تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا،
    فقال: ((ما شأنكم؟))
    قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل.
    فقال: ((غير الدجال أخوفنى عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم،
    وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم))؛
    رواه مسلم وغيره.
    وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتخوفون الدجال، ويستعيذون بالله من فتنته العظيمة التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم:
    ((ما كانت ولا تكون فتنة حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال، وما من نبي إلا وحذر قومه الدجال))؛
    رواه الحاكم بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه.
    **************

    وجعل الله تعالى قبل خروج الدجال سنين شدة وقحط، وذلك من علامات خروجه،
    ، ففي سنن ابن ماجه ، وصحيح ابن خزيمة ، ومستدرك الحاكم ، عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
    "إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت؛ إلا ما شاء الله ، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام"
    صححه الألباني في صحيح الجامع.
    *************
    والدجال يخرج من جهة المشرق؛ من خرسان، من يهودية أصبهان، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله، إلا مكة والمدينة فلا يستطيع دخولهما؛ لأن الملائكة تحرسهما.
    عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة))؛ رواه الترمذي وحسنه، وأحمد وابن ماجه.
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفاً من اليهود))؛ رواه أحمد، وصححه الحافظ ابن حجر - عليهما رحمة الله.
    وأصبهان: بلد في المشرق، تعرف هذه الأيام بشهرستان، وبها حَرَّة يقال لها اليهودية، يخرج منها الدجال، فإذا خرج لم يدع بلداً إلا دخله، ما عدا مكة والمدينة؛ فإنهما محروستان منه، محرَّمتان عليه، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن الدجال أنه يقول: ((وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطَيْبة فهما محرَّمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها))؛ رواه مسلم.
    وثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في "مسنده": ((أن الدجال لا يدخل أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، والمسجد الأقصى)).
    قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
    "وأما من أين يخرج فمن قبل المشرق جزماً"
    [فتح الباري: 13/91].

    ثم جاء في رواية "أنه يخرج من خراسان". وفي رواية: "أنه يخرج من أصبهان"
    أخرجها مسلم.

    قال القرطبي: ووجه الجمع أنه يبدأ خروجه من خراسان من ناحية أصبهان. إذن، خراسان هي الإقليم الأكبر، وأصبهان المدينة تحديداً،
    وقال بعض الباحثين: ويبدو من النظر في الأحاديث أن ابتداء خروجه يكون من الجزيرة التي هو مربوط فيها منفرداً. في جهة المشرق، وأنه سيخرج من غضبة يغضبها، تتكسر القيود التي هو مقيد بها ويخرج.
    فأول بلد سيمشي منه هي الجزيرة هذه ثم يدخل إقليم خراسان متعدياً إلى أصبهان، وفيها سيخرج مع أتباعه.

    أتباعه سبعون ألف يهودي سيخرجون معه من أصبهان.
    وأما عن الطريق التي يخرج منها الدجال إلى جزيرة العرب، يعني مدخله إلى جزيرة العرب من أين؟ عرفنا الآن: هو مربوط الآن في الجزيرة، سيخرج إلى أصبهان، ومعه جيشه اليهودي، ثم سيخترق جزيرة العرب، سيكون مدخله لجزيرة العرب من أين؟ هل هو طريق بحري؟
    هل هو طريق بري؟
    قال ﷺ: إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا[رواه مسلم: 2937].

    والخلة هي الطريق بين البلدين. فيخرج بين العراق والشام يذهب للحجاز. البلدان التي لا يستطيع الدجال دخولها: وفي رواية لأحمد قال ابن حجر عنها: "رجاله ثقات" والألباني كذلك قال: "إسناده صحيح":
    يبلغ سلطانه كل منهل يعني كل مكان لا يأتي أربعة مساجد هذه خارج عن سلطان الدجال
    ، ليست تحت سلطانه الكعبة، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى، والطور[رواه أحمد: 23090].

    الأماكن على الأرض كلها مسيطر عليها الدجال، تحت سلطانه.
    طبعاً الطور وبيت المقدس، مسجد بيت المقدس لا يدخلها، لكن كبلاد ليس إلا مكة والمدينة،
    ناحية الدخول لا يدخل مكة ولا المدينة.

    و في حديث الجساسة لماذا لا يدخل مكة والمدينة،
    قال: كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها،
    وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها.

    وفي صحيح مسلم قالﷺ: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال ولا بلد في العالم إلا سيدخله الدجال إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها هذا في صحيح مسلم[رواه مسلم: 2943]. وفي المسند قال رسول الله ﷺ:
    إن المدينة مشبكة بالملائكة على كل نقب منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال،
    من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء إسناده صحيح[رواه أحمد: 1591].

    وفيه أيضاً عن أنس أن قائلاً من الناس قال:
    يا نبي الله أما يريد الدجال المدينة؟ قال: أما إنه ليعمد إليها، ولكنه يجد الملائكة صافة بنقابها وأبوابها يحرسونها من الدجال[رواه أحمد: 13145].

    إذن، الطرق والأبواب محروسة من الدجال.
    بل إن المدينة لا يدخلها حتى رعب الدجال
    ، قال ﷺ: لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان[رواه البخاري: 1879].

    ذكر ابن حجر نقلاً عن عياض في قضية الأبواب السبعة:
    إما أن تكون أبواباً قال: وفوهات الطريق. وفوهات الطريق، يعني مداخل المدينة الأساسية سبعة طرق أساسية لداخل المدينة، فإما أن تكون أبواباً أو تكون طرق، فوهات الطرق، لا يستطيع أن يدخلها؛ لأنها محروسة من الملائكة.

    لو قال قائل أنه قد ورد في الصحيحين أنه ﷺ قال:
    أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلاً، وذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، قال: وإذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية، فسألت من هذا؟ فقيل: المسيح الدجال[رواه البخاري: 5902].

    هذا لا يدل على أن الدجال يدخل مكة ولا المدينة؛
    لأنه رآه في المنام وليس أنه رآه في اليقظة في مكة. وعيسى نفسه هو في السماء..
    ******
    يخرج الدجال فى خفة من الدين
    أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (23 / 210) من حديث أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ .
    خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ أي : ضعف من الدين ، وقلة من أهله .
    فهذا الحديث فيه ضعف من جهة إسناده لأنه من رواية أبي الزبير عن جابر ، ولم يصرح بسماعه منه .
    ينظر "التقريب" لابن حجر (ص 506) ، و"سلسلة الأحاديث" الضعيفة للألباني (4/440) ، حاشية "المسند"، ط الرسالة (23 / 212).

    لكن يشهد له حديث أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ:" كُنْتُ بِالْكُوفَةِ، فَقِيلَ: خَرَجَ الدَّجَّالُ، قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقُلْتُ: هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ فَأَتَى عَلَيَّ الْعَرِّيفُ، فَقَالَ: هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَهُ، قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَس، فَنُودِيَ إِنَّهَا كَذِبَة صَبَاغ، قَالَ: فَقُلْنَا يَا أَبَا سَرِيحَةَ مَا أَجْلَسْتَنَا إِلَّا لِأَمْرٍ فَحَدِّثْنَا، قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ فِي زَمَانِكُمْ لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ بِالْخَذْفِ، وَلَكِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ فِي بُغْضٍ مِنَ النَّاسِ، وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ، وَسُوءِ ذَاتِ بَيْنٍ... رواه الحاكم في "المستدرك" (4 / 529)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "، ووافقه الذهبي، ووافقهما الشيخ الألباني في "قصة المسيح الدجال" (ص 106).
    وحديث أبي الزبير، عن جابر، السابق، قال عنه الحاكم في "المستدرك" (4 / 530) بعد أن رواه:
    "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ "، وقال الذهبي رحمه الله تعالى على شرط مسلم.
    *************
    سيسبق زمنَ الدجال فتنٌ شديدة ، تعصف بالناس ، ويهلك بسببها كثير؛ وقد ورد بهذا المعنى نصوص عدة . ومن ذلك حديث عَوْف بْن مَالِكٍ ، قَالَ : " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ : اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : مَوْتِي ، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس ِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا رواه البخاري (3176).
    وحديث عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي، وَلَيْسَ مِنِّي، وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ، تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ، مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَدِهِ رواه أبو داود (4242)، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 666).


    *****************
    عند مسلم أيضا (2945) عن أُمّ شَرِيكٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: هُمْ قَلِيلٌ ، وجاء في رواية عند ابن ماجه (4077): " فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ " .
    **************
    : أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلَاقِ الْحَرَّةِ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: نِعْمَتِ الْأَرْضُ الْمَدِينَةُ،
    إِذَا خَرَجَ الدَّجَّالُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكٌ، لَا يَدْخُلُهَا،
    فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، رَجَفَتْ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، لَا يَبْقَى مُنَافِقٌ، وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، وَأَكْثَرُ - يَعْنِي - مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، وَذَلِكَ يَوْمُ التَّخْلِيصِ،
    وَذَلِكَ يَوْمَ تَنْفِي الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ
    رواه أحمد في "المسند" (22 / 9)، وصححه محققو المسند بطرقه وشواهده.
    ************
    أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة))؛ رواه مسلم. وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة))؛ رواه الترمذي، وهو حسن.

    قال ابن كثير رحمة الله عليه: "والظاهر أن المراد بهؤلاء أنصار الدجال من الترك. وإنما يكثر أتباعه من الأعراب؛ لغلبة الجهل عليهم؛ ولما جاء في حديث أبي أمامه رضي الله عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: ((وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلى بناره فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه برداً وسلاماً، كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربّك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمِنشار، حتى يلقى شقتين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري! فيبعثه الله، ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك منى اليوم))؛ رواه ابن ماجه، وهو صحيح. وأما النساء فحالهن أشد من حال الأعراب؛ لسرعة تأثرهن، وغلبة الجهل عليهن، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل الدجال في هذه السَّبِخة بمر قناة، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه، ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر، فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي فاقتله))؛ رواه أحمد بسند صحيح.
    ***********

    عند عبد الله بن أحمد في كتاب السنة من حديث حذيفة ابن أسيد مرفوعاً: ولا يسخر له من الدواب إلا حمار، رجس على رجس قال الشيخ حمود التويجري في "إتحاف الجماعة": "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وقد أخرجه الحاكم بلفظ: فهو رجس على رجس قال الذهبي: "وهو على شرط البخاري ومسلم". زعم بعض العصريين من الذين يغامرون ويقتحمون النصوص بلا علم، أن الدجال سيركب طائرة كبيرة عرض ما بين جناحيها أربعون ذراعاً، وأن هي الحمار المقصود. وهذا تكلف واضح، بل سخف؛ لأن الرسول ﷺ قال: ولا يسخر له من الدواب إلا الحمار، فهو رجس على رجس . هل تسمى الطائرة رجساً؟ لا. الحمار إيه، لكن مثل الطائرة لا. والحديث قال: رجس على رجس. إذن، سيكون على حمار حقيقي، لكن هذا الحمار عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً، ولو كان على طائرة لن تكون الفتنة كبيرة للدجال، لكن على حمار ما بين أذنيه أربعون ذراعاً فيها فتنة، فيها فتنة؛ لأن الدجال سيري الناس دابة ما عمرهم رأوها، ما سبق رأوا مثلها، فيها فتنة. وبما أن الدجال معه الخوارق بإذن الله فهذا واحد منها، وهذا من فتنته. ***************



    أول من يشايعه وينصره اليهود، بل هو مسيحهم المنتظر في الحقيقة،
    وقد جاء في صحيح مسلم: ويتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة[رواه مسلم: 2944].

    وهي الأكسية من الصوف الأخضر. وعند أحمد قال ﷺ: لينزلن الدجال خوز وكرمان منطقتان معروفتان جغرافياً في سبعين ألفاً وجوههم كالمجان المطرقة وإسناده حسن.
    نحن الآن عندنا يقين أن الدجال سيخرج معه سبعون ألف يهودي. اليهود في كلامهم يقولون أنهم موعودون بملك منتظر من نسل داود يأتي ليقيم مملكة الرب، ويتحول الناس له إلى خدم، وأن هذا المَلَك عندهم هو المسيح ولكن في الحقيقة هو الدجال، مسيح الشر والضلالة؛ لأنه يهودي وسيتبعه اليهود، وهو المسمى في كتبهم: "المسياء"، عندهم موجود الآن، يقولون هذا المسيح، لكن في اللغة العبرانية عندهم مسمى موجود وفي كتبهم: "المسياء". ولليهود من طقوسهم الآن عندهم صلوات يستحثون خروج الملك المنتظر ويصلونها ويدعون فيها بأدعية، وخصصوا ليلة عيد الفصح اليهودي بأدعية تتعلق بهذا الأمر، جاء في التلمود: "لما يأتي المسيح تطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف وقمحاً حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة، وفي ذلك الزمان ترجع السلطة لليهود وكل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه، وثلاثمائة وعشرة أكوان تحت سلطته، ولكن لا يأتي المسيح إلا بعد انقضاء حكم الأشرار، ويتحقق منتظر الأمة اليهودية بمجيء إسرائيل، وتكون تلك الأمة هي المتسلطة على باقي الأمم عند مجيئه". طبعاً هم الآن يحاولون إقناع العالم أن الأشرار نحن، وأنه لابد من القضاء علينا، نحن المسلمين، حتى يخرج المسيح، ويستغلون أن النصارى عندهم اعتقاد بالمسيح، بنزوله، فيقولون للنصارى: لن يخرج مسيحكم حتى تقوم دولة إسرائيل، وتتمكن، ويقضى على الأشرار، وهم المسلمون؛ حتى يصير هناك حلف يهودي صليبي للقضاء على المسلمين، لكي يأتي المسيح. على أية حال:
    كلنا ننتظر المسيح، نحن ننتظره، اليهود ينتظرونه والنصارى ينتظرونه، لكن نحن ننتظر المسيح ابن مريم، واليهود ينتظرون المسيخ الدجال، والنصارى ينتظرون المسيح الذي سيأتي ، ويكسر صليبهم، ويذبح خنزيرهم، ولا يقبل الجزية، وليس إلا السيف أو الدخول في الإسلام.

    *****************
    وفي مسند الإمام أحمد عن محجن بن الأدرع أن رسول الله ﷺ خطب في الناس فقال: يوم الخلاص وما يوم الخلاص! يوم الخلاص وما يوم الخلاص! يوم الخلاص وما يوم الخلاص! ثلاثاً، فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال: يجيء الدجال فيصعد أُحداً فينظر المدينة، من فوق جبل أحد منظر علوي للمدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد، قلنا المدة ليست بالطويلة، من سنوات قليلة، قبل توسعة الحرم كان هناك من الأبنية والنخل والأشجار ما يحجب رؤية المسجد النبوي من بعيد، لكن لما دعت الحاجة إلى توسعته، وسع الآن المسجد النبوي، وعمر هذا العمار الحسن والبنيان الضخم الكبير، وشيد هذا التشييد، الآن لو صعدت إلى جبل أحد سترى المسجد النبوي كالقصر الأبيض. إذن، المنظر الذي سيراه الدجال موجود الآن، الآن ممكن تروح لجبل أحد وتراه، واضح جداً،
    يعني انظر كيف يجلي الله قدره لكي يأتي الدجال فيراه بهذه الصفة
    ، قال: فيصعد أحداً فينظر المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد
    ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها على كل طريق، مدخل للمدينة، على كل مدخل، على كل فوهة طريق، على كل نقب منها ملكاً مصلتاً يعني سيفه فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه هناك لأنه عجز عن دخول المدينة فيضرب معسكره خارج المدينة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فذلك يوم الخلاص
    [رواه الإمام أحمد: وصححه الألباني، إسناده صحيح].

    *******
    جاء في صحيح مسلم: وإن أيامه أربعون يوماً يوم كسنة، يعني في الطول من أربع وعشرين ساعة تمضي كسنة في الطول، ما هي أربع وعشرين ساعة، يعني منذ بدء اليوم إلى نهايته، فلو أخذت الفجر للفجر أربع وعشرين، من الفجر للفجر، كالسنة في الطول، فالشمس تشرق ببطء شديد، وتطلع ببطء شديد، حتى تستوي ببطء شديد، حتى تغرب ببطء شديد، سنة كاملة، يوم طوله سنة، والناس في كرب - ويوم كشهر - في الثاني - ويوم كجمعة - في الثالث - وسائر أيامه - السبعة وثلاثين الباقية- كأيامكم.
    قالوا: فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره. إذن، تنظر في الأيام العادية كم بين الفجر والظهر ثم صل الظهر، كم بين الظهر والعصر ثم صل العصر وهكذا وسنصلي في ذلك اليوم الطويل صلوات كثيرة جداً، ماهي خمسة، صلوات كثيرة جداً نغطي بها صلوات سنة. وجاء في رواية لابن ماجه : يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا.
    قالوا: وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح[رواه مسلم: 2937].
    ****************

    ومما يحدث أيضاً: أن النبي ﷺ قال: ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل[رواه مسلم: 2945].
    العرب هؤلاء الذين إذا استنجد الواحد فيهم أهل النجدة والمروءة، أين هم؟ قال: العرب قليل. إذن، سيفر أناس من الدجال في الجبال. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري: حدثنا رسول الله ﷺ يوماً حديثاً طويلاً عن الدجال فكان فيما حدثنا قال: يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فإذا وصل هناك فيضرب رواقه[رواه البخاري: 1882، ومسلم: 2938]. وذكرنا قضية خروج المنافقين والمنافقات والفسقة والفاسقات. **********
    قال في "عون المعبود في شرح أبي داود": "يوشك المسلمون أن يحاصروا" يحبسوا ويضطروا ويلجؤوء إلى المدينة، النبوية، لماذا؟
    لمحاصرة عدو لهم، ويجتمعون في المدينة، وأبعد ثغورهم: "سلاح". والثغر: الموضع الذي يخاف منه هجوم العدو، فهو يترصد فيه المترصدون. فإذن، من كمال التضييق عليهم وإحاطة الكفار حواليهم سيحصرون في هذه المنطقة. قال الشيخ عبد الحق الدهلوي: الظاهر أن هذا إخبار عن حال المسلمين زمن الدجال حين يأرز الإسلام إلى المدينة المطهرة أو يكون هذا في زمان آخر.
    ***********
    عنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضى الله عنه عَنِ النَّبيّ ﷺ قال: يخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيتَوَجَّه قِبَلَه رَجُلٌ منَ المُؤمِنين فَيَتَلَقَّاهُ المَسالح: مسالحُ الدَّجَّالِ، فَيقُولُونَ لَهُ: إلى أيْنَ تَعمِدُ؟ فيَقُول: أعْمِدُ إلى هذا الَّذي خَرَجَ، فيقولُون له: أو ما تُؤْمِن بِرَبِّنَا؟ فَيقُولُ: مَا بِرَبنَا خَفَاء، فيقولُون: اقْتُلُوه، فيقُول بعْضهُمْ لبعضٍ: ألَيْس قَدْ نَهاكُمْ رَبُّكُمْ أنْ تَقْتُلُوا أحَدًا دونَه، فَينْطَلِقُونَ بِهِ إلى الدَّجَّالِ، فَإذا رَآهُ المُؤْمِنُ قالَ: يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّ هذَا الدَّجَّالُ الَّذي ذَكَر رَسُولُ اللَّه ﷺ فَيأمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشبحُ، فَيَقولُ: خُذُوهُ وَشُجُّوهُ، فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ ضَرْبًا، فيقولُ: أَوَمَا تُؤمِنُ بِي؟ فَيَقُولُ: أنْتَ المَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيُؤمرُ بهِ، فَيؤْشَرُ بالمِنْشَارِ مِنْ مَفْرقِهِ حتَّى يُفْرقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعتَيْنِ، ثُمَّ يقولُ لَهُ: قُمْ، فَيَسْتَوي قَائمًا. ثُمَّ يقولُ لَهُ: أتُؤمِنُ بِي؟ فيقولُ: مَا ازْددتُ فِيكَ إلاَّ بصِيرةً، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لاَ يفْعَلُ بعْدِي بأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَيأخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فَيَجْعَلُ اللَّه مَا بيْنَ رقَبَتِهِ إلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلا يَسْتَطِيعُ إلَيْهِ سَبيلًا، فَيَأْخُذُ بيَدَيْهِ ورجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيحْسَبُ الناسُ أنَّما قَذَفَهُ إلَى النَّار، وإنَّما ألْقِيَ فِي الجنَّةِ فقالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: هذا أعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْد رَبِّ الْعالَمِينَ رواه مسلم.
    وروى البخاريُّ بَعْضَهُ بمعْنَاهُ.
    9/1816- وعَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبةَ  قَالَ: ما سَألَ أحَدٌ رَسُولُ اللَّه ﷺ عَنِ الدَّجَّالِ أكْثَرَ ممَّا سألْتُهُ، وإنَّهُ قالَ لِي: مَا يَضُرُّكَ؟ قلتُ: إنَّهُمْ يقُولُونَ: إنَّ معَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهْرَ مَاءٍ، قالَ: هُوَ أهْوَنُ عَلى اللَّهِ مِنْ ذلِكَ متفقٌ عليه.

    عن حذيفة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان:
    أحدهما رأي العين ماءٌ أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج،
    فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً وليُغمِض ثم ليطاطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماءٌ باردٌ))؛
    رواه مسلم.

    ولقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة ببيان الخوارق التي مع الدجال، منها حديث النَّواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وصف الدجال:
    ((إنه خارج خله بين الشأم والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا)).
    قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: ((أربعون يوماً؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم)).
    قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟
    قال: ((لا، اقدروا له قدره)).
    قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟
    قال: ((كالغيث استدبرته الريح، فيأتي عل القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر،
    ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخرِبة
    فيقول لها: أخرجي كنوزك. فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئا شباباً، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين؛ رمية الغرض، ثم يدعوه، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك))؛ رواه مسلم.
    **************
    وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((أن الدجال يأتي وهو مُحرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل - وهو خير الناس، أو من خيار الناس - فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله، ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة منى اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه)). *************
    ومن فتنته إن معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج،
    عن حذيفة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
    ((لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماءٌ أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج،
    فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً وليُغمِض ثم ليطاطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماءٌ باردٌ))؛
    رواه مسلم.

    ***********
    ولا يزال الدجال بعد خروجه طوال الأربعين يوماً التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم يعيث في الأرض فساداً، يضل به الله الكافرين والمنافقين، ويثبت به المؤمنين، وتعم فتنته، فلا ينجو منها إلا القلة من ا لمؤمنين، حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، فيلتف حوله عباد الله المؤمنين، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجهاً إلى بيت المقدس، فيلحق به عيسى عند باب لد - وهي بلدة قرب بيت المقدس - فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب المِلح، فيقول له عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربه لن تفوتني، فيتداركه فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه، فيتبعهم المؤمنون، فيقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. جاء ذلك في رواية مسلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    جزاك الله خيراً...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    و في حديث الجساسة لماذا لا يدخل مكة والمدينة،
    هل لديك سبب لماذا ابن عثيمين -رحمه الله- يستنكره؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هل لديك سبب لماذا ابن عثيمين -رحمه الله- يستنكره؟
    أولا اخى ابو لمى قولك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    وعموما انا نفسي نخلته, ولاتتجاوز 70 حديثاً (1% من الصحيح)
    فهل 1% يقال لها كثيراً
    وأكثر هذه الاحاديث على كل حال لي سلف فيها ليس من بينهم اي متأخر مثل الداقطني, بل قدماء, كان البخاري يتتبع قطر كلماتهم ويخج احاديث صحيحه.

    فالظلم ظلمات.
    وايضا الإمام مسلم لو لم يتجاهل نصحية من هم اعلم منه لأي تصحيحه انقى, ولكن المشتبه فيه عادة تجدها احاديث شيعة أو رافضة العراق, او ضعفاء البلدان الاخرى.

    وانت تدعي ان اصح الكتب كتاب الله, وبناء عليه ان البخاري او مسلم لابد يكون لديهما اخطاء!
    انا اعرف هذه الاخطاء, وانت لم تبحث عنها لتتقيها.
    انا لم اتكلم أبدا اخى الكريم عن المجموع بل كان قولى أراك تضعِّف كثيراََ من أحاديث البخارى ومسلم- تحت دعوى أنَّ فيها ما فيها من العلل التى تذكرها- فقولى مخصوص بما رأيته فى مواضيعك هنا فى هذا المنتدى -الكلام مخصوص ومقيد بما رأيته - واكبر مثال هنا فى حديث الجساسة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    لماذا ابن عثيمين -رحمه الله- يستنكره؟
    الجواب - حديث الجساسة لم تثبت صحته عند الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ لمعارضته عنده لما هو أصح منه، ولنكارة في سياقه! فقد سئل فضيلته: ذكرتم في الفتوى السابقة أن الدجال غير موجود الآن، وهذا الكلام ظاهره يتعارض مع حديث فاطمة بنت قيس في الصحيح عن قصة تميم الداري، فنرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح ذلك؟
    فأجاب بقوله: ذكرنا هذا مستدلين بما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد". فإذا طبقنا هذا الحديث على حديث تميم الداري صار معارضاً له؛ لأن ظاهر حديث تميم الداري أن هذا الدجال يبقى حتى يخرج، فيكون معارضاً لهذا الحديث الثابت في الصحيحين. وأيضاً فإن سياق حديث تميم الداري في ذكر الجساسة في نفسي منه شيء، هل هو من تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا. اهـ.
    وقال في موضع آخر: حديث الجساسة يخالف ما ورد في صفة الدجال في الصحيحين أنه رجلٌ قصير، قَطط، جعد الرأس أشبه ما يكون بعبد العزى بن قطن، رجل من قحطان. والجساسة ليس على هذا السياق. اهـ.
    وقال أيضا: أن النفس لا تطمئن إلى صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما في سياق متنه من النكارة، وقد أنكره الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره إنكاراً عظيماً؛ لأن سياقه يبعد أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
    فسئل: هل قال به أحد من السلف قبل محمد رشيد رضا ؟ فقال الشيخ: لا أعلم، لكن لا يشترط، وأنا لم أتتبع أقوال العلماء فيه؛ لكن في نفسي منه شيء. اهـ.
    وأما لماذا يتمسك به بعض العلماء؟ فلأنه ثابت عندهم، غير معارَض، ويكفي أن الإمام مسلماً أخرجه في صحيحه.
    وقال الترمذي في (العلل الكبير): سألت محمدا ـ يعني البخاري ـ عن حديث الجساسة، فقال: يرويه الزهري عن أبي سلمة، عن فاطمة ابنة قيس. قال محمد: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال هو حديث صحيح. اهـ.
    وسئل الألباني عن هذا الحديث: هل هو صحيح، وهل هو مخالف لبعض الأحاديث؟
    فقال: حديث الجساسة حديث صحيح، وليس فيه ما يخالف الأحاديث الصحيحة إطلاقًا، وإنما فيه تفاصيل ستقع يومًا ما مما لم يرد ذكره في بعض الأحاديث الصحيحة، وبعضها وقع ... وحديث الجساسة لا شك في صحته لسببين اثنين:
    الأول: أنه رواه مسلم في صحيحه.
    والآخر: أننا لم نجد في إسناده مغمزًا أو مطعنًا. اهـ.
    وأجاب الشيخ على حديث: "ما من منفس منفوسة" بقوله: ما من نص عام إلا وقد خصص، وهذا من ذاك ، .. إلا ما جاء النص يستثني ذلك. اهـ.
    وقال في كتابه (قصة المسيح الدجال): اعلم أن هذه القصة صحيحة - بل متواترة - لم ينفرد بها تميم الداري ... فقد تابعه عليها أبو هريرة، وعائشة، وجابر كما يأتي. اهـ.المصدر الاسلام سؤال وجواب
    : يقول الشيخ عبد الرحمن البراك: لا يمتنع أن يكون ما دل عليه حديث الجساسة من وجود الدجال مخصصا لعمومِ حديثِ لا يأتي على رأس مائة سنة وعلى وجه الأرض ممن كان عليها وقت حديث النبي صلى الله عليه وسلم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هل لديك سبب لماذا ابن عثيمين -رحمه الله- يستنكره؟
    استنكره ايضا غيره من اهل العلم ومنهم محمد رشيد رضا وذكر العلل والاختلاف والاشكالات فى الحديث وقد اجاب عليها العلماء


    ***************************
    سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
    ما صحة حديث الجساسة ونقد الصحيحين؟

    الجواب
    صحيح في "مسلم"، المقصود أن "الصحيحين" تلقَّاهما أهلُ العلم والإيمان بالقبول، وهما كتابان عظيمان، تلقَّاهما الأئمةُ بالقبول، يعني: ما فيهما من الأحاديث المسندة الصحيحة والمعلَّقة في الصحيح فقد تقبَّلها الأئمةُ، لكن وجود بعض الألفاظ وبعض الأغلاط وبعض الوهم من بعض الرواة، هذا ما يمنع.-الموقع الرسمى

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    الحديث أخرجه مسلماً من طريق الشعبي عن فاطمة بنت قيس ،
    وقد رواه عن الشعبي عند مسلم وغيره جماعة كثيرون من الثقات يبعد عليهم الخطأ عند من له أدنى معرفة ،
    فثبوت الحديث عن الشعبي أمر مقطوع به ،
    والشعبي هو إمام ثبت متفق على حفظه وعدالته ،
    وهو متابع أيضاً من جماعة من الثقات ، منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن الإمام الثبت عند أبى داود (4325)،
    فثبوت الحديث عن فاطمة بنت قيس أمر مقطوع به أيضاً ، وفاطمة شاركها في رواية الحديث جماعة من الصحابة :
    قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله في الأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة ص ( 27) :
    لم تنفرد فاطمة بسماعها ولا بروايتها ، بل جاءت القصة مروية عن جماعة من الصحابة غيرها ،
    ودل ورودها علينا من رواية عائشة أم المؤمنين وأبى هريرة وجابر وغيرهم رضى الله عنهم على أن جماعة آخرين رووها ، وإن لم تتصل بنا روايتهم .اه. وبذلك يتبين أن الحديث صحيح لا شك في صحته .
    وأما طعن الشيخ فيه لمعارضته حديث أرأيتم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ) ،
    يقال حديث المائة سنة عام وحديث الجساسة خاص ، والمعروف أن الخاص يخصص العام ، قال القرطبي في تفسيره (6/4081) :
    العموم وإن كان مؤكد الاستغراق فليس نصاً فيه ، بل هو قابل للتخصيص ،
    فكما لم يتناول عيسى عليه السلام فإنه لم يمت ، ولم يقتل فهو حي بنص القرآن ومعناه ، ولا يتناول الدجال مع أنه حي بدليل حديث الجساسة .اه.
    والحاصل أن الحديث صحيح ، ولا نكارة فيه ، فلا يلزم من غرابة القصة على بعض الناس نكارتها ،
    فقصة الخضر كلها أمور غريبة بالنسبة لنا ، وقد قصها علينا القرآن ، وسجود الشمس تحت العرش لا ندركه بعقولنا ،
    ولكن يجب الإيمان به طالما أن النص ثبت به ،
    ، فالحديث أخرجه مسلم في صحيحه ، ولم ينتقده عليه أحد ، وقد قال ابن عبد البر في الاستذكار عليه وعلى أحاديث أخرى معه (26/234) : هذه كلها آثار ثابتة صحاح من جهة الإسناد والنقل .
    ***

    بل سئل الشيخ ابن عثيمين نفسه في لقاء الباب المفتوح عن رد الشيخ رشيد رضا لأحاديث السحر وغيرها(8/28) :
    هل قال به أحد من السلف قبل محمد رشيد رضا ؟
    فقال : لا أعلم .
    وأقول : إن هذه زلة من الشيخ رحمه الله لأنها فتح باب لكل من يرى حديثاً لا يتمشى مع فهمه أن يرده ويحكم عليه بالنكارة ، وهذا صنيع العقلانيين قديماً وحديثاً ،والشيخ رحمه الله يرد عليهم ويبطل مذهبهم ، فهو في موقفه من هذا الحديث قد خالف منهجه الذى يسير ، ولم أكن أحب أن أفرد رداً على الشيخ رحمه الله فهو إمام من أئمة العصر ، ولا أحب أن أفتح باباً للجرأة عليه ،ولذلك فلا يجوز أن تتخذ هذه الزلة باباً للطعن في الشيخ رحمه الله ، كما أنه لا يجوز أن يتبع فيها ، والذى حملني على الكتابة هو ما وجدته من اتخاذ بعض الشباب الذين ينتسبون للسلفية هذه الزلة تبريراً لما أحدثوه من رد الأحاديث الصحيحة بدعوى الفهم والغوص عن المعاني ونحو ذلك ، فرأينا منهم من يبيح النمص إذا كان برضا الزوج وكذلك من يبيح المعازف ، ومنهم من يجوز أعياد الميلاد وقراءة القرآن في المآتم وجواز تحديد النسل بشرط رضى الطرفين ، وتجرؤوا على المشايخ حتى قيل إن بعضهم رمى الإمام أحمد بالبغي على من قال لفظي بالقرآن مخلوق ، [منقول]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    طرق الحديث-
    عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن ذكوان المعلم، ثنا عبد الله بن بريدة، ثنا عامر الشعبي، ثنا فاطمة بنت قيس.- يحيى بن حبيب، ثنا خالد بن الحارث، ثنا قرة بن خالد، ثنا سيار أبو الحكم، ثنا الشعبي.- الحسن بن علي وأحمد بن عثمان، ثنا وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، ثنا غيلان بن جرير، عن الشعبي.- أبو بكر بن إسحق، ثنا يحيى بن بكير، ثنا المغيرة الحزامي، عن أبي الزناد، عن الشعبي.هذا كله في صحيح مسلم،
    وهو يبدأ بأصح الأسانيد. وقد أخرجه الترمذي (2354)
    مختصراً وصححه:- محمد بن بشار، ثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الشعبي.وأخرجه أبو داود (4325) مختصراً من وجه آخر:- النفيلي، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس.
    قال الدارقطني في العلل:
    وقَولُ الزُّهْرِيِّ أَشبَهُ بِالصَّوابِ. وقال: حَدِيثُ أَبِي سَلَمَة أَصَحّ.حكم العلماء المتقدمين على الحديثأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وصححه الإمام البخاري.
    قال الترمذي في "العلل الكبير" (1328): سألت محمدا (أي الإمام البخاري) عن هذا الحديث -يعني حديث الجساسة-،
    فقال:
    "يرويه الزهري عن أبي سلمة، عن فاطمة ابنة قيس". قال محمد: "وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال، هو حديث صحيح".
    وقال الترمذي في سننه: "هذا حديث صحيح غريب".
    قال عنه أبو نعيم في الحلية (8136): "حديث ثابت متفق عليه".
    وقال ابن القيم في زاد المعاد (5476): "ولم ينكره عليها (أي على فاطمة) أحد مع طوله وغرابته".[منقول]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    وهو متابع أيضاً من جماعة من الثقات ، منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن الإمام الثبت عند أبى داود (4325)،
    هل يعلم أي أحد له طريق آخر غير طريق عثمان بن عبد الرحمن عن ابن ابي ذئب عن الزهري؟

    الزهري عند ابي داود في سننه, في نفسي أنه زهري آخر, ليس الإمام المشهور, ولكن ليس في يدي دليل على هذا.
    أظنه الوليد بن جميع؟؟
    ؟؟

  8. #8

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هل يعلم أي أحد له طريق آخر غير طريق عثمان بن عبد الرحمن عن ابن ابي ذئب عن الزهري؟
    نعم له عدة طرق كثيرة وتوبع ابن أبي ذئب من إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري وصرح عن شيخه بابن شهاب.
    وكذا وردت في بعض الروايات عن ابن أبي ذئب صراحة أنه ابن شهاب.
    منه ما خرجه تمام الدمشقي في كتاب إسلام زيد بن حارثة (10)، فقال:
    ثَنَا أَبُو عُمَرَ، ثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا
    الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ:
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاةَ الْعِشَاءِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ:
    إِنَّمَا حَبَسَنِي حَدِيثٌ كَانَ تَمِيمُ الدَّارِيُّ، يُحَدِّثْنِيهِ عَنْ رَجُلٍ كَانَ فِي جَزَائِرَ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شَعْرَهَا "، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ. اهـ.
    وتوبع فيما خرجه أبو عبد الرحمن السلمي في مجلسه [١٣]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثَنَا
    ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
    ح وَثَنَا الأَصَمُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، به.
    توبع السلمي بروايتيه فيما خرجه الأصم في فوائده [5] رواية أبي بكر ابن حيد، فقال:
    ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنبا
    ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، به.
    وخرجه الطبراني في معجمه [922] من طريق:
    أَحْمَد بْن صَالِحٍ المصري، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ
    ابْنِ شِهَابٍ، به.
    وفيما خرجه أبو يعلى في مسنده [157]، فقال:
    حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، حَدَّثَنَا
    عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به.
    وتوبع فيما خرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة [٧٧٩٩]، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ،
    ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْفَرَجِ الْعَزِّيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا
    شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، به.
    ثم قال أبو نعيم: رَوَاهُ ا
    بْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ فِي جَمَاعَةٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، نَحْوَهُ.
    وَرَوَاهُ
    إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، نَحْوَهُ. اهـ.
    ثم قال أبو نعيم: وَالزُّهْرِيُّ تَفَرَّدَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، بِقَوْلِهِ: أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ،
    وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَصْحَابُ الشَّعْبِيِّ عَنْهُ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا بِالْهَاجِرَةِ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ". اهـ.
    قلتُ: لم أقف على رواية ابن وهب والمخزومي، لكن رواية معن وغيره وابن مجمع
    فيما خرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني [3180]، فقال:
    حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا
    عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،
    وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا فَضَالَةُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مَعْنٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ
    إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، جَمِيعًا،
    عَنِ
    ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، به.
    وتوبع فيما خرجه الطبراني في المعجم الكبير
    [923]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ الْبَغْدَادِيُّ ،
    ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، ثنا فَضَالَةُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ
    إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، به.
    وتوبع فيما خرجه ابن بشران في أماليه
    [64] من طريق أَحْمَد بْن الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيّ، حَدَّثَنِي فُضَالَةُ بْنُ يَعْقُوبَ، عن ابن مجمع به.
    والله أعلم.
    .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    أحسن الله اليكم أخي
    أحمد بن صالح يقال أنه من المتخصصين في الزهري, (مثل محمد بن يحيى الذهلي)
    أَحْمَد بْن صَالِحٍ المصري، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، به.
    ولكن جود ابن ابي فديك, لا يرفع الشك. له مناكير لاتحتمل ابداً في طبقات ابن سعد وغيره.
    فهناك احتمال, أنه سمع كلمة "الزهري" فتأولها ابن شهاب.
    -
    جارِ التركيز في الروايات الأخرى.
    ولو صح عن ابن ابي ذئب عن الزهري الإمام فهو من الغرائب. (السبب: بحكم كثرة الرواة الثقات المكثرين عن الزهري وفي مختلف الأمصار)

    ورواية ابي داود في سننه, آخر الحديث, عن الوليد بن جميع الزهري عن ابي سلمة عن جابر هي ما تثير الشك لدي.
    والله أجل واعلم

  10. #10

    افتراضي رد: إرهاصات قبل خروج الدجال وفتنته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أحسن الله اليكم أخي
    أحمد بن صالح يقال أنه من المتخصصين في الزهري, (مثل محمد بن يحيى الذهلي)
    وأحسن الله إليك وجزاك خيرا، أخي.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ولكن جود ابن ابي فديك, لا يرفع الشك. له مناكير لاتحتمل ابداً في طبقات ابن سعد وغيره.
    فهناك احتمال, أنه سمع كلمة "الزهري" فتأولها ابن شهاب.
    لعل رواية أحمد بن صالح ترفع هذا الشك، فكما قلتَ بأنه من أعلم الناس بحديث الزهري.
    ثم إنه لا يمكن الزهري هو الوليد بن جميع لعدة أسباب:
    - أن ابن أبي ذئب لا يعرف له رواية عن الوليد بن جميع.
    - بل الذي يجعل ذلك محالا هو أن ابن أبي ذئب مدني،
    والوليد بن جميع مكي كوفي حديثه عند أهل الكوفة، فأنى يلتقيان؟!
    - وإقرار الأئمة البخاري والدارقطني والترمذي بأن الزهري هو الزهري المعروف بابن شهاب لا غيره.
    - ثم إنه لا قرينة واضحة تصرف عن الزهري المعروف بابن شهاب.
    - وأنه يندر نسبة الوليد بن مجمع إلى الزهري.
    - وأن ابن أبي ذئب ليس موصوفا بتدليس الشيوخ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    جارِ التركيز في الروايات الأخرى.
    ولم يتفرد بها ابن أبي فديك بل تابعه الوليد بن مسلم.
    وتوبع ابن أبي الذئب من إسماعيل بن مجمع كما ذكرت ءانفا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ولو صح عن ابن ابي ذئب عن الزهري الإمام فهو من الغرائب. (السبب: بحكم كثرة الرواة الثقات المكثرين عن الزهري وفي مختلف الأمصار)
    وهذا مشار إليه في كلام البخاري حيث عرض عليه الترمذي رواية الزهري فعدل البخاري إلى تفضيل رواية الشعبي لشهرتها.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ورواية ابي داود في سننه, آخر الحديث, عن الوليد بن جميع الزهري عن ابي سلمة عن جابر هي ما تثير الشك لدي.
    هذه الرواية فيها نظر، مضطربة، حيث أن المتفرد بها محمد بن فضيل الضبي.
    وفي آخر الرواية أنكر عليه ابن أبي سلمة، ففيما خرجه أبو يعلى في مسنده [2178]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جَمِيعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
    قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " بَيْنَمَا نَاسٌ يَسِيرُونَ فِي الْبَحْرِ فَلَقِيَتْهُمُ الْجَسَّاسَةُ "، إلخ،
    قَالَ: فَقَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ شَيْئًا مَا حَفِظْته. إلخ.
    وخرجه أبو يعلى في مسنده [2164]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيعٍ، به، فقال:
    فَقَالَ لِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ شَيْءٌ مَا حَفِظْتهُ.
    قُلْنَا: مَا هُوَ؟ قَالَ: شَهِدَ جَابِرٌ أَنَّهُ ابْنُ صَائِدٍ.
    قُلْتُ: لا، فَإِنَّ ابْنَ صَائِدٍ قَدْ مَاتَ، قَالَ: وَإِنْ مَاتَ.
    قُلْتُ: قَدْ أَسْلَمَ. قَالَ: وَإِنْ أَسْلَمَ.
    قُلْتُ: فَإِنَّهُ قَدْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: وَإِنْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ". اهـ.

    وقد حكى ابن عدي فيه الاضطراب بين جابر وأبي سعيد، وإنما ذلك بهذا الإسناد في حديث ابن الصائد.
    خرجه أحمد في مسنده
    [11367]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
    أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ "،
    قَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا "،
    قَالَ: دُخٌّ، قَالَ: " اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ ". اهـ.
    وخرجه الحارث في مسنده كما في الزوائد [787]، فقال:
    حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
    أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، إلخ.
    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •