تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

  1. #1

    Post كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    جاء في الإيمان الكبير (ص250)، مجموع الفتاوى (7/ 70) عقب آية الأحبار والرهبان ما نصه:
    [وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا - حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله - يكونون على وجهين:
    أحدهما: أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركا - وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم - فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله؛ مشركا مثل هؤلاء.
    والثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص؛ فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب...]

    السؤال: هل يصح هذا الكلام على أصول شيخ الإسلام ونصوصه الأخرى؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    السؤال: هل يصح هذا الكلام على أصول شيخ الإسلام ونصوصه الأخرى؟
    هل يمكن ذكر اصول الشيخ ونصوصه الاخرى
    فإنَّ ما أجمل في موضع من كلام شيخ الاسلام يفصل في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر

  3. #3

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    هل يمكن ذكر اصول الشيخ ونصوصه الاخرى

    من أصول شيخ الإسلام وأهل العلم: أن العلم ينافي الاعتقاد المخالف له ضرورة لأنه يستحيل عقلا وشرعا: أن يعتقد الرجل حرمة الشيء مع علمه بالحلّيّة، والعكس صحيح!
    هذا عند شيخ الإسلام وغيره ممتنع ضرورة.
    بناء على هذا الأصل العظيم: كيف اعتقد هؤلاء تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله الله مع علمهم أنه خلاف دين الله ودين رسوله؟
    كيف اعتقدوا أن الله حرّم هذا واعتقدوا في آن واحد أنه حلال اتباعا للرؤساء؟

    الإشكال في هاتين العبارتين:
    [
    أحدهما: أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل....
    فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله]

  4. #4

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    ومن نصوص الإمام في هذا الأصل قوله في الفتاوى الكبرى:

    [وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك، بل لو كلّف ذلك كلّف الجمع بين النقيضين، ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن].

    ومن نصوصه في الآية المخالف لما في الإيمان الكبير قوله في الإخنائية:
    [
    فقد أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى أن رؤوسهم لما أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم كانت تلك الطاعة عبادة لهم وشركا بالله.
    وهذا يتناول ما إذا أحلوا وحرموا متعمدين للمخالفة أو متأولين مخطئين، لا سيما وعلماء النصارى هم عند أنفسهم لم يفعلوا إلا ما يسوغ لهم فعله كالرؤساء إذا قدر أنهم اجتهدوا وأخطئوا يغفر لهم
    ، فإن من اتبعهم مع علمه بأنهم أخطئوا وخالفوا الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عبد غير الله وأشرك به].

    الخلاصة:
    نصّ الإيمان الكبير مشكل جدا، ولعلّه من آثار نقص الكتاب واخترام المنية للشيخ قبل تبييضه وإكماله على ما ذكره المحقّق لكن نصّ الإخنائية خال من الإشكال جار على الأصول.

    لا يمكن أحدا أن يعتقد خلاف ما يعلمه.
    وهذا أمر ضروري.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    لا يمكن أحدا أن يعتقد خلاف ما يعلمه.
    بارك الله فيك
    قال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ
    قال ابن القيم رحمه الله
    إن معرفة القلب وتصديقه بالحق إذا صادفت قلباً سليماً خالياً من الحسد والكبر والانشغال بالشهوات والأهواء
    وما إلى ذلك،
    فإن هذا القلب سيخضع للحق حتماً وينقاد له، لأن القلوب مفطورة على حب الحق وإرادته، ولا شيء أحب إلى هذه القلوب السليمة من الله عز وجل .
    ولكن قد يعرض للقلوب ما يفسدها، إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق،
    وإما من الشهوات التي تصدها عن أتباعه.
    فالنصارى مثلاً رغم عبادتهم لا علم لهم،
    واليهود رغم أنهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، لا يتبعونه لما فيهم من الكبر والحسد الذي يوجب بغض الحق ومعاداته.
    ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون)) ؛
    لأن هؤلاء لهم معرفة بلا قصد صحيح،
    وهؤلاء لهم قصد في الخير بلا معرفة له،
    فلا يبقى في الحقيقة معرفة نافعة ولا قصد نافع - انتهى

    و(التصديق) بمعناه الخبري - وهو مجرد أن يقع في القلب نسبة الصدق إلى المخبر والخبر من غير إذعان وقبول -
    يساوي تماماً عند السلف والأئمة معنى (العلم) أو (المعرفة):
    إذ لم يتصور هؤلاء الأئمة بل وجمهور العقلاء فرقاً واحداً معقولاً بين العلم والمعرفة، وبين التصديق.
    يقول شيخ الاسلام بن تيمية:
    (فإن الفرق بين معرفة القلب وبين مجرد تصديق القلب الخالي عن الانقياد الذي يجعل قول القلب، أمراً دقيقاً، وأكثر العقلاء ينكرونه، وبتقدير صحته لا يجب على كل أحد أن يوجب شيئين لا يتصور الفرق بينهما، وأكثر الناس لا يتصورون الفرق بين معرفة القلب وتصديقه، ويقولون إن ما قاله ابن كلاب والأشعري من الفرق كلام باطل لا حقيقة له، وكثير من أصحابه اعترف بعدم الفرق... والمقصود هنا أن الإنسان إذا رجع إلى نفسه عسر عليه التفريق بين علمه بأن الرسول صادق، وبين تصديق قلبه تصديقاً مجرداً عن انقياد وغيره من أعمال القلب بأنه .
    وأكثر العقلاء ينكرونه
    قال في (إتحاف المريد): (وهو تصديق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما علم مجيئه به من الدين بالضرورة... والمراد من تصديقه صلى الله عليه وسلم: قبول ما جاء به مع الرضا بترك التكبر والعناد، وبناء الأعمال عليه، لا مجرد وقوع نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان وقبول له، حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذين كانوا عالمين بحقيقة نبوته عليه الصلاة والسلام وما جاء به، لأنهم لم يكونوا أذعنوا لذلك ولا قبلوه ولا بنوا الأعمال الصالحة عليه، بحيث صار يطلق عليه اسم التسليم كما هو مدلوله الوضعي
    قال عبد الله بن سلام: لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني، ومعرفتي لمحمد أشد).
    وقال الدردير في شرحه : (والمراد من تصديقه عليه الصلاة والسلام: الإذعان والقبول لما جاء به بحيث يقع عليه اسم التسليم من غير تكبر وعناد، لا مجرد وقوع نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان وقبول حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذين كانوا عالمين بحقيقة نبوته عليه الصلاة والسلام وما جاء به؛ لأنهم لم يكونوا أذعنوا لذلك ولا قبلوه بحيث يطلق عليه اسم التسليم
    ويقول شيخ الاسلام

    فليس مجرد العلم موجبا لحب المعلوم إن لم يكن في النفس قوة أخرى تلائم المعلوم، وهذه القوة موجودة في النفس.
    وكل من القوتين تقوى بالأخرى، فالعلم يقوى العمل، والعمل يقوى العلم.
    فمن عرف الله، وقلبه سليم: أحبه، وكلما ازداد له معرفة ازداد حبه له، وكلما زاداد حبه له ازداد ذكره له، ومعرفته بأسمائه وصفاته.
    فإن قوة الحب توجب كثرة ذكر المحبوب، كما أن البغض يوجب الإعراض عن ذكر المبغض.
    فمن عادي الله ورسوله، وحاد الله ورسوله كان ذلك مقتضيا لإعراضه عن ذكر الله ورسوله بالخير، وعن ذكر ما يوجب المحبة، فيضعف علمه به حتى قد ينساه، كما قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ [الحشر: 19]، وقال تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28]
    وقد يحصل مع ذلك تصديق وعلم مع بغض ومعاداة، لكن تصديق ضعيف، وعلم ضعيف، ولكن لولا البغض والمعاداة لأوجب ذلك من محبة الله ورسوله ما يصير به مؤمنا، فمن شرط الإيمان وجود العلم التام".
    ثم قال: "فالإيمان لابد فيه من هذين الأصلين:
    التصديق بالحق، والمحبة له، فهذا أصل القول، وهذا أصل العمل.
    ثم الحب التام مع القدرة يستلزم حركة البدن بالقول الظاهر، والعمل الظاهرة ضرورة، كما تقدم.
    فمن جعل مجرد العلم والتصديق موجبا لجميع ما يدخل في مسمى الإيمان، وكل ما يسمى إيمانا، فقط غلط.
    بل لابد من العلم والحب، والعمل شرط في محبة المحبوب، كما أن الحياة شرط في العلم، لكن لا يلزم من العلم بالشيء والتصديق بثبوته محبته إن لم يكن بين العالم والمعلوم معنى في الحب أحب لأجله، ومعنى في المحبوب كان محبوبا لأجله.
    ولهذا كان الإنسان يصدق بثبوت أشياء كثيرة ويعلمها وهو يبغضها، كما يصدق بوجود الشياطين والكفار ويبغضهم.
    فنفس التصديق بوجود الشيء لا يقتضي محبته، لكن الله سبحانه يستحق لذاته أن يحب ويعبد، وأن يحب لأجله رسوله، والقلوب فيها معنى يقتضي حبه وطاعته، كما فيها معنى يقتضي العلم والتصديق به.
    فمن صدق به وبرسوله ولم يكن محبا له ولرسوله، لم يكن مؤمنا حتى يكون فيه مع ذلك الحب له ولرسوله.
    وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة، فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلب، ولازمه، ودليله، ومعلوله.
    كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوال والأعمال له أيضا تأثير فيما في القلب، فكل منهما يؤثر في الآخر.
    قال شيخ الإسلام:
    "فكل بني آدم له اعتقاد، فيه تصديق بشيء وتكذيب بشيء، وله قصد وإرادة لما يرجوه مما هو عنده محبوب ممكن الوصول إليه، أو لوجود المحبوب عنده، أو لدفع المكروه عنه.
    والله خلق العبد يقصد الخير فيرجوه بعمله، فإذا كذب بالحق فلم يصدق به، ولم يرج الخير فيقصده ويعمل به كان خاسرا بترك تصديق الحق وطلب الخير"،
    ويقول شيخ الاسلام
    لكن التصديق الجازم قد لا يتبعه عمل القلب بتمامه؛ لعارض من الأهواء، كالكبر، والحسد، ونحو ذلك من أهواء النفس
    أن قول القلب إما أن يكون ضعيفا بحيث لا يستلزم عمل القلب، وحينئذ لا يكون هذا التصديق إيمانا، وإما أن يكون جازما، وحينئذ يستلزم عمل القلب لا محالة.
    والإنسان مفطور على قول القلب المقتضي لعمله، مادامت الفطرة صحيحة، والقلب سليمان من المعارض المانع من عمله واستسلامه وانقياده، من الشبهات أو الشهوات، كالكبر، أو الحسد، أو الغفلة، أو طلب علو ورياسة أو كراه الإلف والعادة، ونحو ذلك من الأمراض التي مانعة من استسلام القلب، وانقياده، ومحبته.
    فإذا وجد قول القلب وعمله لزم ضرورة أن يكون له أثر في الظاهر من القول والعمل.
    وقد قرر شيخ الإسلام أن "المؤثر التام يستلزم أثره، فمتى لم يحصل أثره لم يكن تاما، والفعل إذا صادف محلا قابلا تم، وإلا لم يتم"
    وهذا معناه أن التام هو الذي يكون له أثر، وبتطبيق هذا على الإيمان يكون الإيمان التام هو الذي له أثر، فإذا لم يحصل له أثر فليس بتام.
    والذي تحرر مما تقدم أن الإيمان الذي يستلزم أثرا هو ما اجتمع فيه قول القلب وعمله، وسلم من المعارض، فإنه حينئذ يستلزم أثرا في الظاهر من القول والعمل.
    وعلى هذا فإن الإيمان الباطن يكون تاما إذا كان فيه أصل الإيمان - وهو قول القلب وعمله -، السالم من موانع الانقياد.
    ويقول شيخ الاسلام
    أن "أجزاء الشيء تختلف أحكامها شرعا وطبعا"
    فبعض هذه الأجزاء قد يكون شرطا في البعض الآخر،
    وبعضها قد لا يكون شرطا فيه،
    وبعضها ينقص المركب بزوالها عن كماله الواجب ولا يبطل،
    وبعضها ينقص عن كماله المستحب.

  6. #6

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    والذي تحرر مما تقدم أن الإيمان الذي يستلزم أثرا هو ما اجتمع فيه قول القلب وعمله، وسلم من المعارض، فإنه حينئذ يستلزم أثرا في الظاهر من القول والعمل.
    وعلى هذا فإن الإيمان الباطن يكون تاما إذا كان فيه أصل الإيمان - وهو قول القلب وعمله -، السالم من موانع الانقياد.
    ويقول شيخ الاسلام
    أن "أجزاء الشيء تختلف أحكامها شرعا وطبعا"
    فبعض هذه الأجزاء قد يكون شرطا في البعض الآخر،
    وبعضها قد لا يكون شرطا فيه،
    وبعضها ينقص المركب بزوالها عن كماله الواجب ولا يبطل،
    وبعضها ينقص عن كماله المستحب.
    وفيك بارك وسدد خطاكم
    الاقتباس الطويل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وما علقتم عليه خارج البحث والإشكال لأن الكلام ليس في كون علمهم إيمانا معتبرا أو عدم كونه إيمانا معتبرا.
    بل المقصود التقرير: أنّ الواقع في (الإيمان الكبير) مخالف للنقل والعقل فلا يمكن أحدا أن يعتقد خلاف ما يعلمه لكنه فقد يخبر باللسان كذبا خلاف ما يعتقده في الباطن. أما أن يعتقد خلاف ما يعلمه فلا يمكن لأنه محال.
    أما النقل فإن الله يقول: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} أخبر سبحانه أنهم جحدوا بالحق في الظاهر مع استيقان القلب به، وقال:{فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فأخبر سبحانه أنهم لا يكذّبونه التكذيب القلبي لكن يكذّبونه التكذيب اللساني فلا يمكن أحدا أن يعتقد في القلب خلاف ما يعلمه.
    أما العقل فقد تقدّم بيانه لأنه جمع بين النقيضين وهو محال باتفاق العقلاء كما بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
    كيف يمكن أن أعلم أو اعتقد أنك محمد عبد اللطيف وفي نفس الوقت أعلم أو اعتقد أنك لست محمدا ؟
    هذا من فرض المحالات.
    الخلاصة: ما اشتمل عليه (الإيمان الكبير) من فرض المحالات العقلية والفطرية والشرعية ولا يمكن أن يصدر عن شيخ الإسلام ابن تيمية لمخالفته لأصوله ولنصوصه الأخرى وللمبادئ العلمية.
    إضافة: رجعت إلى الكتاب مرة أخرى فرأيت سباق الكلام ولحاقه ينقض تلك الفقرة فازددت بصيرة في أن جملة (الاعتقاد) مقحمة في كلام الشيخ رحمه الله.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    وما علقتم عليه خارج البحث والإشكال لأن الكلام ليس في كون علمهم إيمانا معتبرا أو عدم كونه إيمانا معتبرا...........

    أما أن يعتقد خلاف ما يعلمه فلا يمكن لأنه محال.
    بارك الله فيك
    التعليق ليس خارج البحث وانما هو تمهيد
    المهم فى هذه المسألة أن نصل الى التوفيق بين كلام شيخ الاسلام
    قال شيخ الاسلام فى التسعينية
    ولا ريب أن هذا العلم والتصديق قد يعتقده الإنسان، فيعقله ويضبطه ويلتزم موجبه، وقد لا يعتقده ولا يعقله
    و لا يضبطه و لا يلتزم موجبه،
    فالأول هو المؤمن،
    والثاني هو الكافر - إذا كان ذلك فيما جاءت به الرسل عن الله ليس كل من علم شيئًا عقله واعتقده،
    أي: ضبطه وأمسكه والتزم موجبه،
    كما أنَّه ليس كل من اعتقد شيئًا كان عالمًا به،
    فلفظ العقد والاعتقاد شبيه بلفظ العقل والاعتقال،
    ومعنى كل منهما يجامع العلم تارة، ويفارقه أخرى،
    فمن هنا قد يتوهم أن في النفس خبرًا غير العلم، ولفظ العقد والعقل لما كان جاريًا على من يمسك العلم فيعيه ، ويحفظه تارة ويعمل بموجبه كان مشعرًا بأنه يوصف بذلك تارة، وبضده تارة، وهو الخروج عن العلم وعن موجبه
    قال ابن القيم رحمه الله
    فالسمع سمعان :
    1- سماع الإدراك :
    وهذا أثبته الله للكفار في قوله تعالى : وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
    2- سماع القبول والاستجابة : وهذا نفاه الله عن الكفار في قوله تعالى :
    وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ
    وفي قوله تعالى - حكاية عن أهل النار - وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ
    فأثبت الله لهم سمعاً ، قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا ،ونفى عنهم سمعاً ، لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ ،
    فالمثبت سماع الإدراك وفهم المعنى ،
    والمنفي سماع القبول والاستجابة.
    - وكذلك العقل نوعان:
    العقل الذي هو مناط التكليف الذي يتمكن به المكلف من فهم المعنى ، وهذا أثبته الله للكفار ، قال تعالى وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ فأثبت الله لهم سمعاً يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ وأنهم فهموا معناه مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
    2- العقل المستلزم لقبول الحجة والاستجابة لها ، وهذا نفاه الله عن الكفار في قوله تعالى :
    وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ
    وأخبر الله تعالى أنه سلبهم هذا العقل عقوبة لهم على إعراضهم
    كما قال تعالى : إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً
    ، فبيّن سبحانه أن هذا الطبع على قلوبهم وآذانهم كان عقوبة لهم على إعراضهم فَأَعْرَضَ عَنْهَا....
    قال الشيخ السعدى رحمه الله
    ولكن لا يعلمون علما ينفعهم, وإن كانوا قد علموا بذلك علما تقوم به عليهم حجة الله،

  8. #8

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    التعليق ليس خارج البحث وانما هو تمهيد
    المهم فى هذه المسألة أن نصل الى التوفيق بين كلام شيخ الاسلام
    قال شيخ الاسلام فى التسعينية: ولا ريب أن هذا العلم والتصديق قد يعتقده الإنسان، فيعقله ويضبطه ويلتزم موجبه، وقد لا يعتقده ولا يعقله
    و لا يضبطه و لا يلتزم موجبه،
    فالأول هو المؤمن،
    والثاني هو الكافر - إذا كان ذلك فيما جاءت به الرسل عن الله ليس كل من علم شيئًا عقله واعتقده،
    أي: ضبطه وأمسكه والتزم موجبه،
    كما أنَّه ليس كل من اعتقد شيئًا كان عالمًا به،
    فلفظ العقد والاعتقاد شبيه بلفظ العقل والاعتقال،
    ومعنى كل منهما يجامع العلم تارة، ويفارقه أخرى،
    فمن هنا قد يتوهم أن في النفس خبرًا غير العلم، ولفظ العقد والعقل لما كان جاريًا على من يمسك العلم فيعيه ، ويحفظه تارة ويعمل بموجبه كان مشعرًا بأنه يوصف بذلك تارة، وبضده تارة، وهو الخروج عن العلم وعن موجبه
    بارك الله فيكم وسدّدكم.

    (1) لا زال التعليق خارج الموضوع للأسف، والاقتباس في المشاركة السابقة واللاحقة من كلام شيخ الإسلام في موضوع آخر وهو مناقشة الأشعرية الجهمية القائلين: أن العالم بالشيء قد يقوم بقلبه كذب نفساني ينافي علمه، وهو قول باطل لا يقوله سليم الفطرة صحيح العقل.

    (2) والمراد في هذه المباحثة أن الواقع في (الإيمان الكبير) يجعل ابن تيمية أشعريا جهميا لموافقته لهم في هذه المقالة الخاصة بهم وهي: أن العالم بالشيء قد يعتقد خلافه، والشيخ بريء من المقالة الفاجرة والتي أطال الشيخ الكلام في نقضها وإبطالها في التسعينية وغيرها من كتبه.

    (3) من نصوصه في نقض هذه المقالة الفاسدة قوله:
    (يمتنع ثبوت الحكم الذهني على خلاف العلم
    وقوله: (لا يتصوّر أن يقوم في النفس تصديق مخالف لمعرفة)،
    وقوله: (إذا كان الأمر كذلك كيف يتصوّر اجتماع العلم والكذب النفساني) أي العلم والاعتقاد المخالف له،
    وقوله في الرد على الأشعرية الجهمية: (إن العلم ينافي الكذب النفساني هو الصواب دون قولهم: إنه يجامع الكذب النفساني،
    وإن لم يكن العلم مستلزما لخبر نفساني صدق.
    وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك، بل لو كلف ذلك كلف الجمع بين النقيضين،
    ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه، سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن، كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن.
    وأما طلب كذب نفساني يخالف العلم فهذا مما لا يمكن طلبه والتكليف به، إذ هو أمر لا حقيقة له، فتبين أن قولهم (الأشعرية): أن الجحد إنما يتصور من العالم بالشيء في العبارة باللسان دون القلب، وصاحب الجحد وإن جحده باللسان هو معترف بالقلب فلا يصح الجحد منه بالقلب، هو أصدق من قولهم (الأشعرية): العالم بالشيء قد يقوم بقلبه كذب نفساني ينافي علمه، وإذا كان كذلك بطل ما احتجوا به على إثبات الخبر النفساني الذي ادعوه وراء العلم وهو المقصود)،
    وقوله: (وذلك يوجب أن العالم بالشيء لا يكذّب به (في القلب) ولا يخبر في نفسه بخلاف علمه)


    (4) لهذا لا استبعد أن يكون الواقع في (الإيمان الكبير) من دسائس الأشعرية في الكتاب لأن ما فيه من خصائص الأشعرية المتأخرة.

    (5) أخيرا: الإشكال ليس في أن الإيمان المعتبر لا بد فيه من علم القلب وعمله من محبة الحق والخضوع له، وأن علم القلب مستلزم لعمل القلب إذا سلم من المعارض كالكبر والحسد، وأنه لا ينفع في الإيمان العلم المجرّد عن عمل القلب والجوارح.

    إنما الإشكال في أمرين:

    (1) هل التكذيب اللساني يستلزم التكذيب القلبي؟
    الجواب لا يستلزم بدلائل العقل والنقل.
    كذلك الكبر والحسد المعارض لعمل القلب لا ينافي التصديق القلبي فقد وجد التصديق القلبي من اليهود ومن المشركين مع انتفاء العمل القلبي بشهادة القرآن والسنة وإن لم يعتبر ذاك التصديق إيمانا شرعيا.

    (2) هل يمكن أن يعتقد الإنسان خلاف ما يعلمه؟
    الجواب: لا يمكن؛ لأنه من المحالات وهو جمع بين النفي والإثبات، والسلب والإيجاب في آن واحد، فلا يمكن أن يعتقد الإنسان أن الخمر حلال له مع علمه أن الله حرّم عليه، نعم، يمكن أن يخبر الإنسان خلاف ما يعلمه.
    الحاصل:
    الاعتقاد بخلاف العلم ممتنع ولا يتصور ولا يصدر عن شيخ الإسلام، لكن الإخبار والحكم بخلاف العلم جائز واقع.
    إذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يعتقد أتباع الأحبار والرؤساء في التبديل تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله مع العلم بأن الله حرّم ذلك وأحلّ هذا.
    هذا مستحيل لأنه جمع بين النقيضين (النفي والإثبات في آن واحد)

  9. #9

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ليس كل من علم شيئًا عقله واعتقده،
    أي: ضبطه وأمسكه والتزم موجبه،كما أنَّه ليس كل من اعتقد شيئًا كان عالمًا به،
    هذا صحيح إذ ليس كل من علم أن محمدا رسول حق يلتزم موجب علمه للمعارض المفسد المانع من أثر العلم كأبي طالب وأهل الكتاب وبعض المشركين.
    وليس أيضا كل من اعتقد شيئا كان عالما به لأن الاعتقاد منه فاسد كالجهل المركب ومنه صحيح مطابق للواقع كاعتقاد العالم بالحق، فالاعتقاد لا يستلزم العلم؛ ولهذا قال شيخ الإسلام بعد ذاك الاقتباس: (وكل اعتقاد فاسد تقديرات ذهنية لا حقيقة لها في الخارج، وهي أخبار واعتقادات وإن لم تكن علوما)
    لكن لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه
    .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    ليس كل من علم أن محمدا رسول حق يلتزم موجب علمه للمعارض المفسد المانع من أثر العلم كأبي طالب وأهل الكتاب وبعض المشركين.
    بارك الله فيك
    هذا ما كنت أصول وأجول للوصول اليه

    وهو عين كلام شيخ الاسلام الذى حصل فيه الاضطراب عندك أخى الفاضل ابو محمد المأربى-
    وصورة المسألة فى المستحل للزنا على سبيل المثال
    فهو يعلم حرمة الزنا ثم لا يعمل بموجب التزام هذا التحريم ويعتقد حلَّه وغالب ذلك إنما يكون عن غلبة هوى لذلك الشيء المحرم ، فيصده الهوى الغالب عن التزام ما شرع الله ، والوقوف عند حدوده .
    فإذا كان المستحل يعلم أن الشرع قد جاء بذلك ، وأن الخبر قد صح به عن النبي صلى الله عليه وسلم ،يعنى قد علمه من شرع الله ، فلم يقبل ذلك ، ولم يستسلم له ، واستحل هذا الأمر ، فإنه يكفر بذلك الاستحلال لما علم ثبوت الشرع به .
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية
    أن من فعل المحارم مستحلا لها فهو كافر بالاتفاق ، فإنه ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ، وكذلك لو استحلها بغير فعل .
    والاستحلال : اعتقاد أنها حلال له ، وذلك يكون تارة باعتقاد أن الله أحلها ، وتارة باعتقاد أن الله لم يحرمها ، وتارة بعدم اعتقاد أن الله حرمها . وهذا يكون لخلل في الإيمان بالربوبية ، أو لخلل في الإيمان بالرسالة ، ويكون جحدا محضا غير مبني على مقدمة .
    وتارة يعلم أن الله حرمها ، ويعلم أن الرسول إنما حرم ما حرمه الله ، ثم يمتنع عن التزام هذا التحريم، ويعاند المحرِّم فهذا أشد كفرا ممن قبله .
    وقد يكون هذا مع علمه أن من لم يلتزم هذا التحريم عاقبه الله وعذبه .
    ثم إن هذا الامتناع والإباء : إما لخلل في اعتقاد حكمة الآمر ، وقدرته، فيعود هذا إلى عدم التصديق بصفة من صفاته .
    وقد يكون مع العلم بجميع ما يصدق به ، تمردا ، أو اتباعا لغرض النفس ؛ وحقيقته : كفر هذا،
    لأنه يعترف لله ورسوله بكل ما أخبر به ، ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون ،
    لكنه يكره ذلك ويبغضه ويسخطه ، لعدم موافقته لمراده ومشتهاه ،
    ويقول: أنا لا أقر بذلك ، ولا ألتزمه ، وأبغض هذا الحق ، وأنفر عنه ،
    فهذا نوع غير النوع الأول
    ، وتكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام،
    والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع ، بل عقوبته أشد "الصارم المسلول".
    وكلام شيخ الاسلام يدل هنا ان العلم يجتمع مع الاعتقاد بخلافه
    ولكن ما السبب الذى جعله يعتقد خلافه
    بيَّنَه شيخ الاسلام
    تمردا ، أو اتباعا لغرض النفس ؛ وحقيقته : كفر هذا،
    لأنه يعترف لله ورسوله بكل ما أخبر به ، ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون ،
    لكنه يكره ذلك و يبغضه و يسخطه ، لعدم موافقته لمراده ومشتهاه ،
    ويقول: أنا لا أقر بذلك ، ولا ألتزمه ، وأبغض هذا الحق ، وأنفر عنه
    فعدم التزامه بالتحريم وبغضه له ونفوره عنه
    هذا هو الاعتقاد فى كلام شيخ الاسلام الذى حصل فيه الاضطراب
    فما يوجد فى القلب من الاعتقاد شيئين قول القلب وعمله
    والعلم هو قول القلب بل العلم هو أول أقوال القلب وهو تصور القلب للشئ-
    ثمَّ تأتى المخالفة فى عمل القلب وهو أيضا جزء من الاعتقاد
    لأن الاعتقاد مكون من قول وعمل
    فالمستحل يعلم بالتحريم ثمَّ لا يلتزم هذا التحريم- فهذا اعتقاد لنقيض ما علمه
    بل الامر قد يتعدى ذلك ويحصل فساد فى قول القلب وتصوره فيجحد ذلك
    هذا معنى كلام شيخ الاسلام وهو يزيل الاشكال فى العبارتين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    الإشكال في هاتين العبارتين:
    [
    أحدهما: أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل....
    فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله]
    ثلاثة أشياء
    الاولى -يعلموا أنهم بدّلوا دين الله
    الثانية - فيتبعونهم على التبديل
    الثالثة -فيعتقدون تحليل ما حرم الله
    الاولى وهى العلم أنهم بدلوا دين الله -
    هذه هى التى تقوم بها الحجة ومناط الكفر المعذب عليه - هذه حجة الله على العباد -أما مع الجهل المعجر وعدم قيام الحجة فهذا الذى نفى الله فيه التعذيب
    أما الثانية والثالثة -فهو فساد التصور بسبب الهوى والزيغ والضلال والشك وعدم التسليم والبغض للدين والنفور عنه والشهوة وغير ذلك من أمراض القلب
    فينتج - الحجود-أو الاستحلال- أو التكذيب -أو الاعراض- أو العناد
    وغيرها من أسباب الكفر وأنواعه
    وهنا سؤال مهم
    هل يمكن أن تقوم الحجة على المستحل للزنا مثلا بدون قيام حجة الله عليه بعلمه أن الله حرمه ؟
    هذا مبنى على معرفة معنى الاستحلال وضوابطه وقد ناقشناها فى موضوع مستقل كما تعلم أخى الفاضل
    وهنا مثال آخر
    اليهود مع علمهم بحكم الرجم بدلوا حكم الله
    فهم لم ينقادوا ولم يقبلوا ولم يسلموا وهذا داخل فى اعتقاد القلب وإن شئت قل عمل القلب
    فهنا اجتمع الاعتقاد بعدم القبول والانقياد مع العلم بحكم الله
    وكما تقدم أن الاعتقاد لا ينحصر فى قول القلب الذي يدخل فيه دخولا أوليا العلم ثمَّ يأتى بعد ذلك التصديق
    فالعلم والتصور يسبق التصديق وكلاهما قول القلب أوله ومنتهاه
    والاعتقاد يشتمل على أمرين
    قول القلب وعمل القلب
    حتى قول القلب وهو العلم قد يطرأ عليه فساد فى التصور نتيجة الزيع والهوى والران على القلب
    والشاهد من هذا كله
    انه يجتمع العلم مع الاعتقاد بخلافه
    ومعنى اعتقاد خلافه بعدم القبول والانقياد والتسليم والرضا بحكم الله
    هذا هو وجه الجمع بين العلم مع اعتقاد خلافه
    فإذا قسمنا
    اعتقاد القلب الى قول وعمل زال الاشكال
    وهذ هو ما صدرت به الكلام فى المشاركة الاولى بداية الموضوع
    بقوله تعالى
    الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ
    ومع ذلك لم ينقادوا ولم يقبلوا-
    وهذا
    هو العلم مع اعتقاد خلافه فى كلام شيخ الاسلام
    فيصح هذا الكلام على أصول شيخ الإسلام ونصوصه الأخرى
    إذن فكلام شيخ الاسلام متفق مؤتلف لا يعارض بعضه بعضا بل يفسر ويوضح بعضه بعضا
    كما بينا فى صدر الموضوع
    ما أجمل في موضع من كلام شيخ الاسلام يفصل في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر
    فقول شيخ الاسلام
    أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركا - وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم - فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله؛ مشركا مثل هؤلاء.
    صحيح لا غبار عليه
    نصّ الإيمان الكبير مشكل جدا، ولعلّه من آثار نقص الكتاب واخترام المنية للشيخ قبل تبييضه وإكماله
    لا ليس مشكلا وليس الكتاب ناقصا وليس من اخترام المنية قبل تبييضه واكماله
    بل هو من آثار فقه شيخ الاسلام وكمال الكتاب
    لا يمكن أحدا أن يعتقد خلاف ما يعلمه.
    وهذا أمر ضروري.
    لا ليس أمر ضرورى كما وضحنا ان يعتقد خلاف ما يعلمه
    اذا فرقنا بين شيئين قول القلب وعمله
    فقول القلب هو العلم يمكن ان يعتقد خلافه بمعنى عدم الانقياد والقبول والاستسلام والرضا بحكم الله وبهذا يزول الاشكال بحمد الله
    فكلام شيخ الاسلام يعرفه ويدريه من مارس كلامه وعرف أصوله
    وهو مبنى على معرفة المقصود بمعنى الاعتقاد والاعتقاد ليس محصورا فى قول القلب بالعلم والتصديق
    بل يدخل فى الاعتقاد أعمال القلوب من الانقياد والقبول والاستسلام وغيرها من اعمال القلوب
    لكن نصّ الإخنائية خال من الإشكال جار على الأصول.
    الجميع جار على الاصول الشرعية والقواعد المرعية
    بل جميع شراح كتاب التوحيد من العلماء المحققين يدرج كلام شيخ الاسلام هذا

    تحت (باب من أطاع العلماء والأمراء فقد اتخذهم أربابًا من دون الله) كأصل من أصول أهل السنة فى فهم طاعة العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرمه ولم يقل أحد من المحققين من اهل العلم أنها مقحمة أو انها مشكَلة بل أطبقوا على أنها مُبَيِّنَة مُفَصِّلة لهذا الباب من أبواب التوحيد
    رجعت إلى الكتاب مرة أخرى فرأيت سباق الكلام ولحاقه ينقض تلك الفقرة فازددت بصيرة في أن جملة (الاعتقاد) مقحمة في كلام الشيخ رحمه الله.
    البصيرة أن كلمة الاعتقاد ليست مقحمة لأن الاعتقاد كما تقدم يشمل قول القلب وعمله
    لهذا لا استبعد أن يكون الواقع في (الإيمان الكبير) من دسائس الأشعرية في الكتاب لأن ما فيه من خصائص الأشعرية المتأخرة.
    هذا بعيد جدا بعد المشرقين بل الواقع فى الايمان الكبير من خصائص العلماء المحققين من اهل السنة
    ما اشتمل عليه (الإيمان الكبير) من فرض المحالات العقلية والفطرية والشرعية ولا يمكن أن يصدر عن شيخ الإسلام ابن تيمية لمخالفته لأصوله ولنصوصه الأخرى وللمبادئ العلمية
    بل هو موافق للاصول الشرعية والمبادئ العلمية
    فلا يمكن أن يعتقد أتباع الأحبار والرؤساء في التبديل تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله مع العلم بأن الله حرّم ذلك وأحلّ هذا. هذا مستحيل لأنه جمع بين النقيضين (النفي والإثبات في آن واحد)
    ليس بمستحيل اذا قسمنا الاعتقاد الى قول القلب وعمله وليس جمعا بين النقيضين بل يثبت علم القلب ويتخلف الاعتقاد بالقبول والانقياد و العمل بموجب العلم
    هذا مستحيل
    المستحيل أن يتواطأ شراح كتاب التوحيد من المحققين من علماء التوحيد والائمة الراسخين جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن بتفسير طاعة العلماء والامراء فى التحليل والتحريم وكذلك تفسير قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وكذلك حديث عدى ابن حاتم بكلام وضبط مقحم لشيخ الاسلام هذا هو المستحيل
    بل أقول بكل وضوح وبلا شك ولا مواربة أن استدلال الائمة بتأصيل شيخ الاسلام فى الطاعة فى التحليل والتحريم وتبديل الدين- هو عين التنقيح والتحقيق فلا إقحام ولا دسائس ولا مستحيل
    بل كلام شيخ الاسلام هو عين التحقيق وكلامه يفسر بعضه بعضا وما أجمل فى موضع يبينه فى موضع آخر


  11. #11

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    قصدي من طرح الإشكال الاستعانة بالإخوان في كشفه وإزاحتة إن أمكن وإلى الآن لم أستفد منكم سوى بحث مرتجل خارج عن الأصول العلمية، أشبه بكلام السوفسطائية الجامع بين النقيضين أو الرافع لهما والله المستعان.

    اتضح لي من الحوار المسائل الآتية:

    المسألة الأولى: أن ما جاء في (الإيمان الكبير) مما يوهم اعتقادَ المرء خلاف المعلوم باطل قطعا لا يمكن أن يصدر عن شيخ الإسلام ابن تيمية لأمرين:

    الأول:
    مخالفته لأصول العلم الكلية في أن المرء لا يمكن أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ومن قال: إنه يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه معدود من مجانين العقلاء فإن كان صادقا مع نفسه فليعتقد أن رسول الله حيّ وهو يعلم أنه قد مات في السنة الحادية عشرة من الهجرة النبوية، وليعتقد أن مكة المكرّمة في مصر وهو يعلم أنها في الحجاز إلى آخر القائمة الجامعة للنقائض !!.

    الثاني:
    مخالفته للنص الخاص في المسألة في كتاب الإخنائية:
    «أن رؤوسهم لما أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم كانت تلك الطاعة عبادة لهم وشركا بالله.
    وهذا يتناول ما إذا أحلّوا وحرّموا متعمّدين للمخالفة أو متأولين مخطئين... كالرؤساء إذا قدّر أنهم اجتهدوا وأخطئوا يغفر لهم، فإن من اتبعهم مع علمه بأنهم أخطئوا وخالفوا الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عبد غير الله وأشرك به».

    ولمخالفته لسباق الكلام ولحاقه.

    إما السباق فلأنه جاء في (الإيمان الكبير) قبل موضع الإشكال:
    «فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ عبادتهم إياهم كانت في تحليل الحرام وتحريم الحلال، لا أنهم صلوا لهم وصاموا لهم ودعوهم من دون الله فهذه عبادة للرجال وتلك عبادة للأموال، وقد بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله تعالى أن ذلك شرك بقوله: ﴿لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون﴾. فهذا من الظلم الذي يدخل في قوله: ﴿احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله﴾. فإن هؤلاء والذين أمروهم بهذا هم جميعا معذبون».
    بيّن الشيخ أن متابعة الرؤساء في التحليل والتحريم شرك وظلم داخل في قوله: ﴿أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله﴾ وأن الأتباع والمبتوعين معذّبون معا، ولا ذكر للاعتقاد من قريب أو بعيد.

    أما اللحاق فلأنه جاء أيضا بعد موضع الإشكال «ثم ذلك المحرم للحلال والمحلل للحرام إن كان مجتهدا قصده اتباع الرسول لكن خفي عليه الحق في نفس الأمر وقد اتقى الله ما استطاع؛ فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه.
    ولكن من علم أن هذا خطأ فيما جاء به الرسول، ثم اتبعه على خطئه، وعدل عن قول الرسول فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله، لا سيما إن اتبع في ذلك هواه ونصره باللسان واليد مع علمه بأنه مخالف للرسول؛ فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه».

    ذكر الشيخ العلم بالتبديل والخطأ، ثم المتابعة والعدول عن الحق، وأن هذا من الشرك الذي يستحقّ صاحبه العقوبة، ولا ذكر للاعتقاد من قريب ولا بعيد.

    المسألة الثانية: لهذا لا أستعبد أن تكون جملة الاعتقاد من دسائس المتجهّمة لعدم إكمال الكتاب وتبييضه وتركه مسوّدة كما ذكر محقّق الكتاب، وإلا وجب تأويل جملة الاعتقاد بالاتباع والمتابعة لما ذكرتُ من الوجوه الموجبة للتأويل.

    المسألة الثالثة: أصول يجدر التنبيه عليها في فهم كلام العلماء:
    1- عدم الغلوّ في تفسير كلام العلماء حتى تجعل كنصوص الوحي في المفهوم والمنطوق وقد أحسن من قال من العلماء: «ليس كلامُ العلماءِ ككلامِ الرسول، ولا كلامُ المحققينَ ككلامِ غيرهم».
    2- مراعاة سياق الكلام وقرائن المقام كما قال القرافي في مثل هذا: «يتعيَّن تخصيصُ هذه العبارة، وتأويلُ كلام العلماء، وحملُه على معنى يصح، فاعلم ذلك».
    3- لا يجوز حمل كلام العالم على مخالفة الإجماع ما أمكن، كما وقع للإمام أحمد بن حنبل: «لا أروي ولا يُروى عمَّن أجاب في المحنة».
    فقال ابن عقيل حملا لكلامه على الصواب وموافقة الإجماع: «هذا محمولٌ على مَنْ أجاب تقرُّباً إلى السُّلطانِ لا بإكراهٍ له على الإجابة، بدليل: أنَّه لا خلافَ أنَّ الإكراهَ يزيلُ حكمَ ما أُكرِهَ عليه الإنسانُ من الأقوالِ في بابِ المآثم، ولا أشدَّ من كلمةِ الكفرِ، وليسَ الكلامُ في القرآنِ بخلْقٍ أو نفى خَلْق، أو توقّفٍ بأكثرَ من تصريح بكلمةِ الكفرِ؛ فهذا الذي ينبغي أن يقالَ ليوافقَ أصلَ السُّنة، وأصولَ الرَّجل في نفسِه، وما يليقُ بالعلمٍ، أو يحملُ على النزاهةِ والورع، خوفاً أن يكونوا استجابوا محاباةً، أو تقرباً لشكٍّ وقعَ له فيهم».
    4- حمل كلام العالم بعضه على بعض بحيث يفسّر المحتمل بالصريح كما قال ابن الوزير في الدفاع عن أهل الحديث: «أمّا القول بعصمة كلّ من رأى النّبيّ أو بعدالة من تعمّد الكبائر من أهل ذلك العصر؛ فلم يقل بذلك أحد منهم قولاً صريحاً، وإن كان عموم كلام بعضهم يقتضيه، فالنّصّ الصّريح يخصّص اللّفظ العامّ».
    5- حمل كلام العالم على الصواب ما أمكن. قال العلامة البرماوي: «الفقيه يتأمّل المواطن، ويُنزل كلام العلماء على ما يليق به».
    6- عدم الاجتزاء بنصٍّ يحسب الناقل أنه يدعم رأيه مع النصوص المخالفة المبيّنة للمراد.
    7-مراعاة أصول الرجل وقواعده في الجزئيات؛ لأن أصول العالم هي المقيدة والمخصصة لإطلاق وعموم كلامه.
    قال ابن الوزير اليمني: «قواعدهم هي المخصّصة لعموم كلامهم».

    المسألة الرابعة:
    تأمّلت كلام شيخ الإسلام رحمه الله فوجدته لا يمت بصلة بكلام مجانين العقلاء ولا بالسوفسطائية ولا بالمتجهّمة الأشعرية لأنه نصّ على الأمور التالية:

    1- لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه، وأن هذا الامتناع معلوم بالضرورة يجده كل رجل من نفسه.
    ومن ذلك قوله رحمه الله:
    "
    لا ريب أن قولهم: إن العلم ينافي الكذب النفساني هو الصواب دون قولهم: أنه قد يجامع الكذب النفساني،...
    وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك،
    بل لو كلف ذلك كلف الجمع بين النقيضين،
    ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن.
    وأما طلب كذب نفساني يخالف العلم فهذا مما لا يمكن طلبه والتكليف به إذ هو أمر لا حقيقة له،
    فتبين أن قولهم أن الجحد إنما يتصور من العلم بالشيء في العبارة باللسان دون القلب، وصاحب الجحد وإن جحده باللسان هو معترف بالقلب فلا يصح الجحد منه بالقلب، هو أصدق من قولهم العالم بالشيء قد يقوم بقلبه كذب نفساني ينافي علمه "

    2- أن من جحد باللسان ما علمه من الحق لا يقوم بقلبه اعتقاد ينافي علمه قال رحمه الله:" أنه تعالى قال: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فنفى عنهم التكذيب وأثبت الجحود ومعلوم أن التكذيب باللسان لم يكن منتفيا عنهم، فعلم أنه نفى عنهم تكذيب القلب، ولو كان المكذب الجاحد لما علمه يقوم بقلبه خبر نفساني لكانوا مكذبين بقلوبهم، فلما نفى عنهم تكذيب القلوب علم أن الجحود الذي هو ضرب من الكذب والتكذيب بالحق المعلوم ليس هو كذبا في النفس، ولا تكذيبا فيها، وذلك يوجب أن العالم بالشيء لا يكذب به ولا يخير في نفسه بخلاف علمه"

    المسألة الخامسة:
    لا معنى في هذا المقام للقول بأن الاعتقاد يشمل قول القلب وعمل القلب، لأنه قد سبق التفريق بينهما في المشاركات، ولأن البحث في قول القلب وعلمه لا في عمله ولهذا صرّح الشيخ رحمه الله أكثر من مرة أنه: لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه، وأن الجحد اللساني لا يستلزم التكذيب القلبي، وأنه لا يمكن أن يقوم في القلب تكذيب لما علمه المرء.

    فاللجوء إلى أن الاعتقاد يشمل قول القلب وعمله نوع تلبيس في هذا المقام بالخصوص لأن الكلام في قول القلب وعلمه فقط كما قال تعالى عن اليهود: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}
    وقال تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}وقال عن المشركين: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} ، وقال موسى لفرعون: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر} .

    المسألة السادسة: اشتمل كلامك أخانا الفاضل ما لا يصدر عن باحث لأنك زعمتَ:
    1- أن عدم الالتزام بالتحريم وبغضه والنفور عنه اعتقاد! تعني قول القلب وهو باطل قطعا لأن الالتزام والبغض والنفور من عمل القلب.
    2- زعمتَ " فقول القلب يمكن أن يعتقد خلافه بمعنى عدم الانقياد والقبول والاستسلام والرضا بحكم الله" وهذا لا يقوله عاقل!
    ذكرتَ قول القلب ثم زعمتَ أنه يمكن أن يوجد في القلب تكذيب لما علمه القلب وهو جمع بين النقيضين بل يستلزم الكفر؛ لأنه ردّ لكتاب الله {وجحدوا واستيقنتها أنفسهم} {يعرفونه كما يعرفون أبناؤهم} {فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وخروج عن العقل والفطرة.
    3- زعمتٍ " ليس بمستحيل وليس جمعا بين النقيضين بل يثبت علم القلب ويتخلّف الاعتقاد بالقبول والانقياد والعمل بموجب العلم"
    وهذا نوع من الهوس لأن البحث في الاعتقاد بخلاف المعلوم وهو مستحيل نقلا وعقلا ولم يقل بالجمع بينهما إلزاما إلا طائفة من الأشعرية أخزاهم الله.
    4- الانقياد والقبول والعمل بموجب العلم من عمل القلب وخضوعه لا من قول القلب وتصديقه ورغم هذا لا يمكن أن يعتقد القلب خلاف ما يعلمه.
    5- قول القلب يستلزم عمل القلب إذا خلا عن المعارض من كبر وحسد ونحوهما، لكن البحث ليس في هذا بل في مسألتين:

    الأولى: يستحيل عقلا ونقلا أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه.
    الثانية: الجحود اللساني لا يستلزم التكذيب القلبي.

    المسألة السابعة: للإنصاف كلامك مع اضطرابه وعدم توازنه أفاد: أن استحلال المحرّمات من أعمال الجوارح الصادر عن فساد عمل القلب، وأن الرجل قد يستحل بالمحرّمات مع وجود التصديق القلبي، وهذا يدلّ أنه لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه وهو نقيض قصدك من كلامك !!
    لكنك تعود فتقول في عدم الالتزام الذي هو من فساد عمل القلب (فهذا اعتقاد لنقيض ما علمه) وهذا من العجائب!
    في تقديري: أن هذا الأصل: "لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه" حديث عهد ببحثك وسمعك فلم تحسن التصرّف معه فكان من آثاره اختلاط ما هو من قول القلب وعلمه بعمل القلب وانقياده.

    الخلاصة:
    1- من فسّر الاعتقاد في كلام الشيخ بعمل القلب من الانقياد والاستسلام والقبول، ولم يجعله من قول القلب وتصديقه، فليس كلامنا معه؛ لأن المستلزم للفساد الضروري، الجامع للنقيضين هو: جعل الاعتقاد في كلامه من قول القلب وتصديقه، وهو المتبادر إذا أطلق الاعتقاد عند المتأخرين.

    2- أن الإنسان قد يعرف بالحق من دين الله ورسوله لكن ما في قلبه من محبة الرياسة والحسد والكبر ونحو ذلك يوجب له البغض والجحد والمعاداة للحق وأهله أعظم من معاداة الجاهلين به.

    3- لكن لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف المعلوم في نفسه في حال من الأحوال.

    4- لا يثبت عن شيخ الإسلام خلاف القواعد والأصول العلمية كيف وهو شيخ الإسلام،.
    أما ما ورد في (الإيمان الكبير) مما يوهم خلاف المعلوم من مذهبه فهو إما مؤوّل أو من تحريف أعدائه، وقد كانوا يحرّّفون نصوصه وكلامه كما ذكر ابن عبد الهادي في العقود الدرية.


  12. #12

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    كي لا تضيع الفائدة من المباحثة أرجو الإجابة بشكل صريح وموجز عن هذه الأسئلة:

    1- هل كان أبو طالب يعتقد أن محمدا صادق فيما ادّعى أو كان يعلم أنه صادق لكن اعتقد أنه كاذب في دعواه؟
    أو كان يعلم ويعتقد أنه صادق محقّ لكن غلبه الكبر والهوى والمحافظة على الأعراف؟

    2- الذين كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم هل كانوا يعلمون أنه صادق ويعتقدون أنه صادق في الباطن لكن غلبهم الحسد والكبر وحب الرياسة؟ أو كانوا يعتقدون ويعلمون أنه كاذب باطنا وظاهرا؟

    3- من قال فيهم الرب: {فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} كان التكذيب اللساني موجودا فيهم فلماذا قال:{لا يكذّبونك}؟
    وهل كانوا يعلمون ويعتقدون أنه صادق لكن كذّبوه ظاهرا مع التصديق في الباطن لما غلب عليهم من الحسد والكبر والبغي ومتابعة الهوى؟
    أو كانوا يعلمون ويعتقدون كذبه ظاهرا وباطنا؟

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    كي لا تضيع الفائدة من المباحثة أرجو الإجابة بشكل صريح وموجز عن هذه الأسئلة:

    1- هل كان أبو طالب يعتقد أن محمدا صادق فيما ادّعى أو كان يعلم أنه صادق لكن اعتقد أنه كاذب في دعواه؟
    أو كان يعلم ويعتقد أنه صادق محقّ لكن غلبه الكبر والهوى والمحافظة على الأعراف؟

    2- الذين كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم هل كانوا يعلمون أنه صادق ويعتقدون أنه صادق في الباطن لكن غلبهم الحسد والكبر وحب الرياسة؟ أو كانوا يعتقدون ويعلمون أنه كاذب باطنا وظاهرا؟

    3- من قال فيهم الرب: {فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} كان التكذيب اللساني موجودا فيهم فلماذا قال:{لا يكذّبونك}؟
    وهل كانوا يعلمون ويعتقدون أنه صادق لكن كذّبوه ظاهرا مع التصديق في الباطن لما غلب عليهم من الحسد والكبر والبغي ومتابعة الهوى؟
    أو كانوا يعلمون ويعتقدون كذبه ظاهرا وباطنا؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ( هذا المنافق الذي يقرأ القرآن يحفظه ويتصور معانيه، وقد يصدق أنه كلام الله، وأن الرسول حق، ولا يكون مؤمنا، كما أن اليهود يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وليسوا مؤمنين، وكذلك إبليس وفرعون وغيرهما. لكن من كان كذلك، لم يكن حصل له العلم التام والمعرفة التامة. فإن ذلك يستلزم العمل بموجبه لا محالة؛ ولهذا صار يقال لمن لم يعمل بعلمه: إنه جاهل، كما تقدم ) الايمان لابن تيمية
    ..

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة



    اشتمل كلامك أخانا الفاضل ما لا يصدر عن باحث لأنك زعمتَ:
    1- أن عدم الالتزام بالتحريم وبغضه والنفور عنه اعتقاد! تعني قول القلب وهو باطل قطعا لأن الالتزام والبغض والنفور من عمل القلب.

    لم أعنى بعدم التزام التحريم قول القلب على الاطلاق هذه من كيسك
    بل عنيت بالاعتقاد من عدم الانقياد والقبول موجب هذا الاعتقاد وهو عمل القلب
    ودخول عمل القلب فى الاعتقاد كقسيم لقول القلب الذى هو العلم والتصديق وهذا صنيع العلماء المحققين
    قال الامام ابن باز :الاعتقاد يكون بالقول و العمل

    اعتقاد القلب : قول القلب، وعمله: الخوف والرجاء والمحبة، ونحو ذلك، والتصديق هو القول

    [quote]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة


    1- لا يمكن أن يعتقد المرء خلاف ما يعلمه، وأن هذا الامتناع معلوم بالضرورة يجده كل رجل من نفسه.
    ومن ذلك قوله رحمه الله:
    "
    لا ريب أن قولهم: إن العلم ينافي الكذب النفساني هو الصواب دون قولهم: أنه قد يجامع الكذب النفساني،...
    وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك،
    بل لو كلف ذلك كلف الجمع بين النقيضين،
    ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن.
    وأما طلب كذب نفساني يخالف العلم فهذا مما لا يمكن طلبه والتكليف به إذ هو أمر لا حقيقة له،
    فتبين أن قولهم أن الجحد إنما يتصور من العلم بالشيء في العبارة باللسان دون القلب، وصاحب الجحد وإن جحده باللسان هو معترف بالقلب فلا يصح الجحد منه بالقلب، هو أصدق من قولهم العالم بالشيء قد يقوم بقلبه كذب نفساني ينافي علمه "

    هذا صحيح ولا نزاع فى هذا لا يمكن تصور النقيضين ان يكون مصدقا مكذبا فى نفس الوقت
    النزاع انك تحمل هذا الكلام لشيخ الاسلام وتضرب به وتعارض به كلامه المستشكل عندك ولا صلة بين كلامه هذا وبين قوله
    أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل.
    يجب حمل كلامه فى الموضعين على محمله الصحيح
    فالعلم وهو جزء من الاعتقاد ويسمى قول القلب -يجتمع مع عدم الانقياد والقبول فى الباطن وهذا ايضا اعتقاد ولكنه قسيم القول ويسمى عمل القلب هذا معنى كلام شيخ الاسلام
    اما الكلام الاول لشيخ الاسلام فخاص بقول القلب فلا يمكن ان يكون المرئ مصدقا مكذبا لنفس الشئ فى آن واحد وهذا متعلق بقول القلب ولم ينازعك فيه احد
    انما النزاع فى حملك لكلام شيخ الاسلام هذا الكلام على -فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل
    هتان مسألتان متغايرتان أما انت فتريد ان تحمل هذا على ذلك وهذا هو الباطل بعينه

    2- زعمتَ " فقول القلب يمكن أن يعتقد خلافه بمعنى عدم الانقياد والقبول والاستسلام والرضا بحكم الله" وهذا لا يقوله عاقل!
    نعم هذا الزعم صحيح يمكن ان يعتقد خلاف العلم ولكن ما معنى الاعتقاد هنا هذا ما حصل فيه اللبس عندك فى كلام شيخ الاسلام وكذلك فى كلامى مع انى فصلت الكلام تفصيلا حتى لا تستشكل
    فالمقصود باعتقاد خلافه بعدم الانقباد والقبول أليس هذا اعتقاد مخالف للعلم
    ذكرتَ قول القلب ثم زعمتَ أنه يمكن أن يوجد في القلب تكذيب لما علمه القلب
    انا لم ازعم اجتماع النقيضين فى التصور بل قلت انه يحصل فساد فى التصور وزهول عن العلم
    فهنا يحصل النقيض- وهو تماما كتلوث المحل الطاهر بالنجاسة فاذا غلبت النجاسة هل يظل المحل طاهرا

    وهو جمع بين النقيضين بل يستلزم الكفر؛
    التصديق من الايمان والتكذيب من الكفر- ومعلوم ان الايمان ينتفى وينتقض بالكفر- ولذلك نقول ان التكذيب ينقض التصديق
    فالايمان يزول بزوال احد اركانه العظام
    ومن اركان الايمان التصديق فقد يزول هذا التصديق بفعل المناقض له فينتقض ويزول

    أقوال القلوب من العلم والمعرفة والتصديق ، إن لم تصحبها أعمال القلوب من الانقياد والاستسلام والخضوع لم يكن المرء بها مسلماً ، بل تصديق هذا شر من عدمه ؛ لأنه ترك الانقياد لله مع علمه ومعرفته .
    ولأن مجرد التصديق الذي لايستلزم عمل القلب ليس إيماناً ، وإنما التصديق المستلزم لعمل القلب هو الذي يكون إيماناً ، وعمل القلب متضمن لقول القلب .
    وإذا كان الإيمان ليس هو مجرد التصديق الذي لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم ، بل هو تصديق مستلزم للطاعة والانقياد ، إذا كان كذلك :
    فليعلم : أنه يلزم من عدم طاعة القلب وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة ................انتهى

    وليعلم أنه إذا زال قول القلب فهو كفر التكذيب وإذا زال عمل القلب مع وجود قول القلب فهذا كفر الإباء والاستكبار ، ولهذا لم يوصف إبليس إلا بكفر الإباء والاستكبار دون التكذيب- يقول شيخ الاسلام فى كتاب الايمان- التصديق من الإيمان ، ولابد أن يكون مع التصديق شيئ من حب الله وخشية الله ، وإلا فالتصديق الذي لايكون معه شيئ من ذلك ليس إيماناً البته ، بل هو كتصديق فرعون واليهود وإبليس ، وهذا هو الذي أنكره السلف على الجهمية " أ.هـ
    ثم الناس في هذا على أقسام:
    منهم من صدق به جملة ولم يعرف التفصيل
    ومنهم من صدق جملة وتفصيلا

    ثم منهم من يدوم استحضاره وذكره لهذا التصديق ومنهم من يغفل عنه ويذهل
    ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله في قلبه من النور والإيمان
    ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة أو تقليد جازم
    وهذا التصديق
    يتبعه عمل القلب

    (مجموع الفتاوى 7/672)
    لأنه ردّ لكتاب الله {وجحدوا واستيقنتها أنفسهم} {يعرفونه كما يعرفون أبناؤهم} {فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وخروج عن العقل والفطرة.

    هذه المسألة من المعارك الكبرى بين أهل السنة وبين المرجئة، فإن المرجئة يقولون: إن الإيمان هو مجرد المعرفة! أما أهل السنة فهم مجمعون على زوال الإيمان إذا انتفى عمل القلب مع وجود التصديق، لماذا؟ لأن إبليس حينما أمره الله تبارك وتعالى بالسجود كان عنده تصديق بأن الأمر بالسجود من عند الله، وكان يعلم أن الذي يأمره بالسجود هو الله تبارك وتعالى، لكنه لم ينقاد ويفبل، وكذلك فرعون وقومه وكذلك مشركو قريش كانوا على يقين بأن محمداً رسول الله حقاً، فالتصديق الذي هو قول القلب كان موجوداً لكن لم يوجد عمل القلب بالانقياد لهذا الدين، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم نفي عنهم الإيمان. كذلك أهل الكتاب كانوا كذلك، والدليل قوله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146]، تدل على أن أهل الكتاب كانوا على يقين أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن الله، لكن انتفى عمل القلب بالانقياد، وجد قول القلب بالتصديق أن هذا من عند الله،
    وهذا نوع من الهوس لأن البحث في الاعتقاد بخلاف المعلوم وهو مستحيل نقلا وعقلا ولم يقل بالجمع بينهما إلزاما إلا طائفة من الأشعرية أخزاهم الله.
    الهوس هو ضرب اقوال شيخ الاسلام بعضها ببعض والدليل على هذا الهوس ان الائمة المحققين لم يزعم واحد منهم عبر القرون على الاطلاق ان قوله من دسائس الاشعرية او مقحم لعد التنقيح هذا الفرض لم يفترضه غيرك وهذه شروح كتب التوحيد طافحة باقرارهم بكلام شيخ الاسلام ولم ينفرد بهذا الفهم الا انت
    - الانقياد والقبول والعمل بموجب العلم من عمل القلب وخضوعه لا من قول القلب وتصديقه ورغم هذا لا يمكن أن يعتقد القلب خلاف ما يعلمه.
    هل معنى ذلك ان العلم والعمل لا ينفكان هل تعى ما تقول أخى المأربى!!؟
    فعلى هذا يلزمك تصحيح ايمان ابليس وفرعون واليهود
    اذا الاعتقاد المخالف للعلم- المقصود به عمل القلب من عدم العمل بموجب العلم وعدم الانقياد والقبول


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    والمراد في هذه المباحثة أن الواقع في (الإيمان الكبير) يجعل ابن تيمية أشعريا جهميا لموافقته لهم في هذه المقالة الخاصة بهم وهي: أن العالم بالشيء قد يعتقد خلافه، والشيخ بريء من المقالة الفاجرة والتي أطال الشيخ الكلام في نقضها وإبطالها في التسعينية وغيرها من كتبه.

    (3) من نصوصه في نقض هذه المقالة الفاسدة قوله:
    (يمتنع ثبوت الحكم الذهني على خلاف العلم
    وقوله: (لا يتصوّر أن يقوم في النفس تصديق مخالف لمعرفة)،
    وقوله: (إذا كان الأمر كذلك كيف يتصوّر اجتماع العلم والكذب النفساني) أي العلم والاعتقاد المخالف له،
    وقوله في الرد على الأشعرية الجهمية: (إن العلم ينافي الكذب النفساني هو الصواب دون قولهم: إنه يجامع الكذب النفساني،
    وإن لم يكن العلم مستلزما لخبر نفساني صدق.
    وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك، بل لو كلف ذلك كلف الجمع بين النقيضين،
    ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه، سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن، كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن.
    وأما طلب كذب نفساني يخالف العلم فهذا مما لا يمكن طلبه والتكليف به، إذ هو أمر لا حقيقة له، فتبين أن قولهم (الأشعرية): أن الجحد إنما يتصور من العالم بالشيء في العبارة باللسان دون القلب، وصاحب الجحد وإن جحده باللسان هو معترف بالقلب فلا يصح الجحد منه بالقلب، هو أصدق من قولهم (الأشعرية): العالم بالشيء قد يقوم بقلبه كذب نفساني ينافي علمه، وإذا كان كذلك بطل ما احتجوا به على إثبات الخبر النفساني الذي ادعوه وراء العلم وهو المقصود)،
    وقوله: (وذلك يوجب أن العالم بالشيء لا يكذّب به (في القلب) ولا يخبر في نفسه بخلاف علمه)


    (4) لهذا لا استبعد أن يكون الواقع في (الإيمان الكبير) من دسائس الأشعرية في الكتاب لأن ما فيه من خصائص الأشعرية المتأخرة.

    (5) أخيرا: الإشكال ليس في أن الإيمان المعتبر لا بد فيه من علم القلب وعمله من محبة الحق والخضوع له، وأن علم القلب مستلزم لعمل القلب إذا سلم من المعارض كالكبر والحسد، وأنه لا ينفع في الإيمان العلم المجرّد عن عمل القلب والجوارح.

    إنما الإشكال في أمرين:

    (1) هل التكذيب اللساني يستلزم التكذيب القلبي؟
    الجواب لا يستلزم بدلائل العقل والنقل.
    كذلك الكبر والحسد المعارض لعمل القلب لا ينافي التصديق القلبي فقد وجد التصديق القلبي من اليهود ومن المشركين مع انتفاء العمل القلبي بشهادة القرآن والسنة وإن لم يعتبر ذاك التصديق إيمانا شرعيا.

    (2) هل يمكن أن يعتقد الإنسان خلاف ما يعلمه؟
    الجواب: لا يمكن؛ لأنه من المحالات وهو جمع بين النفي والإثبات، والسلب والإيجاب في آن واحد، فلا يمكن أن يعتقد الإنسان أن الخمر حلال له مع علمه أن الله حرّم عليه، نعم، يمكن أن يخبر الإنسان خلاف ما يعلمه.
    الحاصل:
    الاعتقاد بخلاف العلم ممتنع ولا يتصور ولا يصدر عن شيخ الإسلام، لكن الإخبار والحكم بخلاف العلم جائز واقع.
    إذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يعتقد أتباع الأحبار والرؤساء في التبديل تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله مع العلم بأن الله حرّم ذلك وأحلّ هذا.
    هذا مستحيل لأنه جمع بين النقيضين (النفي والإثبات في آن واحد)
    بعد مراجعة كلامك اخى الفاضل
    تبيَّن لى كيف حدث عندك الاشكال والالتباس

    وسأبين بإذن الله فى هذه المشاركة مَكْمَن الخطأ والاشكال والالتباس الذى حصل لك
    أولا -
    أنت اخى ابو محمد المأربى جمعت بين مسألتين مختلفتين تكلم فيهما شيخ الاسلام
    وهذا الجمع بين المسألتين المختلفتين هو الذى سبب لك الاشكال فى كلام شيخ الاسلام
    وأنا راجعت كلامك جيدا فظهر لى سبب الاشكال عندك ولو فصلت بين كلام شيخ الاسلام فى المسألتين لما حصل الاشكال عندك من البداية
    ومَكْمَن الخطأ والاشكال انك ظننت ان قول شيخ الاسلام
    (إن العلم ينافي الكذب النفساني هو الصواب دون قولهم: إنه يجامع الكذب النفساني، وإن لم يكن العلم مستلزما لخبر نفساني صدق.
    وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك، بل لو كلف ذلك كلف الجمع بين النقيضين،
    ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه، سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن، كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن.
    وأما طلب كذب نفساني يخالف العلم فهذا مما لا يمكن طلبه والتكليف به، إذ هو أمر لا حقيقة له،
    يتعارض مع قوله المشكل عليك وذلك فى قوله الاخر
    أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل....
    وبسبب هذا الجمع بين المقالتين حصل عندك الاشكال
    فلهذا انت من أُوتِيتَ من قبل فهك
    والاشكال من فهمك لكلام شيخ الاسلام
    فلذلك قولك -والشيخ بريء من المقالة الفاجرة والتي أطال الشيخ الكلام في نقضها وإبطالها في التسعينية وغيرها من كتبه.
    الاشكال اخى الكريم عندك أنت لانك جمعت بين مسألتين مختلفين تكلم عنهما شيخ الاسلام
    فقول شيخ الاسلام لا تعارض فيه ولا إضطراب وانما الاضطراب حصل من فهم المتلقى
    فقول شيخ الاسلام
    (يمتنع ثبوت الحكم الذهني على خلاف العلم
    وقوله: (لا يتصوّر أن يقوم في النفس تصديق مخالف لمعرفة)،
    وقوله: (إذا كان الأمر كذلك كيف يتصوّر اجتماع العلم والكذب النفساني) أي العلم والاعتقاد المخالف له،
    وقوله في الرد على الأشعرية الجهمية: (إن العلم ينافي الكذب النفساني هو الصواب دون قولهم: إنه يجامع الكذب النفساني،
    وإن لم يكن العلم مستلزما لخبر نفساني صدق.
    وهذا أمر يجده المرء من نفسه ويعلمه بالضرورة: أن ما علمه لا يمكن أن يقوم بنفسه خبر ينافي ذلك، بل لو كلف ذلك كلف الجمع بين النقيضين،
    ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه، ولو كان في الإمكان خبر نفساني ينافي العلم لأمكن أن يطلب ذلك من الإنسان، فإنه يمكن أن يطلب منه كل ما يقدر عليه، سواء قيل إن ذلك جائز في الشريعة أو لم يمكن، كما أن طلب الكذب ممكن والتكليف به ممكن.
    وأما طلب كذب نفساني يخالف العلم فهذا مما لا يمكن طلبه والتكليف به، إذ هو أمر لا حقيقة له،
    هذا الكلام صحيح لا اشكال فيه
    الا تعليقك عليه اخى ابو محمد المأربى
    وقوله: (إذا كان الأمر كذلك كيف يتصوّر اجتماع العلم والكذب النفساني) أي العلم والاعتقاد المخالف له
    هنا شيخ الاسلام يتكلم عن [العلم والتصديق] لذلك قال [الحكم الذهنى]
    وهذا هو التصديق و يشمل التصور والحكم - اي االتصديق اعم من التصور -
    والحكم الذهنى هو اثبات صدق التصور للشيء في الذهن او نفيه, او الارتياب فيه او الصدق والكذب هذا معنى كلام شيخ الاسلام
    فكلامه خاص بالعلم والتصديق وهذه المسألة مبسوطة فى كتب المنطق بطريقة سهلة وميسرة تحت باب الفرق بين الادراك والتصديق وهل يمكن ان يصدق شئ بدون علم ام ان هذا ممتنع لأن الحكم الذهنى يستلزم العلم قبله- فاذا علمت مصطلحات اهل العلم عرفت المقصود بكلام شيخ الاسلام وعرفت مصطلحات المنطقيين ومفرداتهم[ العلم - الادراك -المعرفة - الحكم الذهني - الكذب النفساني - التصديق ] وغيرها من المصطلحات التى عرفها المنطقيين وقام شيخ الاسلام بضبطها وتعريفها التعريف الصحيح
    فأثبت شيخ الاسلام أنه (يمتنع ثبوت الحكم الذهني على خلاف العلم
    الاشكال انك اردت ان تحمل كلامه هذا على نصوصه الاخرى
    وهنا مَكْمَن الخطأ الذى وقعت فيه
    اما كلام شيخ الاسلام الآخر وهو قوله
    أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل....
    فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله]
    فقد استوفينا الكلام عليه بما فيه الكفاية
    ولكن المشكلة عندك لمَّا رأيت بعض التشابه فى الجمل فى كلام شيخ الاسلام ظننت أن الباب واحد
    والتحقيق ان البابين مختلفين
    فقول شيخ الاسلام ولهذا لم يتنازع الناس في أنه يمتنع تكليف الإنسان أن يعتقد خلاف ما يعلمه-
    كلام شيخ الاسلام هذا فى
    أقول القلب فلا يمكن انيحكم الذهن بالشئ ونقيضة وضده فى نفس الوقت وقد ضربت انت بأمثلة صحيحة جدا جدا جدا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وانى لأتعجب لهذه المفارقات من فهمك لكلام شيخ الاسلام هنا وتخبطك فى فهم المسألة الاخرى فسبحان الله - والحمد لله على نعمة التوفيق والهداية لمعرفة بعض ما اشتبه علمه على بعض العباد
    ***************
    ولكل فرس كبوة فما هى الكبوة التى وقع فيها الفارس فى مسألتنا هذه
    الكبوه هى حمل كلام شيخ الاسلام هذا على قوله-
    فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله]
    هنا عِلْم مع مخالفة فى الاعتقاد- بمعنى وجود قول القلب وهذا اعتقاد -ولكن له قسيم آخر وهو العمل- فقد يعلم العبد وهذا قول القلب - ويخالف فى عمل القلب - ويكون بعدم الانقياد والقبول والاستسلام
    وهذا هو المقصود بكلام شيخ الاسلام
    فاذا حملت كلام شيخ الاسلام فى كل من المسألتين على المراد والمقصود زال الاشكال ولم يحصل التعارض والتناقض
    أظن أننى بسَّطّتُ لك المسألة تبسيطا
    وإن بقى عليك الاشكال فأنا معك إن شاء الله الى النهاية
    ولكن دقق أولا فى هذه المشاركة وافصل بين كلام شيخ الاسلام فى كلا الموضِعَين
    فهذه مسألة وتلك مسألة أخرى
    بهدوء وبتروِّى حتى تصل الى
    مَكْمَن الخطأ -
    والخطأ انك أُوتِيت من قِبَل فهمك ولا اشكال ولا تعارض بفضل الله فى كلام شيخ الاسلام-
    وكذلك لا كلام مقحم كما تدعى فكيف يكون كلام مقحم فى قول شيخ الاسلام--
    أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركا - وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم - فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله؛ مشركا مثل هؤلاء.
    وهذا الكلام مرَّ على المحققين والائمة الاعلام مستدلين به جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن
    فهل لم يتبين لهم ما تبين لأخى ابو محمد المأربى من الاقحام أو التناقض أو دسائس الاشعرية والجهمية
    دقِّق جيدا قبل أن تناقش
    واعلم اخى الفاضل ابو محمد المأربى أن هذا الاشكال عندك قد يؤدى الى اشكال آخر فى فهم كلام العلماء فى مفهوم الاستحلال الاعتقادى ولكن كما تعلم سبق النقاش فيه
    كيف يمكن أن أعلم أو اعتقد أنك محمد عبد اللطيف وفي نفس الوقت أعلم أو اعتقد أنك لست محمدا ؟
    هذا من فرض المحالات.
    نعم هذا فى التصورات والحكم الذهنى
    وكما قال شيخ الاسلام (يمتنع ثبوت الحكم الذهني على خلاف العلم)
    أما جواب
    وهى هل يمكن ان يعتقد خلاف ما يعلمه
    بالنسبة للتصورات الذهنية والحكم عليها بالتصديق او التكذيب او الاثبات والنفى ممتنع كما ضربت أنت - المثال بشخص محمد عبد اللطيف
    اما بالنسبة للاعتقاد فهل يمكن لشخص ان يحصل عنده اعتقاد خلاف ما يعلمه
    الجواب فى هذا المثال
    شخص يعلم ان الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ثم عبد غيره
    فهذا الشخص عَلِمَ وخالف بعبادته غير الله وطبعا عبادة غير الله تجرى على الباطن وهذا اعتقاد
    فمسألة إمتناع ثبوت الحكم الذهنى على خلاف العلم-
    محل اتفاق بين العقلاء فضلا عن العلماء
    أما أن نأتى بكلام مشتبه ونحمل ذلك على عدم اجتماع العلم مع اعتقاد مكفر كما فى كلام شيخ الاسلام فى قوله

    فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله؛ مشركا-
    هذه مسألة مختلفة تماماََ
    المثال الاول
    فى التصورات والاحكام الذهنية لهذه الادراكات والتصورات
    و المثال الثاني فى العقائد الدينية
    أظن انه لا يوجد تبسيط للمسألة اكثر من ذلك


  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كلام منسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان الكبير) يخالف أصول الشيخ رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ولهذا صار يقال لمن لم يعمل بعلمه:إنه جاهل، كما تقدم ) الايمان لابن تيمية

    ..
    نعم بارك الله فيك اخى الطيبونى
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية
    فالمؤثر التام يستلزم أثره، فمتى لم يحصل أثره لم يكن تاماً،
    والفعل إذا صادف محلاً قابلاً تم، وإلا لم يتم.
    والعلم بالمحبوب يورث طلبه، والعلم بالمكروه يورث تركه؛
    ولهذا يسمى هذا العلم: الداعي،
    ويقال: الداعي مع القدرة يستلزم وجود المقدور، وهو العلم بالمطلوب المستلزم لإرادة المعلوم المراد،
    وهذا كله إنما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها،
    وأما مع فسادها، فقد يحس الإنسان باللذيذ فلا يجد له لذة بل يؤلمه،
    وكذلك يلتذ بالمؤلم لفساد الفطرة،
    والفساد يتناول القوة العلمية والقوة العملية جميعاً، كالممرور الذي يجد العسل مراً، فإنه فسد نفس إحساسه حتى كان يحس به على خلاف ما هو عليه للمرة التي مازجته
    ، وكذلك من فسد باطنه، قال تعالى {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 109، 110] .
    وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] ،
    وقال: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النساء: 155] ، وقال في الآية الأخرى: {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 88] .
    و [الغلف] جمع أغلف، وهو ذو الغلاف الذي في غلاف مثل الأقلف، كأنهم جعلوا المانع خلقة، أي خلقت القلوب وعليها أغطية،
    فقال الله تعالى: {بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ} و {طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} ،
    وقال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} [محمد: 16] .
    وكذلك قالوا: {يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ} [هود: 91] ،
    قال: {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ} [الأنفال: 23]
    أي: لأفهمهم ما سمعوه،
    ثم قال: ولو أفهمهم مع هذه الحال التي هم عليها، {لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} [الأنفال: 23] ،
    فقد فسدت فطرتهم فلم يفهموا، ولو فهموا لم يعملوا،
    فنفى عنهم صحة القوة العلمية، وصحة القوة العملية،
    وقال: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44] ، وقال: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] ،
    وقال: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}
    وقال عن المنافقين: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18] .
    ومن الناس من يقول: لما لم ينتفعوا بالسمع والبصر والنطق، جعلوا صماً بكماً عمياً؛
    أو لما أعرضوا عن السمع والبصر والنطق، صاروا كالصُّمِّ العُْمي البُكْم، وليس كذلك،
    بل نفس قلوبهم عميت وصمت وبكمت،
    كما قال الله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] ،
    والقلب هو الملك، والأعضاء جنوده، وإذا صلح صلح سائر الجسد، وإذا فسد فسد سائر الجسد،
    فيبقى يسمع بالأذن الصوت كما تسمع البهائم،
    والمعنى: لا يفقهه، وإن فقه بعض الفقه لم يفقه فقهًا تاماً، فإن الفقه التام يستلزم تأثيره في القلب محبة المحبوب، وبغض المكروه، فمتى لم يحصل هذا لم يكن التصور التام حاصلاً فجاز نفيه؛ لأن ما لم يتم ينفى،
    كقوله للذي أساء في صلاته: " صَلِّ فإنك لم تُصَلّ "، فنفى الإيمان حيث نفى من هذا الباب.
    **********

    قال الامام ابن القيم-رحمه الله-:
    فإن قلت: كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟
    وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غدا إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة أو يكرمه أتم كرامة ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ولا يستعيد له ولا يأخذ له أهبته
    قيل: لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر الخلق
    فاجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء
    وهذا التخلف له عدة أسباب
    أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال وأبطلها
    وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه إحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة
    وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليس المخبر كالمعاين "
    فإذا اجتمع إلى ضعف العلم عدم استحضاره أو غيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده وانضم إلى ذلك تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة وتسويل النفس وغرور الشيطان واستبطاء الوعد وطول الأمل ورقدة الغفلة وحب العاجلة ورخص التأويل وإلف العوائد
    فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا
    وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي على أدنى مثقال ذرة في القلب
    وجماع هذه الأسباب يرجع إلى ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين وجعلهم أئمة الدين فقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}
    من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الجواب الشافي لابن القيم-رحمه الله تعالى
    ويقول ابن القيم رحمه الله

    فالذنب يحجب الواصل ، ويقطع السائر ، وينكس الطالب ، فالقلب إنما يسير إلى الله بقوته ، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره . فالذنب إما أن يميت القلب ، أو يمرضه مرضاً مخوفاً ، أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم : الهم ، والحزن ، والعجز ، والكسل .
    وقال
    ومن عقوباتها أى الذنوب : أنها تعمي بصيرة القلب، وتطمس نوره، وتسد طرق العلم، وتحجب مواد الهداية. وقد قال مالك للشافعي لمّا اجتمع به: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية. ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحلّ، وظلام المعصية يقوى، حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم. فكم من مَهْلكٍ يسقط فيه، وهو لا يبصره ، كأعمى خرجِ بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب. فيا عزّةَ السلامة، ويا سرعةَ العطب! ثم تقوى تلك الظلمات، وتفيض من القلب إلى الجوارح، فيغشى الوجهَ منها سوادٌ بحسب قوتها وتزايدها !!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •