كيف تكسبين بر والديك وصلة أقاربك


مجلة الفرقان




كيف تكسبين بر والديك وصلة أقاربك


من أجمل البر بالوالدين: صلة أرحامهما، فكلما كنت واصلة لرحم والدك ووالدتك، كنت أقرب لبرهما، وحتى تتمكني من بر والديك، وصلة أقاربك، لابد أن تعملي على زيارتهم، والتصدق على من يحتاج منهم إلى المساعدة، وزيارة المرضى منهم، والمشي في جنازة المتوفون منهم، مع الحرص على إبعاد الأذى عنهم، وإمدادهم بالخيرات قدر الإمكان، كما يتطلب الأمر أيضًا مشاركتهم في الأحزان والأفراح، وتساعد هذه الأمور على توطيد العلاقات وتقويتها بطريقة كبيرة، فتنتشر روح المودة والرحمة والحب فيما بينكم.

اجعلي لفقرائهم نصيبا من مالك

إذا كان في أهلك فقير أو محتاج، ساعديهم ماديا قدر المستطاع؛ فالأقربون أولى الناس بالخير والمعروف، وسوف يعطيكِ الله -تعالى- أجرا عظيما في الآخرة.

احرصي على زيارة الأقارب والأهل

أحسني إلى أقاربك، ولا تقطعي زيارتهم حتى لو قاطعوك، واعلمي أن الإحسان سبب من أسباب مغفرة الذنوب، ومن أفضل الصدقات اليسيرة التي لها فضل كبير عند الله -تعالى.

شاركيهم أفراحهم وأحزانهم

كوني دائمًا عونًا لأهلك، وشاركيهم الأفراح والأحزان؛ فالمناسبات والأعياد ستمكنك من التعرف على شجرة العائلة، والاتصال بهم لتفقد أحوالهم ومعرفة أخبارهم، وبذلك سوف تتمكنين من تقوية علاقتك بهم، وتحقيق مبادئ صلة الرحم والود التي أمرنا الله تعالى بها، وأمرنا بها رسوله - صلى الله عليه وسلم

ارحمي صغيرهم واحترمي كبيرهم

تعاملي مع أهلك وأقاربك بصدق واحترام، قدمي الهدايا والحلوى الصغيرة للصغار، واحترمي الكبار، مع الاهتمام بعيادة المريض، والاستجابة للدعوات التي تأتي من قبلهم.

أصلحي بين أقاربك

إذا سمعتِ بوجود خلافات أو مشكلات عائلية بين أهلك وأقاربك، أو بين الأزواج عموما: حاولي دائمًا الإصلاح بينهم، وتحدثي لكل منهم عن الآخر بالخير، واشرحي لهم أهمية الصلح والود بينهم.

تواصلي مع من أساء إليكِ وقطع رحمك

لا شيء أفضل من التواصل مع من أساء إليكِ وقطع رحمك، فأنتِ بذلك تعطينه درسًا خفيا في الأخلاق الكريمة، وتشجعينه على أن يعاملك بالمثل، كما أنكِ بذلك ستضمنين حبه واحترامه لكِ، وتوطيد علاقتك به دائما.




أولى الناس بحبِّ المرأة زوجها


أولى الناس بحبِّ المرأة زوجها، وهو أكثر من يحتاج أن يشعر باهتمامها وحبِّها، ويتوق دائمًا لأن تعبِّر له عن حبها والتعبير عن مشاعرها بالكلمات الحانية التي تذيب جليد العلاقات المتوترة، وتنهي خلافات استعصـى حلها، وتمنح حياتها السعادة والطمأنينة، فديننا دين المودة والرحمة، يحثُّ على نشر الحبِّ بين أفراده؛ والسُّنَّة المطهَّرة مليئة بالأحاديث الصحيحة التي تعبِّر عن حرص نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - على التعبير عن حبِّه لآل بيته، كالسيدة خديجة -رضي الله عنها- حين قال عنها: «إني قد رزقت حبَّها» (رواه مسلم).

عزيزتي الزوجة: صرِّحي بحبك لزوجك وأبنائك، ولا تخجلي من التعبير عن ذلك؛ فهو إكسير الحياة، والدفء الذي لابدَّ وأن يصاحبنا دائمًا، وقد ورد في الحديث الصحيح، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «تزوجوا الودود الولود...» (رواه أبو داود، وغيره وصححه ابن حجر وغيره).

لن تكوني غير نفسك فاقبليها


كثير من الفتيات ينقمن على أنفسهن، ويتمنين أن يكن شيئًا غير ما هن عليه، فهذه لا يعجبها جسمها، وتلك تكره شخصيتها، وأخرى لا ترى في نفسها أي إيجابية، وهكذا يجتررن هذه النقمة حاملات أعباءها، وواقعات تحت عنتها الشديد المترسب في داخلهن.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحقرن أحدكم نفسه». وقد قيل: «ما من تعيس أكثر من الذي يتوق ليكون شخصاً آخر مختلفاً عن شخصه جسداً وعقلاً»، فتفكري كم منَّ الله عليك من النعم في نفسك وعقلك وصحتك دون سواك! كم من الطاقات التي حباك بها، وجعلها متاحة بين يديك! وعليك أن تقبلي نفسك كما أوجدها الله -عز وجل-، أن تتقبلي شخصيتك، مظهرك، كل شيء فيك، وقد تتساءلين: ماذا أفعل لأتغلب على هذه النقمة التي أصبها على نفسي؟

- الغي أي فكرة سلبية تطرأ عن نفسك مباشرة ولا تنساقي وراءها.

- استبدلي الألفاظ السلبية التي تعبرين بها عن نفسك بألفاظ إيجابية.

- تعرفي على عيوبك ولكن لا تضخميها، وتغلبي عليها بالتدريج.

- اشغلي نفسك بتحقيق أهداف ذات قيمة تشعرك بالحماس.

- تأملي مخلوقات الله -عز وجل-؛ فالتأمل يضفي على النفس الراحة والهدوء والصفاء.

- اجعلي لسانك رطباً بذكر الله فإن الشيطان يشغل ابن آدم بنفسه ليكدر عليه حياته فينشغل بها عما خلق لأجله.

- أسعدي من حولك (والديك وأفراد عائلتك) تصدقي على المساكين؛ كل هذه الأمور تجعلك تشعرين بالسعادة، كما أنها تجلب لك محبة من حولك، وهو ما يزيد تقديرك لنفسك.

- تذكري أنك الوحيدة القادرة على تلوين حياتك بالألوان التي ترينها، فأي الألوان تختارين؟


الخنساء شاعرة الرثاء والحكمة


في حياة الخنساء عبر وحكم؛ ولا سيما أنها من أشهر شاعرات العرب، ومن أرجحهن عقلا، ولقد قدمت في الإسلام أربعة من أبنائها شهداء في سبيل الله -تعالى- في معركة القادسية -16 هـ - وكانت مع أولادها، وفي الجاهلية كانت تكرم أخويها: صخرا ومعاوية لما كانا يتصفان به من صفات كانت ممدوحة في تلك العصور، وربما أقر الإسلام بعضا منها، ولا سيما بعد أن قوَّمها، ورشَّدها.

هي تماضر بنت عمرو بن الشريد من سليم، والخنساء لقب لها ومعناه: الظبية، وبلغ من حبها لبني عمها: أنها رفضت دريد بن الصمة (سيد بني جشم وهوازن)، فخطبها رواحة بن عبد العزيز السلمي، فولدت له عبد الله، ويكنى أبا شجرة، ثم خلف عليها مرداس من أبي عامر السلمي، فولدت له يزيد ومعاوية وعمرا.

ولقد امتدح شعرها النابغة الذبياني الناقد المشهور في الجاهلية، فقال لها: - بعد أن استمع إلى قصيدتها الرائية في صخر - اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين، ولولا أن هذا الأعمى (الأعشى) أنشدني قبلك في عكاظ، لفضلتك على شعراء هذا الموسم؛ فإنك أشعر الجن والإنس.

قيل لجرير: من أشعر الناس؟ قال: أنا لولا هذه الخبيثة، ويعني: الخنساء، وقال عنها بشار بن برد: لم تقل امرأة قط الشعر إلا تبين الضعف فيه، فقيل له: أو كذلك الخنساء؟ قال: تلك فوق الرجال.

وقال المبرد: كانت الخنساء وليلى الأخيلية بائنتين في أشعارهما، متقدمتين لأكثر الفحول، وقلما رأيت امرأة تتقدم في صناعة. بينما أبو زيد قال: ليلى أكثر تصرفا وأغزر بحرا، وأقوى لفظا، والخنساء أذهب عمودا في الرثاء، وكان الأصمعي يقدم ليلى عليها. وفن الرثاء والمديح غرضان اشتهرت بهما الخنساء، وكانا بكلام فصيح ولهجة معربة، ونظم غير متفاوت، فهو الغاية.


أمثلة لشعرها

من حكمتها وهي ترثي صخرا:

أبكي فتى الحي نالته منيتُه وكل نفس إلى وقت ومِقْدارِ

فكـــــل حي صــــــائرٌ للبـــلى وكـــــل حبــــلٍ مــــرةً لاندثـــــارْ

ومن ظن ممن يلاقي الحروبْ بأن لا يصابَ فقد ظن عجْزا