ما زلنا صغارًا ؛ فلماذا نصوم ؟!

خالد الطبلاوي



دخل سند على والديه في نهار رمضان ، فوجد والده يرتل القرآن ، ووجد أمه قد انتهت من إعداد الإفطار وجلست تردد أذكار المساء .
اقترب سند من أمه وحياها وجلس بجوارها وقبل يدها فمسحت على رأسه وسالته :
كيف حالك مع الصيام يا عزيزي سند ؟
تبسم سند مجيبًا :
الحمد لله يا أمي ؛ لم يعد الصيام يتعبني ، ولكني سمعت من إمام المسجد أن الصيام واجب على المسلم البالغ العاقل المقيم الصحيح ، فلماذا نصوم نحن الأطفال ومازلنا صغارًا ؟
فنظرت الأم إليه بحب وقالت :
ألست تمارس الرياضة ، وتلعب كرة القدم وتشارك في مسابقات الجري يا سند ؟
فأجابها : بلى يا أمي
فقالت : هل تستطيع أنت أو أي رياضي أن يدخل إلى المباراة مباشرة دون تدريب وتسخين ؟

قال سند : لا بالطبع وإلا فسوف يصاب إصابات بالغة .
فقالت الأم : كذلك الصيام يا ولدي ، يصوم المرء وهو طفل ليتدرب وليكتب الله له الأجر ، ونصوم في شعبان قبل رمضان لتعتاد أنفسنا ، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعودون أبناءهم الصغار على الصيام ويلهونهم باللُّعب عن الطعام حتى يسهل عليهم الصيام إذا صاروا رجالا .
فتبسم سند قائلًا : الآن فهمت ، شكرا لك يا أمي ، والحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة الوالدين الصالحين .