أيها الكاتب، ما فائدة القلم؟



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1].

ما فائدة القلم؟!
إن لم يشفِ مرضا، إن لم يُطيِّب خاطرا، إن لم يجبر كسرا، إن لم يرفع قدْرا، إن لم يطبطب على كتفٍ، إن لم يُصلح نفسَكَ، إن لم يُصلِح غيرَكَ.

ما فائدة القلم؟!
إن لم يرفع همما، إن لم يقدم فكره، إن لم يُزِلْ حزنا، إن لم يشفِ جرحا، إن لم يُذهب حُزنا، إن لم يدافع عن حقٍّ.

ما فائدة القلم؟!
إن لم يستر عيبا، إن لم يشرح صدرا، إن لم يُيسِّر أمرا، إن لم يقضِ حوائجَ، إن لم يرحم ضعيفا، إن لم ينصر مظلوما، إن لم يدع إلى خير، إن لم ينهَ عن شر.

ما فائدة القلم؟!
إن لم يأخذ بيد صاحبه، إن لم يأخذ بيد من حوله، إن لم يقدِّم للبشرية أملًا، إن لم يساهم في بناء أنفسٍ.

ما فائدة القلم؟!
إن كان صاحبُه يكتب ما لا يفعل، إن كان صاحبُه في وادٍ وقلمُه وواقِعُه في وادٍ آخر، إن كان صاحبه يفعل غيرَ ما يكتب، إن كان صاحبُه يُسقط لا يرفع، إن كان صاحبه جُرحًا لا علاجًا.

{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}!!
لا تسطر بقلمك إلا ما ينفع، قلمُكَ لسانُكَ ولسانُكَ قلمُكَ، فخُطَّ بقلمك ما يعجز عنه لسانك، وخُطَّ بلسانك ما يعجز عنه قلمك.


أخيرًا..
قلمُكَ أنت وأنت قلمُكَ، قلمُكَ في الدنيا رفيقُكَ، قلمُكَ في القبر رفيقُكَ؛ فأحسِن استخدامه يرحمك الله.
______________________________ _________________
الكاتب: د. نبيل جلهوم