحام؛ ففساد ذات البين قد تجرك إلى قطيعة الرحم، ومعلوم ذم الشرع لها قال -تعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)(محمد:22).

4- الإنصاف من نفسك إن وجدت الحق عليك: ذكر البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- أنه قال: ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ.

5- لا تترك الخلاف ليكبر، وإنما نرغم الشيطان بتقديم الإحسان، ونتذكر دوماً أن المؤمن الخيِّر هو البادئ بالصلح، قال -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(الأنفال:1).

عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا وَالْكَذِبُ فِى الْحَرْبِ وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ) رواه الترمذي، وصححه الألباني.


6- أن يصلح شخص آخر ذلك الخلاف لينمي الخير ويعيد بناء الثقة بين المختلفين، فأوعِزْ إلى من تراه مناسباً للقيام بذلك الدور المبارك.

قال -تعالى-: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)(النساء:114). وللحديث عن نصائح العلاج بقية، إن شاء الله -تعالى-.