تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التلاعب بالمصطلحات والحقائق عند أهل الشبهات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي التلاعب بالمصطلحات والحقائق عند أهل الشبهات

    الخلل في مفهوم الشرك،والتوحيد عند القبوريين ،
    حيث اعتبروا التوحيد هو توحيد الربوبية فقط،
    وأن التوحيد الذي يكون الإنسان به موحداً هو أن يعتقد أن الله هو الخالق، الرزاق، المحيي، المميت وحده، ولو أنه عبد غير الله في الأعمال بدون ربط ذلك بالخلق والإيجاد، فلا يعتبرونه مشركاً.
    وكذلك حصل الانحراف عندهم في موضوع الشرك
    فجاءوا إلى مفهومه وقالوا:
    الشرك هو أن يصرف شيئاً من الأفعال والأعمال التعبدية لمن يعتقد فيه الربوبية
    أما من لم يعتقد فيه الربوبية فليس صرف العبادة له بالشرك،
    ولهذا قالوا:
    نحن لسنا من المشركين ولو صلينا لأهل القبور، وسجدنا لهم، أو ذبحنا لهم، أو طلبنا الشفاعة منهم؛ لأننا نعتقد أنهم لا يملكون الخلق والرزق والتدبير، لأن الذي يملك ذلك هو الله،
    ونحن نقول لهم:
    إن اعتقاد امتلاك الخلق، والرزق، والتدبير شرك في الربوبية،
    وهو نوع من أنواع الشرك.ومن أنواع الشرك أيضاً أن يصرف الإنسان نوعاً من أنواع العبادة لغير الله، كأن يطوف بقبر، أو يذبح لغير الله، أو يستغيث بغير الله، ولو كان لا يعتقد أنه هو الخالق والرازق؛ لأن المشركين كانوا لا يعتقدون أن الخالق والرازق هي تلك الأصنام، بل يعتقدون أن الخالق والرازق هو الله عز وجل، ومع ذلك بين الله سبحانه وتعالى أنهم وقعوا في الشرك عندما صرفوا لها شيئاً من أنواع التعبدات بالجوارح أو بالقلوب أو بالألسنة.
    فعندما يقولون:

    نحن لسنا مشركين،
    نسألهم فنقول:
    ما هو الشرك؟
    فإذا قالوا:
    الشرك عبادة الأصنام، نقول لهم: وما معنى عبادة الأصنام
    وإذا قالوا: إن الشرك هو التعبد لغير الله، أو عبادة غير الله،
    نقول:
    وما معنى عبادة غير الله؟
    فمثل هذه المصطلحات لا بد من تحريرها؛
    لأن الخلاف بيننا وبينهم هو في مفاهيم هذه المعاني الشرعية
    فهم يخالفوننا في مفهوم التوحيد،
    ويخالفوننا في مفهوم الإيمان،
    ويخالفوننا في مفهوم الشرك،
    ويخالفوننا في مفهوم الكفر،
    ويخالفوننا في مفهوم العبادة.
    فلا بد من أن نعرف ماذا يعنون بهذه المصطلحات إذا قالوها؛
    لأنهم قد يقولونها وفي أذهانهم مساحة معينة لها
    ولها عندنا مساحة أخرى،
    فلا بد من الاستفصال،
    وهذه المسألة تسمى مسألة المصطلحات، وهي مسألة حساسة جداً،
    فلا بد من معرفة مراد المتكلم بهذا المصطلح،
    ففي اللغة العصرية الجديدة يقولون:
    لا بد من أن يكون عند الدعاة انفتاح فكري، فلا بد من أن نقول: ما معنى الانفتاح؟ بدلاً من أن نقول: عندنا انفتاح فكري، ونحن لا نعرف يعنون بهذا الانفتاح، فقد يقصدون بقولهم: ليس عندكم انفتاح معنى أنكم أناس منغلقون على الشريعة التي عندكم، وليس عندكم استعداد لأن تقتنعوا بالنظريات الغربية في الحياة الموجودة الآن، سواء في مجال العلوم الإنسانية مثلاً، أو الفلسفية، أو السياسة، أو في أي باب من الأبواب.ومعنى هذا أن هؤلاء الذين يريدون الانفتاح يريدون أن نترك ديننا، وأن ننفتح على الغرب ونأخذ ما عندهم من العقائد الفاسدة باسم التنوير والتطوير، وحينئذ نكون منفتحين.
    فنقول: هذا انفتاح لا نريده؛ لأنه انفتاح فاسد، وهو انفتاح يقتضي التخلي عن أحكام الشريعة، فإن ظننتم أن الشريعة نفسها لا تحث الإنسان على العلم والنظر والتفكير فهذا ظن فاسد، وظن سوء في الشريعة.
    والشاهد هو أن المصطلحات لا بد من تحريرها وتحديدها عند المناقشة.[ شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحيم السلمى ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: التلاعب بالمصطلحات عند أهل الشبهات

    الشبهة السابعة:
    هي أنهم قالوا: إن سبب تكفير الله عز وجل للمشركين الأوائل ليس هو مجرد أنهم كانوا يعبدون غير الله كعبادة الأصنام، وإنما كانوا يكفرون بالقرآن، وبنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإسلام،
    فكيف تشبهوننا بهؤلاء المشركين؟! فهؤلاء المشركين يكفرون بالقرآن ونحن نؤمن به!
    وهؤلاء المشركون يكفرون بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نؤمن بها!
    وهؤلاء المشركون يكفرون بالإسلام ونحن نؤمن به! فكيف تشبهوننا بهؤلاء؟
    فنقول فى جواب هذا
    إن الإنسان لو كان مؤمناً بكل أحكام الدين ثم أنكر الصلاة فقط فهل يكون كافراً أم لا؟
    والجواب:

    أنه يكون كافراً بإجماع العلماء.ولو كان مقراً بكل شيء وأنكر الزكاة فهل يكون كافراً أم لا؟
    ولهذا قاتل الصحابة الذين أنكروا الزكاة وسموهم مرتدين، ولو أن إنساناً أقر بكل شيء في أحكام الدين إلا أنه أنكر الحكم بما أنزل الله،
    وقال:
    لا نحكم بما أنزل الله فهل يكون كافرا
    والجواب: يكون كافراً.
    إذاً: لا بد من أن يعلم الإنسان أن كونه مقر بالقرآن، وبنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإسلام، مع إنكاره لشيء واحد لا يعني أنه يكون غير كافر، فإذا أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة -ولو كان أمراً واحداً- فإنه يكفر،
    حتى ولو كان يقول: لا إله إلا الله، ويصلي، ويصوم، ويزكي، أو كان يعمل أي عمل من الأعمال الصالحة، ما دام أنه أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة ليس فيه خلاف ولا إشكال.
    وأنتم -أيها القبوريون- أنكرتم عبادة الله عز وجل، وصرفتم العبادة لغير الله
    فلو أقررتم بنبوة الرسول، وأقررتم بالقرآن، وأقررتم بكل أحكام الإسلام،
    ثم صرفتم العبادة لغير الله عز وجل، فهذا وحده كاف في أن يكفركم وأن يخرجكم من الدين.
    ولهذا فإن كثيراً من الناس يشغب على أهل السنة
    ويقول:
    هؤلاء تكفيريون، وهؤلاء يشتغلون بالتكفير،
    ونحن نقول

    أي دين ليس فيه تكفير فإنه ليس بدين، إذ لا بد من أن يكون له حياض،
    وإلا فلو أن إنساناً جاءنا وأنكر نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وكفرناه،
    فقال:
    لا تكونوا تكفيريين، فتركنا تكفيره،
    ثم جاء واحد آخر وأنكر القرآن فما كفرناه،
    ثم جاء آخر وأنكر وجود الله فما كفرناه، ثم جاء آخر وسب الله فما كفرناه،
    فإنه بهذه الطريقة لا يكون لنا دين أصلاً.
    فنحن نكفر هؤلاء الذين أنكروا معلوماً من الدين بالضرورة وليقل الناس ما شاءوا،
    فلا يهمنا ذلك،
    بل ما يهمنا هو أننا منضبطون بالنصوص الشرعية،
    وأننا لا نكفر إلا من كفره الله،
    فلا نكفر اعتباطاً، وإنما نكفر من كفره الله سبحانه وتعالى،
    وكفره الرسول صلى الله عليه وسلم بالأدلة الواضحة البينة التي ليس فيها إشكال ولا جدال.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •