روي من حديث عبد الله بن عمر ، وأبي هريرة ، ومن قول عمر بن الخطاب ، وأبي الدرداء ، والحسن البصري ، وإبراهيم بن أدهم ، وشفي بن ماتع ، وعبد الله بن أبي زكريا.

[حديث عبد الله بن عمر]

أخرج الطبراني في "الأوسط" (6541) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (372) (373) ، وأبو نعيم في "الحلية" (74/3) ، والصوري في "الفوائد" (27) ، وابن عدي في "الكامل" (29/6) ، والعقيلي في "الضعفاء" (384/3) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1173) عن عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ صَاحِبِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، نا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْغُنْجَارُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»

قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى إِلَّا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ إِلَّا الْغُنْجَارُ، وَلَا عَنْ عِيسَى إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ)).
وقال أبو نعيم: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى وَنَافِعٍ مَرْفُوعًا مُتَّصِلًا وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ مَرْوَزِيٌّ، يُلَقَّبُ بِفَنْجَا، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ بُخَارِيٌّ، يُلَقَّبُ بِاللَّامِ، تَفَرَّدَ بِهِ عِيسَى، عَنْ عُمَرَ)).
وقال العقيلي: ((عِيسَى، مَجْهُولٌ، وَعُمَرُ لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ: ابْنُ رَاشِدٍ أَوْ غَيْرُهُ، وَالْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ)) ، وقال: ((إِنْ كَانَ هَذَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ فَهُوَ ضَعِيفٌ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ فَمَجْهُولٌ، أَوَّلُ الْحَدِيثِ مَعْرُوفٌ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَآخِرُهُ يُرْوَى بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ)).

قلت: عيسى بن موسى المروزي ، ليس بمجهول ، بل هو ثقة ، والعلة من غيره.
وإبراهيم بن الأشعث ، قال ابن أبي حاتم: ((سألت أبي عن إبراهيم بن الأشعث ، وذكرت له حديثا رواه عن معن ابن أخي الزهري ، عن الزهري ، فقال: "هذا حديث باطل موضوع ، كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير فقد جاء بمثل هذا")) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((كان صاحبا للفضيل بن عياض يروى عنه الرقاق ، يغرب وينفرد ويخطئ ويخالف)) ، وقال في "المجروحين": ((إمام من أهل بخارى ثقة مأمون)) ، وتعقّبه الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" ، فقال: ((ضَعِيف، يحدث عَن الثِّقَات بِمَا لَا أصل لَهُ، وَزَعَمُوا أَنه كَانَ من الْعباد)) ، وقال علي بن الحسن الهلالي: ((كان ثقة ، كتبنا عنه بنيسابور)) ، وقال المنذري: ((ثقة ، وفيه كلام قريب)) ، وقال البوصيري ، والهيثمي ، وابن حجر: ((ضعيف)) ، وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان" ، ضمن مناكيره.

وتُوبع ، فأخرج أبو طاهر السلفي في "الحادي والعشرون من المشيخة البغدادية" (37) ، عن هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا أَبُو تُرَابٍ يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، نا وَاصِلٌ، عَنْ عِيسَى، عَنْ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به.
وهناد بن إبراهيم ، قال الخطيب: ((لَمَّا أردت الخروج إلى نيسابور دفع إليَّ هنَّاد كتابه وفيه أحاديث عَن شيخ ذكر أَنَّهُ حي بالنَّهْروان يُعرف بابن كُردي، عَن جَعْفَر الخلدي وأحمد بن سلمان النّجّاد، فعلقت بعضها، ولما صرت بالنهروان اجتمعت مَعَ ذَلِكَ الشيخ وأردت قراءة تِلْكَ الأحاديث عَلَيْهِ. فأنكرَ أن يكون يعرف الْخُلدي والنجاد، وقال: إنّما حدَّثَنِي عَبْد الملك ابن بَكران المقرئ بِهذه الأحاديث عَمَّن سميت من المشايخ)) ، وقال السمعاني: ((كان الغالب على روايته المناكير حتى كنت أقول: لعله ما روى في مجموعاته حديثا صحيحا إلا ما شاء الله)) ، وقال ابن خيرون: ((سمعت منه وفيه بعض الشيء)) ، وقال الذهبي: ((راوية للموضوعات والبلايا ، وقد تكلم فيه)) ، وقال: ((الغالب على روايته الغرائب والمناكير)).

وأحمد بن سليمان ، ويزيد بن زياد ، وواصل بن إبراهيم ، فيهم جهالة.
وعمر بن راشد اليمامي ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((حديثه حديث ضعيف، حدث عن يحيى بن أبي كثير أحاديث مناكير، ليس حديثه حديثًا مستقيمًا)) ، وقال: ((لا يساوي حديثه شيئًا)) ، وقال أبو حاتم: ((حديثه ضعيف ليس بمستقيم حدث عن يحيى بن أبي كثير أحاديث مناكير)) ، وقال أبو زرعة: ((لين الحديث)) ، وقال أبو داود: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس به بأس)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال البخاري: ((يضطرب فِي حديثه غن يَحْيى [بن أبي كثير])) ، وقال العجلي: ((لا بأس به)) ، وقال ابن عدي: ((عَامَّةُ حديثه وخاصة، عَن يَحْيى بْن أبي كَثِيرٍ لا يوافقه الثقات عليه وينفرد، عَن يَحْيى بأحاديث عداد، وَهو إِلَى الضعف أقرب منه إِلَى الصدق)) ، وقال الدارقطني: ((ليس بالقوي)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال البزار ، وأبو نعيم ، والحاكم: ((منكر الحديث ، حدث عن يحيى و غيره بأحاديث مناكير)) ، وقال ابن حزم: ((ساقط)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((في حديثه لِينٌ)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي الْأَشْيَاء الموضوعات عَن ثِقَات الأَئِمَّة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)).

وتُوبع ، فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1914) عن مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به.
قال النسائي - في ما نقله عنه الدولابي -: ((هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَعُمَرُ بْنُ صُبْحٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ)).

وعمر بن صبح ، قال ابن راهوية: ((أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم فى الدنيا نظير فى البدعة و الكذب: جهم بن صفوان ، وعمر بن الصبح ، ومقاتل بن سليمان)) ، وقال أبو حاتم ، وابن عدي: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن عدي أيضاً: ((عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ لا مَتْنًا، ولاَ إسنادًا)) ، وقال الأزدي: ((كذاب)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال أبو نعيم: ((روى عن قتادة و مقاتل الموضوعات)) ، وقال ابن حبان: ((يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب)) ، وقال البيهقي: ((أجمعوا على تركه)) ، وقال الذهبي: ((كذاب، اعترف بالوضع)).

وأخرج القضاعي في "مسند الشهاب" (374) من طريق أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، نا علي بن الحسين، نا الفضل بن عبد العزيز، نا محمد بن حامد الحنفي، نا عبيدة بن شبيل الحنفي، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر به.
ونقل عن العسكري قوله: ((أحسب هذا الحديث وهما لأن هذا الكلام إنما يروى عن عمر بن الخطاب ، ولست أحفظه مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذه الجهة)).
قلت: هذا منكر لا يصح عن ابن عجلان ، وإسناده مظلم مسلسل بالمجاهيل.

[حديث أبي هريرة]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (6557) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (456/24) ، والعقيلي في "الضعفاء" (316/3) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1176) ، عن أَبي نُعَيْمٍ عَبْدُ الْأَوَّلِ الْمُعَلِّمُ، ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْأَيْلِيُّ، عَنْ زُفَرِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ اسْتُخِفَّ بِحَقِّهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ دُعَابَتُهُ ذَهَبَتْ جَلَالَتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ مِزَاحُهُ ذَهَبَ وَقَارُهُ، وَمَنْ شَرِبَ الْمَاءَ عَلَى الرِّيقِ انْتَقَضَتْ قُوَّتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرُ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ»

قال الطبراني: ((لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْأَوَّلِ الْمُعَلِّمُ)).
وقال ابن عساكر: ((غريب الإسناد والمتن)).
وقال العقيلي: ((زُفَرُ، مَجْهُولٌ، وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ)) ، وقال: ((هَذَا يُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ)).
قلت: إسناده مظلم ، عبد الأول المعلم ، وأبو أمية ، وزفر بن واصل ، مجاهيل لا يُعرفون. وهو منكر بهذا الإسناد.

[قول عمر بن الخطاب]
أخرج ابن أبي الدنيا في "الحلم" (126) ، وفي "الصمت" (53) ، ومن طريقه قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1735) ، وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (4640) (4664) ، والطبراني في "الأوسط" (2259) ، والعقيلي في "الضعفاء" (316/3) ، والخطيب في "الجامع" (953) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص44) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (140/4) من طرق عن عبيد الله بن محمد القرشي العائشي ، عن دويد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن مالك بن دينار ، عن الأحنف بن قيس ، قال: قال عمر بن الخطاب: «من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه قل خيره».
قال الطبراني: ((لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُ عَائِشَةَ)).
ودويد [دريد] بن مجاشع ، مجهول ، لم أجده.

وأخرج ابن دريد في "المجتبى" (ص16) ، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (237/1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (175/43) (361/44) عن الحسن بن الخضر قال حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا صالح المرى عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس ، عن عمر بن الخطاب به.

وحجاج بن نصير ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((اكتب عنه، فإِنه شَيخ لا بَأس به)) ، وقال: ((كان شيخًا صدوقًا، ولكنهم أخذوا عليه أشياء في حديث شُعبة)) ، وقال ابن المديني: ((ذهب حديثه)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، ترك حديثه ، كان الناس لا يحدثون عنه)) ، وقال البخاري: ((يتكلمون فيه ، أما أنا فقد ضربت على حديثه)) ، وقال: ((سكتوا عنه)) ، وقال: ((يتكلم فيه بعضهم)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بثقة ، ولا يُكتب حديثه)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((يخطئ ويهم)) ، وقال ابن سعد ، والدارقطني ، والأزدي ، وابن قانع ، والبيهقي: ((ضعيف)) ، وقال الدارقطني أيضاً: ((أجمعوا على تركه)) ، وقال العجلي: ((كان معروفا بالحديث ، ولكنه أفسده أهل الحديث بالتلقين ، كان يلقن ، وأدخل فى حديثه ما ليس منه ، فتُرك)) ، وقال أبو داود: ((تُرك حديثه)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال ابن عدي: ((له أحاديث وروايات عَن شيوخه، ولاَ أعلم لَهُ شيئا منكرا غير ما ذكرت، وَهو فِي غير ما ذكرته صَالِح)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((فيه لين، كان شيخًا مغفلًا سليمًا، وكان ابن ابنه الأزهر أدخل عليه أحاديث)) ، وقال مسلم: ((متروك الحديث)) ، وقال الذهبي: ((مُجمع على ضعفه)).

وصالح بن بشير المري ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس به بأس)) ، وقال أحمد: ((كان صاحب قصص، يقص، ليس هو صاحب آثار وحديث، ولا يعرف الحديث)) ، وقال ابن المديني: ((ضعيف جداً)) ، وقال: ((ليس بشىء ، ضعيف ضعيف)) ، وقال الفلاس: ((ضعيف الحديث ، يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات ، وكان رجلا صالحا ، وكان يهم فى الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((كان قاصا ، واهى الحديث)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال: ((ضعيفُ الحديث ، ذاهبٌ الحديث)) ، وقال الترمذي: ((في حديثه غرائب ينفرد بها لا يُتابع عليها، وهو رجلٌ صالحٌ)) ، وقال الدارقطني: ((رجل صالح زاهد، إلا أنه ضعيف الحديث)) ، وقال أبو داود: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال النسائي: ((ضعيف الحديث ، له أحاديث مناكير)) ، وقال: ((متروك الحديث)) ، وقال صالح بن محمد البغدادي: ((كان يقص وليس هو شيئا فى الحديث ، يروى أحاديث مناكير عن ثابت البنانى ، وعن الجريرى ، وعن سليمان التيمى أحاديث لا تعرف)) ، وقال ابن عدي: ((عامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه ، وليس هو بصاحب حديث ، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد و المتون ، وعندى أنه مع هذا لا يتعمد الكذب ، بل يغلط شيئا)) ، وقال ابن حبان: ((غلب عليه الخير و الصلاح حتى غفل عن الإتقان فى الحفظ ، وكان يروى الشىء الذى سمعه من ثابت و الحسن ونحو هؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس ، فظهر فى روايته الموضوعات التى يرويها عن الأثبات ، فاستحق الترك عند الاحتجاج)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)).

وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (315/24) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (ص268) ، وابن العديم في "تاريخ حلب" (1307/3) من طريق العباس بن الفرج الرياشي نا الأصمعي عن نافع بن أبي نعيم القارئ قال: قيل للأحنف بن قيس من أين أوتيت ما أوتيت من الحلم والوقار قال بكلمات سمعتهن من عمر بن الخطاب سمعت عمر يقول: "يا أحنف من مرح استخف به ومن ضحك قلت هيبته ومن أكثر من شئ عرف به ومن *كثر *كلامه *كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه".
وسنده حسن إلى نافع ، ولكنه لم يدرك الأحنف بن قيس ، فهو منقطع.

[قول أبي الدرداء]
أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (125/47) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (978) عن يزيد بن هارون، ثنا حريز بن عثمان، ثنا كثير بن شنظير أو غيره قال: قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-:((من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثر خصومته لم يسلم دينه)).
وإسناده منقطع ، كثير بن شنظير ، لم يدرك أبا الدرداء.

[قول الحسن البصري]
أخرج ابن أبي الدنيا في "الصمت" (90) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7683)عن ابن المبارك ، عن وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «مَنْ كَثُرَ مَالُهُ، كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ، كَثُرَ كَذِبُهُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ، عَذَّبَ نَفْسَهُ»
وسنده صحيح.

[قول إبراهيم بن أدهم]
أخرج الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (54/2) عن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ , نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , مَوْلَى مَنْصُورِ بْنِ الْمَهْدِيِّ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ: " الْحَزْمُ فِي الْمُجَالَسَةِ: أَنْ يَكُونَ كَلَامُكَ عِنْدَ الْأَمْرِ , وَالسُّؤَالِ وَالْمَسْأَلَةِ , فِي مَوْضِعِ الْكَلَامِ عَلَى قَدْرِ الضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ مَخَافَةَ الزَّلَلِ , فَإِذَا أُمِّرْتَ فَاحْكُمْ , وَإِذَا سُئِلَتْ فَأَوْضِحْ , وَإِذَا طَلَبْتَ فَأَحْسِنْ , وَإِذَا أَخْبَرْتَ فَحَقِّقْ , وَاحْذَرِ الْإِكْثَارَ وَالتَّخْلِيطَ , فَإِنَّ مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ , كَثُرَ سَقْطُهُ "
وسنده لا بأس به.

[قول شفي بن ماتع]
أخرج ابن المبارك في "الزهد" (842) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الزهد" (29) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (89) ، وأبو نعيم في "الحلية" (167/5) عن ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ شُيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، عَنْ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، قَالَ: «مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَتْ خَطِيئَتُهُ»
وابن لهيعة ضعيف.
ولكنه توبع ، فأخرج ابن وهب في "جامعه" (380) عن أَبي هَانِئٍ [حميد بن هانئ]، عَنْ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ»
وهذا إسناد حسن.

[قول عبد الله بن أبى زكريا الشامي]
أخرج ابن أبي عاصم في "الزهد" (54) ، ومن طريقه أبو الشيخ الأصبهاني في "أمثال الحديث" (251) (366) ، وأبو نعيم في "الحلية" (149/5) عن وَهْبُ بْنُ عَمْرِو الْأَحْمُوسِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَبَأ عُتْبَةُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، قَالَ: «مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، وَمَنْ مَاتَ قَلْبُهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»
ووهب بن عمرو ، مجهول.

والله أعلم.