رُوي من حديث أبي هريرة ، وطلحة بن عبيد الله ، وعثمان بن عفان ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وعلي بن أبي طالب ، ومن مرسل سعيد بن المسيب.

[حديث أبي هريرة]

رواه أبو مروان محمد بن عثمان ، واختُلف عليه:
- فرواه ابن ماجه ، وابن أبي عاصم ، وعبد الله بن أحمد ، وعبد الله بن موسى بن الصقر ، وهارون بن يوسف ، وروح بن الفرج ، ومحمد بن علي ، وأحمد بن محمد ، وعمرو بن محمد ، جميعهم عنه ، عن أبيه ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَرَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ»

أخرجه ابن ماجه (109) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" (757) ، والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (843) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (233/2) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1289) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (365/19) ، والاجري في "الشريعة" (1480) ، والعقيلي في "الضعفاء" (199/3) ، وابن عدي في "الكامل" (299/6) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (105/39) ، وابن الجوزي في "العلل" (324) ، وأخرجه ابن العسكري في "حديثه" (94) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (105/39) ، وأخرجه أبو طاهر السلفي في "الخامس والثلاثون من المشيخة البغدادية" (15) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (579).

- ورواه أبو الموجه محمد بن عمرو ، عنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة به.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (104/39) ، وقال: ((كذا قال! وأسقط منه أبا الزناد)).

- ورواه أبو زرعة الرازي ، عنه ، عن أبيه ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة به.
أخرجه أبو نصر البزار في "فوائده" عن أَبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إبراهيم حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ علي ابن حَفْصٍ الأَرْدُبِيلِيّ ُ ثَنَا بَكْرُ بْنُ عَتِيقٍ ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ. ذكره الرافعي في "التدوين" (231/3) عن أبي نصر معلقاً.
وعبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم ، وبكر بن عتيق ، لم أجدهما. ولا يصح هذا عن أبي زرعة.

ورواية الجماعة ، هي الصواب.
وعثمان بن خالد القرشي ، قال البخاري ، ومسلم ، وأبو حاتم ، وأبو أحمد الحاكم: ((منكر الحديث)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال الساجي: ((عنده مناكير غير معروفة)) ، وقال العقيلي: ((الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهْمُ)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال أبو نعيم ، وأبو عبد الله الحاكم: ((حدث عن مالك و غيره بأحاديث موضوعة)) ، وقال ابن عدي: ((له غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَكُلُّهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي المقلوبات عَن الثِّقَات ويروي عَن الْأَثْبَات أَسَانِيد لَيْسَ من رواياتهم كَأَنَّهُ كَانَ يقلب الْأَسَانِيد لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ)).
وأورد ابن عدي في "الكامل" ، والعقيلي في "الضعفاء" ، والذهبي في "الميزان" ، هذا الحديث ضمن مناكيره.

[حديث طلحة بن عبيد الله]
أخرج الترمذي (3698) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (578/3) ، وأخرج القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (616) (841) (860) (861) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (820) ، وأبو يعلى في "مسنده" (665) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (753/2) ، وابن فاخر في "موجبات الجنة" (389) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (104/39) عن يحيى بن اليمان، عن شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن طلحة بن عبيد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي رفيق ورفيقي يعني في الجنة عثمان»
قال الترمذي: ((هذا حديث غريب ، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع)).

ويحيي بن يمان ، قال وكيع: ((ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث منه ، كان يحفظ فى المجلس خمس مئة حديث ثم نسى)) ، وقال: ((إِن سُفيان الذي يُحَدِّث يَحيى بن يَمان عنه، إِن كان سُفيان الذي لقيناه نحن، فليس هو ذاك)) ، وقال: ((هذه الأحاديث التي يُحَدِّث بها يَحيى بن يَمان ليست من أحاديث سُفيان)) ، وقال ابن معين: ((لا يُشبه حديثُه عن الثَّوري أحاديث غيره عن الثَّوري)) ، وقال: ((ربما عارضت بأحاديث يَحيى بن يَمان أحاديث النَّاس، فما خالف فيها النَّاس، ضربت عليه)) ، وقال: ((ليس بثبت)) ، وقال: ((لم يكن يُبالي أي شيءٍ حَدَّث، كان يَتَوَهَّم الحديثَ)) ، وقال: ((ليس به بَأسٌ، صدوقٌ، ليس هو بذاك القَوي)) ، وقال: ((ثقة)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((كان يُضَعَّف في آخر عُمُره في حديثه)) ، وقال أحمد: ((يضطرب في بعض حديثه)) ، وقال: ((ليس حجة في الحديث)) ، وقال: ((حدث عن الثوري بعجائب لا أدري لم يزل هكذا، أو تغير حين لقيناه، أو لم يزل الخطأ في كتبه، وروى من التفسير عن الثوري عجائب)) ، وقال ابن المديني: ((صدوق ، وكان قد فلج فتغير حفظه)) ، وقال محمد بن عمار: ((سَمِعْتُ يَحْيَى بْن يَمان- وقد أفلج- ولَمْ يكن يحَدَّثَنَا من كتاب إنّما كَانَ يُحَدّثنَا حفظًا ويحيى بْن يَمان لا يحتج به)) ، وقال يعقوب بن شيبة: ((كان صدوقا كثير الحديث ، و إنما أنكر عليه أصحابنا كثرة الغلط ، وليس بحجة إذا خولف ، وهو من متقدمى أصحاب سفيان فى الكثرة عنه)) ، وقال: (( ثقة ، أحد أصحاب سفيان ، وهو يخطىء كثيرا فى حديثه)) ، وقال العجلي: ((كان من كبار أصحاب الثورى ، وكان ثقة جائز الحديث ، متعبدا ، معروفا بالحديث صدوقا ، إلا أنه فلج بآخره فتغير حفظه)) ، وقال أبو حاتم: ((مضطرب الحديث، في حديثه بعض الصنعة، ومحله الصدق)) ، وقال أبو زرعة: ((يهم كثيراً)) ، وقال: ((لم يكن عندي ممن يكذب، ولكن كان يخيل إليه الشيء)) ، وقال الدارقطني: ((في حفظه شيء)) ، وقال أبو داود: ((يخطىء فى الأحاديث ويقلبها)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال: ((لا يُحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه)) ، وقال ابن سعد: ((كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ كثير الغلط ، لا يحتج به إذا خولف)) ، وقال ابن حبان: ((ربما أخطأ)) ، وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه غير محفوظ ، وهو فى نفسه لا يتعمد الكذب ، إلا أنه يخطىء ويشتبه عليه)) ، وقال البيهقي: ((ليس عندهم بالقوي)).

والشيخ من بني زهرة ، مجهول.

والحارث بن عبد الرحمن ، لم يسمع من طلحة ، قال المزي في "تهذيب الكمال": ((روى عن طلحة بن عبيد الله مرسلاً)) ، وقال في "تحفة الأشراف" ((لم يدركه)).

وأخرج أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (259/2) عن أَبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُرَيْقٍ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ ، سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: ثنا هُشَيْمٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَرَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ»
وأبو بكر محمد بن زريق ، أورد أبو نعيم هذا الحديث في ترجمته ، وقال: ((كَانَ يُوَرِّقُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْجُعَانِيِّ فِي أَيَّامِهِ)).
وقد ترجم الخطيب في "تاريخ بغداد" (232/2) لمحمد بن الحسين بن زريق، أبو بكر القصار ، وقال: ((حدث بمكة عن سلم بن جنادة السوائي. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني)) ، والظاهر أنه هو ، وهو مجهول الحال.

[حديث عثمان بن عفان]
أخرج عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (552) ، وفي "زوائده على فضائل الصحابة" (783) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1288) ، والحاكم في "المستدرك" (4537) ، والبزار (374) (953) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2566) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (342/39) ، والعقيلي في "الضعفاء" (479/3) ، وابن الجوزي في "العلل" (323) ، من طرق عن القاسم بن الحكم الأنصاري ، عن أبي عبادة الزرقي الأنصاري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: "شهدت عثمان، يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان، أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام، فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك هاهنا ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات، ثم لا تجيبني أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا، وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا، وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري، وغيرك قال: نعم فقال: لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا طلحة إنه ليس من نبي، إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته، معه في الجنة، وإن عثمان بن عفان هذا - يعنيني - رفيقي معي في الجنة» قال طلحة: اللهم نعم ثم انصرف".

قال البزار: ((وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ عُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَلَا نَعْلَمُ رَوَى أَسْلَمُ، عَنْ عُثْمَانَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ)).
وقال: ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَا عَنْ طَلْحَةَ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ)).
وقال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
وتعقبه الذهبي ، فقال: ((قاسم هذا قال البخاري لا يصح حديثه)).
وقال ابن الجوزي: ((هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ أَمَّا أَبُو عُبَادَةَ فَاسْمُهُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرْوَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الرَّازِيُّ هُوَ ضَعِيفٌ شَبِيهٌ بِالْمَتْرُوكِ وَقَالَ النَّسَائِيُّ هُوَ مَتْرُوكٌ وَأَمَّا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ. فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الرَّازِيُّ مَجْهُولٌ)).
وقال البخاري في ترجمة القاسم من "التاريخ الكبير": ((سمع أبا عبادة الزرقى ، سمع منه محمد بن المثنى ، ولم يصح حديث أبى عبادة)).
وأشار العقيلي إلى أن البخاري يريد هذا الحديث ، وقال: ((هَذَا يُرْوَى بِإِسْنَادٍ أَصْلَحَ مِنْ هَذَا)).

قلت: تُوبع القاسم ، فأخرج القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (855) عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ قثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ قثنا عِيسَى بْنُ فَرْوَةَ الْأَنْصَارِيُّ قثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ به.
وسلمة بن رجاء ، صدوق. فبرئت عهدة القاسم.

وأبو عبادة الزرقي ، عيسى بن فروة ، قال البخارى: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، شبيه بالمتروك ، لا أعلم روى عن الزهرى حديثا صحيحا)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بالقوى)) ، وقال النسائى : ((متروك الحديث)) ، وقال العقيلي: ((مضطرب الحديث)) ، وقال أبو داود: ((شبه متروك)) ، وقال ابن عدي: ((يروى عن الزهرى مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك)).

[حديث عبد الله بن عمر]
رواه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، واختُلف عليه:
- فرواه أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي ، عنه ، عن النضر بن سلمة ، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ، نا عبد العزيز بن محمد ، عن عمر مولى عفر ، عن محمد بن كعب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل *نبي *رفيق وإن رفيقي في الجنة أبو بكر)).
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (150/30).

- ورواه أبو أحمد الغطريفي ، عنه ، عن النضر بن سلمة ، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ، نا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن سالم ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أخرجه ابن الغطريف في "جزئه" (28) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/ 150-151).

وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي ، قال إبراهيم الأصبهاني: ((كذاب)) ، وقال ابن عدي: ((له أشياء أُنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلسا يدلس عَلَى ألوان وأرجو أنه لا يتعمد الكذب)) ، وقال الدارقطني: ((كان كثير الغلط)) ، وقال: ((هو مخلط مدلس، يكتب عن بعض من حضره من أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كتير الخطأ)) ، وقال أبو بكر بن عبدان: ((كان يخلط ويدلس)) ، وقال الإسماعيلي: ((لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس)) ، وقال محمد بن أحمد أبي خيثمة: ((ثقة كثير الحديث)) ، وقال ابن المظفر: ((ثقة إمام لا ينكر منه إلا التدليس والأئمة دلسوا)) ، وقال الذهبي: ((صدوق من بحور الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((مشهور بالتدليس مع الصدق والامانة)) ، وقد صرّح بالتحديث في هذه الرواية ، فانتفت شبهة التدليس.
والأرجح رواية الغطريفي ، فإنه ثقة ثبت إمام.

والنضر بن سلمة شاذان ، سُئل عنه العباس العنبري ، فأشار إِلَى فمه ، وفسرّه ابن عدي فقال: ((أراد أَنَّهُ يكذب)) ، واتهمه ابن خراش بالوضع ، وأثنى أبو عروبة عليه خيراً ، وقال: ((كَانَ حافظا لحديث المدينة)) ، وقال ابن عدي: ((وشاذان هذا كما ذكره بن أبي مَعْشَر أَنَّهُ كَانَ حافظا لحديث المدينة وشيوخهم الذين يجمع حديثهم مثل عُبَيد اللَّه بْن عُمَر وموسى بْن عقبة ويحيى بْن سَعِيد وربيعة وغيرهم وكان يذاكر بحديث المدينة وكان عارفا بحديثهم وثناه الدولابي عَنْهُ من جمعه يَحْيى بْن سَعِيد عن عمرة عن عَائِشَة أحاديث صالحة قريبا من خمسين حديثا، وَهو ينسب إلى الضعف)) ، وقال الدارقطني: ((كان ضعيفاً)) ، وقال: ((كان بالمدينة، وكان يُتهم بوضع الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق)) ، وقال أبو زرعة: ((مجنون، كم من كذَّاب يكون مجنونًا)) ، وتعجب من أحاديثه ، وقال عبد العزيز الاويسى واسماعيل بن ابى اويس: ((أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا)) وذكراه بالسوء ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يسرق الحَدِيث لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا للاعتبار)) ، وقال: ((قَدْ تَبَرَّأْنَا مِنْ عُهْدَتِهِ)) ، وقال أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْوزان: ((عرفنَا كذبه لِأَنَّهُ كَانَ يجالسنا فَنَذْكُر بَاب من الْعلم فَنَذْكُر مَا فِيهِ وَيذكر هُوَ فِيهِ ثمَّ يزيدنا فِيهِ مَا لَيْسَ عندنَا بِأَحَادِيث ثمَّ نجالسه بعد مُدَّة فَنَذْكُر ذَلِك الْبَاب بِعَيْنِه فَنَذْكُر مَا فِيهِ وَيذكرهُوَ مَا فِيهِ ويزيدنا أَشْيَاء غير تِلْكَ الْأَشْيَاء الَّتِي زَادهَا فِي الْمجْلس الْمَاضِي فَعلمنَا أَنه يضع الحَدِيث)).

[حديث عبد الله بن أبي أوفى]
أخرج البزار (3343) ، وأبو نعيم في "الحلية" (99/1) مختصراً ، وخيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص121) ، ومن طريقه عساكر في "تاريخ دمشق" (266/35) ، وابن بطة في "الإبانة" (198) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (402) ، وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (103/30) عن الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوَفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعَ مَا كَانُوا، فَقَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ اللَّيْلَةَ مَنَازِلَكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَقُرْبَ مَنَازِلِكُمْ» ، ثم ذكر حديثاً جاء فيه: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقًا فِي الْجَنَّةِ، وَأَنْتَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ».

وعمار بن سيف ، أثنى عليه عبد الله بن المبارك خيرأ ، وقال عبيد بن إسحاق: ((كان شيخ صدق)) ، وقال أبو غسان: ((حدثنا ، وكان من خيار الناس)) ، وقال عبد الله بن صالح العجلي: ((هُوَ أفضل أهل الْكُوفَة)) ، وقال ابن معين: ((ثقة)) ، وقال: ((ليس حديثه بشيء)) ، وقال أبو حاتم: ((كان شيخا صالحا ، و كان ضعيف الحديث ، منكر الحديث)) ، وقال أبو زرعة ، والبزار: ((ضعيف)) ، وقال البزار أيضاً: ((صالح)) ، وقال أبو داود: ((كان مغفلاً)) ، وقال العجلي: ((ثقة ثبت ، متعبد ، وكان صاحب سنة ، وكان يقال : إنه لم يكن بالكوفة أحد أفضل منه . روى عنه ابن إدريس ، وابن المبارك ، قديم الموت ، ليس يحدث عنه إلا الشيوخ)) ، وقال الحاكم ، وأبو نعيم: ((يروى عن إسماعيل بن أبى خالد و الثورى المناكير)) ، وزاد أبو نعيم: ((لا شئ)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال البخاري: ((لا يتابع ، منكر الحديث ، ذاهب)) ، وقال ابن عدي: ((منكر الحديث ، ولَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَالضَّعْفُ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِهِ)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير حَتَّى رُبمَا سبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ لما أَتَى من المعضلات عَن الثِّقَات. روى عَن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَن بْنِ أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث بواطل لَا أصُول لَهَا يطول الْكتاب بذكرها)) ، وقال ابن كثير: ((مُتهم)).
قلت: قد تفرد بهذا الحديث عن إسماعيل ، فهو معدود في مناكيره.

[حديث علي بن أبي طالب]
أخرج أبو الحسين بن المهتدي في "الجزء الأول والثاني من مشيخته - مخطوط" (214) ، وأبو طاهر السلفي في "السادس عشر من المشيخة البغدادية" (30) عن أبي حنيفة علي بن الحسين الصوفي ، عن جَعْفَرُ بْنُ [محمد بن] نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرَيَابِيُّ ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ»

وأبو حنيفة ، قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (400/11): ((*حدث *عَن *جعفر *بْن *مُحَمَّد *بْن *نصير *الخلدي *أحاديث *مظلمة)). وهو مجهول لا يُعرف ، وقد تفرد بهذا الإسناد النظيف ، ومثله لا يُقبل تفرده.
وهو منقطع بين إبراهيم النخعي ، وعلي بن أبي طالب.

[مرسل سعيد بن المسيب]
أخرج الشاشي في "مسنده" (30) ، ويعقوب بن سفيان في "مشيخته" (28) ، وفي "المعرفة والتاريخ" (310/3) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (300/2) عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرُّومِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ الْمَدَنِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَشْرَفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ يَعْنِي طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: هَا أَنَا ذَا، فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا طَلْحَةُ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقًا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ» قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ.

ومحمد بن عمر الرومي ، قال أبو حاتم: ((هو قديم ، روى عن شريك حديثا منكرا)) ، وقال أبو زرعة: ((شيخ فيه لين)) ، وقال أبو داود: ((ضعيف)).
والحسن بن عبد الله الثقفي ، قال ابن عدي: ((ليس بمعروف ، منكر الحديث)) ، وقال العقيلي: ((في حديثه وهم)) ، وقال الذهبي: ((منكر الحديث، مجهول)).
وأبو عمر المدني ، عثمان بن عبد الرحمن ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه، كان يَكذِب)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال ابن المديني: ((ضعيف جداً)) ، وقال البخاري: ((تركوه)) ، وقال: ((سكتوا عنه)) ، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث ، ذاهب)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال الجوزجاني: ((ساقط)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((لا يكتب حديثه أهل العلم إلا للمعرفة ، ولا يحتج بروايته)) ، وقال النسائي: ((متروك)) ، وقال: ((ليس بثقة ولا يكتب حديثه)) ، وقال الترمذي: ((ليس بالقوي)) ، وقال الساجي: ((يحدث بأحاديث بواطيل)) ، وقال الدارقطني ، وأبو أحمد الحاكم: ((متروك الحديث)) ، وقال البزار: ((لين الحديث)) ، وقال مسلم: ((ذاهبٌ الحديثِ)) ، وقال ابن عدي: ((عامة حديثه مناكير ، إما إسنادا وإما متنا)) ، وقال ابن حبان: ((كان يروى عن الثقات الموضوعات ، لا يجوز الاحتجاج به)).

والله أعلم.