تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وقفة مع كتاب الأندلسي الأخير. طلال بن صالح النفيعي

  1. #1

    افتراضي وقفة مع كتاب الأندلسي الأخير. طلال بن صالح النفيعي

    وقفة مع كتاب

    الأندلسي الأخير …
    بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين… و بعد
    أخي القارئ؛ ستجد في هذا الكتاب ما لا تجده في غيره من كتب التاريخ؛ خصوصاً عندما كان كتاب (أبي الحسن الغرناطي) يتناول آخر خمسة أيام عاشها وشاهدها في غرناطة قبل السقوط!
    وذُكر فيه ايضاً موقف البطل (علي بدية) وكيف أصبح المسلم (الأندلسي) الوحيد والفريد والأخير الذي أوصل إلينا مأساة الموريسكيين (المسلمين) في ذلك الوقت!
    وكيف وصل هذا الكتاب إلى الأديب أحمد أمين وكيف ترجمه وتعب عليه وسهر من أجله!

    قرأتُ
    في كتب التاريخ وغيرها، ومررت ببعض الوقائع المؤلمة التي مرت على الإسلام والمسلمين؛ فلم تتساقط دموعي مثل ما تساقطت على الموريسكيين الذين شعرتُ أثناء قراءتي بأني أعيش بينهم مُشاهداً لتلك الأحداث، مدهوشاً مما يفعله بهم الأنجاس، متألماً متخوفاً متحسساً حال المسلمين في كل مكان وخصوصاً في هذا الزمان!

    نعم؛ لقد أثبت الموريسكيون و بينوا لنا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (قد كان من قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثمَّ يُؤتى بالمِنْشَارِ فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاطِ الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّهُ ذلك عن دينه) البخاري، تعلمنا منهم بأن التضحية لهذا الدين ليس كلاماً يقال أو خواطر تنثر أو ادعاءات كاذبة؛ بل أفعالاً تسطر على أرض الواقع، بله حقيقة الإيمان والحب والثبات والتضحية من أجل هذا الدين العظيم، فكرماء النفوس وعظماء الشرف والمكانة من المسلمين لا يعيشون إلا شرفاء أو يموتوا كرماء!
    أخي المسلم؛ في ذلك الزمان أصدرت محاكم التفتيش مرسوماً بتنصير كل مسلمي الأندلس إجبارياً، وتحويل المساجد إلى كنائس، ومحو كل ماهو عربي إسلامي؛ وعلى ذلك سطر المسلمين أعظم سطوراً إسلاميةً في التاريخ لا نعرف أصحابها إلا في كتاب أو تحت تراب!
    فوا أسفي! عندما يكون بيننا في هذا العصر وخصوصاً هذه الأيام أمثال الموريسكيين وهم كُثر؛ من الأقليات المسلمة التي تعيش تحت وطأة العدو الغاصب، الذين ليسوا ببعيد عن محاكم التفتيش إن لم يكونوا تجاوزوهم بمراحل من التعذيب والتنكيل!
    لنا إخوة من المسلمين يعانون الأمرّين في شتى بقاع الأرض في بعض دول اليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرها، يعتصرهم الحزن وعيونهم تملؤها الدموع وقلوبهم يكسوها الأسى؛ ينتظرون فرج الله لهم ونصرة إخوانهم المسلمين في كل مكان، وكل حسب استطاعته!
    والعجيب في ذلك أن غالب الدول التي فيها الأقليات المسلمة تدّعي الإنسانية وأنها مهتمة بحقوق الإنسان وغيرها، وهم والله بعيدون كل البعد عن الرحمة؛ بل والله إن الرحمة والعاطفة نُزعت من قلوبهم تماماً!
    والأعجب من ذلك عندما سيذكرنا التاريخ أو (سيذكر البعض منا) بأسوأ مرحلة مرت على الإسلام والمسلمين، لا بالحق نطقنا ولا بالصمت اكتفينا! بل شُغلنا بمتابعة عيوبهم وتتبع زلاتهم وأسباب تسلط العدو عليهم وأنهم هم السبب في ذلك و أنهم وأنهم.... وغير ذلك من أمور تافهةٍ جداً فحيائي من الله عز وجل يمنعني أن أذكرها! قال تعالى: (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة - ٤٢.
    فليت شعري؛ لو انشغلنا بالدعاء لهم لعل الله عز وجل أن ينصرهم على عدوهم وأن يرفع عنهم ماهم فيه من بلاء وفتنة.
    فنسأل الله أن ينصر ويرحم إخواننا المسلمين في كل مكان، ونسأله أن يعجل بفرجهم عاجلاً غير آجل، ونسأله أن لا يفتنا في ديننا وأن لا يسلط علينا أعداءنا، ونسأله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم آمين. وصلى الله وسلم على نيبنا محمد.


    وكتبه
    طلال بن صالح النفيعي

    الطائف
    ليلة الأربعاء
    ٢٢ / رجب / ١٤٤٣هـ

    الصور المرفقة الصور المرفقة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: وقفة مع كتاب الأندلسي الأخير. طلال بن صالح النفيعي

    جزاك الله كل خير وبارك فيك فقد قلت فاوجزت ونصحت فافصحت
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •