غيِّـروا ما بأنفسـكم


د.بسام خضر الشطي


عندما ننظر إلى آيات الصيام من 183 ـ 187 من سورة البقرة نجد أن الهدف من الصيام الوصول إلى التقوى.. وهي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل، والعمل بالكتاب والسنة من فعل الأوامر واجتناب النواهي، والحرص على فعل المندوبات ومراقبة الله عز وجل في السر والعلانية.

ثم الآية الثانية ختمها الله عز وجل بالعلم ـ أي تتعلم الشريعة وأحكامها والصيام كما كان في عهد خير القرون والاستفادة من العلماء؛ لحديث «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».

ثم الآية الثالثة ختمها الله تبارك وتعالى بالشكر، أي تشكر الله عز وجل أن جعلك من المسلمين وأعانك على الصيام والقيام وفعل الطاعات، وتشكر الله بلسانك وبعملك فتشارك المسلمين أفراحهم وأتراحهم بالمال والدعاء والكلمات المكتوبة والمقروءة والمسموعة وتدعو الآخرين إلى بذل الخير لهم.

ثم الآية الرابعة ختمها الله عز وجل بقوله: {لعلهم يرشدون} والراشد هو الذي يحرص على الإيمان وتزيينه في قلبه وكراهية الكفر والفسوق والعصيان ويعمل للآخرة.

وتبرز أهمية هذه الآية في اللجوء التام إلى الله عز وجل وتوحيده وتعبده حبا في ذاته وطمعا في جنته وخوفا من ناره.

ثم التوبة إلى الله عز وجل والفرار اليه واللجوء نحوه والإقلاع عن الذنب والندم على ما فات والعزيمة على عدم العودة وتعمل الصالحات {إن الحسنات يذهبن السيئات} وتمنع الجوارح من محارم الله من الغش والخداع والظلم ومنع الحقوق والابتعاد عن مشاهدة المحرمات.


أهمية الحرص على السحور فإن أكلة السحور فيها البركة وتطبيق السنة وإحياؤها ولو بشربة ماء، فزيد بن ثابت تسحر مع النبي [ ثم قام إلى صلاة الفجر، فكان بين السحور والصلاة قدر خمسين آية.

وأيضا عليك بتعجيل الفطر وعدم تأخيره كما ورد في حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله [ قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»