جهد نور الدين زنكي في دعم المذهب السني في حلب


د. عبد المجيد البدوي


جهود نور الدين الزنكي في دعم المذهب السني حلب :

عرفت حلب بميلها إلى المذهب الشيعي ابتداء من النصف الثاني من القرن الرابع الهجري تقريباً.. وسبب ذلك أن القرن الرابع شهد وصول موجة كبيرة من البدو المهاجرين إلى أعالي الجزيرة الفراتية وشمالي الشام من قبائل عامر بن صعصعة وهي : كلاب، وعقيل، ونمير، وقشير، وخفاجة، ومعظم هذه القبائل شيعة تدين بمذهب:" الإثنا عشرية" وإن كان تعلقهم الجدي بهذا المذهب لم يكن واضحاً في كثير من الأحيان.
ويذكر الدكتور ابن العديم في:" بغية الطلب" أن نميرا وصلت إلى الجيرة سنة 309هـ/= 921م، وأن كلابا وصلت إلى شمالي الشام سنة 320هـ/= 932م.
وأخذ نفوذ الشيعة في حلب يظهر بوضوح في أواخر أيام سيف الدولة الحمداني (333=356هـ944/=921م) لأن بني حمدان كانوا يعتنقون مذهب الشيعة فيسروا لدعاة هذا المذهب الطريق لنشر الدعوة فيها، ثم عملوا بعد ذلك على إزالة شعائر السنة ، وإحلال شعائر الشيعة محلها ، وذلك عندما غير سعد الدولة أبو المعالي (356ـ381هـ967ـ991م) ابن سيف الدولة الأذان بها في عام 367هـ=977م وزاد فيه: حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر، فكان هذا مبدأ ظهور الإمامية بحلب، وما زال نفوذهم يزداد نتيجة لتعاقب بعض الأسر الشيعية على حكمها: كآل مرداس والعقيليين حتى أصبح شعار الرفض بها ظاهراً.
وإلى جانب هذه الكثرة من الشيعة الإمامية، وجدت قلة من الشيعة الإسماعلية ازداد نفوذهم في حلب في عهد رضوان بن تتش الذي أمل أن ينصروه على أخيه دقاق، ويساعدوه في أخذ دمشق منه، ومن ثم بني لهم بحلب أول دار للدعوة، ودعا على منابرها للفاطميين في فترة يسيرة من الزمن، ومن هؤلاء وأولئك تكوَّن مجتمع الشيعة في حلب، ومثّلوا الغالبية العظمى بالنسبة للسكان.
ومعظم هؤلاء الشيعة كانوا متعصبين حتى إن حاكم حلب سليمان بن عبد الجبار بن أرتق عندما عزم على بناء أول مدرسة سنية في عام( 517هـ =1122م) لم يمكنه الحلبيون " إذ كان الغالب عليهم حينئذ التشيع فكان كلما بني فيها شيء نهاراً أخربوه ليلاً إلى أن أعياه ذلك فأحضر الشريف زهرة بن علي بن محمد الحسيني، ووكل إليه أمر بنائها ليكف العامة عن هدم ما يبني منها"
ومعنى هذا أن سليمان بن أرتق لم يتمكن من بناء هذه المدرسة السنية إلا بعد أن أسند أمر بنائها إلى أحد العلويين من ذوي النفوذ في قومه كان من " أكابر الأشراف وذوي الرأي والأصالة والوجاهة، مقدماً في بلده يرجع الناس إلى أمره ونهيه".
وكل هذه دلائل تشير إلى مدى تغلغل المذهب الشيعي في حلب فماذا فعل نور الدين السني عندما آل إليه ملك هذه المدينة؟ لقد بداً باتخاذ خطوات سياسية واكبتها في الوقت نفسه خطوات فكرية هامة: ففي رجب من عام 543هـ 1148م أي بعد عامين تقريباً من استقراره في حلب رأيناه يأمر الشيعة بترك :" حي على خير العمل " في الآذان ، وينكر عليهم إنكارا شديدا، جهرهم بسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحذرهم من مغبة العود إلى ما نهوا عنه، فعظم هذا الأمر على أهل التشيع، وضاقت له صدورهم، وهاجوا له وماجوا، ثم سكتوا وأحجموا بالخوف من السطوة النورية" كما أبعد نور الدين ـ عن حلب ـ بعض رؤوس الشيعة فنفاهم منها، وكان على رأس المبعدين والد المؤرخ ابن أبي طي.
وواكبت هذه الخطوة السياسية خطوة فكرية هامة: وهي إنشاء مدرستين سنيتين كبيرتين: إحداهما للحنفية وهي المدرسة " الحلاوية" التي أنشأها نور الدين في العام ذاته 543هـ1148م وأسند التدريس فيها إلى برهان الدين أبي الحسن على بن الحسن البلخي، حيث استدعاه نور الدين من دمشق فجاء وألقى فيها الدروس على الفقهاء، وكان هو وتلاميذه خير عون لنور الدين في تنفيذ سياسته الرامية إلى مناهضة الشيعة ونصرة السنة، فيذكر بعض المؤرخين أن البلخي جلس تحت منارة المسجد وأمر بعض الفقهاء بالصعود إليها وقت الأذان، وقال لهم : من لم يؤذن الأذان المشروع فألقوه من المنارة على رأسه، فأذنوا الأذان المشروع.
والمدرسة الثانية أنشأها نور الدين في العام التالي (544هـ =1149م) وهي المدرسة النفّرية النورية وكانت للشافعية ـ وتولى التدريس بها الإمام قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري ت (578هـ =1182م) أحد أساتذة نظامية نيسابور ، وكان قد حضر إلى دمشق في عام (540ه=1145م) وأقام فيها يعظ ويعلم، فأقبل عليه الناس، فاستدعاه نور الدين إلى حلب، وأسند إليه التدريس بهذه المدرسة.
ولم يكن اختيار النيسابوري لتولي الأستاذية بهذه المدرسة من قبيل المصادفة فالرجل له قدم راسخة في علم الكلام، ومعنى هذا: أن نور الدين كان يقصد من وراء هذا الاختيار إلى نفس الهدف الذي كان ينشده نظام الملك عندما قصر مدارسه على أئمة الشافعية وفقهائهم باعتبارهم الفئة التي كانت مهيأة للدفاع عن العقيدة السنية بعد أن تسلح معظمهم بدراسة عقيدة الأشعري ونذروا أنفسهم للدفاع عنها، وكان نور الدين بحاجة إلى هذا الإمام وأمثاله في بيئة حلب التي يشكل الإمامية و الإسماعيلية معظم سكانها، وكلا الفريقين كان مسلحاً بالفلسفة للدفاع عن عقيدته.
ويقوي ما ذهبنا إليه أن نور الدين الذي كان يتبع مذهب الإمام أبي حنيفة أنشأ للشافعية في حلب ثلاث مدارس هي : النفرية، والعصرونية، والشعيبية، وأسند الأولى إلى أستاذ من أساتذة النظاميات، والثانية إلى تلميذ من أنبغ من خرجت نظامية بغداد وهو شرف الدين بن أبي عصرون، في الوقت الذي لم ينشىء فيه لأهل مذهبه إلا مدرسة واحدة وهي الحلاوية السالفة الذكر.
كما يقويه أيضاً: أن نور الدين لم يسلك سبيلا مشابهاً لهذا المسلك في دمشق بعد أن استولى عليها، إذ كانت حفاوته بمدارس الحنفية أكثر، فأنشأ فيها أشهر مدارسه وهي: النورية الكبرى، كما بنى للحنفية مدرسة أخرى بجامع القلعة عرفت بالنورية الصغرى، أما الشافعية فإنه أسس لهم مدرستين أو ثلاثا على خلاف بين المؤرخين إحداها: مات قبل أن يتمها فلم تكتمل إلا في عهد المعظم عيسى الذي نقل إليها رفات والده:" العادل" ونسبها إليه، ومن ثم عرفت بالعادلية الكبرى، وثانيتها: المدرسة الصلاحية التي ذكر عز الدين بن شداد أن بانيها هو نور الدين، ولكنها نسبت إلى صلاح الدين، والثالثة: ذكرها النعيمي فقط، وهي مدرسة الكلاسة قرب الجامع الأموي وواضح من نسبة المدرستين العادلية والصلاحية إلى غير مؤسسها أنهما لم يقدر لهما أن تنالا من رعايته ما نالته منه مدرستا الحنفية بدمشق.
وسبب ذلك ـ فيما يبدو ـ أن حلب كانت في حاجة ماسة إلى جهود الشافعية المسلحين بدراسة الجدل وعلم الكلام ليواجهوا الشيعة مواجهة فكرية تشد من أزر المواجهة السياسية، لذا رأينا نور الدين يكثر من بناء مدارس الشافعية بحلب، ويستقدم لها نوعية خاصة من الأساتذة ليتولوا مهمة التدريس بها والإشراف عليها، وهذا ما لم يحفل به كثيرا في دمشق حيث النفوذ السني غالب، فصرف همته إلى العناية بفقهاء مذهبه، والاهتمام بدار الحديث الشريف التي أنشأها.
ولم تقف جهود نور الدين في حلب عند حد العناية بإنشاء المدارس للحنفية والشافعية بل إنه كان حريصاً على أن يستفيد من جهود علماء السنة على اختلاف مذاهبهم في محاربة الفكر الشيعي، والتمكين لمذهب السنة، ولعله كان يعي جيداً سلبيات المدارس النظامية عندما حصرت جهودها في إعداد طائفة واحدة من طوائف السنة لهذه الغاية، وأحاطتهم برعايتها، فأثارت بذلك الأحقاد الكامنة، وأدت إلى قيام صراع بين الشافعية وبعض فرق السنة الأخرى، لذا وجدنا نور الدين يعنى أيضاً بعلماء المالكية والحنابلة وفقهائهم، فأوقف زاويتين بالمسجد الجامع بحلب، وخصص إحداهما لفقهاء الحنابلة والأخرى للمالكية، وبذلك نجح نور الدين في التخفيف من حدة الصراع المذهبي بين المذاهب السنية المختلفة، ومحاولة نور الدين هذه شبيهة ـ من بعض الوجوه ـ بالمحاولة التي قام بها الخليفة المستنصر العباسي عندما أسس المدرسة المستنصرية، ووقفها على فقهاء المذاهب الأربعة، ليخفف من حدة الخلاف بين المذاهب الفقيهية وخاصة الشافعية والحنابلة، هذا الخلاف الذي زادته عنفا المدارس النظامية.
وإلى جانب اهتمام نور الدين بإنشاء المدارس السنية فإنه اهتم كذلك بإنشاء خوانق الصوفية، وكانت ـ في ذلك العصر ـ مكاناً للعبادة والدرس الإمام الغزالي وقد استطاع أن ينقي التصوف من كثير من الشوائب، وأن يمزج بينه وبين الشريعة مزجا تاماً، وأصبح التصوف في تلك الفترة اتجاها له نفوذه وسيطرته وتقديره على المستوى الرسمي والشعبي: فكانت الصوفية محل تقدير الحكام واحترامهم، وخاصة نور الدين الذي كان يثق بهم ثقة مطلقة، ويرحب بهم في بلاطه،ويبني لهم الخوانق في أنحاء مملكته، وكان نصيب حلب من جهوده في هذا المجال ثلاث خوانق: اثنتان منها للرجال وواحدة للنساء.
وإلى جانب المدارس وخوانق الصوفية اهتم نور الدين بتخصيص دور لتدريس الحديث الشريف، ولعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا: إن الاهتمام بالحديث في هذه الفترة، وخاصة في البيئات التي يغلب عليها التشيع كان جزءا من حركة الإحياء السني، ومناهضة الفكر الشيعي، ذلك أن الشيعة لا يعترفون بصحة الحديث إلا إذا كان مروياً عن آل البيت، ويعتمد الإمامية منهم على كتب أربع خاصة بهم جمعها بعض رجالهم، وهي إلى الآن تمثل مصادر الحديث الصحيح عندهم، وكان طبيعياً أن ينتهي بهم هذا الموقف إلى الطعن في صحاح السنة.
يضاف إلى هذا أن العناية بالحديث الشريف، وتشييد معاهد دراسية خاصة به كان سمة من سمات هذه الفترة التي حكم فيها نور الدين والأيوبيون، ذلك أن الظروف التي أحاطت بالشام ومصر في تلك الفترة عكست ظلالها على مناهج الدراسة في المعاهد العلمية السنية، وكان من أثر ذلك العناية بالحديث وعلومه استجابة لظرف واقعي تمثل في احتلال الصليبيين لأجزاء واسعة من بلاد الشام من بينها القدس الشريف، فكان على هذه المعاهد أن تعبئ الناس للجهاد وتحيي فيهم روح البطولة والاستشهاد عن طريق تدريس الحديث والعناية به خاصة ما يتعلق منه بباب الجهاد في سبيل الله، لذا رأينا نور الدين يوقف زاوية بجامع حلب على دراسة الحديث، كما أوقف دارا أخرى للغرض ذاته.
هذه هي أبرز الجهود التي نهض بها نور الدين في حلب لدعم المذهب السني، بها وبالطبع لم يتقبلها الشيعة بقبول حسن، بل ظلوا ينتهزون الفرص المواتية ليعودوا بحلب مرة أخرى إلى ما كانت عليه، بيئة شيعية يمارسون فيها شعائرهم بحرية تامة.
وكانت محاولتهم الأولى في هذا السبيل عام (552هـ =1157م) عندما مرض نور الدين بحلب حتى أرجف بموته، ووصل أخوه نصرة الدين إلى حلب ليخلفه في ولايته، فمنعه والي القلعة من الدخول إليها، فتجمع حوله أحداث الشيعة وأبدوا استعدادهم لنصرته شريطة أن يسمح لهم بالعودة إلى ممارسة شعائرهم التي أبطلها نور الدين، فوعدهم بذلك، واشتعلت نيران الفتنة بين السنة والشيعة، وقام الأخيرون بنهب بعض المراكز التعليمية السنية كالمدرسة العصرونية وغيرها من دور أهل السنة، ولما علم نور الدين بالأمر أرسل إلى قاضي المدينة أبي الفضل هبة الله بن أبي جرادة بأن يمضي إلى الجامع ويصلي بالناس، ويعاد الأذان إلى ما كان عليه، فشرع المؤذنون في الأذان السني فاجتمع تحت المنارة من عوام الشيعة خلق كثير، فخرج إليهم القاضي وحذرهم، وبين لهم أن نور الدين قد عوفي وأنه هو الذي أمر بهذا فانصرفوا وسكتت الفتنة.
وجاءت محاولتهم الثانية في شوال من عام (564هـ =1169م) عندما أحرق الإسماعيلية مسجد حلب الجامع، وكان يتخذ مكانا للدرس إلى جانب العبادة، فكان فيه الكثير من الزوايا التي وقفها نور الدين على المالكية والحنابلة وعلماء الحديث، فأعاد نور الدين بناء الجامع ووسعه، وخصص له أوقافاً كثيرة.
ولعل هذه الحركة من جانب الإسماعيلية في حلب كانت رد فعل لاستيلاء جيش نور الدين على مصر الفاطمية في ربيع الآخر من هذا العام، إذ أيقن الإسماعيلية أن نور الدين ماض في تضييق الخناق على الشيعة، وأنه عازم على استئصال هذا المذهب من مصر والشام.
كانت خطوات نور الدين الفكرية في حلب خطوات هادفة تنم عن وعي وإدراك كاملين للهدف الذي يرجى تحقيقه من وراء إنشاء هذه المؤسسات الفكرية، وظهر هذا الوعي واضحاً من جانب نور الدين عندما تحدث مجد الدين بن الداية بلسانه إلى الفقهاء في حلب قائلاً:" نحن ما أردنا ببناء المدارس إلا نشر العلم، ودحض البدع من هذه البلدة، وإظهار الدين".
كما كان نور الدين ـ رحمه الله تعالى ـ يدرك قيمة العلم سلاحاً يواجه به العدو كما يواجهه بالقوة العسكرية، ولا شك أن نور الدين في هذه النظرة كان يعيش في عصره بعقلية العصر الذي نعيشه الآن، فعندما أشار عليه بعض أصحابه بأخذ جزء من الأموال التي خصصها للإنفاق على الفقهاء والقراء والصوفية ليستعين بها في شئون الجهاد غضب وقال: " والله إني لا أرجو النصر إلا بأولئك، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم، كيف أقطع صلات قوم يقاتلون عني وأنا نائم في فراشي بسهام لا تخطيء، وأصرفها إلى من يقاتل عني إذا رآني بسهام قد تخطيء وتصيب".
لا عجب ـ إذن ـ إذا رأينا هذه الجهود الفكرية الرائدة لنور الدين في حلب تؤتي ثمارها، ويتسابق أمراء نور الدين وأعيان دولته، وخلفاؤه من بعده إلى إنشاء المؤسسات العلمية حتى غدت حلب بعد فترة يسيرة نسبياً مركزاً من مراكز الثقافة السنية بعد أن كانت وكراً من أوكار الشيعة.
وقد أحصى المؤرخ عز الدين بن شداد (ت684هـ =1285م) مدارس حلب في أيامه فوجدها أربعاً وخمسين مدرسة موزعة بين المذاهب الفقهية الأربعة منها: إحدى وعشرون للشافعية، واثنتان وعشرون للحنفية، وثلاث للمالكية والحنابلة، وثماني دور للحديث الشريف بالإضافة إلى إحدى وثلاثين خانقاه للصوفية.
وقد آتت هذه المؤسسات العلمية ثمارها المرجوة إذ انقرضت الإسماعيلية من حلب في حدود عام (600هـ =1203م) وأخفى الإمامية معتقداتهم حتى انتهى بهم الأمر إلى أن أخذوا يتنكرون، وبأفعال السنة يتظاهرون، ويذكر أحد المؤرخين المعاصرين من أبناء حلب: أن الشيعة انقرضوا من المدينة، وتلاشوا بالمرة، ولم يبق منهم غير عدة بيوت يقذفهم بعض الناس بالرفض والتشيع، مع أن ظاهرهم على كمال الاستقامة وموافقة السنة، وذلك بفضل جهود نور الدين وجهود خلفائه الذين اقتدوا به في الإكثار من المدارس السنية، وتعيين الأساتذة الأكفاء لها، والإنفاق عليها بسخاء حتى تراجع التشيع من هذه المدينة، وأصبحت السيادة فيها لمذهب أهل السنة.

المصدر: التاريخ السياسي والفكري
للمذهب السني في المشرق الإسلامي .
للدكتور: عبد المجيد بدوي.
منقول