"الخوارج وأهل البدع يكفِّرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم هي دار الإيمان ... فهذا أصل البدع التي ثبت بنص سنة رسول الله وإجماع السلف أنها بدعة، وهو جعل العفو سيئة، وجعل السيئة كفرًا، فينبغي للمسلم أن يحذر من هذين الأصلين الخبيثين وما يتولد عنهما، من بغض المسلمين وذمهم ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم، وهذان الأصلان هما خلاف السنة والجماعة، فمن خالف السنة فيما أتت به أو شرعته: فهو مبتدع خارج عن السنة، ومن كفر المسلمين بما رآه ذنبًا سواء كان دينًا أو لم يكن دينًا، وعاملهم معاملة الكفار: فهو مفارق للجماعة، وعامة البدع والأهواء: إنما تنشأ من هذين الأصلين".
ابن تيمية