روي الحديث بطرق صحيحة بلفظين الأول :
حدثنا أبو بكر قال : حدثنا عبد الرحيم ، عن مطرف ، عن المنهال بن عمرو ، عن محمد بن علي ، عن علي ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب ، فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها ، فلما انصرف قال : " لعن الله العقرب ، لا تدع مصليا ولا غيره ، أو نبيا ولا غيره إلا لدغتهم ، ثم دعا بملح وماء فجعله في إناء ، ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين " أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان

الثاني :
حدثنا محمد بن الحسين الأشناني الكوفي قال : نا إسماعيل بن موسى السدي قال : نا محمد بن فضيل ، عن مطرف بن طريف ، عن المنهال بن عمرو ، عن محمد ابن الحنفية ، عن علي قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : " لعن الله العقرب ، لا يدع مصليا ، ولا غيره ، ثم دعا بماء وملح ، وجعل يمسح عليها ، ويقرأ : قل يا أيها الكافرون ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس " الطبراني في المعجم الأوسط والصغير و والبيهقي في شعب الإيمان والحسن الخلال

وفي اللفظين فإن موضع القراءة هو على موضع اللدغة وليس على الماء والملح . بل يصب الماء والملح على اللدغة كما في اللفظ الأول وذلك من أجل التطهير من السم وهو من العلاج الحسي ومعه يقرأ على موضع اللدغة وهو من العلاج بكلام الله تعالى ( الرقية ) .
وهو كمن تكسر يده فيضع الجبيرة عليها كعلاج حسي ومعه يقرأ الرقية على موضع الكسر .
أو كمن تحرق أو تجرح يده فيضع مراهم الحروق أو الجروح على موضع الحرق أو الجرح ويقرأ على موضع الحرق أو الجرح .
وهو من العلاج المركب وهو من باب الأخذ بالأسباب الحسية المعلومة والأسباب الشرعية المنصوصة .

المعيصفي