بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين خير صلاة و أزكى تسليم، أما بعد،
أعود إلى هذا المكان كما جرت العادة كلما تعترضني بعض الإشكالات أو التساؤلات و هي في الواقع كثيرة و متجددة.
إعتدت أن أنظر إلى أغلب المسائل على أنها إما بيضاء أو سوداء و هاته الطريقة في النظر إلى الأمور على ما فيها من سلبيات إلا أنه فيها كذلك من الخير الشيء الكثير..
1ففي مسألة الإقامة بين الكفار مثلا توصلت منذ مدة طويلة نسبيا إلى أن الحل الأمثل بل و في معظم الأحيان الحل الوحيد لأغلب الإشكالات التي تعترض المسلمين في بلاد الكفار (و أنا احدهم) هي بكل بساطة الهجرة إلى بلاد المسلمين..
إلا أن الأمور ليست دائما إما ابيض أو اسود كما سبق الذكر.. فهذا الحل و لئن كان الأمثل إلا أن ذلك لا ينفي وجود أمرين على الإنسان التفكير فيهما؛
أوّلهما أن الإشكالات التي تواجه المسلمين قد تظل قائمة حتى لو هاجروا إلى بلاد الإسلام، (و إن كان ليس هناك مجال للمقارنة مع بلاد الكفر و لله الحمد) ففي بعض البلاد أي بلاد المسلمين نفسها قد يواجه المسلم مشاكلا من قبيل عدم السماح له بالصلاة في اوقات العمل و ما شابه ذلك و إن كان كما قلت الأمر يظل أهون بكثير من بلاد الكفار حفظ الله بلاد المسلمين.. كما أن الأمر قد يختلف من قطر إلى آخر سواء كان هذا في بلاد الإسلام أو بلاد الكفر.. أي أحيانا قد يتمكن المرء حسب وضعيته الخاصة مثلا من الإتيان بدينه في أحد أقطار البلاد الكافرة بطريقة أفضل مما يمكنه القيام به في أحد أقطار المسلمين. و لست هنا بصدد محاولة التبرير فقد كنت في غاية الوضوح أنه بصفة عامة لا مجال للمقارنة و تظل البلاد المسلمة أفضل بأضعاف كثيرة.
أما* الإشكال الثاني فهو ما قد يسميه البعض (الذين عادة ما أشتَمّّ عليهم رائحة البدعة) ما يسمونه "فقه الواقع". ففي هذا الأمر الذي نناقشه هنا أي إقامة المسلم بين الكفار قد يحتج البعض بأننا يجب علينا أن نكون واقعيين و إن نتذكر أن هنالك الملايين من المسلمين المقيمين بين الكفار و أن إنتقالهم الفوري إلى بلاد الإسلام ليس بالأمر الهين أو العملي.
فما قول السادة العلماء في هذا الأمر جزاكم الله خيرا؟