قبل دخول ليلة النصف من شعبان انتبه لعدة وقفات




ايمن مدكور

(الوقفة الأولى)

١.لماذا يغفر الله لعباده ليلة النصف(إلا لمشرك أو مشاحن)

لأن( المشرك)ضيع حق الله حيث عبد غير الله وهو الذي خلقه،ورزقه،وشق سمعه وبصره،فظلم نفسه وعبد غيره فالشرك لا يغفره الله قال الله{إن الله لاويغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك....الآية إلا إذا تاب العبد وأصلح واستقام فالله به رحيم

وكان النبي يستعيذ بالله من الشرك وكان يخاف علينا من الشرك

فقد قال النبي" اللهم إني أعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه،ونستغفرك لما لا نعلمه"
وقال رسول الله" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي(الرياء)فهو محبط للعمل

(والمشاحن) ضيع حق عباده وإخوانه المسلمين فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه،ولايهجره، ولا يسلب ماله ...الخ

كما قال النبي "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
...الحديث ولم يهجر النبي لأمر دنيوي قط،بل كان يعفو ويصفح،ويسامح،
إنما هجر بعض أصحابه لتخلفهم عن غزوة تبوك،وكان هجره فيه مصلحة لهم،وعائدة عليهم
وهي توبتهم الصادقة التي ذكرها الله في كتابه،فكان هجره لهم ليس لأمر بينهم وبينه بل لمخالفتهم أمر الله ورسوله فانتبه ولا تستدل بأدلة في غير موضعها ولا تقل أن هجري هذا لأمر ديني لا تضحك على ربك،ولا تمكر فهو خير الماكرين

(الوقفة الثانية)

يترتب على الخصام أمور مزعجة،ومقلقة إياك أن تتصف بها
١.أن المشاحن،والخصّا م، أطاع الشيطان وأغضب الرحمن فانتبه لأن الخصام من الفواحش التي نهانا الله عنها. وأمرنا الشيطان بها

قال الله{ إن الله لا يأمر بالفحشاء....الآية
وقال الله في حق الشيطان { االشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم..}
فهذان طريقان وبيدك الإختيار لك أهمس في أذنك وأقول إختيارك إمّا جنة وإمّا نار
٢.سلب نعمة الإيمان من قلبك لأن الخصام والهجر الطويل،لا يحل لمسلم فضلا عن المؤمن

قال رسول الله"لت يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام ...الخ
فكيف بمن يهجر بالشهور. والسنين .ويصف نفسه بالإيمان فكيف ذلك؟!!
٣..اتصافك بالنفاق فإن النبي بين أن هناك أربع صفات إن وجدت في عبد كان منافقًا خالصًا ...ووعد الله المنافقين الدرك الأسفل من النار

ومن كانت فيه خصلة من الاربع ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها(يتركها) فخاف على نفسك
٤.حرمان رحمة ومغفرة الله وخاصة في شهر شعبان كما هو معلوم في حديث النبي أن الله يغفر لجميع عباده إلا(مشرك. أو مشاحن)

ويوم الاثنين. والخميس .ويوم عرفه
فلا تحرم نفسك من هذه الأجور. والنفحات،والبرك ات من الله لعلك لا تدركها مرة أخرى
٥يترتب عليه قطيعة رحمك ..الذي أقسم الله ليصلن من يصلها،ويقطعن من يقطعها

بل هي نفسها تقول:" اللهم أصِل من وصلني،واقطع من قطعني"
بل أخبر النبي عنها أنها تزيد الرزق،وتطيل العمر....
٦.إصابة المشاحن بالحزن في قلبه،والضيق في صدره،والهم والغم لأن هذا فعل الشيطان لذا قال الله{ .....ليحزن الذين آمنوا ...

فهو يريد لك الحزن،والضيق،وا لهم ،والغم.....

(الوقفة الثالثة)

ما الذي يعين على سلامة الصدر من الشحناء والخصومات ؟!
١.السعي لإرضاء الله وأغضاب الشيطان
٢ الطمع في ما عند الله من أجور رتبها على العفو والصفح
٣.تذكر الموت،والرحيل من هذه الحياة فمهما طالت بك فأنت للتراب نازل،وستكون في أحوج ما يكون إلى دعوة يفرج الله بها عنك هناك
٤.نيل مغفرة الله في الآخرة بسبب عفوك هنا في الدنيا. فالجزاء من جنس العمل..والله أكرم من أن يرد العفو عفوا مضاعفًا
وكان هذا حال النبي وصحابته نظرتهم كانت للآخرة وليست للدنيا
٥.معرفة الأجور المترتبة على العفو والصفح،وسلامة القلب وهي أكثر من أن تحصى وتعد
ويكفي فيها قول الله{ فمن عفا وأصفح فأجره على الله...}
{والصلح خير...}
وقال الرسول"خيركم من بدأ بالسلام
" من بدأ أخاه بالسلام بنى الله له قصرًا في الجنة" والأدلة عليه كثيرا
٦.التشبه بالنبي وأصحابه في أخلاقهم وأحوالهم
فالنبي (آذوه ،وسبوه،وشتموه،و عيروه،ووقعوا في عرضه،وقالوا عنه أبتر،وساحر،ومجن ون،واتهموه في عرضه ،وأخرجوه من دياره،ومؤامرات عديدة لإغتياله،وأخرجو ه قهرا،وظلمًا من دياره
وكان حاله"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

"إذهبوا فأنتم الطلقاء" فلنا فيه أسوة حسنة ونحن مأمورين بذلك
وكان هذا حال أصحابه من بعده

أثر سيدنا عمر بن الخطاب لما قال له أحدهم أنت حمار؟
قال لا أنا عمر

قال أحدهم لسيدنا عثمان(فلان يسبك فقال صحيفته يكتب فيها ماشاء

وجاء في الأثر أن سيدنا أبو هريرة كانت عنده جارية آذته،وغمته يوما فمسك السوط ليضربها، فلما رفعه تذكر القيامة وقال لولا القيامة لأوجعتك ضربًا كما آذيتنا لكن عفوت عنك حتى يعفوا الله عني يوم القيامة


(الوقفة الرابعة )

لا تتكاسل عن السعي للإصلاح بينك وبين غيرك،وبين عباد الله فهذه من أفضل العبادات ،والقربات،وعليه ا الأجور العظيمة،إن انتبهت لها
قال تعالى{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيماً}
وقال رسول الله"الا أخبركم بما يعظم الله به الأجر،ويمحوا به الذنوب،تمشي في إصلاح الناس إذا تباغضوا،وتقاطعو ا فإنها صدقة يحب الله موضعها'

وعن ابي الدرداء قال :قال النبي:" الا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة،والصدقة ؟، قالوا :بلى.فقال:إصلاح ذات البين،وقال إفساد ذات البين هي الحالقة،لا أقول تحلق الشعر،بل تحلق الدين"

وقال النبي لأبي أيوب" ألا أدلك على تجارة؟ قال بلى .قال تسعى في الصلح بين الناس إن تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا"

والأحاديث في ذلك كثيرة ويكفيك أنك أطعت الله،وأحزنت الشيطان

فنسأل الله لنا ولكم وللمسلمين
الهداية/والتوبة/والعفو/والمغفرة/وحسن الختام