عبادة الله ومحبته


إعداد: لجنة هدية النسائية


اللهم ربنا ورب كل شيء, نحن نشهد أنك الرب وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك.

يا ذا الجلال والاكرام لا إله إلا أنت، الله أكبر نور السموات والأرض، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك.

أسباب المحبة لله:

السبب الأول: قراءة القرآن بالتدبر والفهم لمعانيه, قال الحسن بن علي: «إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها بالنهار».

السبب الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها موصلة إلى درجة المحبوبية بعد المحبة؛ قال رسول الله[ في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه وتعالى: « من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشى بها, ولئن سألنى لأعطينه, ولئن استعاذني لأعيذنه) البخاري.

السبب الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال, فيصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر؛ قال رسول الله[: «إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه» صحيح ابن ماجه. وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (البقرة:152).

السبب الرابع: إيثار محابّه على محابك عند غلبة الهوى والرجوع إلى محابه وإن صعب المرتقى. ومعنى هذا أن يكون رضا الله سبحانه وتعالى فوق رضا الجميع وإن عظمت المحن وثقلت فيه المؤن, وضعف عنه الطول والبدن, وحتى لو غضب الخلق فهذا هو الإيثار لرضا الله، وأعلاها للرسل صلوات الله عليهم وسلامه, وأعلاها لأولي العزم منهم وأعلاها لمحمد[.

السبب الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض المعرفة لها, فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، قال ابن تيمية: «العارف هو من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ثم صدق الله في معاملته ثم أخلص له في قصده ونيته».

السبب السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته، والعبد أسير الإحسان، فلو أن احداً من البشر تعطف عليك لحملت هذا الجميل سنين فكيف بالخالق سبحانه وتعالى؟!

لا محسن إلا الله، ولا هادي إلا الله، ولا لطيف خبير إلا الله، ولا إله غير الله؟ أإله غير الله؟ {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}.


السبب السابع: انكسار القلب كليةّ بين يدي الله تعالى.

ما معنى الانكسار؟ إنه الخشوع والذل والسكون: {وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} (طه: 108).

والخشوع أكثر ما يكون للجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل في القلب، وإذا ضرع القلب خشعت الجوارح وبكت العين وارتجف الجسد، كان علي بن الحسن إذا توضأ اصفر لونه فقيل : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ قال: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟

السبب الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه:

الوقوف بين يدي الرحمن بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم يختم بذلك الاستغفار والتوبة: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (السجدة: 16). ولا عجب أن ينزل جبريل عليه السلام على محمد[، قال رسول الله[: «واعلم أن شرف المؤمن قيامه الليل، وعزه استغناؤه عن الناس».

السبب التاسع: مجالسة المحبين والصادقين وأخذ أطايب الثمرات منهم من كلام مثل التمر، ولا يتكلمون إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام. قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «وجبت محبتي للمتحابين فيّ، ووجبت محبتي للمتجالسين فيّ, ووجبت محبتى للمتزاورين فيّ» الألباني.


وقال الرسول[: «أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله» السلسلة الصحيحة.

السبب العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل

فالقلب إذا فسد فلن يجد المرء فائدة فيما يصلح من شؤون دنياه, ولن يجد نفعاً أو كسباً في الآخرة: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ} (الشعراء: 88).